البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

أيها العلمانيون ... لكم الفضائيات والصحف ولنا الشارع

كاتب المقال مجدى داود    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5968 Mdaoud_88@hotmail.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الإعلام كان قبل سقوط نظام مبارك البائد مسلطا على الإسلاميين, لا يمر يوم إلا وهناك إساءة متعمدة موجهة لهم, وكان التركيز على جماعة الإخوان المسلمين, فتجدهم يتحدثون عن الجماعة المحظورة وغسيل الأموال والتنظيم السرى والسعى نحو السلطة والعلاقة مع طهران وغير ذلك كثير, وطبعا كان الهجوم على النقاب لا ينقطع وكذلك اللحى والإستهزاء بكتاب الله وسنة رسوله فى الأعمال الدرامية والأفلام السينمائية, كل هذا كان يحدث بأوامر من الحزب الوطنى وأمن الدولة.

وبعد نجاح الثورة فى الإطاحة بنظام مبارك البائد, بدأ الإعلام فى إحداث نوع من التوازن بين كافة التيارات وتوقف الهجوم الشديد على الإخوان المسلمين وبقية التيارات الإسلامية, لكن ما لبثوا أن عادوا بالهجوم من جديد على كل التيارات الإسلامية بعد تشكيل لجنة تعديل الدستور برئاسة المستشار طارق البشرى وعضوية الأستاذ صبحى صالح عضو جماعة الإخوان المسلمين, وزادت الهجمة حدة بعدأن وافق الإخوان ومعهم كافة التيارات الإسلامية بما فى ذلك حزبى العمل والوسط على التعديلات الدستورية, ثم كانت الصدمة للتيار العلمانى بالموافقة بأغلبية كاسحة على التعديلات الدستورية.

هنا شعر العلمانيون بحقيقة حجمهم فى الشارع, وشعروا أنهم لا يمثلون شيئا فى الشارع المصرى, فمن المعروف أن النصارى قد ذهبوا جميعا إلا الإستفتاء ليرفضوا هذه التعديلات, فإذا قلنا أن عدد أصوات النصارى مليونى صوت فهذا يعنى أن عدد الأصوات الرافضة للتعديلات من غير النصارى تمثل مليونى صوت أيضا عبارة عن كافة الأحزاب العلمانية الموجودة وكذلك حركة 6 أبريل والجمعية الوطنية للتغيير ومؤيدو عمرو موسى والبرادعى طبعا بالإضافة إلى الحزب الوطنى الذى كان يحشد أتباعه ليصوتوا برفض هذه التعديلات.

هذا الشعور بالضعف جعلهم يشنون هجوما عنيفا على التيارات الإسلامية ويتهمونها بخلط الدين بالسياسة وهذا شئ طبيعى فكل التيارات الإسلامية لم تقل أنها تفصل بينهما, وإن كنا نرفض الفتاوى التى أوجبت التصويت بنعم, لقد أصيبوا بالذعر, أبعد كل هذه الحملة من أجل رفض التعديلات لا يرفضها سوى أربعة ملايين فقط؟!, أبعد أن شوهنا صورة الإخوان والسلفيين واتهمناهم بالرجعية وبالإنتهازية يستطيعون حشد الناس للموافقة على التعديلات؟!

الفضائيات والصحف والمجلات تعمل ليل نهار على تشويه صورة الإسلاميين, يطلقون الشائعات المثيرة للسخرية ويروجونها بين الناس, يكذبون ويصدقون كذبتهم, والأقلام المسمومة لا تتوانى عن ركوب الموجة, كل يظن نفسه صاحب فكر وأكثرهم أفاقون كانوا بالأمس يمدحون أحمد عز ولا يذكرونه إلا ويقولون المهندس ... , اليوم يشنون حملة على السلفيين بتهمة هدم الأضرحة وإن كنا نرفض ذلك, إلا أن هؤلاء الذين يدافعون عن الأضرحة كانوا بالأمس يتأذون منها ويرفضونها.

التيارات العلمانية لا تعرف بعد طبيعة الشعب المصرى, فهم يتحدثون إليه من خلال الفضئيات والصحف, يجلسون فى الإستوديوهات المكيفة ويخاطبون الشعب الفقير, فأنى للشعب أن يستمع إليهم, إن الناس تريد أن تشعر بمن يعيش بينهم, يذوق من مرارة الفقر ما يذوقون ويلاقى ما يلاقون يفرح كما يفرحون ويحزن كما يحزنون, وهذا هو أصل قوة التيار الإسلامى بكافة فصائله.

الإسلاميون بفصائلهم المختلفة يعيشون بين الناس, يحدثونهم بأسلوب مباشر حديث الأخ إلى أخيه, وليس حديث المتكبر المتعال الذى يظن نفسه خبيرا فى كل شئ, وعالما بكل شئ, الإسلاميون يعيشون فى القرى والنجوع والأحياء يختلطون بالناس يشعرون بما يشعر الناس ويشعر الناس بما يشعرون, يتحملون من متاعب الحياة كما يتحمل الناس, يدرك الناس أن هؤلاء لم ينزلوا إليهم (بالباراشوت) بل كانوا دائما وأبدا موجودين معهم, يشاطرونهم الآلام والآمال.

إن العلمانيين يراهنون على الشعب والإسلاميون أيضا كذلك, العلمانيون يحاولون التواصل مع الشعب من خلال الفضائيات والصحف والمجلات, والإسلاميون يتواصلون مع الناس وجها لوجه بلا حائل ولا عائق ولا مواعيد مسبقة, العلمانيون يفرضون على الشعب أن يخالف هويته ودينه وتقاليده, والإسلاميون يحثون الشعب على التمسك بما يحفظ أمنه واستقراره, العلمانيون إذا أقاموا المؤتمرات جعلوها فى المدن الكبيرة حيث الفئة المتوسطة من الناس أما الإسلاميون فمؤتمراتهم فى كل قرية ونجع, وعلى سبيل المثال أعلم مدينة منذ نجاح الثورة لم يقام فيها مؤتمر واحد لأى حزب علمانى فى حين أقيمت ما لا يقل عن خمس مؤتمرات للتيارات الإسلامية وافتتح مقر لحزب الوسط بالمدينة.

هذا هو الفارق بين العلمانيين والإسلاميين, العلمانيون يريدون للشعب أن يسير خلفهم دون أن يقدموا أية ضمانة لهذا الشعب, ودون أن يشعروا بآلامه وحتى دون أن يتعبوا أنفسهم بالتواجد القوى بالشارع للتواصل مع الناس بل يريدون الظهور الإعلامى, أما الإسلاميون فقد أدركوا أن الشعب يريد من يتواجد بالشارع حيث هو الضمانة الحقيقية أنهم يسعون لتحقيق مطالبه, فهنئيا للعلمانيين صحفهم وفضائياتهم وهنيئا لنا الشارع وليعلموا أننا سنزاحمهم أيضا فى الفضائيات والصحف.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الثورة، وسائل الإعلام، الشارع، ثورات شعبية، علمانية، الثورة المضادة، الإخوان المسلمون، العلمانيون، مصر،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 7-04-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  من يحرك الصراع بين أردوغان وكولن؟ ولماذا الآن؟
  أردوغان وكولن .. صراع الدولة والدولة العميقة
  خطاب هنية.. تجاهل لأزمة حماس أم إدارتها
  صفقة الكيماوي.. أمريكا وروسيا يتبادلان الصفعات في سوريا
  ملامح التدخل العسكري في سوريا وأهدافه
  سيناريوهات 30 يونيو .. مصر نحو المجهول
  الهيئة الشرعية بين الواقع والمأمول
  ورحلت خنساء فلسطين بعدما رسمت طريق العزة
  وثيقة العنف ضد المرأة .. كارثة يجب التصدي لها
  ربيع تونس.. هل استحال خريفا؟
  ربيع العراق..السُّنَّةُ ينتفضون والمالكي يترنح
  الحرب على الدين في مالي
  الأزمة الاقتصادية.. سلاح المعارضة المصرية لإسقاط الإسلاميين
  مقتل "وسام الحسن".. نيران سوريا تشعل لبنان
  المتاجرون بحقوق المرأة في الدستور المصري
  الفتاة المسلمة في "سنة أولى جامعة"
  حرائر سوريا .. زوجات لا سبايا
  الدولة العلوية.. ما بين الحلم والكابوس
  ما هي نقاط الضعف الأبرز لدى الإسلاميين؟
  المراهقة وجيل الفيس بوك
  التحرش .. أزمة مجتمع
  هجمات سيناء .. كيف نفهمها؟!
  شروط تجار الثورة لإنقاذ ما تبقى منها
  خطة عنان لسوريا.. إحياء لنظام أوشك على السقوط
  وفاة شنودة وأثره على مصر والكنيسة الأرثوذكسية
  يا معشر العلمانيين .. من أنتم؟!
  يا فاطمة الشام .. إنما النصر قاب قوسين أو أدنى
  فشل الإضراب ولكن .. رسالة لمن عارضه
  الانتخابات وتناقضات القوى الليبرالية العلمانية
  هل تغير الموقف الروسي من نظام الأسد؟!

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
مراد قميزة، محرر "بوابتي"، د - صالح المازقي، أشرف إبراهيم حجاج، يزيد بن الحسين، منجي باكير، سفيان عبد الكافي، خالد الجاف ، حسن عثمان، فتحي العابد، خبَّاب بن مروان الحمد، رحاب اسعد بيوض التميمي، فتحـي قاره بيبـان، مصطفى منيغ، فهمي شراب، د. أحمد محمد سليمان، صفاء العراقي، إياد محمود حسين ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - محمد بن موسى الشريف ، عمار غيلوفي، أ.د. مصطفى رجب، عزيز العرباوي، المولدي الفرجاني، رمضان حينوني، أحمد بن عبد المحسن العساف ، مصطفي زهران، سلوى المغربي، أبو سمية، رشيد السيد أحمد، عواطف منصور، محمد الطرابلسي، محمود فاروق سيد شعبان، رافع القارصي، تونسي، عبد الله زيدان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عراق المطيري، د. عبد الآله المالكي، رافد العزاوي، أحمد ملحم، صباح الموسوي ، سامح لطف الله، د. أحمد بشير، محمد الياسين، حسن الطرابلسي، ياسين أحمد، د - عادل رضا، نادية سعد، محمد يحي، محمد عمر غرس الله، علي عبد العال، كريم السليتي، حسني إبراهيم عبد العظيم، عبد الغني مزوز، د - مصطفى فهمي، د - شاكر الحوكي ، د.محمد فتحي عبد العال، د. عادل محمد عايش الأسطل، ماهر عدنان قنديل، ضحى عبد الرحمن، صلاح المختار، الناصر الرقيق، د. طارق عبد الحليم، فوزي مسعود ، سامر أبو رمان ، محمد أحمد عزوز، محمود طرشوبي، عبد الله الفقير، حميدة الطيلوش، سيد السباعي، د- جابر قميحة، محمد اسعد بيوض التميمي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - المنجي الكعبي، أنس الشابي، سليمان أحمد أبو ستة، محمود سلطان، د - الضاوي خوالدية، عبد الرزاق قيراط ، د. صلاح عودة الله ، أحمد الحباسي، كريم فارق، الهيثم زعفان، فتحي الزغل، يحيي البوليني، صلاح الحريري، محمد العيادي، رضا الدبّابي، إسراء أبو رمان، د- محمود علي عريقات، عمر غازي، د- محمد رحال، أحمد بوادي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، حاتم الصولي، د- هاني ابوالفتوح، علي الكاش، د - محمد بنيعيش، صالح النعامي ، سعود السبعاني، د. خالد الطراولي ، جاسم الرصيف، إيمى الأشقر، وائل بنجدو، محمد شمام ، سلام الشماع، الهادي المثلوثي، العادل السمعلي، صفاء العربي، مجدى داود، أحمد النعيمي، طلال قسومي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة