د- هاني ابوالفتوح - مصر / الكويت
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5016
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
بعد مجزرة الأربعاء الدامي وبدلا من أن يكون لعقلنا مساحة من الحرية في التفكير ونستخدمه مرة واحدة لله تعالى في شيء إيجابي وفكر منطقي سليم حتى نتقي الله تعالى في نعمة ميزنا بها عن باقي مخلوقاته وحتى نحترم أرواح من لقوا وجه ربهم وهم في عمر الزهور،
وجدت عقولا خربة تدفع بنا رغم فداحة الحدث للبحث عن تبرئة مدينة
بورسعيد من دم إبن يعقوب كأن هذا كل ما يعنيهم،
حرب ضروس قامت لا هَم لها إلا توجيه ما حدث لعدة أمور :
- أهل بورسعيد وممثليها من أعضاء مجلس الشعب كل همهم إثبات أن بورسعيد بريئة وأن ما تم هو مؤامرة دنيئة تم إستغلال أرض إستاد بورسعيد فيها
- مجموعة أخرى تحمل لواء أن المجزرة مدبرة بترتيب من الأمن إنتقاما من شباب الأولتراس الذي لعب دورا في الثورة ويقف موقف معادي من الداخلية فحانت لحظة عقابه على رؤوس الأشهاد
- وبما أن نظرية المؤامرة قائمة فلتتجه أيضا إلى الجيش فهي فرصة تاريخية لفريق يسقط يسقط حكم العسكر يجب ألا تفوتهم وكأنها منحة من القدر يجب أن يستغلوها وكأن أرواح من سفكت دماؤهم غنيمة،
ماحدث في بورسعيد هو مثال صارخ لما نمر به حاليا من أزمات، فالحقيقة المؤلمة أننا لم ننظر على اتساع الدائرة ليرى الجميع الحقيقة المرة وهي ان أرض بورسعيد الكروية مع النادي الأهلي أرضا خصبة للعنف الدائم منذ زمن بعيد وأننا بات فينا عنف و قسوة أيضا غير طبيعية وشهوات إنتقام وفعل ورد فعل بل التلذذ بالانتصار على الآخر في جهالة وغباء ولم يتدخل أحد لنزع هذا الفتيل والتعصب العفن،
كما أن هناك قصور أمني واضح وأداء فاشل لكافة أجهزة الأمن وضعتهم في موقف الشبهات بتقاعسهم عن أداء دورهم ليحصدوا نتيجة سوء أدائهم وتقصيرهم وعدم تقديرهم للموقف كاملا، ومن العار لجهاز الشرطة أنهم دخلوا في معارك ورغبات إنتقام مع جماعات الأولتراس من الشباب المندفع الثائر حتى من قبل الثورة فجذور الخلاف قائمة والثقة المفقودة بينهما بؤرة لكل المشاكل،
كما أن إدارة إتحاد الكرة الفاشلة لم تعي جيدا خطورة الوضع الذي تمر به البلاد وفضلت أن تنظر للمصالح المادية أكثر من الحرص على أرواح البشر ولو رأينا عتاهة التصرف من حكم المباراة الذي كان كل همه إكمال المبارة في بلاهة واضحة إعتقادا أنه سيصل بها إلى بر الأمان فأوصلنا إلى شواطيء التيه وأمواج الغرق وحصد الأرواح،
المجلس العسكري أيضا لم يسلم من كل هذا فهو لم يحسن التصرف في الكثير من الأمور ووضع نفسه دائما موقف المشكوك فيه، ولم يستطع التصرف بحكمة الكبير في إحتواء الصغير، إنه يجتهد وفقا لما لديه من خبرات لكنه لا يستطيع أن يجمع الشتات،
وطالما أن الشك والريبة موجودة فستظل نظرية المؤامرة قائمة وعلينا إما أن نثبتها بالدليل المادي الحقيقي أو ستظل سيفا مسلطا على رقابنا وستارا لكل أعمال الخروج عن الشرعية والنظام،
أنشر هنا موقع على اليوتيوب لتصوير شاب من مشجعي نادي المصري لأحداث المذبحة ولاحظوا مدى الإستمتاع بالتعدي على جماهير الأهلي لتعلموا لأي مدى وصلت أخلاق البعض منا لتضع رأسنا في الوحل،
http://www.youtube.com/watch?v=pKc9Nxu9-RA&feature=player_embedded&skipcontrinter=1
أرجو من كل بنت أو سيدة ألا تفتح هذا الفيديو لإحتوائه على ألفاظ نابية أربأ بهم الإستماع إليها، وبعد مشاهدتي للفيديو لا أجد تعليقا إلا أن أقول عذرا للأخلاق والقيم والتربية والضمير والسلوك والدين، عذرا إن كانت هذه أخلاقيات البعض منا، وعيب على من يدعي ان المجزرة القذرة التي حدثت في استاد بورسعيد هي حصاد مؤامرة وفقط فهي مجموعة متكاملة من العوامل التي لاتحتاج الي مبررات واهية للدفاع عن مدينة بحجم بورسعيد أو إتهامها بكل من فيها، فبورسعيد تمثل مصر بما فيها من خير وشر وبلطجة وإجرام فهي ليست المدينة الفاضلة ولا القاتلة بل فيها قتلة وسفلة وسفاكي دماء وفيها أيضا أطهار وفيها أحرار،
هذا الشريط يوضح مجموعة من السفلة من فئات عديدة من شباب منحل من أبناء بورسعيد وفيه أيضا قتلة وبلطجية لاضمير ولا دين لهم، أيا كان محركهم فكلنا خاسرون وكلنا مدانون وكلنا متهمون أن نحاول أن نجعل من قضية قيم وأخلاق وسلوكيات شعب لمجرد هل بورسعيد بريئة أم مدانة ؟ !،
عار عليكم يا أعضاء مجلس الشعب عن مدينة بورسعيد أن تنبروا مع لجنة تزييف الحقائق لمجرد فقط الشو الإعلامي أن تسيسوا قضية إنحطاط أخلاقي باتت سلوك فئة من الشعب تعيش وسطنا لمجرد الدفاع عن بورسعيد لتحويلها إلى ضحية، عار عليكم ألا تبحثوا عن كل من تواجد على ارض الإستاد وإتجه لجماهير النادي الأهلى إما لذبحهم ونحرهم كالطيور أو لمشاهدة النحر ولم يتحرك له قلب أو ضمير، إبحثوا كيف تدنت الأخلاق بين جيل من الشباب لهذا الحد وماالذي يعيده إلى الطريق السليم بدلا من البحث عن الطرف الثالث ولحام البوابات التي مر عليها أكثر من عام وبدلا من الجري وراء إعترافات وهمية لبلطجى فاقد الوعي للتستر خلف أقوال مرسلة،
أما الأمن فجرائمه لا تعد ولا تحصى فهو مجرم قاتل بدرجة مشارك صامت، لم يحمي الضحية أولا وترك المجرم يذهب في خيلاء لإفتراسها، وغض الطرف عن كل ما أمامه وأغلق أذنيه حتى لا يستمتع بنشيد الذبح بعد أن أغلق الأضواء حتى لايؤرق عينيه بمناظر الذبح التي تعود عليها وإلا ليقول لنا ألم يستمع لنداءات واستغاثات وآهات وأنات المذبوحين لفترات طويلة ،
ألا إن الله لا يحب المعتدين فأبشروا بعذاب من الله أليم، لعن الله كل من رأى ظلما فأعان عليه أو صمت عنه أو أوجد له الدوافع والمبررات،
هذه رؤيتي لكل ماحدث قد أكون محقا وقد أكون مخطئا في بعضها لكن الذي لا نستطيع أن نغفل عنه أن هناك ضحايا قتلوا وهم مصريون وأن هناك سفاكي دماء قتلة خرجوا علينا من بين جماهير النادي المصري في أرض إستاد بورسعيد وأن هناك من شاهد القتل وسمعه ولم يمنعه وأن هناك من سمح بالقتل وإستمتع به من المصريين الظالمين،
سحقا لمن أبكوا مدامعنا، سحقا لكل من حرم إنسانا من حق الحياة،
سحقا لمن يصمت عن أنين أم، سحقا للظلم، ألا لعنة الله على الظالمين .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: