البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

(52) أقوال منسية حول التغريب*

كاتب المقال د - أحمد إبراهيم خضر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 11157


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


منذ العشرينيات من القرن السابق والباحـثـون الـغـربيون المتخصصون منشغلون بقضايا تغريب العالم الإسلامي بعامة، وما يسمونه بمنطقة الشــرق الأوســـط بخاصة ولا يكاد يخلو أي كتاب أو أي مقالة تتعرض لحياة المسلمين من إشارة هنا وأخرى هناك لهذا التغريب، إلى الدرجة التي حدت بهؤلاء الباحثين إلى القول:

"إن مظاهر التغريب عند شعوب الشرق الأوسـط مشـاهدة تمامـاً وبدرجــة كـافـيـة وإنه لمن السهل عليك أن تضع قائمة طويلة توضح لك كيف أن هذه المظاهر التقليدية التـي كـانـت سائـدة مـنـذ مـائـة أو مـائـة وخمسين عاماً قد اجتاحتها رياح التغيير، واستبدلتها بقيم أدخلها الغرب".

لم يكن تغريب المسلمين مسألة متروكة لمجرد الاحتكاك بين الثقافتين الإسلامية والغربية، ثم متابعة آثار هذا الاحتكاك على الإسلام والمسلمين، إنما كانت سياسة موجهة ومدروسة تسـتـنـد إلى تنظير خاص، يعتمد في جزء كبير منه على تجارب الاحتكاك بين الإسلام والـغـرب فـي الـمـاضــي، وعـلـى تجربة الثورة الصناعية وما تلاها من آثار على البناء الاقتصادي والاجتماعي والتقني الـغـربي، ثم على تحليل مسألة اتساع الهوة بين هاتين الثقافتين بعد الثورة الصناعية؛ بسبب الاستقرار الثقافي في بلاد المسلمين، وتلك التراكمات التي أخذت مكانها في الغرب.


نظرية ومكاسب:



استندت عملية تغريب المسلمين إلى ما يسمى بنظرية (تشويش الأحكام القيمية) أو إيقاع الاضطراب في هذه الأحكام، وتقوم هذه النظرية على الأساس التالي:
"هناك توازن وتوافق بين عناصر ثقافة المجتمع التقليدي المستقر جيداً، بمعنى أن القيم التي تحكم وتسود هذا المجتمع تتسق وتؤيد واقعه المعاش ؛ ولهذا تتميز ثـقـافــة هــذا المجتمع بالتماسك والتوازن الداخلي.

ويـمـكـن للواقع الثقـافي أن يعير وأن يستعير عناصر من ثقافة أخرى مخالفة بصورة أكثر سرعة مــن اسـتـعارة القيم الثقافية، ولهذا يصعب حدوث تغير في القيم في الوقت الذي يسهل فيه حدوث تغير في الواقع.

وعندما يحدث اتصال بين ثقافتين مختلفتين، فيدخل واقع جديد إلى إحداهما يمكن هنا أن يتحطم التوازن الـقـديــم، وتتغير القيم الثقافية بتغير الواقع الذي كانت تحكمه وإن احتاج الأمر إلى بعض الوقت، بسبب هذه الصلة العاطفية التي يحيط بها المجتمع ثقافته الخاصة، ومقاومته لإدخال أي محتويات ثقافية غريبة أو جديدة.

وهذا لا يعني بالطبع أن مكونات الواقع في ثقافة ما يمكن أن تزرع في ثقافة أخرى دون أن تسبب تغيرات في قيمها، أو أن قيم ثقافة ما يمكن أن تفرض على الثقافة الأخرى دون أن تحدث تغيرات في مكونات هــذه الـثـقـافـة ؛ لأن التناسق المحكم والاعتماد المتبادل بين مكونات الواقع والقيم الثقافية يجعل من غير الممكن أن تدخل تغيرات في واحدة منها دون أن تحدث تغيرات في الأخرى".

بهذه النظرية دخل الغرب إلى حياة الـمسلمين ساعياً بمختلف طاقاته الثقافية والعسكرية والاقتصادية والتقنية إلى إدخال واقع جـديـد يـخـص ثـقـافـتـه هو على ثقافة المسلمين؛ ليـحـطـم الـتـوازن القائم بين واقعها وقيمها، ويغير من قيمها حتى تصبح مناسبة للواقع الجديد الذي أدخله عليها، ولقد حقق الغرب هنا مكسبين مهمين: أولهما أنه بتحطيمه لهذا التوازن الـمـشار إليه أوجد هوة عميقة بين الإسلام والمسلمين، ودمر الصلة العاطفية التي تربط المسلمين بـإسـلامـهـم والمكسب الآخر: أنه وهو يخترق هذه الهوة ليملأ الفراغ المترتب عليها حرك الأمور بالطــريقة التي تمكنه من تحقيق مكاسب مادية ضخمة على حساب هذا الكيان المنهار.

سـنـقـتـصـر في مقالتنا هذه على عرض وتحليل ثلاثة من عناصر هذا الواقع الجديد الذي أدخله الغرب على حياة المسلمين فدمر التوازن القائم في ثقافتهم.


أولا صنع هيبة الغرب:



لم يكن هذا الواقع موجوداً من قبل، كانت العلاقة بين المسلمين وغيرهم تقوم على أساس "الإسلام والكفر،وجاء الغرب وأدخل واقعاً جديداً.. فبعد أن تمكن من إيجاد موطئ لأقدامه في بلاد المسلمين، أحاط نفسه وأهله بهالة من الهيبة والاحترام، وفرض نفسه على النظام الاجتماعي القائم في بلاد المسلمين، وتقلد الوظائف القيادية، وسـاهـمــت حـكـومات بلاد المسلمين العلمانية في تدعيم هذه الهيبة ؛ بوضع أبناء المستعمر في مواقع قياديـة مـهـمـة وسـمـحـت لهم بالحضور إلى مناسبات وطنية وغير وطنية، لا يدعى إليها عادة إلا كبار رجالات الدولة وعلية القوم فيها.

وزاد الغرب من هيبته في عيون المسلمين بما أدخله عليهم من صناعات وتكنولوجيا ومعرفة في ميادين مهمة انفرد بها، وكان نتيجة ذلك أن ظهر الغربيون للمسلمين على أنهم هم الأسمى وهم الطبقة العليا.

وهنا تغيرت القيم فأصبح الغرب وأهله هدفاً مرغوباً يسعى بعض المسلمين للانتفاع به، كما ينتفعون بصناعاته ومنتجاته، وسهلت هذه الهيبة عند المسلمين طريق محاكاة أسلوب الحياة والسلوك والأخلاقيات والاتجاهات الغربية، ثم جاء الانهيار الكبير حينما قلد المسلمون الغربيين في فتورهم نحو دينهم وعدم مبالاتهم به وهو عين ما كان يهدف إليه الغرب.

يقول (روفائيل باتاي) أستاذ علم الإنسان في (دوبسيي كوليج) بفيلاديلفيا وجامعة كولومبيا في الخمسينيات من هذا القرن:

"... بينما تكشــف لـنــا البدايات التقنية للتغريب عن هذا النجاح العالمي الذي حققته، تأتي هناك عوامل أخرى أبرزها (نظام الهيبة الجديد) الذي تسرب الغربيون عن طريقه إلى قطاعات الناس المختلفة، وتمكنوا من السيطرة والرقابة على الوظائف المهمة، وفرضوا أنفسهم على النظام الاجتماعي، وظهروا للناس على أنهم هم الأسمى وهم الطبقة العليا.

ليس من السهل أن نحلل المكونات المتعددة التي تصنع الهيبة الغربية، لقد كان عنصر القوة هو العنصر الأكثر أهمية في أيام الاستعمار الأوربي، إلا أن هذا العنصر قد استبدل الآن بمزيج متعدد المكونات: مثل الثروة، وتملك الآلات والمعدات الغربية ذات الهيبة، أو المعرفة الخاصة في ميادين ذات أهمية متزايدة كالطب والزراعة وغيرهما، وشغل مراكز تحظى بالثقة والنفوذ تمنحها الحكومات المحلية للغربيين، والسماح لهم بالحضور الحر في مناسبات معينة مثلما يسمح تماماً وبدرجة متساوية للقيادات العليا في الدولة. إن الهالة والهيبة التي تحيط بالغـربي غلفت ثقافته تماماً، فأصبح اكتساب الثقافة الغربية نتيجة لذلك هدفاً مرغوباً فيه اجـتـمـاعـيـاً يفوق بدرجة كبيرة الانتفاع المعترف به لمنتجات هذه الثقافة".

وفي معرض حديثه عن تخلي الـمـسـلـمين عن مناهجهم التقليدية في الطب واتباعهم لمناهج الطب الحديث يقول (باتاي) في وثيقته:

"إن البحث في الأسباب التي أدت إلـى الـتغـيرات في الاتجاهات العقلية التي سادت منذ قرون، لا يجعلنا نرد هذه التغيرات العقلية إلى الاهتداء المفاجئ إلى التفكير الأكثر عقلانية ولكن إلى (الميل للغرب).. من أين أتى هذا الميل؟!
تكمن الإجابة على هذا السؤال في هذه الـهـيـبة للغربيين وثقافتهم، إن الهيبة التي يتمتع بها كل شيء غربي في عيون شعوب الشرق الأوسط أوجد فيهم نزوعاً إلى محاكاة كل الطرق الغربية، إنه أدى إلى رغبة خانعة ليس فـقــط فـي الحصول على المعدات الغربية، ولكن رغبة في تقليد السلوك والاتجاهات الغربية كذلك. لـقـد قبل الطب الغربي ليس لأنه أظهر أفضلية ولكن لأنه طب غربي، تبنى سكان الشرق الأوســط ازدراء الـغـرب للـمـمـارسـات السـحـريــة وغير العلمية، ليس لأن ذلك له قيمة فحسب، ولكن لأنه أمر مؤكد جاء به الغرب (المهاب)".

وعن (اللامـبـالاة) وعــدم الاكـتـراث بالـدين التي قلد فيها المسلمون الغرب يقول (باتاي):

"... وهنا ظهر على المسرح (الغربي) المـحـمــل بالهـيـبة والذي يحتل وضعاً أعلى ويحمل ثقافة تستحضر الرغبة في محاكاتها: أن هؤلاء الأجانب لا ينتمون فقط إلى دين مختلف، ولكن اتجاهاتهم نحو دينهم المسيحي كانت فاترة فكان من الطبيعي أن يقلد هؤلاء المعجبون بالطرق الغربية من مجموع ما قلدوه الفتور نحو الديـن واللامـبـالاة بــه، فـأظـهـروا عدم الاهتمام بدينهم هم".


ثانيا علمنة الأسرة:



ينظر الغربيون إلى الأسرة المسلمة على أنها أسرة ممتدة، والأسرة الممتدة في المصطلحات الغربية هي الأسرة التي تتكون بنائياً من ثلاثة أجيال أو أكثر، وتضم الأجداد وأبناءهم غير المتزوجين والمتزوجين (أو بناتهم) وتضم أحفادهم كذلك.

سعى الغربيون نحو علمنة الأسرة المسلمة، وإلـى أن تـكـون الأســرة الـغـربـيـة وأشكالها الاجتماعية هي النموذج الجديد الذي يجب على المسلمين الاقتداء به. عمل الغرب على فصل الأسرة المسلمة عن الدين، وذلك بكسر قبضة الدين من تلك الأسرة الممتدة وتقليص اعتماد الفرد عليها، والقضاء على تكامله معها وتدمير سلطة الأب على أولاده، وانفلات الأبناء من الأسرة ؛ حتى ينفلتوا من الجو الديني العام الذي يحيط بالأسرة، والنظر إلى كل ذلك على أنه ماضٍ يجب أن يرفض.

يقول (باتاي):

"في الوقت الذي كان فيه التأثير المباشر للبعثات التنصيرية على الحياة الدينية في الشرق الأوسط تافهاً، تميز الغرب بموقفه البارد تجاه الدين لأن الدين في الشرق الأوسط في ظل الـظـروف التقـلـيـديـة هو طريقة كلية للحياة: التنظيمات المهنية هي تنظيمـات دينيـة، ارتـداء الزي المحلي أمـر يقره الدين الطب والتعليم مهنتان دينيتان، سلطة الدولة نفسها تقوم على الدين، ليس هناك ترتيب هرمي في الإسلام كما هو في الكنائس المسيحية، وليس هـنــاك قسيس أيضاً، العديد من سكان الحضر منتظمون في دوائر دينية، والكثير مـــن الـعـائـلات سواء أكانت في الريف أو الحضر تحظى بتأييد المؤسسات الدينية، أما أكثر المؤسسات التي تمسك بقبضتها على الفرد فهي الأسرة الممتدة، اعتماد الفرد على أسرته وتكامـلـه مـعـهـا مسـألـة عالية الأهمية في ثقافة الشرق الأوسط إلى درجة أنها تعد ثقافة القرابة، الأسرة هنا مؤسـســة دينية يعضدها الدين، أي أن الدين يعضد الأسرة، وهي بدورها تعضد الدين.

ولما جاء التغريب أحدث انهـيــاراً في السلطة الأبوية، وحطم الأسرة الممتدة وغيّر نظام الاقتصاد العائلي بسبب حركة الهجرة من القرية إلى المدينة إلى نظام اقتصادي يقوم على علاقات غيرشخصية، أصبحت الأسرة الغربية وأشكالها الاجتماعية نموذجاً يحتذى به بين الطبقات العليا والوسطى، ولم يترتب على هذه الأمور مجرد تغير جوهري في طبيعة الحياة الأسرية ذاتها فقط، وإنـمــا تـرتـب عليها أهم من ذلك كله وهو (علمنة الأسرة) وابتعادها عن الدين، فحينما ينفلت الشاب من قبضة أسرته كان يخلف وراءه هذا الجو الديني الهام الذي كان يحيط به فيصبح رفضه لهذا الجو جزءاً من رفضه للماضي، ولهذه الأسرة التي تحكم قبضتها عليه.


ثالثا الحياد الموجه للمشروعات الاقتصادية والفنية الغربية:



هناك الكثير من المشروعات الاقتصادية والفنية الغربية العاملة في البلاد الإسلامية مهمتها الأساسية استنزاف خيراتها وربطها بالغرب،ولقد حرص الغربيون وهم يدخلون هذا الواقع الجديد إلينا هذه المشروعات على تـجـنـب الخـوض الـمـبـاشـــر في أي موضوعات تتعلق بالعقـيـدة الإســلامية، وتركوا هذه المهمة للبعثات التنصيرية بالرغــم مـن تـسـلـيـمـهـم بمحدوديـة عائـدها وللشيوعية لكنهم أي الغربيين أولوا الشيوعية اهتماماً وثقلاً أكبر، فهي في نظرهم التهديد الحقيقي الخطر على عقيدة المسلمين الذي يمكن أن يطيح بتوازنهم الاجتماعي الثقافي، وقد تركزت الجهود على إقناع المسلمين بأن الشيوعية لا تتطابق مع الإسلام فـقـط بل إنها التعبير الحقيقي للشكل النقي من الإسلام في أصوله الأولى! ولا يهم هنا أن يكون نـظـام الـحـكـم الـقـائـم فـي بلاد المسلمين شيوعياً بقدر ما يهم تدمير بنائهم الاجتماعي الثقافي الكلي.

يقول (با تاي):

"تميز مدخل الغرب في الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة بصفة خاصة بالاعتناء الشديد بتجنب الخوض في أي قضايا أيديولوجـيــة، والتركيز على الناحية الفنية فقط بالنسبة للمشروعات الاقتصادية والفنية وما هو على شاكلتها، دخلت هذه المشروعات إلى الشرق الأوسط عبر الولايات المتحدة والأمم المتحدة ومعها توجيه أساس بعدم التدخل في القيم والأيديولوجيات الخاصة بالبلاد.
لكن الأمر يختلف بالنسبة للبعثات التنصيرية، فليس أمر الكف عن التدخل الأيديولوجي موضع حرية اختيار هنا، إلا أنه يجب أن يوضع في الاعتبار رد فعل المجتمع الإسلامي للمحاولات المكشوفة لتنصيره، لقد نـجـحت البعثات التنصيرية في علاج عشرات الآلاف من المسلمين، كما علمت الآلاف من مرضــى الأطـفـال المسلمين، وربما أثرت بسلوكياتها ومثلها على النظرة الأخلاقية للعديد من المسلمين، ورغــم ذلـك فـــإن الـذيــن تحولوا إلى النصرانية قلة قليلة. إن الدين في الشرق الأوسط يشغل وضعاً محوريــاً فـي بنائه ؛ ولهذا يعـتـبـر التنصير عند المسلمين ردة يترتب عليها أن ينفصل المسلم إذا تنصر عن الأســـرة والمجـتمـع والقيم الثقافية ويتعرض لنبذ أصدقائه والمحيطين به، وأهم من ذلك كله أن اعتناق الإسلام اعتقاداً ثابتاً لا يهتز والنظرة إليه على أنه الدين الحقيقي يعني أن الردة عنه غباء كامل.


رابعا تغريب النخبة:



عمد الغرب بهذا الواقع الجديد إلى ضرب التوازن المستقر الذي أوجده الإسلام بين طبقات المجتمع الـمختلفـة وإلـى تمزيق الشرايين الحيوية التي تجري بين الطبقات العليا والدنيا وإيجاد تناقضات بينها، إلى أن ينتهي الأمر بأن تنظر الطبقة العليا إلى الطبقة الدنيا على أنها جماعة من المتخلفين الـبـدائـيـيـن الذين يمثلون ما يسميه الغرب "بالوجه الفقير لثقافة الإسلام التقليدية".

وحتى تتسع الهوة بين هاتين الفئتين عمد الغرب إلى ما يلي:

1- تغريب واحتضان الطبقة العليا التي تملك المال الوفير والفرص المتاحة للسفر والاتصال بالغرب وشراء منتجاته وتبني نمط حـياته، ثم استغلال الدافع الكامن عند الطبقة الدنيا التي تسعى إلى تسلق السلم الاجتماعي لتكــون قريبة من الطبقة العليا بإتاحة الفرصة لها لاكتساب الخاصية التي تفردت بها هذه الأخيرة.
2- تدمير الجسر الثقافي الذي يربط بين الفئتين السابقتين بتحويل الطبقة العليا إلى جماعة من المستهلكين الشرهين لكل ما هو مستورد وقـــادم من الغرب، بعد أن كانت هذه الطبقة تستخدم أحسن وأجمل وأفضل القوى الثقافية المتوافرة في الأرض الإسلامية، لقد كان هذا الاستخدام في حد ذاته أساساً من أسس توحد الطبقة العليا في المجتمع مع باقي الطبقات.

لم يكن تغريب الطبقة العليا إلا أحد أوجه سـلـسـلــة الواقع الجديد الذي أراد به الغرب ضرب التوازن الاجتماعي المستقر في البلاد الإسلامـيــة، وهـنـاك وجهان آخران: أولهما إيجاد طبقة جديدة من العمال الحضريين المحرومين، ولقد جـنـدت هذه الطبقة من المدن ومن الريف ؛ لدفع عجلة التصنيع الفجائي والمفروض الذي أدخـلــه الـغـرب على عالمنا الإسلامـي، لقد عاشت هذه الطبقة ظروفاً صعبة وقاسية ولم يكن المهم أن تـعـيـش هـــذه الظــروف فقط، وإنما كان المهم أن تحرم من الإشباعات العاطفية والروحية التي يمنحها الدين والأسرة الممتدة لأفرادها. كان تجنيد هذه الطبقة من الريف لتحقيق هدف مهم آخر سعى إليه الغرب وهو إيجاد ما يسمى (بثنائية الريف المدينة) حيث القدر الأكبر للمدينة وكل ما قدم منها ويرمز لها، مع الحط من قدر الريفيين والعمل على هجرتهم إلى المدينة لتشكيل الطـبـقـة الجديدة وتركيز المهنيين (الغير مهمين) والمثقفين في المدينة على حساب المهنيين الذين تشتد الحاجة إليهم كالأطباء والمهندسين وغيرهم.

هذا هو الوجــه الأول، أما الوجه الثاني: فقد كان تدعيم الطبقة الوسطى وإضافة فئات أخرى لها تشابه أكثر وأكثر مثيلتها في البلاد الغربية، ويعهد إليها بمهمة التطوير الثقافي للبلاد لحساب الغرب.


خامسا إدخال الصناعة والتكنولوجيا:



لم يكن التـصـنـيـع (الحـــديـث) والتـكـنـولوجيا واقعاً قائماً في بلاد المسلمين فجاء الغرب وأدخلهما عن عمد كواقع جديد بهدف إحداث اضطراب خطير في النسيج المكون لثقافة المسلمين أولاً، ولضمان تبعية المسلمين له واستنزاف خيراتهم بطريقة عصرية، لأن الطرق القائمة لا تسعفه في تحقيق هذا الاستنزاف.

دمر الغرب الصناعات المحلية، وقضى على المهن التقليدية، ونشر بضائعه الاستهلاكية، وأرغم الصنّاع والحرفيين إما على الخروج من الساحة والانـضـمـام إلـى ركـب الـعـمـال الحـضـريـيـن، أو تـعـديل خبرتهم الفنية بحيث ينتجون بضائع ذات نمط غربي يعرف الغرب أنها لن تقوى علـى الـمنافسة أمام بضائعه التي تستخدم التقنية الحديثة العالية الجودة المعدلة وفقاً لأذواق الـمـسلمين، ثم نافس الغرب بعد ذلك المشروعات الصناعية القائمة، وأدخل مناهجه الغربية في إنتاج ما يصنع محلياً.

اعتقد المسلمون أنهم وهم يستخدمــون الـمـعدات والتقنية الغربية قد وصلوا إلى مرحلة من التقدم الاجتماعي، وأن التغير الذي حدث عندهم بسبب هذا الاستخدام تغير محدود لن يؤثر على قيمهم الأساسية، ولم يدرك المسلمون وهم في وهم هذا التقدم أن الغرب قد وقف بهم عند حد (طريقة الاستخدام) ولم ولن يـصــل بهـم أبداً إلى (طريقة الإنتاج).. لم يكن المسلمون وهم يستخدمون الصناعة والتقنية الغربية يقفون عند الحدود الشرعية التي تحدد لهم الفرق بين الانتفاع بالثقافة وبين التأثر بهذه الثـقـافـة، في حين أن الغرب كان يعلم تماماً أن استخدام أي عنصر ثقافي غربي لابد وأن يؤدي بالضرورة إلى استخدام عنصر آخر، وهكذا إلى أن ينتهي الأمر إلى تبني طريقة الحياة الغربية ذاتها.

حال الغرب دون تمكين المسلمين من صناعة الآلات التي توجد فيها باقي الصناعات، فلم توجد لدينا المصانع التي تصنع الآلات من (موتورات) وخلافه ولم تتوفر لدينا آلات من صناعة البلاد تمكننا من صناعة باقي المصانع، ولقد أعاق الغرب صناعة الآلات في بلاد المسلمين بحجة أنها تحتاج إلى وقت طويل وأنه لابد لنا من صناعة الحاجات الأساسية، فانصرف المسلمون إلى الصناعات الاستهلاكية وأصبحت بلادهم سوقاً لمصانع أوربا وأمريكا، وأرسلت أكثر البعثات إلى الخارج لا لتعلم صناعة الهـنـدســة الثقيلة وصناعة الفولاذ، ولكن لدراسة الآداب واللغويات والعلوم الإنسانية والاجـتـمـاعـيــة التي توسع الهوة بين المسلمين وثقافتهم، فانصرفت البلاد إلى صناعة المنسوجات والــورق وخـــــام الحـريـر، وأهملت صناعة الآلات.

وبدلاً من استقدام خبراء صناعة الآلات استقدمت الخادمات والمربيات الأجنبيات، صاغ الـغـرب لنا كتبنا خاصة في النمو الاقتصادي، فجعلنا نعتقد أننا لابد وأن نسير في عدة مراحـــــل وبشروط معينة حتى نصل إلى مرحلة التقدم فأطال أمامنا أمل تسلم زمام رأس الصناعة ومنبعها وهو (صناعة الآلات).

أجبرنا الغرب على شراء المصانع والآلات منه وبثمن باهظ، وإذا أصيبت الآلات بعطب أو كسر اضطررنا لاستقدام خبرائه لإصلاحها أو استيراد الآلة منه وإلا تعطلت المصانع كلية.

لم تكن لـبــلاد المسلمين سياسة اقتصادية محددة في أن تكون هذه البلاد (صناعية) بمعنى (أن تـصـنـع الآلات)، ولـهـــذا لم تخلص بلادنا حتى الآن ولم تستغنِ عن الغرب لكنها أصبحت بدلا من ذلك أكثر ارتـبـاطـــاً به وبمنتجاته وآلاته والأهم من ذلك كله بطريقة الحياة الغربية.

يقول (باتاي):

مــا أن وجــــد الـغـربـيـون لأنفـسـهــم قدماً في قلب الشرق الأوسط حتى بدأوا في إظهار (تكنولوجيتهم) ونشر مظاهر معينة منهــا عمداً وعرضاً بين السكان المحليين. إن المظاهر التكنولوجية للثقافة هو إيسر ما يمكن أن يستعار، وهـــــذا صحـيـح فقط عند النظر إلى (استخدام) المنتج التكنولوجي وليس (إنتاجه). إنه يصعب عليك أن تصنع مضخة مياه تعمل بمحرك لكنك تستطيع في دقائق قليلة أن تتعلم كيف تستخدمها، وأن تتعرف على مزاياها التي تفوق استخدامك للأسلوب القديم لرفع المياه عن طريق (الشادوف).

إن قبول سكان الشرق الأوسط للتكنولوجيا الغربية بالإضافة إلى إمكانيات نقلها ووظيفتها الكبرى كمؤشر هام للتقدم، قد تيسر بواسطة حقيقة مؤداها أنها لا تشغل وضعاً مهماً في ثقافتهم الخاصة.. وبمعنى آخر إن شعوب الشرق الأوسط مثل أصحاب أي ثقافات أخرى لم ترَ أن مـجـــرد التحول إلى استخدام المعدات الغربية يعنى أن قيمهم الأساسية سوف تتأثر، بل رأت أنه مجرد تغير ذو أهمية قليلة، وأخيراً أدركت بعد أن فات الأوان أن قبول أي عنصر ثـقـافـي غربي منفرد يؤدي إلى قبول عناصر أخرى أكثر وأحدث فتكون النتيجة إحداث اضطراب خطير في النسيج الحيوي المكون لثقافتهم التقليدية.

إن مقارنة نمو التصنيع الغـربـي بتصنيع الشرق الأوسط يبين لنا أن تصنيع الأخير كان محدوداً وفجائياً، بالإضافة إلـى أنــه مفروض من الخارج، ولم ينمو عضوياً في بيئته المحلية، ولهذا كان من المحتمل أن يـصـاحـــب بتوترات قاتلة يترتب عليها انهيار الأشكال التقليدية من التفاعل الاجتماعي الذي تمـيـزه الـعـلاقات الشخصية والأسرية وانتشار المكانات الموجهة قرابياً، وتحوله إلى الأشكال الغربية من التفاعل الاجتماعي الذي يقوم على العلاقات غير الشخصية".

هذه خمسة عناصر من عناصر هذا الواقع الجديد الذي أدخله الغرب على حياة المسلمين لتغريبهم وتدمير التوازن القائم في ثقافتهم، وتندرج جهـــود الغرب هذه تحت قوله عز وجل ((ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفَاراْ حسداْ من عند أنفسهم من بعدما تبين لهم الحق))(1)، وتشير الوقائع السابقة إلـى أن الغـرب قد نجح إلى حد بعيد في جهوده تلك رغم التحذير الذي وجهه الله عز وجل للمسلمـيــن من اتباع سبيل الكافرين كما جاء في قوله تعالى: ((ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم))(2)، وقوله تعالى ((يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بـعــض ومن يتولهم منكم فإنه منهم))(3) وقـولـه تعالى: ((لا تجـد قوما يؤمـنون باللـه واليـوم الآخــــــر يـوآدون من حــــاد الله ورسوله))(4)... إلى غير ذلك من الآيات.

لكن نجاح الغرب في تغريب المسلمين لم يكن راجعاً إى كفاءة تنظيره المدروس الذي أسماه (تـشـويـش الأحكام القيمية)، فليس هذا التنظير كما يخيل للبعض بجهد إبداعي خلاق يضيف هيبة أخرى إلى هيبة الغرب الحالية في عيون المسلمين. إن هذا الجهد يتضاءل أمام قاعدة ابن تيمية رحمه الله التي يقول فيها: "إن المشاركة في الهدى الظاهر تورث تناسباً وتشاكلاً بين الـمـتـشـابهين يقود إلى موافقة في الأخلاق والأعمال... فإذا كانت المشابهة في أمور دنيوية تورث المحبة والموالاة، فكيف بالمشابهة في أمور دينية.. فإن إفضاء هذا النوع من الموالاة أكثر وأشد والمحبة والموالاة لهم أي اليهود والنصارى تنافي الإيمان".


ويرجع نجاح الغرب في تغريب المسلمين إلى سببين أساسين:



الأول: أن هذا هو قضاء الله عز وجل النافذ فيما أخبر به رسوله -صلى الله عليه وسلم- مما سبق في علمه، فـقـد قال -صلى الله عليه وسلم-: (لتتبعن سنن من قبلكم حذو القذة حتى لو دخلوا مـجــر الضــب لدخـلـتـمـوه، قال يا رسول الله: اليهود والنصارى؟ قال فمن؟)(5).

الثاني: ضعف إيمان المسلمين: الله سـبـحـانــه وتعالـى ضـمـن نصر دينه وحزبه وأوليائه القائمين بدينه علماً وعملاً، يقول ابن القيم رحمه الله في ذلك: "فإذا ضعف الإيمان صار لعدوهم من السبيل بحسب ما نقص من إيمانهم فهم جعلوا عليهـــم السبيل بما تركوا من طاعة الله تعالى، فالمؤمن عزيز غالب مؤيد منصور مَكْفيٌ مدفوع عـنــه بالـذات أين كان، ولو اجتمع عليه من بأقطارها، إذا قام بحقيقة الإيمان وواجباتـه ظاهراً وباطناً.. وقـد قال الله تعالى للمؤمنين ((ولا تـهنـوا ولا تحـزنوا وأنتـم الأعـلون إن كنتـم مؤمـنين))(6)، وقال تعالى: ((فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم)) (7).
فـهـذا الضـمــان إنما هو بإيمانهم وأعمالهم التي هي جند من جنود الله يحفظهم بها ولا يفردها عنهم ويقتطعها عنهم فيبطلها عليهم كما يتر الكافرين والمنافقين أعمالهم إذا كانت لغيره ولم تكن موافقة لأمره.

----------------

دكتور أحمد إبراهيم خضر


الأستاذ المشارك السابق بجامعات القاهرة، والأزهر، وأمدرمان الإسلامية، والملك عبد العزيز

----------------

الهوامش :


*انظر تفصيلا: RAPHAEL PATAI, THE DYNAMICS OF WESTERNIXATION THE MIDDLEEAST JOURNAL, V. 9 NO. 1, WINTER 1955 , PP. 1-16.
(1)سورة البقرة، آية 109.
(2)سورة النساء، آية 115.
(3)سورة المائدة، آية 51.
(4)سورة المجادلة، آية 22.
(5)أخرجه الترمذي، كتاب الفتن، وابن ماجة، كتاب الفتن.
(6)سورة آل عمران، آية 139.
(7)سورة محمد، آية 35.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تغريب، علمانية، محاربة الإسلام، حداثة، ليبيرالية، الأسرة، حقوق المرأة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 22-05-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  (378) الشرط الأول من شروط اختيار المشكلة البحثية
  (377) مناقشة رسالة ماجستير بجامعة أسيوط عن الجمعيات الأهلية والمشاركة فى خطط التنمية
  (376) مناقشة رسالة دكتوراة بجامعة أسيوط عن "التحول الديموقراطى و التنمية الاقتصادية "
  (375) مناقشة رسالة عن ظاهرة الأخذ بالثأر بجامعة الأزهر
  (374) السبب وراء ضحالة وسطحية وزيف نتائج العلوم الاجتماعية
  (373) تعليق هيئة الإشراف على رسالة دكتوراة فى الخدمة الاجتماعية (2)
  (372) التفكير النقدى
  (371) متى تكتب (انظر) و (راجع) و (بتصرف) فى توثيق المادة العلمية
  (370) الفرق بين المتن والحاشية والهامش
  (369) طرق استخدام عبارة ( نقلا عن ) فى التوثيق
  (368) مالذى يجب أن تتأكد منه قبل صياغة تساؤلاتك البحثية
  (367) الفرق بين المشكلة البحثية والتساؤل البحثى
  (366) كيف تقيم سؤالك البحثى
  (365) - عشرة أسئلة يجب أن توجهها لنفسك لكى تضع تساؤلا بحثيا قويا
  (364) ملخص الخطوات العشر لعمل خطة بحثية
  (363) مواصفات المشكلة البحثية الجيدة
  (362) أهمية الإجابة على سؤال SO WHAT فى إقناع لجنة السمينار بالمشكلة البحثية
  (361) هل المنهج الوصفى هو المنهج التحليلى أم هما مختلفان ؟
  (360) "الدبليوز الخمس 5Ws" الضرورية فى عرض المشكلة البحثية
  (359) قاعدة GIGO فى وضع التساؤلات والفرضيات
  (358) الخطوط العامة لمهارات تعامل الباحثين مع الاستبانة من مرحلة تسلمها من المحكمين وحتى ادخال عباراتها فى محاورها
  (357) بعض أوجه القصور فى التعامل مع صدق وثبات الاستبانة
  (356) المهارات الست المتطلبة لمرحلة ما قبل تحليل بيانات الاستبانة
  (355) كيف يختار الباحث الأسلوب الإحصائى المناسب لبيانات البحث ؟
  (354) عرض نتائج تحليل البيانات الأولية للاستبانة تحت مظلة الإحصاء الوصفي
  (353) كيف يفرق الباحث بين المقاييس الإسمية والرتبية والفترية ومقاييس النسبة
  (352) شروط استخدام الإحصاء البارامترى واللابارامترى
  (351) الفرق بين الاحصاء البارامترى واللابارامترى وشروط استخدامهما
  (350) تعليق على خطة رسالة ماجستير يتصدر عنوانها عبارة" تصور مقترح"
  (349) تعليق هيئة الإشراف على رسالة دكتوراة فى الخدمة الاجتماعية

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
ماهر عدنان قنديل، سيد السباعي، الهادي المثلوثي، طلال قسومي، د- هاني ابوالفتوح، عبد الله زيدان، طارق خفاجي، أ.د. مصطفى رجب، صفاء العربي، الناصر الرقيق، رافد العزاوي، سامر أبو رمان ، خبَّاب بن مروان الحمد، أشرف إبراهيم حجاج، د. طارق عبد الحليم، عبد الرزاق قيراط ، حميدة الطيلوش، د - شاكر الحوكي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، يحيي البوليني، د. أحمد بشير، د. خالد الطراولي ، ضحى عبد الرحمن، أحمد بوادي، محمد علي العقربي، مصطفي زهران، أبو سمية، عمر غازي، جاسم الرصيف، د- جابر قميحة، عبد الغني مزوز، مراد قميزة، فوزي مسعود ، د. عادل محمد عايش الأسطل، سعود السبعاني، أحمد الحباسي، عزيز العرباوي، فتحي العابد، د - صالح المازقي، محمد أحمد عزوز، رحاب اسعد بيوض التميمي، حسن الطرابلسي، محمد شمام ، رضا الدبّابي، د - المنجي الكعبي، أحمد ملحم، العادل السمعلي، إسراء أبو رمان، حسن عثمان، سامح لطف الله، سفيان عبد الكافي، د. مصطفى يوسف اللداوي، عمار غيلوفي، رشيد السيد أحمد، فتحـي قاره بيبـان، محمود سلطان، محمود فاروق سيد شعبان، د - مصطفى فهمي، المولدي الفرجاني، د - الضاوي خوالدية، مصطفى منيغ، د. أحمد محمد سليمان، كريم السليتي، نادية سعد، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد العيادي، د - محمد بنيعيش، عراق المطيري، صلاح الحريري، مجدى داود، وائل بنجدو، محرر "بوابتي"، الهيثم زعفان، د. صلاح عودة الله ، محمد عمر غرس الله، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد الياسين، أنس الشابي، علي الكاش، سلوى المغربي، د. عبد الآله المالكي، محمد يحي، صالح النعامي ، عبد الله الفقير، صلاح المختار، صفاء العراقي، محمد اسعد بيوض التميمي، إياد محمود حسين ، د - محمد بن موسى الشريف ، فتحي الزغل، سلام الشماع، صباح الموسوي ، منجي باكير، إيمى الأشقر، د - عادل رضا، سليمان أحمد أبو ستة، حاتم الصولي، فهمي شراب، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أحمد النعيمي، د- محمد رحال، عبد العزيز كحيل، د- محمود علي عريقات، المولدي اليوسفي، بيلسان قيصر، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عواطف منصور، كريم فارق، ياسين أحمد، د.محمد فتحي عبد العال، محمد الطرابلسي، يزيد بن الحسين، د. ضرغام عبد الله الدباغ، علي عبد العال، محمود طرشوبي، تونسي، رمضان حينوني، خالد الجاف ، رافع القارصي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة