يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
كشفت وثائق نشرت مؤخرا في عدد من الصحف الأمريكية عن وجود منظمة تنصيرية أمريكية شهيرة تباشر نشاطها في جنوب مصر منذ حوالي 4 سنوات وذلك من خلال العمل الطبي في مستشفى يسمى "مستشفى الإرسالية الإنجيلية" في محافظة أسوان.
وذكرت الوثائق إن هذه المنظمة والتي تدعى "سماريتان بيرس"، ويتزعمها القس الانجيلي الشهير فرانكلين جرهام، الناشط في العراق وأفغانستان حاليا، قامت أيضا بعمليات تنصير في الأحياء الفقيرة والعشوائيات في القاهرة عن طريق وسطاء لها وان العملية تستهدف الارثوذكس المصريين المسيحيين علاوة على المصريين المسلمين.
وسبق للقس جرهام أن هاجم الإسلام بعنف واتهمه بأنه يعلم أتباعه "اضطهاد" الآخرين حتى يتحولوا عن دينهم بهدف أن تصبح للإسلام "الهيمنة الكلية".
وتتحدث الوثيقة التي نشرتها المنظمة بعنوان "أتباع دعوة الرب إلى مصر" عن قيام أعضاء تابعين لها بالعمل في المستشفى بمحافظة أسوان، حيث زعمت الوثيقة أنه يشكو عادة من نقص الخدمات به مقارنة بالعاصمة المصرية ومناطق دلتا النيل الأوفر حظا.
وقالت المنظمة والتي تأسست عام 1970 في مدينة بوون بولاية كارولينا الشمالية الأمريكية، إن الدكتور مايكل بينلي، المتخصص في الاشعة والعلاج بالأشعة، وزوجته جولي تم إرسالهما للعمل في مستشفى الإرسالية التنصيرية في محافظة أسوان.
وأوردت الوثيقة شهادة لطبيب مصري اسمه الدكتور كامل داوود، والذي عرفته وثيقة المنظمة بأنه مدير مستشفى الإرسالية الإنجيلية بأسوان، حيث قال، إن "الطبيبين المسيحيين يساعدوننا في تحقيق مهمة المستشفى".
وأضاف داوود: "لقد لعبا دورا رئيسيا، بنفس القدرة من الأهمية، في مهمتنا كمسيحيين، وهما يشتركان في التنصير وتوعية الناس، وهو ما نقوم به من خلال الكثير من الطرق في المستشفى وفي زياراتنا للقرى".
وزعم داوود: "إن الطبيبين مفيدان للغاية في دعم الكنائس المحلية من خلال التنصير والاشتراك معهم، وهما يشجعان أيضا الموظفين حيث يشاركان في تكريسنا (نوع من الصلاة) الصباحي والأنشطة الأخرى".
وكشف بينلي في الوثيقة، عن تجربته في مصر فقال: "المسلمون منتبهون للغاية للسلوك المسيحي، غير أنهم يرون الحب غير المشروط للرب والذي يظهر من العاملين في المستشفى".
وسرد بينلي قصة علاجه لطفل مصري يتيم، فقال إنه جاء للمستشفى يعاني من انسداد معوي وكان في حاجة لجراحة عاجلة. وأضاف: "رغم أنه (أي الطفل) لم يكن لديه أموال أو أهل فقد تلقى أفضل رعاية ممكنة. ونحن نصلي كي تكون هذه العلامة المرئية على الحب غير المشروط من الرب لصبي مسلم خطوة أخرى نحو المساهمة في الثقة فينا وفي الإنجيل".
وقال بينلي: "لقد كانت رحلتنا إلى أسوان وقتا للنمو الروحي لنا، ولم نشعر في أي وقت على الإطلاق بأننا أقرب إلى الرب أكثر مما كنا في مصر. وعندما ذهبنا إلى أسوان كنا نعتقد أننا ذاهبين لتشجيع المسيحيين في الإرسالية، لكنا كنا نحن المحظوظين".
وأشار الطبيب الامريكي إلى أنه انخرط في العمل التنصيري فور وصوله اسوان عن طريق "مشاركة الآخرين في شهاداته وقصصه المسيحية" وانه بدء في تعلم اللغة العربية.
وكانت وثيقة أخرى للمنظمة نشرت على موقعها الالكتروني، كشفت قيامها بالعديد من أنشطة التنصير ضمن أنشطة العمل الإغاثي والطبي في عدد من الدول العربية والإسلامية كذلك، وعلى رأسها مصر والأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان والعراق وافغانستان.
وتقول المنظمة انها على أتم الاستعداد لتقديم أي دعم للمسيحيين الذين يوفرون الطعام لفقراء المسلمين، ويقودونهم إلى الخلاص في يسوع المسيح".
نشاط المنظمة بجنوب السودان
وكانت المنظمة شنت في وقت سابق هجوما حادا على حكومة الرئيس السوداني عمر حسن البشير والتي اسمتها بـ "حكومة الشمال الإسلامية"، واتهمتها باضطهاد مسيحيي الجنوب وهدم وحرق كنائسهم.
وذكرت تقارير صحفية أن المنظمة بدأت بالفعل حملة إعلانية كبيرة تتركز في محطات الحوارات الإذاعية الأمريكية تدعو الأمريكيين للتبرع من أجل حماية المسيحيين في جنوب السودان وإعادة بناء كنائسهم.
وتقول المنظمة إنها بنت 80 كنيسة في عام 2007 وحده، مضيفة: "هدفنا بناء 120 كنيسة أخرى في 2008، كما أننا سنبدأ واحدة من أكبر عمليات توزيع نسخ من الكتاب المقدس في تاريخ البلد".
وتطالب الحملة الأمريكيين بالتبرعات والصلاة "من أجل أن يستخدم الرب برامج سامرتين بيرس في كل السودان لجلب الناس إلى الخلاص".
والمثير في الأمر أن تلك الإعلانات تحمل رسالة صوتية من القس جرهام ومن سودانيين يتحدثون باللغة الإنجليزية عن كيفية ما يقولون إنه تدمير المسلمين لكنائسهم وحرقها وتهجيرهم من قراهم.
ونفت الحكومة السودانية أكثر من مرة اضطهاد مواطنيها المسيحيين، واتهمت الجنوبيين في المقابل بارتكاب انتهاكات بحق المسلمين.
وسبق أن كشفت وثيقة صادرة عن رئاسة الجمهورية السودانية في سبتمبر 2007 عن "خروقات" قامت بها الحركة الشعبية لتحرير السودان فيما يخص اتفاقية نيفاشا للسلام، بحق المسلمين في الجنوب.
وتزعم المنظمة في إعلان لها : "ان حكومة السودان الإسلامية حاولت استئصال المسيحية من الجنوب، لكنها فشلت".
وأوضحت المنظمة من خلال حملة الاعلانات أنها تدير في الجنوب مستشفى جراحيًّا يخدم الآلاف كل شهر، ومشاريع زراعية تصل إلى أكثر من 7 آلاف إكر (الإكر أكثر من 4 آلاف متر مربع)، كما تقدم المواد الإغاثية والمساعدات لما يزيد عن 50 مدرسة.
14-05-2008
Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /htdocs/public/www/actualites-news-web-2-0.php on line 785