أحمد العربي - سوريا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7331 adamdare120@gmail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
إذا كانت القدس هي زهرة المدائن فإن الكنيسة القبطية هي عرّة الكنائس بلا منازع. و كلمة عرّه هي كلمه أجدها ولا أحلى يستخدمها إخواننا في مصر للدلاله على وضاعة شخص أو شيء ما.و هي مشتقه على ما أعتقد من كلمة عار.
مقدّمه أجدها ضرورية ومعبّره وتختزل جهدا كبيرا في البحث عن مقدمه مناسبة يمكن لي أن أصف بها الكنيسة القبطية في مصر،.كنيسة أقل ما يقال عنها أنها ولدت معاقه_ولا أريد أن أقول ميته لأنها ليست كذلك_.معاقه من حيث انطوائها الثيولوجي على نفسها وانشغالها بأمور الدين ونسيان الرسالة الحقيقية للمسيحية، وهي بناء الإنسان السليم والحقيقي الذي يعي مكانه في الوجود و يلعب دوره الفاعل في مجتمعه، لا فلسفة كره الأخر، إذ أن لدور العبادة دور كبير في تأهيل الكوادر حياتيا كما دينيا، و هذا مالم تفعله الكنيسة القبطية والتي رغم قدمها ومنذ تشأتها الأولى بقيت أسيرة جدران الكنائس والأديره ورهينة الأمور الدينيه الأمر الذي أفقدها صلتها بالمحيط الخارجي فانفصلت عن الواقع وتوقّف الزمن عندها بما يشبه المنغوليا .
و يكفي أن ندرك حالة أي هدف أو قضيه من خلال مفرزاته الطبيعية وفي ظروف عاديه، فمن خلال مقارنه بسيطه بينها وبين كنائس الشرق العربي نستطيع أن نلمس الفرق بين حال الكنيسة القبطية و نظيراتها في الشرق، فالثانيه فهمت الواقع وأدركت وجودها فيه فلعبت دورها المناسب كما يجب الذي لم يقتصر على الأمور الدينيه فقط بل تعداه الى تربية أجيال بكاملها تربيه واعيه و مسؤوله و منتمية.قشاركت في البناء الحضاري لبلدانها ووعت لدورها في ذلك، و أفرزت كما نعرف جميعا كوكبه من المفكرين القوميين والأدباء والفنانين و القياديين و رجال دين أيضا ليسو كبقية رجال الدين و بدون تحديد أمثله لأنها كثيره و لا مجال لذكرها.عيّنات نفخر بها جميعا أضاءت حياتنا و سكنت وجداننا وهم حقيقة جديرون يتلك المنزله فكانوا أنموذج للعطاء و الإنتماء.
لنلقي نظرة الأن على مفرزات الكنيسة الأولى و أعني القبطيه ولنقارن فإن بحثنا فأننا لن نجد شيئا يذكر و إن فحصنا و محصنا. ليت الأمور تتوقف عند ذلك فقط أي حالة العدم بل سنجد أسوأ من العدم وهو الإفرازات الصديديه النتنه و العفنه للكنيسة تتجسد في شراذم وشلل و بؤر ويائيه تنتشر هنا و هناك في أكثر من مكان في العالم جعلت شغلها الشاغل و همّها الأوحد مهاجمة كل ما و من يمت للعروبه والإسلام بصله يما يعرّي ليس فقط الكره الشديد و لكن الحقد التاريخي العريق و الدفين منذ أجيال والمتأصل والمتشرّب نقطة فنقطه على مدار مئات السنين على ما يبدو ضد الإسلام و العروبه و بأسلوب هو الأكثر حقدا و كراهيه بين الشعوب التي عرفناها قديما و حديثا عدوة و صديقه والأكثر سوقية و ابتذالا الأمر الذي يجعلنا نسأل أنفسنا و نقول كيف كنا غافلين عن هذه الثعابين القاتله و الراقده في حجرنا.
و باختصار هم مجموعه من الإنفصاليين الأقباط الذين يريدون إقامة دوله قبطيه على أرض مصر العربيه و يتوزعون في مصر و المهجر و لديهم هاجس إقامة دولتهم مهما كان الثمن و بشتى الوسائل حتى لو مدّوا أيديهم للشيطان و قد مدوها فعلا .فلا أحد يجهل عمالتهم الواضحه كعين الشمس و لعبهم لدور حصان طرواده أوعناق بقرة بني إسرائيل بين الحين الأخر و على أنغام مزامير داوود و تعاونهم الأمني مع الإستخبارات الغربيه في الدول التي يعيشون بها ضد أبناء جلدتهم تحت مبرر محاربة الإرهاب و الإرهابيين مدغدغين بذلك عواطف الغرب و أمريكا كخطوة من مجموعة خطوات يلجؤون إليها لتحقيق أهدافهم الإنفصالية.
تمتلك هذه المجموعات الإنفصالية مواقع عديده على شبكة الإنترنت و هي أشهر من أن تعرّف و لا بد أن الكثير منا دخل بشكل أو بأخر الى تلك المواقع وتعرف إليها. و يكفي أن نكتب في أي محرك بحث كلمة أقباط حتى تنفتح لنا عشرات منها متوّجة بالسب و الشتم أشبه بأعشاش دبابير أوأناييب صرف صحي مركزيه. وكلمة حق لا بد من قولها أن رواد المواقع المسلمين كانوا مثالا يحتذى من خلال عدم نزولهم لمستوى الإستفزازات و الردّ بنفس اللغه و الهمجيه رغم اللغه الغير محتمله والتي لعب أصحاب المواقع على وتر عجز المسلمين عن استهداف مقدّساتهم لأنها مقدّساتنا أيضا و لكن ألا يمكن ذلك؟. و نستطيع أن نصنّف هذه المواقع كالتالي مع الأخذ بعين الإعتبار الهدف المشترك لهم جميعا ألا و هو السعي نحو الإنفصال و إقامة دولة قبطيه ذلك الحلم المتجدد:
1-مواقع تتعامل باللغة الإنكليزية وهذه موجّهه لعرض و تسويق القضية في الخارج . هدفها الترويج للفكر الانفصالي القبطي للخارج الغافل أساسا عن جوهر المشكله و بأسلوب يناسبه و كسب الرأي العام العالمي من خلال إبراز الوجه السلبي للعالم الإسلامي و العربي موضحا يالمرئيات و السمعيات والوثائق.تتراوح هذة الوسائل بين الحقيقي والمشوّه و المزيّف والكاذب . حيث أن ما هو حقيقي هو ضئيل جدا بحجم نواة التفّ عليها الكثير من الكذب و التلفيقات حتى أصبحت جبلا شاهق. منتقدين سلوكيات موجوده في كل أصقاع المعموره و نسبها للإسلام و المسلمين حصرا في محاوله مكشوفه تنم عن نواياهم التي لم تعد غريبه على أحد .
2-مواقع عربيه موجّهه للداخل طبعا لتسويق القضيه داخليا و بتكتيكات مختلفه نوعا ما و أغراض إضافيه و لعل أخطرها فتح جبهات أخرى على الدول المعنيه لتخفيف الضغط عن الإنفصاليين الأقباط عن طريق اللعب على مشاعر مجموعات أخرى كالأمازيغيين و النوبيين والى ذلك من مجموعات تعتبر نفسها و نعتبرها من نسيجنا .
متناسين ألام المواطن العربي و إحباطاته التي لا تحتمل و أن الشارع العربي المعتدل بغالبيته الساحقه مدرك لسلبيات واقعه المر و لكن لامجال للتغيير الأن لجملة من الأسباب التي تقمع رغبته في التغيير وعلى رأس هذه الأسباب الأنظمه المدعومه من الغرب المسيحي التي جعلت شغلها الشاغل حراسة المصالح الغربيه و سحق أي رغبه للشعوب العربيه في محاولتها للنهوض و التطور مما أفرز ما يسمى بالتيارات الدينيه التي وجدت في الدين الملاذ الوحيد للنهوض بغياب إمكانية الأساليب اللأخرى و بهذا تكون هذه المواقع قد عرّت نفسها بنفسها بفقدان أدنى حدود الموضوعيه و الأمانه والبحث عن الأسباب كما النتائج ولكنها لم تفعل لأنها مواقع أهدافها لا تندرج ضمن مقاييس المواقع الراقيه الأخري وسنكنتشف يسهوله أنها لهواة وليست لمحترفين.زمر ذوو كفاءات بسيطه و كما يقال بلطجبه وقد امتلكوا مواقع و ذلك متاح لأي شخص كان. يحققّون من خلاله ربحا لمن يدخل عليه بالإضافة لرواتبهم كعملاء.و أسهل ما سنلاحظه هو التناقضات الواضحه التي تبديها هذه المواقع ومنها أنها تهاجم المدّ الأصولي الإسلامي بشكل عنيف و تدعو للعلمانيه في حين أنها هي نفسها مواقع أصوليه مسيحيه أي تنظيم قاعده مسيحي؟؟؟؟وستلحظون ذلك بسهوله.معتقدين أن القارىء بدرجة من السذاجه يمكنهم أن يمرّروا عليه أفكارهم الغير مقنعه و المتناقضه ..إنها في الحقبقه مواقع ولدت ميته لكنيسة معاقه.وليس يإمكاننا أن نصادر الأحلام ولكن بإمكاننا أن نضرب بيد من حديد عندما تكون هذه الأحلام أحلام لقيطه بعد عار يمكن أن تشوّه تاريخنا و تمسّ أمننا القومي.فلا مجال عندئذ لأن نحوي أجنه مشوهة ومن الأفضل إسقاطها رغبوا أم أبو ذلك.فالمقدمه الخاطئه تفترض با لضروره نتيجه خاطئه.وبالعاميه نقول :كان غيرهم أشطر.
كما ستلحظون أن الأدمين و الأعضاء الرسميون يدخلون بأكثر من شخصيه و يتكلمون بأكثر من لسان مع سياسة التنغيم و التقسيم لبعضهم البعض.فتارة هم سريان و نارة أخرى أمازيغيون و تارة نوبيون إلخ------و لكنهم هم أقباط إنفصاليون بتكتيكات ساذجه و مكشوفه لذلك و جب الحذر والإنتباه لهذه النقطه.و تبقى النقطه الأهم و الأخطر التي يجب الإنتباه لها ألا و هي :السعي للإنفصال عن طريق إفتعال أزمه و فتنه بين المسلمين و الأقباط يقوم بها المسلمون و ليس العكس أي يريدون إثارة المسلمين ضد الأقباط الأمر الذي يسهل معه تدويل القضيه و هو مايسعون إليه و أعتقد أن الحكومه المصريه واعيه لذلك و حكيمة التصرف تجاه تلك القضيه حتى الأن. فهل تنجح هذه المواقع في إثارة و استجرار شريحه ساذجه مثلهم من المسلمين؟و هل هذا ما يريده مؤسّسهم مايكل منير ذو العلاقات الغراميه الشاذه و المعروفه للكنيسة مع م .ف . روسوربال ؟ و الذي قبل أن يكون حصان طرواده للغرب والقادر على التلون الحربائي والتمويه و الكذب وفقا للزمان و المكان. هل من الممكن لمايكل منير و أقباط المهجر العملاء أن يكونوا بعد كل ذلك مخلصين و وطنيين بناء على تصريح أو بيان مثلا؟.هل مطالبة البابا شنوده بالإعتذار عن تصرفات عياله الغجر كاف لتبرئة الأقباط تاريخيا من عار إستهدافهم أقرب المقرّبين إليهم العروبه و الإسلام؟ ألا تخجل الكنيسة القبطيه من ذلك؟ أم فاقد الشيء لا يعطيه.هنيئا للكنيسة بأبنائها العملاء والذين توّجوا عمالتهم بمظاهرات دعم لإسرائيل في حربها على غزّه في أكثر من مكان في العالم .و مظاهرات الداخل و أخرها إستغلال موضوع إنفلونزا الخنازير و أولها إخفائهم لقبطيات و اتهام المسلمين بذلك بغرض تدويل القضيه. و لن ننسى قضية وفاء قسطنطين و أبعادها المعروفة الأسباب و الملابسات------إلخ من أدلّّّه تدين الأقباط و كنيستهم المعاقه- زميلة الكنيسة الحبشيه- التي سيكون من الصعب بعد ذلك تطبيع العلاقه معها.
إن الكنيسة القبطيه أمام مفترق طرق لتعلن عدم مسؤوليتها عن ممارسات أبنائها و تتبرأ منهم بنص صريح لا لبس فيه قد يكون بداية لخطوة أولى في الطريق الصحيح و قد لا تكفي ولكن أن تضيء شمعه خير من أن تنام على إسفاف أبنائها الذين لم يسلم من مناوشاتهم أي مسلم حتى أردوغان و أوباما الذين يعبشون على أرضه . و إلى أن يتمّ ذلك هي مدانه ميته كانت أم معاقه و التاريخ لن ينسى لأنه معروف بذاكرته الفولاذيه .أقول كلمه أخيره أقدّم فيها شكري للكنيسة و عيالها الغحر لأنهم جعلونا نصحو على بعض سلبيات واقعنا المر على جميع الأصعده و ربّ ضارة نافعه دلتنا على مواطن الخطر والخطأ الكامنين . سلبيات نحن مدركين لها أساسا و لكن ليس باليد حيله للتغيير الأن لجملة من الأسباب المعقدة التركيب التي نحياها و تحكمنا و لأن عامل الوقت مهم جدا للتغيير لأننا لا نملك عصا سحريه وبسبب المعوقات الكثيره التي تواجه تحقيقه و سيطرة الغرب المسيحي على قرارنا السباسي و إفتعال الأزمات بين الحبن و الأخر الأمر الذي يجعل تطورنا بطيئا .أليست هذه هي الحقيقه با من تنبشون سلبيات وراءها الغرب المسيحي؟هل أجد عندكم ردّا على ذلك أم سنبقى إرهابيون في نظركم المشوّه الذي يرى الحقائق مشوّهه. هل ستدفنون رأسكم كالنعام ؟لا عجب أن تفوح من الأفواه القذره رائحة قذره فهذا شيء متوقع . إنه حقا لواقع ثقيل تعيشه الحكومه المصريه بين إبتزاز مظاهرات الأقباط و اعتصاماتهم وبين تدخل رجال المال المسيحببن في صنع و صياغة القرار الساسي العربي المصري . فإلى أين ستتجه الأمور مع الكنيسة المعاقه و أبنائها الغجر؟
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
13-08-2009 / 09:57:07 ابو سمية
مداخلة قيمة
مداخلة قيمة جدا للاخ العربي
بارك الله فيك
12-08-2009 / 23:27:16 أحمد العربي
المقاومه بين الفطري و المكتسب
أبدى لي أحد أصدقائي المسيحيين في نقاش دار بيني و بينه عن حرصه الشديد على الطهاره الشخصيه و يقصد الإجناب( و عذرا لهذه الكلمه و لهذه البدايه و لكنها ضروريه ) فأنا لا أحتمل هذا الوضع و( الكلام لصديقي طبعا) مثلي مثل المسلمين و سأغتسل مباشرة كلما حدث معي ذلك .فقلت له : كلامك صحيح فلا يوجد إنسان حضاري على هذه الأرض يقبل بهذا الوضع من اللا طهاره إلا إذا كان و سخ جدا و لكن هل تعرف الفرق بينك و بين المسلم في مثل هذه الحاله ؟ الفرق هو إنك اكتشفت أنك يجب أن تغتسل بعمليه أملاها عليك فكرك و عقلك و محاكمات منطقيه راقيه .أما بالنسبة للمسلم فهي ضروره دينيه و فرض بالإضافه لكونها عملية إرتقاء فكري, يمليها عليه الواجب الديني و تلحّ عليه. أنت كمسيحي ممكن أن تؤجل الإغتسال بضعة ساعات إن كان عندك ظرف كسفر مثلا أو عمل ----إلخ . أما بالنسبة للمسلم فهي نار تكويه و سوف يؤجل أي عمل أو أي نشاط حتى يقوم بالإغتسال سفر كان أو ماده إمتحانيه . هذا يقودني إلى الدخول إلى مداخلتي حول المكتسب و الفطري في حياة الإنسان .فإن كان سلوك صديقي المسيحي مكتسب و حادث عارض فإن سلوك المسلم في هذه الحاله فطري و غريزي متأصل و صميمي.و بدوره هذا يمهد لي الطريق لطرح مفهومي الفكر الثوري المقاوم الفطري في الإسلام (الجهاد ) و الفكر المقاوم المكتسب لدى المسيحيه.هذا الفكر الذي ارتبط بالدين الإسلامي و الذي لا أعتقد بتوافره في معتقدات و أديان أخرى باستثناء معتقدات بعض دول شرقي أسيا كاليابان .إذ أمر الله المسلمين بالدفاع و الذود عن كل ما يمس حقوقهم و ينتهك حرياتهم . فكان الجهاد بداية في سبيل الدين الناشىء حديثا و المعرض للخطر من الأعداء المتربصين به من كبرى الإمبراطوريات في ذلك الوقت للحفاظ عليه ومن خطر الداخل الذين حاربوه بشتى الوسائل و هذا شيء طبيعي و متوقع . ولا يزال الفكر الجهادي المقاوم مستمرا في وطننا العربي بدافع ديني و لكن ليس لهدف ديني و هنالك فرق شاسع بين المفهومين .وهذا الإستمرار الحالي للجهاد هو لدافع قومي وطني بحت وليس في سبيل الدين و إن انتهجته المقاومات الإسلاميه الحاليه .فلا يوجد مسلم على وجه الأرض ديني أم علماني إلا و مستعد لأن يضحي بروحه في سبيل وطنه و أن يفجر جسده إلى أشلاء في سبيل قضيته العادله.و هذا أنبل بني البشرذلك الذي يضحي بوجوده في سبيل قضيته لأن الإسلام أمرنا بالدفاع عن حقوقنا حتى الموت و هذه قمة الإيديولوجيات الراقيه .و هذا ما يبرر المقاومه المذهله للمسلمين في بلادنا للإحتلالات المتتاليه على مدى قرون و بقائها راسخة أمام تلك الموجه من المؤمرات و محاولات الإستعباد . هذه المقاومه موجوده لدى كل مسلم على وجه الأرض. و لعلنا جميعا نسمع بظاهرة العمليات الإستشهاديه التي تزلزل دول الإحتلال و التي أرعبت العالم .وهنا لا أستطيع أن أنكر النفس المقاوم لدى إخواننا المسيحيين و الذين يشاركوننا مأسينا في السراء و الضراء و لكن تبقى هذه المشاركه رهنا بعملية الإرتقاء الفكري و ليس الواعظ الديني المسيحي و هذا ما ابتدأت به مداخلتي . فما ينطبق على فكرة الطهاره بين الفطري و المكتسب نستطيع تطبيقه على الفكر المقاوم للمسلمين و المسيحيين تحت مسمى الفطري و المكتسب أيضا. وهذا ما يفسر لنا عدم وجود ظاهرة العمليات الإستشهاديه أو التي يسمونها انتحاريه لدى أخواننا المسيحيين ولم أسمع اسما لمسيحي واحد مات في الإنتفاضه الفلسطينبه. وأنا لا أنتقص من وطنيتهم . فهنالك الكثير منهم يشاركون أخوتهم في همومهم الوطنيه و لكن لا أستطيع أن أعطيهم زخم مقاومه أكثر من ذلك .فالمقاومه لدى المسلمين أكثر و أقوى بملايين المرات من أخوتهم المسيحيين بسبب فلسفة المقاومه في الدين الإسلامي الفطريه التي تملي عليهم واجبات ملزمين بتنفيذها. و قلما نسمع عن أجساد متفجره تحمل إسم هانز أو بيير أو طوني أو مارثا فجروا أنفسهم ضد المحتل الغاصب ولا حتى على صعيد النضال العادي .هو عبء له أناسه و بشره الذين يحملون فكرا مقاوما و لنا الشرف في ذلك. و هنا أحب أن أقول :إن كانت المسيحيه تطالب بإدارة الخد الأيمن لمن يصفعنا و عدم الأخذ السيف بالسيف .فإنها بالتأكيد لم تطالبنا بأن نطأطىء و نتنازل عن حقوقنا و من الخطأ الفادح فهم النصوص المسيحيه بهذا الشكل. و يتعرض هذا الفكر المقاوم (الجهاد) لحملة شرسه على مستوى العالم للقضاء عليه و قتله من قبل الكثير من المفكرين و المحللين العرب و الأجانب وحتى من بعض رجال الدين الإسلامي و المشرعين و التفاصيل كثيره والمبررات أكثر و النوايا المغرضه أكثر فأكثر وفي أوقات هي الأكثر حرجا في تاريخ أمتنا .هذا الفكر المقاوم والذي يحاول بعض المغرضين ربطه بفكر الجهاد الديني الموجود لدى بعض التيارات الأصوليه السلفيه وأعمالها الرهيبه في بعض الدول الموجوده فيها بغية الإساءه إلى الفكر المقاوم التقدمي الذي يجعل الجهاد في سبيل الوطن و القضيه هو الأساس بإعتبارأن فكر الجهاد الديني التقليدي قد انتهى لعدم وجود ضروره له الأن بل في فترة تاريخيه معينه كما نعلم جميعا .أي يحاول المغرضون جعل الجهادين في نفس السله للإساءه للفكر المقاوم التقدمي إن جاز التعبير .و يتم زرع الألغام لقتل ذلك الفكرعادة باللعب على فكرة تشبيه الأبطال الإنتحاريون بالطامعين بالحور العين و الإيحاءات الجنسيه . نعم ,الإسلام وعد كل من يموت في سبيل قضيه عادله بجنة الخلد التي يطمع فيها أتباع كل الأديان و كل البشر قاطبة وليس الإسلام فقط و وعد الله حق .و إن هؤلاء الإستشهاديين يقومون بدورهم القومي بدافع العزه و الكرامه و رفض الظلم وليس طمعا بالجنه فقط و الحور العين تلك العباره الببغائيه و لذلك نرى إستشهاديون من كل الأعمار و الأجناس في ظاهره مذهله ولا أروع يقف أمامها الإنسان مشدوها و عاجزا. و أحب أن أسأل القراء كم منكم لديه الإستعداد ليفجر نفسه حتى لو كانت الجنه على بعد خطوات منه ؟ و بناء على ردودكم ستعرفون قيمة الأبطال الإستشهاديين و عظمتهم .و إن كان هؤلاء الأبطال يستهدفون أعداءا و أهدافا مدنيه فهذا مبرر لهم لعجزهم عن خوض حروب نظاميه بطائرات و دبابات كما يحدث مع الشعب المعجزه الفلسطيني . و بإختصار هو فرض ألزمنا الله به للدفاع عن حقوقنا تجعل منه الدين الأكثر ثوريه وبعيدا عن ثرثرات و غوغائية المغرضين الذين يهدفون إلى وقف هذه الظاهره الراقيه ليبقى الكيان الصهيوني بأمان عن طريق ضرب هذه الفكره بتشبيهها بغسل الأدمغه الطامعه بالحور العين و لا تزال المحاولات جارية على قدم و ساق لقتل هذا الفكر المقاوم للذل والإحتلال و سلب الحقوق . وهنا أستشهد بمقولة فنان عربي و عضو سابق في مجلس الشعب عندما قال: إن الإستشهادي هو وليّ من أولياء الله و ليس بشرا عاديا.و أخيرا نقدم تحيه خجوله لأرواح الملايين من الشهداء في وطننا والذين لا يمكن أن نساوم على حساب أرواحهم الطاهره مهما تقادم الزمن و تغيرت المعطيات مسيحيين كانوا أم مسلمين وليطلقوا علينا ما يشاؤون من المصطلحات إرهاب أو غيره!! فنحن الباقون و هم العابرون.وكان من الأولى من الدول ذات القرارإبتداع مصطلح الإرهاب عندما كان الشعب الفلسطيني يعيش مأسي عصابات شتيرن و الهاجانا التي مهدت الطريق لخلق الكيان الصهيوني .و لكنها لم تفعل ذلك لأن الوقت لم يكن مناسبا بل انتظرت حتى نضجت الربيبه المحببه و الأن حان الوقت لطرح مفهوم الإرهاب لتقييد و خنق مقاومة الشعب الفلسطيني و العربي.
13-08-2009 / 09:57:07 ابو سمية