البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

لماذا إعلان حالة الطوارى في هذا التوقيت ؟

كاتب المقال منذر عدودي - فرنسا    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8290


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


في كل مرّة يفاجئنا الرئيس المؤقت فؤاد المبزّع بمرسوم لا نفهم و لا ندري مبرراته. قام في وقت سابق بترقية كوادر أمنية في وقت النّاس تطالب فيه بمحاسبة قتلة أبنائها، عيّن رشيد عمّار على رأس أركان الجيوش الثلاثة في وقت نريد فيه التخلّص من هيمنة و عقلية الرجل و الزعيم الواحد.
أنا شخصيا لست ضذّ ترقية رشيد عمّار أو غيره، و لكن السؤال المطروح : هل هذا هو التوقيت المناسب لمثل هكذا قرارات ؟ نحن نمّر بفترة انتقالية ليعلم هؤلاء، ولكنّ الرئيس المؤقت و الحكومة بصفة عامّة يتصرفّون بسياسة الأمر الواقع و يملون علينا ما يريدون. يخطئ من يقول أنّ الرئيس المؤقت لا علاقة له بالأمر الواقع و لا وزن له على الساحة السياسية، هذا إمّا استخفاف بالعقول أو قلّة فهم لدواليب السياسة.

كيف لحكومة ظلّ سمعنا عنها الكثير أن تعمل بدون ضوء أخضر من أعلى هرم في السلطة، الرئيس المؤقت من استشار لتعيين السبسي على رأس الحكومة، و لإصدار المراسيم، أنا شخصيّا لم تُتح ليَ فرصة رؤية فؤاد المبزّع في مجلس وزاري أو استشاري، سمّه كما شئت.

و مؤخرّا يخرج علينا بمرسوم إعلان حالة الطوارئ ؟ و على مستوى كامل الجمهورية و كأنّنا على وشك حرب، إذا كان الحال متعلق بالجنوب التونسي، فمكن أن نجد للأمر مبررا، استعدادا لما يمكن أن يصدر من كتائب القذافي، و لكن تعميمه على كامل التراب يفتح باب الشكّ و الريبة و عدم الثقّة الذي لم يُغلق أصلا.

هذا يجرنّا إلى الحديث عن أصل المشكل بين فئة لا يستهان بها من الشعب التونسي من جهة و بين صنّاع القرار في تونس من جهة أخرى. هناك أزمة ثقّة، صنّاع القرار في تونس يتصرفّون و كأنّ تونس ملك لهم، كأنّهم هم من قام بالثورة. يقررون أحيانا إن لم يكن غالبا دون الرجوع إلى الشعب و إذا عارض النّاس سلميا قُمعوا بوحشية و كأنّ بن علي لا يزال على رأس السلطة في تونس. و دليل هذا ما حدث و شاهدناه في القصبة 3، و لو أنّ لي مؤاخذاتي على هذا الإعتصام لأنّ المطالب و الأهداف لم ترتقي إلى ماهو مرموق في نظري و وددتُّ لو أنّ معتصمي القصبة 3 انضمّوا إلى إخوانهم معتصمي المصير لتكوين جبهة قويّة ضدّ الأيادي الخفيّة حسب السيّد السبسي و كما قال هذا الأخير في أحد مداخلاته : يد الله مع الجماعة و لأنّ مطالب المصير كانت أرقى و أعلى في نظري، البعض يقول مستحيل تحقيق هكذا مطالب و خاصّة تنحية المبزّع، أنا أقول اللذّي جاء به قادر عليه ؟

ذنب الشعب التونسي ممكن أنّه كان السبّاق في الثورات العربية، فالشعوب اللتّي ثارت بعدنا استفادت من نقائص ثورتنا، ففي مصر مثلا لو أنّ الثوّار رضوا بعمر سليمان لكانوا يُعانون مثلنا أو أكثر لأنّ هذا الأخير أقوى بكثير من فؤاد المبزّع. تسارعت الأحزاب للدخول في حوار مع سليمان و لكنّ المصريين في ميدان التحرير أصرّوا على أنّ الشعب يريد إسقاط النظام برمتّه، من رئاسة و وزراء و متنفذّين، الخ.
و هو ما لم حصل في تونس، رضينا بالأمر الواقع و كأنّ شيئا لم يكن و أصبح الحمل الوديع فؤاد المبزّع قائدا للثورة و حامي الحمى، يالها من مفارقات عجيبة أصبح الذئب راعيا للغنم. و هنا لا بدّ لي أن أُعرّج على دور الأحزاب كلّها دون استثناء اللتّي لم تتظلع و لم تتحمّل مسؤليتها التاريخية، لأنّ هذه الأحزاب هرمت في الممارسة السياسية، ولكنّها فشلت في توعية الشعب من خطورة بقاء المُسمّى فؤاد المبزّع على كرسي الرئاسة و لو مؤقتا. حتّى منظمات المجتمع المدني فقدت الكثير من الزخم في الأونة الأخيرة بالرغم أنّها كانت أوّل من ساند هذه الثورة المباركة، لا تنديد بما جرى في القصبة 3 و ما تلاها من أحداث في منزل بورقيبة و غيرها، لست أدري إن نددت بعض هذه المنظمات بما جرى في سينما أفريكا ؟ خوفي كلّ الخوف أن يكون هناك زواج عرفي بينها و بين ثلّة تريد ديمقراطيةً على هواها، ديمقراطية مزيّفة كما كانت في العهد البائد و ذلك بإطلاق العنان للأجهزة الأمنية بتعلّة ملاحقة الإسلاميين و التخويف منهم، نحن لا نريد تسييس منظمات المجتمع المدني و لكن نريد أن تظطلع بدورها الطبيعي و أن تنأى بنفسها عن كلّ المزايدات السياسيّة.ولمن يهمّه التاريخ، و بما أنّ التاريخ يُعيد نفسه في بعض الأحيان، فزّاعة التخويف من الإسلاميين هي الفزّاعة نفسها اللتّي استعملها بن علي ما قبل 1987 و بعدها، في انتخابات 1989 و غيرها من المناسبات. فالإنتباه كلّ الإنتباه لكي لا نُلدغ من نفس الجحر مرّتين، فمن حقّ المواطن العادي أن يشعر بالريبة و عدم الثقة لمّا تصدر مراسيم لا نفقه مبرراتها لقلّة أو عدم تنوير الرأي العام و تشريكه في أخذ القرار بشكل أو بأخر، فإعلان حالة الطوارئ بكلّ ما يعنيه من تضييق للحريّات و المحاكمات الإستثنائية و إطلاق العنان للأجهزة الأمنية و السلطات الواسعة لوزارة و وزير الداخلية، يطرح تساؤل و حيرة لدى عامّة النّاس و حتّى النُخبة و المثقفّين منهم ؟

أخيرا و ليس اخرا، في تقديري إمّا أن يُسقط باقي النظام و هو ليس بالأمر الهيّن، أو أن نرضى بسياسة الأمر الواقع التي فُرضت علينا و أن نكون أعيناً ساهرة على التحضير للانتخابات من التسجيل إلى الاقتراع. و ليعلم كلّ من تحدثّه نفسه بالتلاعب بهذه الانتخابات أو نتائجها أنّ هناك شعبا كنّا نظنّ بالأمس أنّه مات و لكن حذار فتحت الرمّاد اللهيبُ.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، السبسي، فؤاد المبزع، الحكومة المؤقتة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 5-08-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
الهيثم زعفان، علي عبد العال، رمضان حينوني، منجي باكير، إسراء أبو رمان، فهمي شراب، علي الكاش، حاتم الصولي، محرر "بوابتي"، رشيد السيد أحمد، سامر أبو رمان ، يزيد بن الحسين، سلام الشماع، د. عبد الآله المالكي، أشرف إبراهيم حجاج، د- هاني ابوالفتوح، د- محمود علي عريقات، وائل بنجدو، رافع القارصي، محمد أحمد عزوز، د - المنجي الكعبي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صالح النعامي ، د. صلاح عودة الله ، ياسين أحمد، صلاح المختار، المولدي الفرجاني، حسن الطرابلسي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، حميدة الطيلوش، سامح لطف الله، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - شاكر الحوكي ، فوزي مسعود ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عواطف منصور، مجدى داود، إيمى الأشقر، أ.د. مصطفى رجب، أحمد النعيمي، مصطفي زهران، فتحي الزغل، جاسم الرصيف، سعود السبعاني، نادية سعد، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سفيان عبد الكافي، محمود سلطان، مراد قميزة، فتحي العابد، رافد العزاوي، د - عادل رضا، د.محمد فتحي عبد العال، صباح الموسوي ، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد شمام ، د - الضاوي خوالدية، محمد العيادي، د. أحمد محمد سليمان، محمد يحي، العادل السمعلي، أبو سمية، الهادي المثلوثي، أنس الشابي، طلال قسومي، د - صالح المازقي، د. أحمد بشير، محمد الياسين، سيد السباعي، عزيز العرباوي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. خالد الطراولي ، محمد عمر غرس الله، رحاب اسعد بيوض التميمي، د- جابر قميحة، عبد الغني مزوز، محمود طرشوبي، عبد الرزاق قيراط ، محمد اسعد بيوض التميمي، عمار غيلوفي، عبد الله الفقير، د - مصطفى فهمي، محمود فاروق سيد شعبان، عبد الله زيدان، سلوى المغربي، د - محمد بن موسى الشريف ، عمر غازي، صفاء العراقي، د- محمد رحال، إياد محمود حسين ، د - محمد بنيعيش، كريم فارق، حسن عثمان، صلاح الحريري، سليمان أحمد أبو ستة، محمد الطرابلسي، أحمد الحباسي، صفاء العربي، الناصر الرقيق، ماهر عدنان قنديل، أحمد ملحم، تونسي، فتحـي قاره بيبـان، رضا الدبّابي، خالد الجاف ، كريم السليتي، د. مصطفى يوسف اللداوي، عراق المطيري، يحيي البوليني، د. طارق عبد الحليم، ضحى عبد الرحمن، أحمد بوادي، مصطفى منيغ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة