البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

مجتمعات ما بعد العلمانية

كاتب المقال د. هشام الحمامي   
 المشاهدات: 7370



إنها المجتمعات التي يبشرنا بها شيخ العلمانيين فى العالم..المفكرالألماني هابرماس الإبن البار(لمدرسه فرانكفورت)التي تأسست فى معهد البحث الاجتماعي بجامعة فرانكفورت عام 1930م معلنة خروج تيارفكرى قوى ينقد النظام الاجتماعي القائم ومبشرة بنظام اجتماعي أكثر إنسانية...قدمت المدرسة رؤية جديدة لدورالعلم فى إنتاج المعرفة وأهمية دراسة الشروط العلمية لإنتاج العلم حتى يكون العلم قوة دافعة للمجتمع ..مدرسه فرانكفورت كانت أهم معول هدم فى صرح الماركسية..لم يبق من عمالقة المدرسة إلا هابرماس الذى نقد كل المعطيات الجديدة فى عالم الأفكار من عولمة لمجتمع ما بعد الحداثة لمجتمع ما بعد العلمانية..داعيا إلى إعلاء قيمة الإنسان وتعميق العلاقة بين الفرد والمجتمع لمحاربة تزييف الوعي الذي تمارسه أجهزة الإعلام حتى تتضح المعايير الصحيحة للحقيقة..قدم الرجل نقدا شديدا للنظام الرأسمالي- قبل احتضاره الأخير- كاشفا لا إنسانيته ولا عدالة نظامه..هابرماس خيب ظن(غاندي)الذى قال فى كتابه الشهير(حضارتهم وخلاصنا )يستحق الغربي أن يكون سيد الأرض لأنه قادرعلى القيام بالأعمال الضخمة..لكن هناك شيئا واحدا لا يستطيع الغربي عملة..هو آن يجلس خمس دقائق فقط مع نفسه ينظر إليها بعينة الداخلية..عمنا هابرماس فعلها..ونظر بعينة الداخلية أكثر كثيرا من خمس دقائق..فبعد الانقضاض السديد على الماركسية والرأسمالية انقض الرجل على العلمانية التى ألحقت شراً بشر... مدرسه فرانكفورت أصبحت(مصيدة الفئران)..مع كل الشكرلـ (هاملت) لاختراعه هذا الوصف الدقيق لمصير عمة وأمة وهما يشاهدان مسرحية (مقتل جونزاجو)..

هابرماس قلب الطاولة مؤخراعلى رؤوس العلمانيين فى الغرب وتابعيهم فى الشرق..ذلك أن الرجل طرح مفهوما مفاده أن معظم المفاهيم العلمانية الكبرى(كالعدل والمساواة)مصدرها الدين وتعاليمه..حتى إن أهم صيغة لعلاقة السلطة بالمجتمع وهى صيغه(العقد الاجتماعي)مستمدة من الدين..أيضا فكره(حقوق الإنسان)والجدارة الإنسانية مستمدة من الدين الذى ينص على أن كل الناس سواسية أمام الله..ويفجرالرجل أخطر معنى - نعيه نحن فى الشرق جيدا كوننا نؤمن بأن الدين جاء لتتميم مكارم الأخلاق- لينا وتواضعا وسماحة وإيثارا ورحمة وحنانا وعدلا وكرما وأنفة وعزة وشجاعة..يقول عمنا هابرماس: لولا المصدر الدينى للأخلاق والعدالة لكان من المشكوك فيه تعزيزهذه المثل وتثبيتها فى واقع البشرعلى الأرض..

هابرماس بروحه القلقة وفكره الوثاب فاض علينا من صراحة اليقين وأضاف معنىً جديداً أيضا بقوله أن الدين كان له دورشديد الأهمية فى الحفاظ على المجتمعات من توحش الرأسمالية وأثرها السىء فى الطغيان الإستهلاكى على الناس والسعى الشرس نحو تحقيق الطموحات الدنيوية وما إلى ذلك..وهذا بما يمتلكه الدين من رصيد للتسامى والتعالى على الدنيا ..دعونا نذكر الحديث الشريف(أيها الناس إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم وإن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم)..ما أروع كلامه صلى الله عليه وسلم .

نحن الآن أمام مفكرغربى هو الآن أهم عقل فلسفي في أوروبا كما يصفون الرجل..قال ببساطة إن المرجعية الدينية لا تتعارض أبدا مع الديمقراطية..وهاجم العلمانيين الذين لا يكفون عن مطالبة المتدينين(بالتسامح) فى حين أنهم لا يفعلون ذلك !!..والحقيقة أن الثقافة الغربية موقفها يتغيرالآن من الدين بشكل جذرى فبعد أن سيطر هيجل ونيتشه وماركس على الثقافة الغربية فيما يتعلق بالدين وتطبيقاته وسادت أوروبا ثقافة العلمانية المتطرفة ..ها نحن نرى الآن حالة تعافى من محنة العلاقة بين المرجعية الدينية والديمقراطية.وأصبح الإيمان حاضرا بقوة في حركة الأفكار وتطورها على نحو يزيل تلك القطيعة التاريخية مع (الدين)كونه النبع الفياض بكل ما هو عظيم وقويم.

فى لقاء لى الأسبوع الماضي مع أحد مفكرينا السياسيين الكبارطرحت عليه ما قاله هابرماس فأنكر معرفته بهذا الكلام..!!ما أدهشني أكثرهوعدم معرفته بأن له كتابين على درجة كبيرة من الأهمية فيما يتعلق بثلاثية (الدين والسلطة والمجتمع)الأول هو(نظريه الفعل التواصلي)والثاني(الدين والعقلانية)..الأهم والأخطر أنه لم يعرف أن للدكتورالمسيرى كتاب فى هذه المعاني بعنوان(الخطاب الإسلامي الجديد)وأن الرائد الكبير لجيل الحركة الإسلامية المعاصرة الدكتور أبو الفتوح له كتاب أيضا فى هذا المعاني بعنوان(مجددون لا مبددون)..هذا السياسى المخضرم قيمه فكرية وإستراتيجية كبيرة وهومن الأمناء فى أرائهم لكنه من أسف يعانى مما يعانى منه كثيرمن مثقفينا الكبار وهو حاله(توقف)عند أقوال أتاتورك وسلامه موسى وشميل..وأن الإسلاميين يريدون قطع يد السارق ومنع المرأة من العمل..وكل الطقم إياه الذين اعتاد اخوانا العلمانيون ترداده..(تمطى عليهم الليل بصلبه وأردف أعجازا وناء بكلكل)...لا أخفى عليكم كنت فى حاله خجل لم استطع إخفاؤها..لأن الرجل فعلا كان يريد أن يعرف..ولم ينكر معرفته بما قلت كبرا وجحودا..لكن المسائل فعلا تبلورت فى ذهنه بشكل نهائى على ماهى عليه..وهيهات هيهات من تغيير.(طوبى لمن يستطيع آن يكون كما لوأنه لم يكن أبدا). وحادثت نفسى بكثيرمن الأسى إذا كان هذا هوالحال عند(المفكر)الذى لاعمل له إلا البحث والسؤال ومتابعه حركة الأفكاروتطورها..فما يكون حال السياسى التنفيذى الذى لا يجد وقتا كافيا للمتابعة والتواصل..أم ماذا يكون حال الأجهزة المشغولة حتى شوشتها(بالمحظورين)..الذين بشرنا بهم (هابرماس) باعتبارهم سياسيين أصحاب مرجعيه دينية


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

علمانية، تنويريون، الغرب، تبعية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 26-01-2009   almesryoon.com

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د- محمد رحال، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، نادية سعد، ماهر عدنان قنديل، الهيثم زعفان، المولدي الفرجاني، كريم فارق، إسراء أبو رمان، د - عادل رضا، تونسي، إياد محمود حسين ، د - الضاوي خوالدية، الناصر الرقيق، كريم السليتي، محمد الياسين، فتحـي قاره بيبـان، سامح لطف الله، يحيي البوليني، رضا الدبّابي، مراد قميزة، ضحى عبد الرحمن، حسن الطرابلسي، د. عبد الآله المالكي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، الهادي المثلوثي، سفيان عبد الكافي، عمر غازي، سليمان أحمد أبو ستة، محمد عمر غرس الله، أحمد ملحم، منجي باكير، د. صلاح عودة الله ، علي عبد العال، د - شاكر الحوكي ، د. عادل محمد عايش الأسطل، فوزي مسعود ، عبد الله زيدان، محمد شمام ، صالح النعامي ، رشيد السيد أحمد، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - محمد بن موسى الشريف ، علي الكاش، خبَّاب بن مروان الحمد، صلاح الحريري، د - المنجي الكعبي، صلاح المختار، د - محمد بنيعيش، عراق المطيري، محمد أحمد عزوز، فتحي العابد، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمود فاروق سيد شعبان، حاتم الصولي، سيد السباعي، محمود طرشوبي، محمد يحي، أ.د. مصطفى رجب، رافد العزاوي، سلوى المغربي، أحمد النعيمي، عبد الرزاق قيراط ، إيمى الأشقر، حميدة الطيلوش، حسن عثمان، د. أحمد محمد سليمان، محمود سلطان، د- جابر قميحة، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أحمد بوادي، العادل السمعلي، عواطف منصور، صفاء العربي، أبو سمية، عبد الغني مزوز، د - صالح المازقي، مصطفي زهران، عمار غيلوفي، أنس الشابي، محرر "بوابتي"، محمد الطرابلسي، د. أحمد بشير، صباح الموسوي ، خالد الجاف ، جاسم الرصيف، عبد الله الفقير، أحمد الحباسي، صفاء العراقي، سلام الشماع، رافع القارصي، فتحي الزغل، سعود السبعاني، محمد اسعد بيوض التميمي، د- هاني ابوالفتوح، محمد العيادي، عزيز العرباوي، د. طارق عبد الحليم، يزيد بن الحسين، رمضان حينوني، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - مصطفى فهمي، مجدى داود، ياسين أحمد، سامر أبو رمان ، د- محمود علي عريقات، د.محمد فتحي عبد العال، د. خالد الطراولي ، د. مصطفى يوسف اللداوي، مصطفى منيغ، طلال قسومي، رحاب اسعد بيوض التميمي، أشرف إبراهيم حجاج، فهمي شراب، وائل بنجدو،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة