(14) تجديد الإسلام في غابة فرنسية..
وقفة مع فكر هشام جعيط (*)
د. أحمد إبراهيم خضر - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 12000
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
1- فكرة طارئة قفزت إلى عقل المفكر! التونسي (هشام جعيط) وهو يراقب الثلوج في إحدى الغابات الفرنسية؛ فكتب ما اعتقد أنه تجديد وإصلاح للإسلام.
توهم (المفكر التونسي)! أن فكرته الطارئة هذه ستحول ضعف أمتنا إلى قوة، وستكون مؤشراً للتطور الأصيل، بدلاً مما يسميه (تأخـرنــــا في التطور)، إنه يرى أن مجتمعنا العربي! قد تطور في اتجاه العلمانية بخطوات عملاقة!: فالدولة تعمل مستقلة عن الدين، والتصورات العقلانية نفذت إلى ميدان التربية، والشـبــاب لم يعد يبالي بالممارسات الدينية، لهذا فهو يرفع الطابع الإسلامي (ولكن) بطريقة تختلف عما هي عليه الآن.(1)
2- شعر (المفكر التونسي) بعد أن ألهمته مـقـــــولات (فرويد) في كتابه (مستقبل وهم) بهذا الحنان العميق الذي لا يجتث نحو هذا الدين الـذي أثار طفولته، وكان أول دليل له على الخير والشر المطلق، فنجده يتحدث عن معجزة الـديـــن الذي يخاطب أبسط كائن وأكثره سذاجة، كما يتجه إلى أسمى فكر وأكثره رفعة.. تجــــده يتحـدث عن الرسول-صلى الله عليه وسلم- الذي يرى فيه كتلة هائلة من الـمُثُل والحب والوفـــاء، الذي يزن ويوزن كل تلك الدموع والاندفاعات، الرسول الذي نادى باسمه كثير من النـــاس ممن كانوا في النزع الأخير، تجده يقرّ بأن الدين روح العالم والإسلام روح الأمة الإسلامـية، وأنه لا يزال قوة حية ملموسة ملتصقة التصاقاً حميماً بالمجتمع الإسلامي تخترقه من طرف لآخر.
3- انطلاقاً من هذا الحنين لهذا الوهم الفرويدي (لمفهوم الدين) يطرح علـيـنا المفكر المذكور عدة مقدمات لا تثريب عليها - في مجملها - من حيث المبدأ، يقول فيها:
أ - يـنـبـغـي ألا نرفض الإسلام، بل يجب أن نمتثل لروحه وجوهره، الذي يعني التفتح على الخارج، ثم العودة إلى الذات.
ب - لا شيء يبتر الإسلام من اعتباره ثورة اجتماعية خانتها الظروف.
ج - يجب عــلـى الإســلام البقاء ديناً للدولة تعترف به تاريخيًّا، وتهبه حمايتها، ولا تتلاعب به لأسباب سياسية، ولا تدخل عليه إصلاحات من عندها.
د - إن التشريع الإسلامي اسـتـهـدف بصورة عميقة خير الناس، وساهم في توحيد بشرية مشتتة بواسطة الولاء ذاته للشريعة، وهي القانون الذي نظم كافة مظاهر الحياة.
هـ - إنه ضد أي محاولة للتشريـعـيـة العلمانية التي تستهدف الرجوع إلى تأكيد ما نصت عليه الشريعة من حيث المبادئ، وتحـويـرهــــا على صعيد النتيجة العملية لبلوغ غايات التحديث.
و - أنه لا يجاري فكرة الانحطاط عند (جيب) التي أرجع فيها جمود المجتمع الإسلامي إلى الفكر الديني أو الفقه.
ز - أنه ضد النظرة التي تدافع عن الإسلام من منطلق اتهام الفقهاء القدامى بـ (خيانة الإسلام وتشويهه)! بل إنه يعترف بعظمة العمل الذي أنجزه هؤلاء الفقهاء، ولكنه يرى ضرورة المراجعة التقويمية لاجتهاداتهم.
ح - أنه ضد محاولة إيجاد التطابق بين روح الفقه الإسلامي والفكر الحديث لصالح الأخير باستخدام أسلوب الحيل الفقهية، أي إنه - بصفة عامة - ضد منطق أنصار التحديث الديني الذي يقوم - غالباً - على تزوير الحقيقة الدينية، فهم يميلون إلى اقتراح إصلاحات ضد الشرع في اتجاه القيم التي رضي بها العالم الحديث؛ لكي يعرضوها على أنها من التشريع الإسلامي ذاته، بحجة أنهم يريدون أن يعيدوا إلى هذا التشريع سالف صفاته، في حين أن جهدهم تحكمه قمة سوء النية والنظرة الذاتية.
ط - والقرآن عنده لا يقبل الترجمة؛ لأن ترجمة معانيه تفرغه من حقيقته ومضمونه والوزن الروحي الذي شحنت به الكلمات، وتجرده من هذا المحيط الروحي الأخاذ.
إن أغلب الترجمات المعروفة لمعانيه تافهة من وجهة نظره، وإن بعضها قد حاول نقل الأسلوب القرآني المؤثر لكنها محشوة بالتناقض والمعاني الخاطئة، بل حتى المقلوبة.
وأخيراً يأتي (المفكر التونسي) فيعلن:
أنه ضد العلمانيين الذين يدّعون اليوم حق التلاعب بالإسلام، مستترين بقناع الإصلاح والرقي، في حين أنهم يتمنون خراب الإسلام.
4- عند هذه النقطه يكاد (المفكر التونسي) أن يدفعنا إلى أن نخرجه من عباءة (العلمانيين التقليديين)، إذ إنه يحاول إقناعنا بأنه يريد أن يجدد الإسلام والرؤية إلى الإيمان، فالقضية عنده قضية إصلاح، وإعادة تقييم، وإعادة بناء فقط، لكننا ما نلبث أن ندرك أن (الرجل) يريد أن يجدد في أسس الإسلام، وأن يسهم برؤية شخصيه في تحوير العقيدة والإيمان أو في المعاش الديني ودلالة التشريع على الأقل، بواسطة الدين وبما هو خارج عنه، وهذا هو الإصلاح عنده!.
5- خرج علينا (الرجل) بفكرة جديدة أسماها: (العلمانية المفتوحة)، علمانية يراها غير معادية للإسلام لا تستمد دافعها من شعور (لا إسلامي)، بل علمانية يتوهم أنها يمكن أن تحافظ على جوهر العقيدة، وحقيقة الأمر أنها لا تختلف مطلقاً عن العلمانية التقليدية، إنها - كما يقول بنفسه - تتسق مع الهدف العلماني العام : الفصل أو التحرير.
6- يفاجئنا (الرجل) بضربات سريعة ومتلاحقة لجوهر العقيدة والإيمان، عبر عبارات صريحة لا تحتمل التأويل : الإسلام مغامرة تاريخية كبرى - الرسول بدأ بمغامرة رهيبة - الله فكرة! - الله يتواطأ مع الإنسان - ليس الله بأثبت الكائنات يقينية، بل إنه لغز! - القرآن عمل عبقري ذو لغة أسطورية - العمل الأسطوري له نوعيتـه فـي القرآن - القرآن يعتمد أسطورة سفر التكوين، ثم يثريها - الدين يتضمن جانباً من التمويه، وعناصره التي تضمنها لا يقبلها العقل إطلاقاً ولا الفكر ولا ذهنية الإنسان الحديث - التقليدية الدينية سلبية - الضحالة قائمة في كل حياة وفكر يخضعان إلى اعتباطية الدين والتقاليد، ثم يقول بالحرف الواحد: (من حسن الحظ أن الإنسان خالف باستمرار الدين، وأن الدين بقي مثلاً لم يطبق أبداً، وإلا لسحقت الحياة)!:
ماذا يريد جعيط بالضبط ؟!
يخلع (الرجل) أقنعته الخادعة، ثم يحدد أهدافه بجلاء وبجرأة، وذلك على النحو التالي:
أ - النظرة إلى الدين على أنه مجرد وديعة مقدسة لا ينبغي الخضوع لها : (الأَولى بنا أن نتجه إلى الولاء التاريخي مع الشعور الأسمى بالحفاظ على وديعة مقدسة دون الخضوع لها).
ب - على الدولة أن تعمل مستقلة عن الدين، وأن تسير وفق قوانين السياسة والمصلحة الاجتماعية : (يجب على الدولة أن تتطور في نطاق عملها العادي داخل دائرة مستقلة طبق القوانين المجردة للسياسة والمصلحة الاجتماعية وخارج كل حنين سلفي).
ج - النظرة إلى القرآن على أنه كلام مقدس شرع في ظروف تاريخية واجتماعية معينة، وأنه يحوي عناصر توراتية يهودية نصرانية:
(من الأفضل هنا أن يقبل المرء فكرة أن القرآن كلام مقدس، وأنه شرع في ظروف تاريخية واجتماعية معينة، وهو ما يبعث في الوقت نفسه على رفع كل اتهام بالرجعية عن القرآن... نجد في القرآن تصوراً معيناً للجنين البشري قد لا يقبله العلم، ونظرة الكون المادي قابلة للتأويل بحيث لا تتضارب مبدئيًّا مع العلم، لكنه تتداخل فيها عناصر توراتية هي بدورها متأثرة (بالتصورات) البابلية القديمة... إن الإسلام - ككل دين غيره - نشأ (!) في بيئة ذهنية معينة، وفي جو فكري معين، وفي عصر بشري سيطر فيه المظهر العجيب، على أفق الإنسان، وهو ورث - فضلاً على ذلك - أغلب التقاليد اليهودية النصرانية!).
د - تحرير المجتمع والدولة من الدين، والبحث عن روحانيات أخرى في غير الإسلام، وتحرير المجمتع كذلك من أن يعمل في ضوء الإيمان بالآخرة على أنها الحياة الحق: (علـى المجتمـع والدولـة التحـرر مـن (ما ورائية دينية) تعتبر حقيقة وحدها، أي: التحرر من كل عسف أيديولوجي ديني، فإذا كانت مهمة الدولة تجسيم الروحانيات فإن هذه الروحانيات منشورة متنوعة متعددة، وهي ليست بالضرورة تلك التي حددها الإسلام... على المجمتع أن ينمو طبق مقاييسه الخاصة في المرحلة الراهنة من مصيره، لا عملاً برؤية مسبقة لآخرة تكون هي الحياة الحق).
هـ - النظرة إلى الاعتقاد في وجود الملائكة والجن والشياطين على أنه من قبيل الخرافة:
(يتضمن القرآن الملائكة ورؤساءهم وإبليس وجيشه من الشياطين والجن، ويظهر أن هؤلاء اقتبسوا من الخرافات المحلية(!)).
و- إنكار العذاب الأبدي لغير المؤمنين، وإنكار الحساب في الآخرة، واعتبار الله (تعالى) ظالماً متخفياً لاعباً!!:
(كيف يقبل العقل الناقد العذاب الأبدي - فضلاً عن كونه جسديـًّا - بالنسبة لغير المؤمنين؟، وكيف للنزعة الإنسانية الكونية لعصرنا أن تسمح بذلك؟، أين يكمن الحل للتناقض بين الحرية ومسؤولية الإنسان التي يتضمنها مفهـوم الحسـاب، ومـن قــدرة الله وظلمه (!!) أو يكاد التي يترجم عنها القضاء والقدر؟ هذا الإله ذاته الشخصي والمتعالي.. أي لعبة يلعب؟ لماذا كان متخفياً؟ أَوَ لا ينكشف مرة واحدة وبوضوح للإنسان؟) تعالى الله عما يقول.
ز - التقدم نحو العقلانية خارج كل سيطرة للدين:
(إنّ ما هو عقلاني يتابع سيره، ويجب أن يتابعه خارج كل سيطرة للعامل الديني وكل تبرير بواسطة الدين، وهكذا: فليس للعلم والعقلانية السياسية أن يبحثا عن أسس ممارستهما في القرآن حتى ولو كان القرآن ثريًّا فريداً فكريًّا فيما يخص مصير الكون).
ح - السماح بالخروج عن الإسلام وإظهار عدم الإيمان :
(لتسمح الدولة وتضمن الخروج عن المعتقد خروجاً حرًّا، فليتظاهر عدم الإيمان، وليبرز، وليؤكد ذاته؛ فليس للدولة أن تمنعه، بل يجب عليها أن تضمن خلافاً لذلك هذه الإمكانية).
ط - تعطيل الحدود الشرعية :
(ينبغي على البلدان المتخلفة اللحاق في ميدان التشريع بالبلدان المتطورة، وأن يتوقف العمل بالتشريع غير الملائم القاسي المعروف بإقامة الحدود... وعلى القضاء الجنائي أن يعمل حيثما كان بالمبادئ العالمية لعصرنا).
ي - المساواة في الإرث بين الرجل والمرأة، وإبطال تعدد الزوجات، وتحرير الزواج والجنس من القيود الشرعية :
(ينبغي أن يركز الجهد على ميدان قانون الأحوال الشخصية الشاسع، والذي ما زال خاضعاً (لصيغة عتيقة وتنصيعات قرآنية) فينبغي تخليص ما يعرف بقوانين الميراث وتشريع الزواج وحتى (التشريع الجنسي) من عبء الفقه، وإخضاعه لمقولات العقل العالمي، وأن تضمن (للمرأة) المساواة في حقوق الإرث، وأن يقع العدول عن تعدد الزوجات، ويرتبط بهذه الأمور تدخل العقلنة في تشريع المواريث).
ك - تحرير الأخلاق من الدين :
(لا بد من الوصول إلى تحرير الأخلاق الملموسة من وطأة الأخلاق الدينية من حيث ضيقها وتشددها، ولأنها تحدد تفتح كل رؤية حديثة عقلانية للعلائق البشرية،... إن علمنة الأخلاق الملموسة هي بداية علمنة أسسها... ليست الديانة سوى عنصر من عبء وقمع واعتباط).
ل- ضرب الفضيلة والشرف :
(إن فكرة الفضيلة ذاتها سلبية إلى حد كبير، ومبنية على قمع الاندفاع الحيوي؛ فينبغي مراجعتها.. هذا ولم نتحدث عن كل الأخلاقية للشرف التي تستقر في قلب الإنسان الساذج آمرة إياه بالأسى والانتقام والموت...).
م - زرع قيم جديدة والتخلي عن القيم الدينية التي تجاوزها العصر الحديث:
(يمكن حصول زرع مناسب لقيم جديدة كان أهملها الإسلام في أطراف الضمير الأخلاقي، حيث تتعدد سلسلة الممكنات، لذلك يمكن التخلي عن الرؤى التي تجاوزتها التجربة الحديثة للإنسانية بفضل تغير مُثُلها).
أصياغة للدين أم هدم له؟!:
الحقيقة : إن هذا (المفكر التونسي) يريد مثل الذين سبقوه من دعاة التنوير أن يعيد صياغة العقيدة الإسلامية صياغة حديثة تستخدم ما يسميه بلغة (الفكر الحالي الراقي) إنه يرفض لغة علماء الدين والفقه والشريعة الذين يسميهم (بالطبقة التحتىة الماورائية) التي يجب عليها أن تتخلى لهم عن احتكار الحقيقة - على حد قوله - إن هذا هو عين ما قاله (زكي مبارك) منذ أكثر من نصف قرن مضى: (نزعنا راية الإسلام من أيدي الجهلة (علماء الدين) وصار إلى أقلامنا المرجع في شرح أصول الدين).
ونضرب هنا مثالاً واحداً نوضح به كيف عبر (المفكر التونسي) عن الله (عز وجل) بلغة ما يسميه (بالفكر الراقي) حينما اعتبر قلمه مرجعاً في شرح أصول الدين، إنه يقول: (إن الله هو الأنا المطلق تحديداً.. الأنا المحايث الذي يحرك ويدعم الكل، أما الطبيعة والعالم المادي فلا تكون سوى طبع الله أو عادته، والأحسن من ذلك: أنه الكشف الذاتي لـ.. أنا الأكبر).
إن التبعية في لغة التعبير - كما يقول (جلال أمين) : (وثيقة الصلة بالتبعية في مضمون الفكر، تؤدي كل منهما إلى الأخرى وتقويها، ومن كان تابعاً لفكر غيره استسهل التضحية بلغته، والاستسهال بالتضحية في اللغة يؤدي إلى التورط أكبر وأكبر في قبول ما لا يتعين قبوله من الفكر الأجنبي، لأن الـلـغـــــة نفسها تعكس في كثير من الأحيان مواقف قيمية وتفضيلات خاصة، وهي لا تتمتع بدرجة الحياد التي تُزعم لها).
هذا هو ما حدث (لمفكرنا التونسي): تـــورط مع (فرويد) في (وهم الدين) وتورط مع (إميل دوركايم) في (نزع الدين من الأخلاق)، وتورط مع (مارلو بونتى) - الذي يعترف بأنه يشعر نحوه بقرب كبير في الاعتقاد - (بوجود إلهين): أحدهما داخلي والآخر خارجي، وتورط مع (هيجل) عندما حلل الإسـلام في ضوء كتابه (روح المسيحية ومصيرها) فاعتبر أن الله ليـس بحقـيـقـــة، وأن الـرســـول-صلى الله عليه وسلم- كان يشعر بالنقص أمام التكبر اليهودي، وأن اكتساحه لهم في المدينة نتج عن حقد شخصي عليهم، وتورط مع (هاردر) في مقولته: (إن الدين روح لبشرية ما زالت في الطفولة، وأن على العقل أن يـتـحـــرر من الدين بدخول العصر الحديث).
أقر (مفكرنا التونسـي) بنفسـه - وهذا ينطبق عليه - بأن المفكرين المسلمين الذين احتكوا بالحداثة ينزعون إلى التخلي عن الدين، الذي بـــدا لهـم بـنـــاءً مـنـخــــوراً ونسيجاً من المحالات، وظهر لهم مرتبطاً بذهنية ساذجة أو غير حديـثـــــة. كما أقر أيضاً بأن العقل النقدي الموحد المسوي لـكــــل الأديان يسبب دواراً حقّاً، وأن فهم الإسلام في ضوء الطريقة التاريخية أمر خطير على الـديــن، قد يصل إلى هدم الإيمان، شأنه شأن التحليل النفسي، وهذا هو ما وقع فيه حينما احتك بالحداثة وفهم الإسلام في ضوء (التاريخانية).
إن موقف (المفكر التونسي) - كـمــا اعـتـرف بنفسه - : ممزق، مبهم، متضارب، تلاعب بالإسلام متستراً بقناع الإصلاح والرقي، ظـنّــــاً منه أن (علمانيته المفتوحة) ستخرجه من عباءتهم.
وبعد أن أعمل فكره وبذل جهده في تدمير العقـيـدة والإيـمان نجده يقول عن الرسول : (في هذه الغابة الفرنسية، حيث أكتب هذه السطور أمام الـثـلــج، بعيداً جدّاً في الزمان والمكان عن ذلك العالم الذي عاش فيه (الرسول)، إني أحس نفسي أقرب إليه من شخص عاش في القرن الثاني الهجري، وأشعر أني قريب جدًّا
من إدراك حقيقته)(!!).
د. أحمد إبراهيم خضر
الأستاذ المشارك بجامعتى القاهرة والأزهر والملك عد العزيز سابقا
--------------
الهوامش :
1) انظر : هشام جـعـيـط، الإصلاح والتجديد في الإسلام، مجلة (الاجتهاد)، بـيــروت، العدد الرابع عشر 1992م.6
*هشام جعيـط: مفـكر تونسي معروف، ولد في تونس عام 1935م من عائله متدينة، درس في الصـادقية بتونس، وتابع دراسته بباريس، وأقام فيها فتره طويلة، ثم أنجز بحثيه الـمـشهورين (الشخصية والصورة العربية الإسلامية) و (أوروبا والإسلام) وله أطروحة أكاديمية بعنوان (الكوفة في القرن الأول الهجري)، ودراساته كلها من منظور علمانـي بحت، تلمس مظاهره فيما طرق الكاتب من أفكار تصادم الإسلام الصحيح كطروحاتــه المضطربة في هذا المقال.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
26-06-2008 / 16:38:07 وسيم
أأكد مشفر هذا صوفي قح
نعم للأسف مشفر هذا صوفي و يمدح الصوفية و أهلها
ورغم نفيه أنه قبوري إلا أنه في برامجه الإذاعية يدعو للقبورية بصراحة
ولا تأخذه لومة لائم
كما أنه في شريط له طعن في شيخ الإسلام بن تيمية و تلميذه إبن قيم الجوزية و قد رد عليه أحد طلاب العلم التونسيين في فرنسا
أأكد مشفر هذا صوفي قح
26-06-2008 / 16:21:19 ابو سمية
ليس هناك رجال دين بوسائل اعلامنا، بل هناك مختصون في الدعاية
القول بان احدهم صوفي التوجه هو ببعض المعاني تقدير له من حيث انه افتراض ان المعني بالوصف ينحو منحى التقرب من لله، بقطع النظر عن انحراف طريقته، وبالتالي ان تقول على انسان أنه صوفي فهو رفع الى حد ما من شانه.
انا ارى ان مجمل البرامج الدينية بتونس، لا تعدو ان تكون برامج دعائية، تقوم بمهام غسيل المخ للناس، وهي برامج مثلها مثل البرامج الغنائية والرياضية، كلها تسعى لنفس الغرض وهو استهداف التونسي لديمومة حالة الاغراق والغيبوبة التي يعيشها واطالة امدها، وبالتالي القائمون على هذه البرامج هم في اخر المطاف موظفون، يؤدون مهام، بقطع النظر ان كان بطريقة مباشرة، او غير مباشرة، ولا يصح ان يقال عن احدهم انه صوفي او غير ذلك، بل يقال موظف ماهر او غير ذلك من الاوصاف.
وبالتالي لا يوجد بتونس برامج دينية بالمعنى المتعارف عليه في بعض الدول الاخرى، هنا بتونس كل البرامج الاعلامية تهدف لغرص واحد، غسيل المخ وتسويق الواقع علة انه المثل الاعلى
26-06-2008 / 16:09:07 أبو محمد
لم أكن أعلم أن مشفر صوفي!؟! هل تؤكدون هذا الكلام؟؟
إن كان كذلك فعادي أن تكون إذاعة الزيتونة مهزلة لذلك الحد و هنيئا لتونس بشيخ الطريقة الجديد.
26-06-2008 / 16:05:07 أبو محمد
لا يكاد يخلو شهر من فضيحة جديدة من بلادنا، سلوى الشرفي، ألفة يوسف، هشام جعيط و القائمة بدأت تطول، لقد تكالب هؤلاء المنافقون لأن لا قوة لتردعهم، هؤلاء أشد علينا من اليهود و النصارى هؤلاء المتكلمون الفسقة لعنة الله عليهم و على من والاهم. فليتمتعوا قليلا سيريهم الله أي منقلب ينقلبون.
26-06-2008 / 15:45:15 وسيم
تب إلى الله تعالى
سئل الشيخ محمد صالح بن عثيمين عن رجل قال" إبليس ما كفرش" ولعلكم عرفتموه هو عمرو خالد
فقال:" هذا كذب القرآن و تلى قوله تعالى " وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) البقرة
ثم قال قل لهذا الرجل تب إلى الله تعالى فإن تاب و إلا وجب على ولي الأمر ضرب رقبته
نقول لجعيط تب لله يا زنديق
كذّب القرآن بادعائه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يكن أميا
" الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) الأعراف
و نقول لولاة أمرنا الإسلام أمانة في أعناقكم و لا تتركوأ إسلامنا بيد الزنادقة والله إنهم يخدعونكم
لا حول و لا قوة إلا بالله
26-06-2008 / 15:18:14 ابو سمية
ماذا تنتظر في تونس غير تكاثر الزنادقة
أمثال جعيط هذا وغيره من "المفكرين التونسيين" (الذين يتبوأ بعضهم مناصب بالجامعات والمؤسسات التونسية) و الذين جعلونا مضحكة امام الشعوب، امثال هؤلاء تقام لهم بالبلدان الاسلامية الاخرى، محاكمات، وتقام ضدهم دعاوي.
اما نحن في تونس، فماذا يمكن ان تتوقع بعد نصف قرن من تجفيف منابع الاسلام وضربه، المصحوب بتسفيه القائل به وفي مقابل ذلك، الاعلاء من امر شائنيه ومحاربيه، ماذا تتنتظر غير تكاثر الزنادقة.
26-06-2008 / 15:16:32 وسيم
واااااااااااااا إسلامااااااااااااااه
توضيح
بالنسبة للمدعو طه جابر العلواني حاله ليس أفضل من جعيط
و لكن نقلت ما كتبه هذا الجعيط الكلب ليعرف الناس ما حال منارة الزيتونة و ما حال كلياتنا في تونس هؤلاء هم علماؤنا
هشام
جعيط
و منجية السوايحي
وألفة يو سف
أين ردك على هذا الكلام يا مشفر يا صوفي ؟؟
يا عم المفتي أين ردك على جعيط ؟؟
يا أئمة تونس أين أنتم ؟؟؟؟
واااااااااااااااااا إسلاماااااااااااااااه
26-06-2008 / 14:58:22 وسيم
لعنة الله عليك يا جعيط الكلب
فند المفكر الاسلامي البارز د. طه جابر العلواني ادعاءات أوردها كتاب جديد للكاتب التونسي هشام جعيط زعم فيه "أن اسم الرسول(صلى الله عليه وسلم) كان "قثم" وأن اسم "محمد" جاء فيما بعد تحت التأثيرات المسيحية".
وقال العلواني إن هذا الكلام هو ما تقوله الدراسات اللاهوتية القديمة التي استهدفت الرسول ويبدو أنها أثّرت على الكاتب جعيط. وأكد المفكر الإسلامي أن ما أثاره جعيط حول اسم رسول الله إنما هو كلام ورد في بعض الدراسات اللاهوتية".
وأضاف أن هذه الدراسات اللاهوتية "كانت ترى برسول الله أنه لم يكن أكثر من قسيس مسيحي يحمل اسم قثم، وأنه أراد أن يجعل نفسه كاردينالا كبيرا لكنيسة خاصة يؤسسها بنفسه في الجزيرة العربية، وأنه حينما لم توافق له الكنيسة على هذا، قرر أن ينشق عنها، ويعلن عن أنه صاحب رسالة خاصة جديدة لها موقف مغاير فكان الإسلام" .
وتابع "هذه الدراسات اللاهوتية كانت تقول أيضا ان جميع العبادات الإسلامية، والصلاة بصفة خاصة، أخذت عن اليهودية، ويعقدون مقارنة بين كلمة عبادة وكلمة (هابودا) باللغة العبرية ومعناها العبادة، ويقولون إن صلاة الإسلام أخذت ذات الأشكال التي كانت معروفة باليهودية".
وقال العلواني "كانوا يقولون إن اسم الرسول كان (مذمما) بينما أطلق على نفسه (محمدا)، وكان عليه الصلاة والسلام يبتسم لهذا الهراء، ويقول "هم يسمونني مذمما وأنا عند الله محمدا".
وتابع "كنت أتمنى على جعيط أن يحترم علمه وقلمه ولا يتأثر بالاسرائيليات القديمة أو الجديدة، ولا ينقل الكلام الفارغ الموجود في اللاهوت المسيحي الذي اتهم المسيح نفسه، وهذا التراث يجب أن نكون حذرين جدا عندما نتعامل معه".
وحول ما زعمه جعيط في كتابه أن "سنة ولادة الرسول هي 580م وأن الرسول لم يكن أميا" قال العلواني: هذا هراء وتخريف في الدراسات اللاهوتية اليهودية والمسيحية وكنت أتمنى ألا يمر على الدكتور هشام جعيط، الذي يبدو أنه اطلع عليها، ولم يتحقق منها، وظن أنها مراجع علمية، وأحبّ أن يلفت الأنظار إليه لأنه منذ فترة لم يكتب شيئا ذا بال فأحب أن يهجم على التراث اللاهوتي بشقيه اليهودي والنصراني ويقدمه على أنه كشف.
وكان الكاتب التونسي د. هشام جعيط قد صدر له الجزء الثاني من السيرة النبوية الشريفة عن دار الطليعة في بيروت، والذى حمل عنوان "تاريخ الدعوة في مكة". وكان قد أصدر الجزء الأول من هذا الكتاب عن نفس الدار، وكان بعنوان "الوحى والقرآن والنبوّة".
ويتناول الجزء الثانى من الكتاب، مسار النبى محمدً (ص) فى مكة المکرمة من ولادته إلى الهجرة. ويقول جعيط إن كلمة "مسار" لا تعنى فقط الدراسة البيوغرافية مهما اتسعت، بل وأيضا المناخ المحلى الذى ظهر فيه الرسول ودعا فيه إلى دعوته، وكذلك المناخ العالمى فى هذه الرقعة من الأرض.
وأبرز ما ورد في الكتاب من ادعاءات أن الرسول محمد "ولد في حدود سنة 580م، وانه كان يدعى "قثم" قبل بعثته، وتزوج وهو في الثالثة والعشرين وبعث في الثلاثين، وانه لم يكن أبدا أميّا".
وحسب ادعاءات جعيط، فإن "الرسول بعث وهو في الثلاثين من عمره باعتبار أن تاريخ الميلاد هو سنة 580 وليس 570 ولأن سن الأربعين سن الشيخوخة؛ لذلك فهو يستغرب كيف يقرر القرآن أنها – أي الأربعين- هي السن التي يبلغ فيها الإنسان أشده". ويزعم الكاتب التونسي: "رأيي أن محمدا بعث في الثلاثين أو حتى قبل ذلك ولم يولد إلا حوالي سنة 580 ميلاديا ولم يعش إلا خمسين سنة".
وإدعى جعيط عن والد الرسول أن اسمه لم يكن عبد الله، والأرجح حسب رأيه هو أن النبي هو من أطلق عليه هذا الاسم.
أما عن اسم الرسول، فزعم الكاتب "انه لم يكن اسمه محمدا منذ الولادة مشيرا إلى أن القرآن لم يسمه باسم محمد إلا في السور المدنية "محمد رسول الله والذين آمنوا معه" (الفتح)، "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل"( آل عمران)، واعتبر الكاتب أن "اسم محمد هو واحد من التأثيرات المسيحية وأنه نقل إلى العربية عن السريانية وأنه يعني في تلك اللغة "الأشهر والأمجد" وأن صيغتها الأولى كانت "محمدان".
وزعم جعيط أيضا أن "الأسم الحقيقي للرسول هو "قثم"، وسمي بذلك لأن أحد أبناء عبد المطلب كان يدعى "قثم" مات وهو صغير، فسمي النبي على اسم عمه المفقود" .
منقول من العربية نت
26-06-2008 / 12:25:19 وسيم
" المد الإسلامي في تونس ما الحل؟"
هذا الجاهل العلماني المتفلسف قرأت له يوما مقالا في مجلة تونسية
سأذكر العنوان فقط و أترك لكم التعليق
" المد الإسلامي في تونس ما الحل؟"
26-06-2008 / 08:30:12 فوزي
نحن بتونس مبتلون بكون مثل هذه الاطروحات يقع تطبيقها علينا
يجب ان يعرف الاخوة العرب، ان مايقوله هذا الكاتب التونسي (والذي يعتبره الكثير من علمانيي تونس وبعض "اسلامييها" المتساقطين مفكرا مرجعا)، يقع تطبيقه حرفيا بمختلف أوجه الحياة بتونس.
ثم ان جعيط هذا ليس بدعا في ما يقول وان كان له السبق، فقد توالد من خضم كتاباته وكتابات أشباهه، شراذم أخرى من الذين يدعون لتحريف الإسلام، وقد تيسر لهم ذلك عن طريق تبوأ هؤلاء العلمانيين وأشياعهم مناصب المسؤولية بتونس.
فهؤلاء، يشرفون على الجهاز التعليمي بتونس، ومن خلاله تم تمرير عمليات واسعة لإعادة صياغة البرامج التعليمية حسب رؤية علمانية تنبني على رؤية مقاربة لما يقوله جعيط وصحبه، ونم إعادة صياغة مختلف برامج التعليم التونسية من الابتدائي وحتى الثانوي لكي تلاؤم هذا التوجه، بحيث انك الآن حينما تأخذ مقررا دراسيا من تلك الموجهة لأطفال المرحلة الابتدائية، لا تكاد تعرف أهي موجهة لأطفال مسلمين أم فرنسيين (يقع التركيز ببرامج التعليم المبكر للأطفال على تقديم شخصيات فرنسية، وأماكن فرنسية ...، وذلك لتمرير وترسيخ الإلحاق بالغرب منذ الصغر)
كما تمكن العلمانيون المتطرفون من السيطرة على عدد من المؤسسات العلمية التونسية، كجامعة الزيتونة وغيرها من الجامعات، حتى أن حال تونس اصبح من المضحكات المبكيات، اذ يقوم بالتدريس في جامعة الزيتونة العريقة وما أدراك ما جامعة الزيتونة، من يحمل صفة أستاذ في أصول الفقه وهو يدعو لأطروحات مشابهة لما يقول به جعيط، كما يخرج من جنبات جامعة الزيتونة من يقول ان الحجاب ليس فرضا اسلاميا، كما يخرج منها من يقول باعادة قراءة الاسلام قراءة تاريخية، ولا تستغرب ساعتها ان تعرف ان خريجات جامعة الزيتونة يشاركن بمسابقات في السباحة، عن طريق البيكيني، انه التطور حسب المنظور التونسي والقراءة التونسية للاسلام
الخلاصة اننا في تونس، لا تجب مناقشة ما يقوله هؤلاء "المفكرون" بطريقة حيادية، وانما نحن مبتلون بكون ما يقولونه وقع ويقع تمريره فعليا من خلال برامج تمس مختلف جوانب الحياة لدينا، ويقع اخضاع التونسيين كعينات تجريبية لأطروحاتهم المتطرفة المنبتة.
ولتمرير مجمل الانحرافات العقدية التي يقول بها هؤلاء العلمانيون التونسيون، يستعملون مصطلحا دعائيا يواري سوءاتهم، يطلقون عليه اسم "الإسلام التونسي"، او "القراءة التونسية للإسلام"
26-06-2008 / 16:38:07 وسيم