البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الحملات الثقافية والشعوبية الجديدة -2-

كاتب المقال د. ضرغام الدباغ - برلين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8363


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


المؤثرات الخارجية:


وفي العصور الحديثة حاولت قوى استعمارية أن تفرض مثل هذه السمات على الثقافة العربية فتجعلها تابعاً ثقافياَ، فحاول ذلك الفرنسيون والإنكليز والإيطاليون والأسبان والأتراك، وخيل لبعضهم أنه قد نجح في مسعاه أو كاد. ولكن نظرة بسيطة إلى الخارطة السياسية والثقافية تنبئ بوضوح الفشل الذريع لتلك المساعي.

وفي مجهود علمي لاستقصاء أثر الثقافات والحضارات الأجنبية على الثقافة العربية نجد أن هناك مصادر عديدة مثلت دور الروافد التي تصب في النهر الكبير، فلاشك أن الديانات السابقة للإسلام، اليهودية والمسيحية على ضعف نفوذها الروحي إلا أنها مثلت أحد الروافد، فقد كان هناك عدد من المسيحيين في شبه الجزيرة، القليل منهم في مثلث وسط شبه الجزيرة، وأكثر من ذلك في اليمن (نجران) ونفوذ أوسع في العراق والشام ومصر على التوالي، والوجود اليهودي كان أقل من ذلك، والتأثير الذي مارسته الديانات الأخرى هي في اتجاهين رئيسيين، بصرف النظر عن حجم هذا التأثير:

آ ـ قصص الأنبياء والرسل والرجال الصالحين المصلحين وأخبار الأمم والشعوب.

ب ـ رؤية فلسفية وسياسية / اجتماعية.

والرافد الآخر كان تأثير الأمم الأجنبية التي حلت في البلاد العربية كقوى استعمارية مهيمنة، وهي وإن رحلت إلا أنها خلفت بعض التأثير مهما كان بسيطاَ، منها التأثيرات الفارسية والرومانية، وقد اتخذ هذا التأثير أبعاده في الأدب أو في طرز العمارة، أو ربما في الأزياء والأطعمة.

ولكن لا بد من التأكيد أن هذه التأثيرات اكتسبت نكهة عربية، فالدروس الثقافية المقتبسة من اليهودية والمسيحية ارتدت مسوحاَ عربية إسلامية فيما يتعلق بالنظرة إلى الكون والخالق، كما كانت لها نظرتها الخاصة حتى إلى سيرة الأنبياء والرسل، فالتوحيد وعدم الاقتراب من صيغ الشرك، والابتعاد عن التعظيم وتمجيد الأفراد كانت صفة مؤكدة في الثقافة العربية الإسلامية، ودرج استخدامها في الدين والسياسة لأسباب وضعية لها علاقة بالأهداف والمساعي السياسية وليس الروحية والثقافية.

فالإسلام أبعد ما يكون عن تقديس الفرد، والرسول محمد صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون كانوا يرفضون وبحزم مثل هذه السياسة أو التقاليد والمظاهر، أما الإطلاع على منجزات الحضارة الإغريقية، فلم يحدث بحلول العصر العباسي الوسيط (عصر هارون الرشيد والأمين والمأمون فصاعداَ) حيث صار الإطلاع على منجزات الفلسفة اليونانية يسيراَ، وإذا كان قد حصل تماس أو إطلاع فذلك قد تم في حدود ضيقة وعلى مستوى النخبة، ولم يصبح هذا التماس متواصلاَ واسعاَ إلا بعد عام 800 فصاعدا.

فالفكر العربي ثم الفكر العربي الإسلامي كان يمضي قدماَ يتصل ويقتبس ويستفيد، ولكن دون أن يسمح بتشوه سماته ومميزاته، وهكذا تكون الفكر العربي الإسلامي وهو " صورة ناجمة عن تفاعل جزئيا ته المكونة لشخصيته عبر الزمن الطويل، وتمثل هذه الجوانب الاقتصادية والدينية والأدبية والاجتماعية والسياسية "، وهذه بلا شك صورة تكونت عبر مراحل عديدة ما تزال خاضعة للتطور.

وهكذا تمكنت الثقافة العربية من أن تؤدي مهمتها الحضارية التاريخية، وأن تلتقي وأن تشع بدورها وفي كل ذلك لم تحاول أن تفرض شخصيتها على أمة من الأمم، ولكن مع الحفاظ على شخصيتها، وأبرز دليل فيما نذهب إليه هو ما نحن فيه، في معرض الفكر السياسي والتأثيرات المتبادلة، فقد قرأ العرب المسلمون تراث أفلاطون وأرسطو، بل واستوعبوه بأفضل مما يستوعبه الأوروبيون أنفسهم، وهذا ثابت عبر شروح ابن رشد لفكر أرسطو، فهناك جامعة فلسفية نشأت في إيطاليا (في مدينة بادوفا) وهي المدرسة الرشدية التي كانت عنصراَ هاماَ قاد إلى عصر النهضة.

ويكتب الأستاذ الأمريكي جورج سباين(George H. Sabine): "أن ادعاء البابوية في الهيمنة على الحكام الزمنيين ادعاء أشاع المشاكل والفرقة في أوروبا وفي إيطاليا بوجه خاص، وقد أثرت كتابات ابن رشد في مفكري القرون الوسطي ومنهم مارسيليو (عن الدولة والنظام والقانون) وأهم كتابات ابن رشد هو استنادها المطلق إلى العقل ".

وغالباَ ما يصف علماء السياسة الأوروبيون الفكر العربي الإسلامي، والسياسة تحديداَ بأنه يدخل ضمن بحوث علم الأخلاق، حيث يبدو من العسير جداَ الإقرار بأن العرب هم واضعو علم السياسة، والحق فإن علماء السياسة العرب لم يكتبوا في علم الأخلاق (وهناك مؤلفات خاصة بهذا العلم)، ولكنهم لم يفصلوا الأخلاق عن السياسة، ومثل هذا الرأي كتب عنه مونتسيكيو Montesqieu (1698ـ 1755) الذي يصفه الكثير من المؤرخين بأنه مؤسس علم السياسة الأوربي الحديث وليس ميكافيلي Machiavelli (1469- 1527) الذي يبيح كل شيئ من أجل تحقيق المصالح السياسية. ومونتسيكيو لا تفوح من كتاباته روائح وثنية رغم كونه معاديا للكنيسة، وهو يمزج بين المفاهيم الأخلاقية والسياسية بقوله: " إن حب الديموقراطية هو أيضاَ حب العفة ".

كان علم السياسة العربي الإسلامي قد توصل عبر عناوين كثيرة إلى اعتبار واحترام السياسي لضرورات الواقع الموضوعي، والتعامل معها وحسابات القدرات الذاتية، واتخاذ القرارات السياسية على هذا الأساس، ومن تلك المبادئ " لا ضرر ولا ضرار " " سد ذرائع الفساد " "رفع الحرج " "الضرورات تبيح المحذورات " "البراءة الأصلية ". ..

ولكن مبادئ السياسة العربية تأبى تحقيق الخير بوسائل الشر أو تحقيق الفضيلة باستخدام الرذيلة، ففي ذلك تناقض خطير يقوض العملية السياسية.

ومثل هذه الفكرة تحقيق الخير بوسائل الشر، ذهب إليها أحد شهراء السياسة الأوربية المعاصرة، ونستون تشرشل(Winston Churchill )، في صدر مذكراته، عندما أعاب على ألمانيا الهتلرية تحقيق أهدافها بواسطة العدوان والعنف المسلح(تحقيق الخير بوسائل الشر)، في حين أن: " السياسة بنظر الفكر والحضارة العربية الإسلامية لا يمكن أن تعيش وتحيا إلا بحفاظها على مستوى خلقي معين، ومتى خرجت السياسة في سلوكها عن خطها الخلقي ليصبح كل شيء جائزاَ أصبحت السياسة فاشلة ومصيرها النهائي هو الهلاك، والقيم العربية الإسلامية التي تسير وفقها سياستها ترى أن السياسة تقوم للإصلاح والاستصلاح، وأن وجهة سيرها الصحيحة هي أن تسير في خط مستقيم ".

ويذهب أستاذان عربيان أخرى إلى: " أن المفكرين العرب المسلمين ينظرون إلى السياسة باعتبارها من النشاطات الإرادية والسلوكية وهي تنبثق عن الاختيار المحكوم بمعرفة الخير والشر والحق والباطل والفضيلة والرؤية، وقد ذهب ابن رشد إلى أن علم السياسة يشبه علم الطب ".

وفي الفكر الغربي فإن مونتسيكيو الذي يعتبره بعض العلماء مؤسس علم السياسة الحديث يؤمن بالعفة والفضيلة في الفكر السياسي، بيد أن ميكافيلي أطلق نزعة فكرية، إن على السياسي أن يحقق أهدافه بصرف النظر عن أساليب الخسة والنذالة والخيانة، وقد تطورت هذه الأفكار إلى مدرسة فلسفية هي البراغماتية Pragmatis القائمة على أساس أن نجاح كل سياسة هي في النتائج التي حققها بصرف النظر عن الأساليب، أو بالأحرى أن جودة الأسلوب هو في النتيجة الحاصلة، ولكن البراغماتية ليست بالضرورة قانوناَ للسياسة لا يصلح غيره، فالميكافيلية والبراغماتية قادتا إلى الاستعمار، وإلى الحروب التوسعية، وإلى سلب ونهب ثروات الشعوب، وهي سياسة مدانة في الكثير من المحافل الدولية، ومنها الأمم المتحدة التي أصدرت قرارات كثيرة في إدانة الاستعمار والتميز العنصري الذي هو ناتج مباشر للاستعمار، وإدانة لأساليب التوسع القائم على القوة.

والمفكرون الأوربيون يعترفون، وإن لم يقولوا ذلك بصوت عال، بل همساَ و يدسون اعترافاتهم بين السطور والهوامش، أن الحضارة المسيحية الأوربية تعلمت الكثير من الشرق والعرب المسلمين عبر نقاط وعمليات تماس كثيرة، عبر الأندلس وصقلية وبلاد الشام ومصر والحروب الصليبية بصفة خاصة، وحيثما أمكن لهم ذلك، فيقول الكاتب الفرنسي أمين معلوف (عربي مسيحي من أصل لبناني): " إن الانطباع الذي أحدثه مجيء الصليبين إلى البلاد العربية كان مزيجاَ بين الخشية والاحتقار، فقد كانت الأمة العربية متفوقة جداَ بحضارتها، وإن كانت قد فقدت روحها القتالية "

وإن كان العرب قد تمكنوا فيما بعد من طرد الصليبيين الذين جاءت جيوشهم الجرارة من كل البلاد الأوربية، وملوكهم على رأس تلك الجيوش، وفي مقطع آخر يقول الكاتب المعلوف: "وفي عهد المستظهر بالله، حيث دارت أولى معارك الحروب الصليبية، كانت عاصمة الدولة بغداد تضم ألف طبيب مجاز، ومستشفى كبير ومجاني، ومصلحة بريد منتظمة وعدد من المصارف لبعضها فروع في الصين، وشبكة مياه ممتازة وأخرى متصلة بمنتفعات المنازل لتصريف مياه الخدمة، ومصنع للورق، ولسوف يتعلم الغربيون الذين لم يكونوا(حتى ذلك الوقت)يستعملون غير الرق للكتابة قبل دخولهم بلاد الشام، ولسوف يتعلمون صناعة الورق من تبن القمح ".

والمعلوف يؤرخ أيضاَ بأسف قائلاَ: " وفي يوم الاثنين 11 ذي الحجة 502، المصادف يوم 12 تموز1105، وبعد ألف يوم من المقاومة ضربت طرابلس الشهيرة بالمصوغات والكتب والقضاة والمثقفين على يد محاربي الغرب، ونهب مائة ألف مجلد كانت في دار العلم ثم أحرقت لكي تمحى الكتب (الملحدة) من الوجود ".

ولم يكن تأثير الأندلس وصقلية بسيطاَ، فخارطة الإدريسي، وهي على الأرجح أول خارطة للعالم، نقلت عن طريق صقلية، وكان لملوك النورمانديين والإفرنج مستشارين وخبراء عرب وجنود كانوا حرسه الخاص لإخلاصهم وشجاعتهم وقد تعلم أحد القياصرة الألمان اللغة العربية، لا بد لحاجته الماسة إليها، ثم ألا يعمل اليوم الآلاف من العلماء العرب في أعلى المؤسسات العلمية الغربية، الطبية والتكنولوجية بما في ذلك وكالة الفضاء ناسا، ووكالة الطاقة الذرية الدولية، ليؤكد ذلك حقيقة واحدة: أن البحار والمحيطات لها سواحل، ولكن الحضارات لا ساحل لها، فهي تنتشر وتتصل ببعضها ولو على متن مركب شراعي من القش، كما برهن على ذلك العالم النرويجي ثور هيردال Thor Heyerdahl) 1914 – 2002) في رحلاته البحرية من العراق ومصر بين القارات.

ولأوغاريت (رأس الشمرة) مدينة اللاذقية اليوم، الفضل في تعليم الإغريق الأبجدية كما كان للحضارة العربية الفضل في نقل كم لا يحصى من المنجزات، ولكن بالمقابل تلقت الحضارة العربية قديماَ وحديثاَ من أمم كثيرة ..

وإذا كانت البلاد العربية قد تعرضت في ظرف تاريخي حرج إلى هجمة بربرية همجية (1252 م) ولم تجر فيها العمليات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي دارت بحكم الحتمية التاريخية في أوروبا، والتي أدت في النهاية إلى فض الاشتباك بين السلطة الدينية والدنيوية، ثم إلى عصر النهضة بكل ما تضمنته وما قاد إليه حركة الإصلاح الديني التي وضعت الدين في الكنيسة، وليس في طريق تطور المجتمع والهيمنة والتسلط واحتكار الفكر والرأي، وما قادت إليه كنتيجة حتمية عصر التنوير، الذي وضع الإنسان أمام مصيره، كالذي يضع الحصان أمام العربة، ولا يعوزه سوى الانطلاق، وهذا ما قاد إلى نتيجة حتمية أخرى..

الثورات البورجوازية، وأهمها الثورة الفرنسية، والبورجوازية في استخدامها الثوري لهذه الكلمة في تلك الأزمنة (المواطن)، أن المواطن مساو للمواطن في الحقوق والواجبات، أي كان لونه وعرقه ودينه وولائه وطبقته، وهذا ما لم تستطع أن تقدمه الأديان للإنسان، بل قدمه الفكر والثورة، والنظام والقانون، وكان لا بد أن يؤدي ذلك إلى نتيجة أكثر أهمية: الثورة الصناعية كنتيجة حتمية لإطلاق سراح الفكر ليبدع واليد لتعمل.

في هذه العمليات التاريخية التي دارت كان الفضل فيها للإنسان الذي امتاز بالشجاعة والإقدام، فقد أعدم حرقاَ الكثير من العلماء والمفكرين واستشهد الكثير من العلماء أثناء قيامهم بتجاربهم التي بدت في وقتها مستحيلة، ومغامرين أثناء محاولاتهم لاكتشاف وإجلاء الغموض عن ظواهر جغرافية وطبيعية، وحدثت ثورات وانتفاضات، ومؤامرات وفتن ودسائس، وكما أنجزت روائع، فقد حدثت فظائع أيضاَ، وجرت حروب طاحنة دامية، وبينما كان ذلك كله يحدث في أوروبا، كانت البلاد العربية تحت إرادة القوى الأجنبية والعناصر الرجعية المتحالفة معها في خدر عميق.

وحتى القرن الثامن عشر لم تكن هوة التخلف جسيمة جداَ بين أوروبا والبلاد العربية والشرق عموماَ، ولكن الثورة الصناعية التي كما بينا كانت نتيجة حتميات تاريخية، وليس بمشاريع وخطط، فقد سمح برلمان إنكلترا للمرة الأولى بتصدير الآلات عام 1824، وحتى ذلك الوقت لم تكن السكك الحديدية معروفة. ففي 1825 افتتح أول خط للسكك الحديدية، وفقط في عام 1830 افتتح خط حديدي مباشر بين مانشستر وليفربول، ومانشستر هي منطقة صناعية وليفربول ميناء تصدير، فالأمر لا يتعلق بالفخامة أو الأبهة.

وحتى أواسط القرن التاسع عشر، كانت هناك قوى أوربية مهمة تحتل مواقع عظمى ليس على صعيد القارة فحسب، بل على صعيد العالم، وكانت بريطانيا سابقة لغيرها من القوى الأوربية ثم تبعتها دول أخرى، ولكن كان على العالم أن يتحمل نتائج قوة الدول الاستعمارية، حروب ضم وإلحاق وهيمنة، وحتى مطلع القرن العشرين كان 82 % من مساحة اليابسة في العالم تدار استعمارياَ وما زال حتى اليوم، يمارس الأقوياء لعبة القوة، وغالباَ تمارس اللعبة بقواعد لا علاقة لها بالقانون والعدل.

وإن شئنا العبرة من هذه التجربة فالمؤكد أن التقدم لا يكمن في استيراد أجهزة ومعدات، بل في تحرير فم الإنسان ليفكر ويديه ليعمل، وليس في كثرة الأبهة والسيارات، وأن ليس هناك وطناً حراً بلا مواطنين أحرار.

فالهيلينية Hellenism على سبيل المثال كتيار ثقافي / حضاري، هو في الأساس تيار وافد من بلاد الإغريق مع فتوحات الإسكندر المقدوني، ويحمل سمات يونانية، بيد أنه اكتسب خصائص جديدة في المشرق بتزاوجه مع تيارات وأنماط ثقافية كانت سائدة في المشرق، ثم نجم عنها ولادة الهيلينية والتي كانت تجسيداتها وتعبيراتها الحية من طرز العمارة والبناء، وقد تطرقنا إلى ذلك في الجزء الأول، وكذلك كان لها تأثيراتها في أنماط الحياة والعادات، وحققت الهيلينية نجاحاً محدوداً في مسار الحركة الثقافية بصورة خاصة في طرز العمارة والأثاث، لكن دون أن تستسلم لها، أو أن ترتمي في تيارها وتفقد خصائصها ولا يعود لها شخصيتها المميزة.

النضج يعطي ثماره:


ولكن المستوى الرفيع من الثقافة العربية / الإسلامية لم يحل دفعة واحدة، بل كان نتيجة لتلاحم وتضافر عوامل كثيرة ولسنوات طويلة، وكان نقل اختراع الورق إلى البلاد العربية عن طريق الحضارة الصينية عاملاً جوهرياً في اكتساب حركة الثقافة والعلوم العربية دفقة حيوية هامه، وقد نشأت مراكز ثقافية مهمة في الأقطار العربية، إذ غدت بغداد، ودمشق، والكوفة، والبصرة، وحلب والفسطاط(القاهرة)، القيروان، الأندلس، نقاط مضيئة ومنارات تشع إلى أرجاء المنطقة والعالم، وقد وفد إليها طلاب العلم والبحاثة من الأمصار الإسلامية، من مناطق ما وراء النهر، أواسط آسيا، بلاد فارس، بلدان الترك، وغيرها، وساهمت شعوب إسلامية وأبرز أبنائها في حركة اندمجت في الثقافة العربية الإسلامية، ساهمت في تطوير الثقافة العربية.

وهكذا نجد أنفسنا أمام مجهود إنساني ضخم قام به عدد هائل من الشخصيات التي اقتحمت ميدان الثقافة والفكر، وفي الكثير من الميادين، إنما كانوا يضعون حجر الأساس أو اللبنات الأولى في تلك العلوم، ففي أواسط العصر العباسي كان ذلك المجهود قد بلغ ذروته وابتدأت مرحلة العطاء الثري، وإذا كان من المتعذر أن نتطرق إلى جميع هذه الاتجاهات بقدر متساو من الاهتمام، لكن لابد أن نمنح مجال الفكر السياسي والاجتماعي، والكتاب والمفكرين في الموضوعات المتعلقة بالفكر السياسي ونظم الدولة الاهتمام الأكبر، وتسليط الضوء على أبرز القضايا الساخنة فيه.

وقد يبدو مدهشاً ملاحظة أن عدد المفكرين والكتاب في هذا المجال كان كبيراً جداً يتجاوز المائة كاتب ومفكر، وإنتاجهم كان غزيراً، وقد قمنا بإحصاء المهمين والمشهورين منهم فبلغ عددهم 33 كاتباً ومفكراً في الشؤون السياسية و27 منهم اختصوا في قضايا الحكم والدولة، ومن بين هؤلاء من نال شهرة واسعة تجاوزت بلاد العرب إلى الأمم الأخرى فدرسوا منهم ونقلوا عنهم، ومن أبرز هؤلاء مثلاً: الجاحظ، أبو يوسف، ابن تيمية، ابن خلدون، الماوردى، ابن رشد، الطرطوشي، ابن أبي الربيع، ابن الأزرق، الغزالي، ابن الجوزي، وغيرهم كثير.

وكانت الخلافة والإمامة واحدة من المسائل الساخنة في الفكر السياسي العربي / الإسلامي، والسبب الرئيسي في ذلك أن إقامة الخلافة أو الرئاسة(وإن كانت دون تحديد دقيق) في الدين هي واحدة من أهم الواجبات في الشريعة، ولابد للمسلمين من إقامتها، ولكن وبنفس الوقت تجدر الإشارة إلى أن الشريعة لم تحدد أسلوب إقامتها أو إنهائها، بل اكتفت بتقديم أسس ومبادئ سياسية عامة تشير إلى المحتوى السياسي للفكر الإسلامي، ولكن هذه المبادئ تقبل التفسير والتأويل باتجاهات شتى، وقد لا يبدو هذا الأمر مثلبة في الفكر السياسي الإسلامي، بل هي إحدى إيجابياته، إذ إن طرح أي فكرة محددة بصورة نهائية أمر يلغي الاجتهاد والتفكير في تلك الفكرة، أو إعادة صياغتها أو تأويلها، ويحرمها بالتالي من إمكانية التطوير، وعلى هذا النحو نشط المفكرون المسلمون من العرب ومن غيرهم الذين ساهموا في الثقافة العربية الإسلامية.

وإذا كانت المبادئ السياسية التي طرحناها كأساس في الفصل الأول، هي أبرز ما نشط فيه العقل العربي الإسلامي، فإن الفكر السياسي العربي الإسلامي اكتسب في تلك المرحلة ملامح متميزة، واتجاهات رئيسية يمكن إبرازها في:

التوحيد :


عرف عن المسلمين بأنهم موحدون قبل كل شيء، والعقيدة الإسلامية كانت تواجه نظام عبادة القوى الغيبية الوثنية المتعددة Polytheism، بعقيدة الإسلام الموحدة المتفائلة ذات المحتوى التقدمي القائم على عمل الإنسان الخير، والبناء لإسعاد المجتمع والجماعة، عقيدة ذات محتوى يؤمن بإمكانية أن يعمل على تحسين عالمه إذا عمل مع الجماعة باتجاه الخير الذي تقبله الشريعة Meliorism، وعلى الإنسان أن لا يجعل نفسه في موقف المتعارض معها، أي مع المجتمع وإرادة الخير.

كانت النظريات السياسية المسيحية منتشرة على نحو ما في المشرق، كانت تضع المسيح في مرتبة تفوق مرتبة البشر، فعلى سبيل المثال كانت فرقة العاقبة ترى أن المسيح هو الله، وأن الله والإنسان اتحدا في طبيعة واحدة هي السيد المسيح، في حين ذهبت الملكانية والنساطرة أن للمسيح طبيعتين: الطبيعة اللاهوتية، والطبيعة الناسوتية، ثم اختلفوا في تصوير اتحاد اللاهوت بالناسوت.

بيد أن الكنيسة الشرقية(الشام ـ العراق ـ مصر) نزعت دوماً إلى التوحيد ( لعل الكاتب يقصد بالتوحيد هنا أن أهلها كانوا يقولون: إن المسيح ذو طبيعة إلهية فقط " إدارة الموقع ") ولكن ليس دون إثارة مشكلات مع المراجع الكنيسية العليا، وبطريك القسطنطينية نسطوريوس، (صاحب مذهب النسطورية) نفسه خاض مثل هذه التجربة عندما دعا إلى أن للسيد المسيح شخصيين منفصلتين:

ـ أقنوم الإنسان يسوع.

ـ وأقنوم الله.

ودعا أن لا يجوز أن تسمى مريم العذراء بأم الله، وأن السيد المسيح مات على الصليب كانسان، ورغم أن السلطات الدينية عاقبت نسطوريوس على آرائه هذه إلا أن النسطورية لاقت رواجاً كبيراً في الشرق.

وفي مراحل انتشار الإسلام في المشرق قام جدال ونقاش بين المسلمين وأبناء الديانات الأخرى، المسيحيين بصفة خاصة، حول موضوعات فلسفية تدور عن صفات الله وذاته والنسخ وأفكار وفلسفية أخرى، وكان المسيحيون واليهود متفوقين في الجدل والمنطق وفي مجال الفلسفة ولهم في ذلك باع طويل، ومدارس منتشرة في الرها وقنسرين ونصيبين وأماكن أخرى، وكانت حاجة المسلمين كبيرة إلى تعلم الفلسفة لمقارعة خصومهم بأسلحتهم.

ولكن الفكر السياسي والفلسفي الإسلامي كان شديد الحرص على تأكيد وحدانية الله وعدم الإشراك به، بل كانت هذه عماد فكر فلاسفة العرب والمسلمين، وفيلسوف مثل الفارابي يضع وحدانية الله في مقدمة مباحثه الفلسفية، وله في وحدانية الله أكثر من برهان ودليل:

آ / برهان الوجوب: فالواجب واحد لا يمكن أن يكون اثنين، فلو كان ثمة موجودان كلاهما واجب الوجود لكانا متفقين في وجه، ومتباينين في وجه آخر، وله شيء يخصه، وشيء يخص الآخر، ولو كان الأمر كذلك لصارت الأجزاء سابقة لوجوده، ولبطل أن يكون واجب الوجود.

ب/ برهان العلة: إن لكل معلول علة، ولكل حادث محدث، ومن تأمل الكائنات واستقرارها وجد أسباباً قريبة عنها ولهذه أسباب بعيدة عنها صدرت.

ج/ برهان الحركة: إن في الوجود حركة، ولكل متحرك يدفعه، ولكن لابد من الإقرار بأن رأس الذروة محركاً لا يحتاج إلى من يحركه إلا كان هناك محركان وهذا محال.

وفيلسوف كالإمام الغزالي(توفي 505 هـ) الذي يعده المستشرقون أكثر صرامة بالتزامه بتعاليم الشريعة، يعتبر أن لا مناص من الأخذ بالشريعة كلها، ويضعها في المقام الأول فيقول " إن العقل لن يهتدي إلا بالشرع، والشرع لم يتبين إلا بالعقل، فالعقل كالأساس والشرع كالبناء، ولن يغني أساس ما لم يكن بناء، ولن يثبت بناء ما لم يكن له أساس.

والعقل كالبصر، والشرع كالشعاع، ولن يغني البصر ما لم يكن شعاع من الخارج، ولن يغني الشعاع ما لم يكن بصر، قال الله تعالى:" قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بأذنه" (16-15 ـ المائدة)، فالشرع عقل من الخارج والعقل شرع من الداخل، وهما متعاضدان بل ومتحدان" .

فالغزالي هنا يربط الفعل بالشرع(كتاب الله والسنة) بل هو يربط كل وعي بمعرفة الشريعة، ويتحد إنسان الغزالي المؤمن بالشريعة بما لا يقبل الانفصام، وسوى ذلك الضلال " فالشرع هو نظام الاعتقادات الصحيحة والأفعال المستقيمة والدال على مصالح الدنيا والآخرة، ومن عدل عنه فقد ضل سواء السبيل وإلى العقل والشرع قال الله تعالى:" ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً " (85-84 ـ المائدة).

الوسط (الابتعاد عن الغلو):


مالت المبادئ السياسية الإسلامية إلى اتخاذ موقفاً توفيقياً Compromise، فموقف الإسلام السياسي والأيديولوجي لم يكن متساهلاً إزاء الكثير من القضايا التي ورد بحقها نصوص في الشريعة، إذ تعد تلك من الثوابت في نظر الشريعة، وسوى ذلك يمكن النظر إليه والوقوف حياله بمرونة، وذلك هو جوهر موقف الوسط والاعتدال في تفسير الظواهر بما لا يلحق الضرر بالفضائل، فنظرية الوسط تعني الأخلاق وصلاحها بالاعتدال وفسادها بالتطرف، وبذلك فالاعتدال فضيلة.

وفي ذلك يكتب الفارابي قائلاً: " الشجاعة خلق جميل وتحصل بتوسط في الإقدام على الأشياء المفزعة والإحجام عنها، والزيادة في الإقدام تكسب التهور والنقصان تكسب الجبن، وكلاهما خلق قبيح" ومعرفة الوسط تتوقف وتعتمد على الشخص، وعلى الظروف المحيطة، وعلى الفعل الأخلاقي.

وبهذا المعنى فإن الاعتدال فضيلة، والاعتدال أيضا موقف وسط بين رذيلتين، الإفراط والتفريط، كالجبن والتهور والسخاء والبخل والجوع والتخمة، وعالم إسلامي مثل ابن مسكويه(المتوفي عام 1030 م) يرى أن الفضيلة إذا انحرفت عن موضعها الأصلي أدنى انحراف قربت من رذيلة أخرى، ويلحق بها عيب ويقربها من رذيلة أخرى.

ويقترب الفلاسفة والمفكرون العرب من فلاسفة الإغريق، فأرسطو يتبع قاعدة الوسط الذهبي في الاعتدال، فيعرف الشجاعة بأنها وسط بين الجبن والتهور، أما مسكويه فيعرف الفضيلة قائلاً: " هي فضيلة النفس الغضبية تظهر في الإنسان بحسب انقيادها للنفس الناطقة، واستعمال ما يوجه الرأي في الأمور الهائلة، أي أن لا يخاف من الأمور المفزعة إذا كان فعلها جميلاً والصبر عليها محموداً".

ومسكويه يرى أن فضائل الشجاعة وكبر النفس والاستهانة باليسير والاقتدار على حمل الكرامة والهوان، وصاحب الفضيلة هذه يؤهل نفسه للأمور العظام مع استحقاقه لها، ويذهب مسكويه وأرسطو في العديد من الفضائل مواقف مشتركة متقاربة حيال فضيلة الموقف الوسط والاعتدال.

وإذا كانت هناك فوارق بين الفلاسفة العرب والإغريق، فهي في تشديد الفلاسفة العرب على مسألة التوحيد وعدم الخروج عن الشريعة والتفلسف والاجتهاد في إطارها، ومسكويه هو أحد الفلاسفة العرب الذين يرجعون كالغزالي في أرائهم إلى الشريعة فيقول:" الشريعة هي التي ترسم في كل واحدة من هذه الأشياء التوسط والاعتدال؛ لأن الشريعة هي من عند الله عز وجل، فهي تأمر بالأشياء المحمودة، وبنفس الوقت فإن الشريعة تحذر من الرداءات، وتأمرنا باجتناب الرذائل".

وهكذا اكتسب الموقف المتوسط سمات وجذور في الفكر السياسي الإسلامي، فهي كانت تعني الاعتدال، أي إحداث موازنة بين الذاتي والموضوعي، بين غايات وأهداف الفرد والجماعة وإيقاع التوازن الدقيق بين العقل والإيمان، أي بين النوازع الفلسفية والمحددات الدينية.(لاحظ مقولة الغزالي المار ذكرها في مجال التوحيد).

ومثل هذا الموقف المتوسط(المعتدل) يلاحظ في أعمال معظم المفكرين والفلاسفة العرب والمسلمين، وفي تحليلهم لهذه الظاهرة، فإن أول ما يبدو بارزاً هو تأكيد هؤلاء الرواد في بحوثهم على الابتعاد، ونفي أي صيغة من صيغ الشرك والإلحاد، وإذا كان بعضهم (كالفارابي) نال سخط زملائه له، فالغزالي مثلاً اتهم الفارابي بالإفراط بمسايرة فلاسفة الإغريق، رغم أن الفارابي قد أعلن التزامه بالتوحيد صراحة، وجاء بمداخلات تمثل عمقاً فكرياً وفلسفياً رائعاً.

فالاعتدال إذن في الفكر العربي الإسلامي، تمثل في الوقوف موقفاً بما لا يمثل تناقضاً بين سائر عناصر الفكر السياسي العربي الإسلامي الأخرى، فالتطرف يحول غالباً عن أخذ مواقف مرنة، ذات طابع تعايشي، ولا نرى في ذلك صفة سلبية، بل على العكس، فمرونة الفكر السياسي العربي الإسلامي تمنحه صفة المطاولة والقدرة على التفاعل مع الأحداث والتجاوب معها والتعامل مع شتى المذاهب، وليس بالضرورة في الاتفاق معها كلياً، أو الاختلاف معها كلياً، في تناسق بين الفعل والروح والمعرفة والإيمان، دون أن يصاب النظر بالحول، والتعامل بعقلانية مع الأشياء والظواهر، بل هو يدعو لها:" إنما يتذكر أولي الألباب "( 9 ـ الزمر):" وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون "43) ـ العنكبوت):" إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب "( 190 ـ آل عمران).

وينعكس هذا الاعتدال في الفكر السياسي العربي الإسلامي في نظرية العدالة الاجتماعية وتلاحم وتكامل عناصره الأساسية (الحرية، المساواة، المسؤولية، الشورى) في تكاملها وتوازنها، والروح الإنسانية غير الاستعلائية وغير المتعصبة إزاء الغير.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

غزو ثقافي، الشعوبية، غزو فكري، التوحيد، الغزالي، الفارابي، النسطورية، الجاحظ، ابن تيمية، ابن خلدون، الماوردى، ابن رشد،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 17-06-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا
  من معارك العرب الكبرى : معركة أنوال المجيدة
  نظرية المؤامرة Conspiracy Theory
  نوع جديد من الحروب
  نبوءة دقيقة
  الولايات المتحدة منزعجة من السياسة المصرية ...!
  لماذا أنهار الغرب

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د- محمود علي عريقات، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، ياسين أحمد، أحمد بوادي، محمد أحمد عزوز، عمر غازي، محمد يحي، د - مصطفى فهمي، ماهر عدنان قنديل، فهمي شراب، علي الكاش، د - الضاوي خوالدية، محمود طرشوبي، جاسم الرصيف، نادية سعد، حسن عثمان، عبد الله زيدان، فوزي مسعود ، محمد شمام ، د. أحمد بشير، إسراء أبو رمان، يحيي البوليني، أحمد بن عبد المحسن العساف ، إياد محمود حسين ، سليمان أحمد أبو ستة، مراد قميزة، د- محمد رحال، حسن الطرابلسي، فتحي الزغل، رافع القارصي، سلام الشماع، خبَّاب بن مروان الحمد، صالح النعامي ، محرر "بوابتي"، د. أحمد محمد سليمان، رضا الدبّابي، محمود فاروق سيد شعبان، إيمى الأشقر، ضحى عبد الرحمن، أحمد الحباسي، مصطفي زهران، سعود السبعاني، يزيد بن الحسين، عبد الغني مزوز، محمد الطرابلسي، د. صلاح عودة الله ، المولدي الفرجاني، سامر أبو رمان ، عمار غيلوفي، محمود سلطان، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد العيادي، طلال قسومي، منجي باكير، عبد الرزاق قيراط ، سلوى المغربي، مصطفى منيغ، صباح الموسوي ، مجدى داود، د. طارق عبد الحليم، فتحي العابد، د - عادل رضا، عراق المطيري، أحمد النعيمي، د - محمد بنيعيش، تونسي، علي عبد العال، د - صالح المازقي، صلاح المختار، صفاء العربي، صفاء العراقي، د. عادل محمد عايش الأسطل، أشرف إبراهيم حجاج، صلاح الحريري، د- هاني ابوالفتوح، د- جابر قميحة، كريم السليتي، عزيز العرباوي، د.محمد فتحي عبد العال، د. خالد الطراولي ، محمد اسعد بيوض التميمي، الناصر الرقيق، د - شاكر الحوكي ، خالد الجاف ، أ.د. مصطفى رجب، عبد الله الفقير، أنس الشابي، د - المنجي الكعبي، فتحـي قاره بيبـان، رافد العزاوي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عواطف منصور، سيد السباعي، حميدة الطيلوش، د. كاظم عبد الحسين عباس ، وائل بنجدو، رمضان حينوني، محمد عمر غرس الله، أبو سمية، الهادي المثلوثي، أحمد ملحم، العادل السمعلي، سامح لطف الله، رشيد السيد أحمد، كريم فارق، حاتم الصولي، سفيان عبد الكافي، د. عبد الآله المالكي، محمد الياسين، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، الهيثم زعفان، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - محمد بن موسى الشريف ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة