البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

إرضاء لأمريكا والعلمانيين
"النهضة" تحصد التونسيين بالرصاص

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 10378


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


حركة "النهضة" التي باركت تقتيل القوات الغربية لليبيين، تواصل الآن تقديم القرابين لأمريكا لتثبت أهليتها لحكم لتونس و أنها قادرة على رعاية المصالح الأمريكية بجدارة، وهاهي الآن تقتل شبان تونسيين لمجرد أنهم حملوا السلاح والحال أن غيرهم الكثير حمل السلاح ولم يقع قتلهم، لا لشيء إلا لان هؤلاء الفتية لهم انتماءات إسلامية على الأرجح ويرفضون الرضوخ لأمريكا وسياساتها، كما أنهم يوصفون لدى أمريكا وأتباعها المحليين من بني علمان بأنهم يمثلون التطرف.

يبدو أن منحدر التنازلات لا يوجد له حدود، وأن مبدأ إرضاء الواقع والتقرب لأطرافه الفاعلة محليا ودوليا يمثل الضابط لتصرفات حركات الإسلام الأمريكي من مشتقات جماعة الإخوان المسلمون ومن ذلك ممثلتهم بتونس حركة "النهضة".

مايعرفه التونسيون أنه لايوجد قانون يقول بوجوب قتل حامل السلاح، ولا يفهم إذن لماذا تم قتل هذين الشابين؟ لا يعرف لماذا لم يقع شل حركتهما بغاز عوض قتلهما؟ أما كان يسع حركة "النهضة" أن تقبض عليهما عوض المسارعة بقتلهما؟ لماذا هذه التسرع لإزهاق روح شابين يعلم الله وحده دافع حملهما السلاح؟

لا يوجد تفسير لعملية القتل هذه إلا احتمالان: إما عجز مهني فظيع لدى القوات الأمنية التونسية المختصة بحيث إنها لا تملك ما يقع به شل حركة الأفراد، أو أنها لا تستطيع إصابة احدهم من بعيد إصابة دقيقة بحيث لاتقتله، وإما أن يكون السبب الثاني -وهو الأرجح- تمشي مقصود من طرف حركة "النهضة" المتحكمة في وزارة الداخلية ومجمل الحكومة، يهدف للبرهنة للعلمانيين محليا وللغرب عموما خارجيا، أن "النهضة" سائرة لامحالة في الركب الأمريكي تتمثل مجمل مفاهيمه وتعتبر الإرهاب ما تعتبره أمريكا إرهابا، تعادي من تعادي أمريكا وتصالح من تصالحه أمريكا، لا تراعي في ذلك ضوابط الإسلام ولا الانتماء الوطني.

تبقى حركة "النهضة" مطالبة بالإجابة عن التساؤلات العديدة لدفع تهمة تهافتها في سعيها المتواصل لارضاء نبت السحت زرع بورقيبة المتحكم في الواقع طيلة خمسة عقود.
بماذا تفسر "النهضة" ومريدوها هذه الشجاعة المفرطة ضد هؤلاء الفتية مقابل رخاوتها مع أهل الباطل بحيث لانعرف أنها اتخذت ضدهم أي إجراء، بل إننا ماعرفناها إلا مدافعة عن المواخير، متقربة من عصابات الإلحاق الثقافي طالبة لرضاهم، منهزمة من أمامهم كلما تعلق الأمر بمواجهة ولو فكرية، متبرئة من خلفيتها التي تصر على أنها إسلامية.

لماذا هذا التسرع بقتل هؤلاء الفتية حينما حملوا السلاح، ألأنهم لا بواكي لهم يقع المسارعة بالتخلص منهم، ألأنهم لايملكون وسائل إعلام تدافع عنهم وتطرح مشاغلهم يقع شطبهم، ألان أمريكا والغرب لايقف معهم يقع نسفهم، ألأن قتلهم يرضي امريكا وقع استنبات هذه الشجاعة من حركة ماعرفها الناس إلا جبانة بحيث يكاد يضرب بها المثل في الخور، وما تاريخها في مواجهة الأنظمة منذ بورقيبة لما بعد الثورة إلا شاهد عن ذلك.

لماذا لم يقع قتل العشرات من الذين وقع القبض عليهم وهم يحملون السلاح بتونس بعد الثورة، إما متاجرين به أو ناقلين له، لماذا لم يقع ذلك وتتم المسارعة بقتلهم؟

لماذا تنطلق طقوس التنديد بحمل السلاح والتهجم على العنف، وتغيب مثل هذه الطقوس إذا ما تعلق الأمر بأصناف أخرى من العنف وضروب أخرى من الأسلحة الموجهة لضرب المجتمع، وهي أسلحة من المضاوة أين منها الأسلحة النارية؟

لماذا لا يقع الضرب على أيدي أصحاب العنف الفكري والثقافي والإعلامي الذي يتعرض له مجتمعنا على أيدي عصابات الإلحاق الثقافي منذ عقود خلت، لماذا لا تقع المسارعة باجتثاث من جعل نفسه أداة لضرب هوية التونسيين وإلحاقهم بالغرب، كما تقع المسارعة باجتثاث من حمل السلاح الناري؟
أحمل السلاح الناري أخطر أم حمل مشعل ضرب هوية البلاد والعمل على إلحاقها تابعا لفرنسا؟

أليس الحل لتجنب عمليات العنف هو اقتلاع أسبابه التي تمثل عوامل تغذيته عوض الاكتفاء بإزالة النتائج؟ أليس وجود نبت الزقوم التي استنبتها بورقيبة بين ظهراني التونسيين وتسليطهم على رقابهم، هي السبب في التوترات المتواصلة بالمجتمع التونسي؟
أليس الحل النهائي لإزالة التوترات هو اجتثاث هذه الطبقة الهجينة؟
لماذا لايقع إظهار الشجاعة لاستئصال أدوات الإلحاق الفكري والثقافي والتعليمي وإبعادها نهائيا عن المسؤوليات، مثلما وقع إظهار الشجاعة في محاربة الفتية حاملي السلاح؟
لماذا لاتقع المسارعة في معالجة الأسباب مثلما وقعت المسارعة في معالجة النتائج؟


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، حركة النهضة، المجموعة المسلحة، الإسلام الأمريكي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 3-02-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  حول حكاية رصّ الصفوف: هل أن السيسي وسليم عمامو وهيئة بن عاشور كانوا يرصون الصفوف
  إصلاح النفس لا يكفي
  "العقل" التنفيذي مقابل العقل المفكر
  على الشباب أن يؤسس لفعل سياسي جديد بمعزل عن التنظيمات الحالية
  خطر قنوات "MBC" والإستفاقة المتأخرة
  اجعلوا أحزانكم على "أبي إبراهيم"، مولّدة للطاقة
  مصطلح "نخب الاستقلال"، ليس بأجدر ولا أفضل من مصطلح "منتسبي فرنسا"
  الواقع يغيّره صاحب القوة وليس صاحب الحق والمبدأ : أخلاق القوة (*) هي التي تغير الواقع
  المسلّمات التي تنتج طمأنينة زائفة: لا يمكن تغيير واقعنا مع الإبقاء على الأصنام وزوايا النظر النمطية
  نماذج للخلط في تناولاتنا: فرنسا، غض البصر، تعدد الزوجات ...
  التونسي لايفعل ولايغيّر، ليس لأنه عاجز وإنما لأنه لايعرف ماذا يفعل
  ثقافة الدجاج والتّدجين
  هل حان الوقت لأن تحلّ التنظيمات الإسلامية نفسها
  الفعل السياسي الحالي لاقيمة له، لأنه لن يتجاوز سقفا حدده مدير السجن الذي يحكمنا منذ عقود
  يجب أن تكون قادرا على تجاهل الحدث، وذلك شرط حرية الموقف
  التونسيون وهواية العبث: نموذج دعوات المشاركة والمقاطعة في الإنتخابات
  يا جماعة يهديكم الله، حكاية سب أم المؤمنين وعراك الصحابة، هذا تاريخ وليس عقيدة
  علينا أن نحزن لوجود هؤلاء بيننا
  لماذا تفشل دعوات المقاطعة للسلع الغربية أو دعوات التصدي للإنقلاب: الدعوة المباشرة للفعل تضعف احتمال نجاحه
  لماذا لا يفرح البعض منا لأفعال المقاومة اللبنانية ولا يحزنون لخسائرها
  المدوّنون الإسلاميون و وَضْعيّة الكلب
  على هامش تفجيرات لبنان: الجهل والمعرفة بالأحداث هل هي ذات قيمة
  هل لدى التونسي مشكلة في قدرات ........
  الحركات الإسلامية وحتمية السجن أو الأدوار الوظيفية: تونس، الجزائر، المغرب، الأردن ...
  البودكاستات العربية ذات مظهر جذاب، لكنها عقيمة المحتوى وتكرس واقعا فاسدا
  المنصّات الإعلامية الجديدة، هل تخرج من المواضيع العقيمة: الإلحاد، دخول الغربيين الإسلام...
  لماذا تبحثون في حياة السّلف الأوائل، وهؤلاء القدوات بيننا
  مالذي يجمع بين مشاهدة الألعاب القتالية والرقص والجنس
  ضعف قدرات التجريد لدى "النخب"، هو الوجه الآخر لمشاكلنا
  "نخب" الجمود الذهني، وفلسفة ذلك ماوجدنا عليه آباءنا

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أحمد الحباسي، أ.د. مصطفى رجب، سلام الشماع، علي الكاش، فتحي العابد، عبد الغني مزوز، د. أحمد محمد سليمان، فتحـي قاره بيبـان، إيمى الأشقر، صباح الموسوي ، عبد الله الفقير، محمد علي العقربي، سيد السباعي، د. عادل محمد عايش الأسطل، إياد محمود حسين ، د- محمود علي عريقات، تونسي، يحيي البوليني، صفاء العراقي، رافع القارصي، صفاء العربي، حسني إبراهيم عبد العظيم، عبد الرزاق قيراط ، رافد العزاوي، محمد اسعد بيوض التميمي، يزيد بن الحسين، د. عبد الآله المالكي، صالح النعامي ، رشيد السيد أحمد، مجدى داود، رمضان حينوني، د- هاني ابوالفتوح، ماهر عدنان قنديل، د - مصطفى فهمي، د.محمد فتحي عبد العال، د - عادل رضا، محمود طرشوبي، د. خالد الطراولي ، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد أحمد عزوز، مراد قميزة، منجي باكير، ياسين أحمد، مصطفي زهران، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عواطف منصور، إسراء أبو رمان، سليمان أحمد أبو ستة، ضحى عبد الرحمن، مصطفى منيغ، عراق المطيري، سفيان عبد الكافي، صلاح الحريري، أحمد النعيمي، الهادي المثلوثي، أحمد ملحم، صلاح المختار، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حسن عثمان، د - الضاوي خوالدية، د. طارق عبد الحليم، أبو سمية، وائل بنجدو، أحمد بوادي، د. صلاح عودة الله ، طارق خفاجي، حميدة الطيلوش، الناصر الرقيق، عبد العزيز كحيل، سامر أبو رمان ، د - محمد بنيعيش، بيلسان قيصر، نادية سعد، كريم فارق، فوزي مسعود ، خالد الجاف ، د- جابر قميحة، محمد الطرابلسي، محرر "بوابتي"، د - شاكر الحوكي ، سامح لطف الله، العادل السمعلي، فتحي الزغل، المولدي اليوسفي، د. أحمد بشير، محمد الياسين، المولدي الفرجاني، محمد عمر غرس الله، عزيز العرباوي، خبَّاب بن مروان الحمد، أنس الشابي، الهيثم زعفان، عبد الله زيدان، د- محمد رحال، رضا الدبّابي، سلوى المغربي، محمد شمام ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، فهمي شراب، جاسم الرصيف، سعود السبعاني، حاتم الصولي، محمود سلطان، محمود فاروق سيد شعبان، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد يحي، محمد العيادي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، حسن الطرابلسي، علي عبد العال، طلال قسومي، د - المنجي الكعبي، عمار غيلوفي، عمر غازي، رحاب اسعد بيوض التميمي، كريم السليتي، أشرف إبراهيم حجاج، د - صالح المازقي، د - محمد بن موسى الشريف ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة