البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الابتعاد المعنوي للنخب السياسية والاجتماعية

كاتب المقال فراس جعفر ابورمان - الأردن    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5346 Firas76ro@yahoo.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


النخب السياسية، ولا اقصد هنا الأقلية الحاكمة، بل اقصد أصحاب الذوات المتمتعين بقدرة عالية من التأثير في المجتمعات بالرغم من وجودهم خارج أدوات الحكم؛ أي الشخصيات التي تحمل فكرا وإيديولوجية وخبرة في الحكم على الأمور و مقدرة على التأثير في المجتمع وان كانت خارج الحكم.

و النخب السياسية والاجتماعية مبتعدة عن الساحة الأردنية منذ زمن ليس ببعيد ولذلك أسباب عدة:

أولها: ابتعاد قصري بسبب الأسلاك الشائكة التي يضربها من هم في مطبخ صناعة القرار حولهم ليبقوا هم في المقدمة وفي كادر الصورة وبشكل أحادي. حتى انك لتقول في أحيان انه ليس هنالك نخب سياسيه أو اجتماعية إلا الموجود على الساحة، وهذا أمر غير حقيقي أبدا بل وصل الأمر في مطبخ صنع القرار لإعدام الصف الثاني في الحكم، أو انتحاره الطوعي في بعض الأحيان.

كل ذلك أدى لضيق في الخيارات وتمتع مجموعة من الأشخاص المرتبطين ببعضهم بوشائج النسب والقرابة والمصلحة بمقاليد الحكم.

مما أدى لظهور حالات ليست هينه من الفساد والإفساد بل أدى لاختلاط الحكم ما بين الدكتاتوري والبيروقراطي و الفوضوي فخرجنا من مؤسسية العمل إلى نظام أشبة بالمطاطة التي يصبح بها المنصب منوط بشخصية صاحبها تتسع قدرة مؤسسته بقوة شخصيته وفعله ضمن السياسة الواحدة دون النظر إلى حدود تلك المؤسسة ودورها وعلاقتها بمؤسسات المجتمع الأخرى.

والسبب الثاني: هجرة قسرية فرضت عليهم أيضا بغير سبب إلا أنهم خالفوا سياسة ما أو كانوا على الطرف الأخر من أي معادلة سياسيه.

والهجرة داخليا وخارجيا سيان حيث أن بعض نخبنا تم استثمارها عالميا وعربيا بسبب حاجة تلك المجتمعات لتلك الخبرات وحاجة تلك النخب لجهة ما تقدرها وحاجتها أيضا لذاك المقدار من الاحترام المالي والمعنوي في زمن لفظت الأرض به أبنائها.

والسبب الثالث: استسلام بعض النخب لمبدأ الاستعلاء والجلوس في شرفة النظارة لان أقلية الحكم ليست جديرة بمشاركة تلك النخب.

فتترك تلك الأقلية فريسة لأخطاء وليتم استثمار ذاك الخراب فيما بعد لإبراز مقدرة أصحاب الشرفات في اللوم المستتر والعلني لخيارات صاحب القرار.

السبب الرابع: عدم استلهام رأي النخب المجاهدة بالنصح او حتى الالتفات لنصائحها إن كان عبر الرسائل المباشرة أو الرسائل الإعلامية يؤدي بطبيعة الحال بتلك النخب إلى الارتكان لمقولة -اللهم إني بلغت اللهم فأشهد- وبالتالي ضمورها وتغييبها مجددا ومجددا، وما الاستنجاد بهم في الوقت الضائع بمجدٍ.

غياب النخب السياسية المقصودة كان سببا مباشرا لأصطفافات وصلت حدا ليضيق ذرع جلالة الملك بها في أكثر من مناسبة ظاهرة.

ووجود تلك النخب الحقيقية المغيبة كان الحامي دوما للوطن تحرث أرضه تاركة مسارات مستقيمة يختطه أبناء الوطن لرفعته و السير على هداه بناءا وتعميرا لا يشوبه مصلحة ذاتية أو شخصنه في التعاطي مع الشأن العام كل ذلك كان إلى وقت توقيع المعاهدة وما نتج عنها من إبعاد لأصحاب الرأي المخالف دون النظر إلى كفاءتهم في شتى الاختصاصات المطلوبة في الدولة لتسير حسب المأمول منها
أما النخب الاجتماعية فقد جرى تغييبها قسرا وكان قانون الصوت الواحد سببا في تنامي ظاهرة ذبول تلك النخب وتلاشيها حيث أن الناس تخلت عن احترام النخب الاجتماعية مابين العشائر لتقع فريسة المشاحنات الفردية حتى بداخل العشيرة الواحدة والتي أصبحت عقيمة عن ولادة نخب حقيقية يستطيع الأبناء الإيمان بها والركون لخياراتها التي تصبح دستورا تسير بموجبه الأمور مصداقا لمقولة قديمة (قوم بلا جهال راحت قطايع. و قوم بلا عقٌال ضاعت حقوقها ) فأصبحت تلك المجاميع تستعمل الجهَال حتى لا تضيع حقوقها وتنسى أن الحقوق منوطة بالعقَال وليس بالجهَال ودليل ذلك أحداث تم اقترافها جنوبا وشمالا وشرقا وغربا وعدم وجود من يعقل تلك الانفلاتات التي تمت، وضف على ذلك زيادة معدل استعمال العنف في مواجهة أي خلاف حتى بين الجيران وأبناء العمومة وعدم وجود نخب قادرة على تصويب الأوضاع قبل تفاقم الأحداث.

كل ذلك أوصل أقلية الحكم لاستعمال كل أدواتها وصولا للخيار الأخير القامع دون نتيجة تتحكم في مصائر الأحداث ودون أن تتوصل للنتيجة المبتغاة منها.

فهذا الإفلاس -الذي نراه- ما هو إلا نتيجة حتمية لتغييب تلك الرموز وعقم المجتمع عن إبراز رموز جديدة يحُتكم إليها في الملمات.

والحل بيَن بإبعاد المستشارين المستنفعين وإحلال تلك النخب في مكانها الصحيح كمستشارين يستشارون.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الأردن، الفكر السياسي، النخب السياسية، النخب الحاكمة، النخبة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 23-09-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
الردود على المقال أعلاه مرتبة نزولا حسب ظهورها  articles d'actualités en tunisie et au monde
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
 

  27-09-2009 / 18:59:51   سياسي عربي
لا عليك

عزيزي لا عليك فما نحن بالمغرب العربي ببعيدين عن همومكم في المشرق والحال كما الحال لا تغيير ولا تبديل

  24-09-2009 / 12:07:50   ماجد نور الدين
نخبنا

لم يتبقى لنا سوى اشباه الرجال واشباه المثقفين واشباه السياسيين واشبه واشباه الاستاذ ابورمان وضعت يدك على الجرح شكرا لك
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صالح النعامي ، أحمد الحباسي، محمود سلطان، إيمى الأشقر، خالد الجاف ، ياسين أحمد، محمد يحي، إياد محمود حسين ، جاسم الرصيف، سليمان أحمد أبو ستة، رافع القارصي، عبد الرزاق قيراط ، د - محمد بنيعيش، د. عادل محمد عايش الأسطل، صلاح المختار، د- جابر قميحة، أشرف إبراهيم حجاج، نادية سعد، صفاء العراقي، سعود السبعاني، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سامر أبو رمان ، أ.د. مصطفى رجب، ماهر عدنان قنديل، رشيد السيد أحمد، أحمد ملحم، مراد قميزة، عزيز العرباوي، سامح لطف الله، الهيثم زعفان، أحمد النعيمي، رضا الدبّابي، محمد عمر غرس الله، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد العيادي، عمار غيلوفي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمود طرشوبي، حسن عثمان، د. صلاح عودة الله ، محمد شمام ، تونسي، محمد الطرابلسي، أنس الشابي، د - المنجي الكعبي، وائل بنجدو، محمد أحمد عزوز، فتحي العابد، ضحى عبد الرحمن، مصطفي زهران، عبد الغني مزوز، سفيان عبد الكافي، د - صالح المازقي، رمضان حينوني، د. عبد الآله المالكي، د.محمد فتحي عبد العال، د. خالد الطراولي ، محمد الياسين، عبد الله زيدان، صباح الموسوي ، عمر غازي، حميدة الطيلوش، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د- محمد رحال، أحمد بوادي، رافد العزاوي، حاتم الصولي، إسراء أبو رمان، عراق المطيري، كريم السليتي، يحيي البوليني، يزيد بن الحسين، د. طارق عبد الحليم، أبو سمية، الناصر الرقيق، عواطف منصور، مصطفى منيغ، سلوى المغربي، د - محمد بن موسى الشريف ، د. أحمد بشير، د - شاكر الحوكي ، محرر "بوابتي"، د - الضاوي خوالدية، طلال قسومي، فهمي شراب، الهادي المثلوثي، عبد الله الفقير، علي عبد العال، حسن الطرابلسي، سلام الشماع، فتحـي قاره بيبـان، فوزي مسعود ، صلاح الحريري، مجدى داود، المولدي الفرجاني، منجي باكير، محمود فاروق سيد شعبان، د- محمود علي عريقات، علي الكاش، د - مصطفى فهمي، د. أحمد محمد سليمان، العادل السمعلي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، فتحي الزغل، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد اسعد بيوض التميمي، د- هاني ابوالفتوح، سيد السباعي، كريم فارق، د - عادل رضا، صفاء العربي، رحاب اسعد بيوض التميمي، حسني إبراهيم عبد العظيم،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة