البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات
   رأي القُرعة

المفتي ومنصب الافتاء: جهاز دعاية لخدمة السلطة وتكريس الواقع

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 475


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يتداول التونسيون تعيين المفتي وتفاصيل ذلك، ساعطي بعضا من رايي لانه تفصيل من تصوري لمستويات الاسلام وهي اسلام العقيدة واسلام الهوية واسلام الثقافة :

- منصب المفتي وسلطته كلها، اداة سياسية لضبط المجال الديني بتونس، فسلطة الافتاء بشكلها الحالي أي المفتي ومايقوم به من أنشطة تتبع وترضخ وجوبا وتنبع من إرادة السلطة الحاكمة، فهو منصب لاعلاقة له بخدمة الاسلام وإنما هو منصب سياسي للتحكم في المجال المفاهيمي المشتق من الاسلام لكي لا يتحرر ويهرب ويضيع عن ضبط السلطة ويتحول لاداة ادانة ومحاسبة للمتحكمين في تونس من منظور الاسلام، واستباقا لذلك يتم تمييع مفاهيم الاسلام وتدجينه من خلال جهاز الافتاء وعموم الائمة الذين تعينهم السلطة

- جهاز سلطة الافتاء التي تتبع المنظومة الحاكمة يقوم بأعمال دعائية بغرض تكريس الواقع المغالب للاسلام والاقناع بجدارته في مستوى علاقته بالاسلام، فمنصب الافتاء إذن يقوم على كفاءة تحريف الاسلام ثم اقناع التونسيين بذلك التحريف
ويكفي ان نعرف تاريخ حكام تونس وحربهم ضد الاسلام واستبعادهم له، وكيف كانت مواقف جهاز الافتاء الموافقة على ذلك المكرسة لتلك الاعمال العدائية ضد الاسلام وأهله بتونس

- سلطة الافتاء تخدم النظام الحاكم بتونس الذي يمثل نتاج منظومة فرنسا التي تؤثر في تونس منذ اكثر من قرن، وسلطة الافتاء تعمل نتيحة لذلك على التعمية على التمدد الفرنسي بتونس من حيث إنها توهم بأن تونس بلد اسلامي يحكمها الاسلام عوض أن تقوم بالتوعية بخطر فرنسا وخطر منظومتها التي تحكم تونس وافسدتها دينا ودنيا

- سلطة الإفتاء تقوم بالاقناع بالمركزية العقدية الغربية التي ترضخ لها تونس منذ عقود، وهذا يعني أنه جهاز يزعم التحرك في أفق الاسلام في نفس الوقت الذي يقبل ضمنيا بنفي وجود مركزية عقدية اسلامية مستقلة عن الغرب، مادام تمّ القبول بالواقع الذي أسسته منظومة فرنسا منذ أكثر من قرن في تونس

- يجب أن نفهم أن كل متحدث بالاسلام يشتغل ويتلقى أجره من السلطة الحاكمة فهو آليا موظف دعاية لديها، يستعمل الاسلام لتكريس الواقع مثله مثل رجل الاعلام أو رجل المخابرات الذين يستعملان طرقا اخرى لخدمة السلطة، فضلا ان تكون السلطة اساسا تعمل في أفق المركزية الغربية ومحاربة للاسلام كما هو الحال بتونس

إذن كل متحدث بالاسلام مفتي أو غيره ممن يتحرك تحت السلطة الحاكمة فلا مصداقية لما يقوله ويفعله، ويجب ان يتعامل معه كموظف دعاية

- الاسلام يجب أن يتحرر من السلطات الحاكمة وغيرها، مثلما أن المجال الثقافي والفكري والنقابي والرياضي متحرر، فالمجال الاسلامي يجب أن يكون منفصلا عن السلطات الحاكمة، وأساسا لم يقع اخضاع الاسلام للسلطات إلا لأنهم يريدون توظيفه لمصالحهم ولذلك فنحن علينا أن لانقبل باسلام خادم للسلطات ولانعترف به

ولو كان الاسلام مستقلا عن السلطة السياسية لما استطاعت فرنسا احتلال تونس ولا استطاعت منظومتها حكمنا طيلة عقود، لكنهم دجنوا الاسلام ووظفوه لمصالحهم وحولوه لاداة اقناع بوجودهم وبانحرافاتهم من خلال ترسانة المرتزقة بالاسلام التي تشتغل لديهم

----------
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود

الرابط على فايسبوك
. حول موضوع المفتي ومنصب الافتاء


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، مفتي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 26-12-2022  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  توظيف جامعة الزيتونة في مسألة الإرهاب: الفكر يوظف المعرفة
  التدين الشكلي (34): الإصرار على المواضيع العقيمة
  أنواع العلاقات الاجتماعية
  صدق الاعتقاد لايعني صوابيته
  "الشيخ الدكتور": ألقاب التمايز الإجتماعي
  التقييم يكون للفكرة وليس للفعل
  التعري هل هو تحرر من ضغط الغير
  الفرد التابع (40): الفرد التابع والفرد الرسالي
  المفكر التابع (12): رموز "الزيتونة" وتكريس الإنحطاط
  المفكر التابع (11): مؤلفات تعيش خارج التاريخ ولا تغير واقعنا
  التدين الشكلي (33): زَعْمُ أن الفقر يزال بالدعاء، فيدوهات تكرس السلبية بتوظيف الاسلام
  "النمط الإجتماعي للتونسيين": مصطلحات الحشو الإيديولوجي
  وجوب استقلال المجال الديني عن السلطة، شرط وجود إسلام العقيدة
  الناس ليسوا جبناء كما نتصور ولايجب أن نحملهم مسؤوليات غيرهم
  الكتابة والإبداع: الكتابة الفكرية والكتابة الأدبية
  أيّ الكتابة أقدر على تغيير الواقع
  الفرد التابع (39): الاهتمام بتركيا لدى أبناء التيار الإسلامي وحتمية التبعية
  المفكر التابع (10): حول وجود مخبر اسمه "الظاهرة الدينية" بكلية منوبة
  المفكر التابع (11): "الإنسانية" مصطلح إيديولوجي فضفاض
  لايصح التأثير في الواقع من خلال الأوهام: نموذج معاوية وابن سبأ
  المفهوم والمعنى والفعل: جدلية الزمن وتغير المعنى
  تدقيق المعاني: الإسلام ليس في حاجة لنا، نحن من هم في حاجة للاسلام لننتصر به
  التفسير البعدي بالقرآن مصادرة على المطلوب وعمل تحكمي
  إنتاج المعنى أول مراحل كسر التبعية للغير
  التدين الشكلي (32): "الدعاة" أدوات تخدير بفعل وهمي وتشويش عن الوعي بالواقع
  الصمت أوسع مساحة للتعبير
  مثقفو ومفكرو السلطة
  لاتناقشوا التفاصيل والاشخاص، ناقشوا المنظومة: نموذج الشيخ الذي رفض الحجاب
  السذاجة مدخل للسعادة ووهم الفعل: البكاؤون لايسقطون الانقلابات
  حول منع الكتب: هذه معارككم الداخلية التي لا تعنينا كثيرا أو قليلا

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
جاسم الرصيف، سعود السبعاني، محمد العيادي، صفاء العراقي، ماهر عدنان قنديل، حسني إبراهيم عبد العظيم، رافد العزاوي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عبد الله الفقير، إيمى الأشقر، د. عبد الآله المالكي، د. طارق عبد الحليم، أبو سمية، د. أحمد بشير، سليمان أحمد أبو ستة، د- جابر قميحة، رضا الدبّابي، عبد الغني مزوز، د. صلاح عودة الله ، د - عادل رضا، كريم فارق، محمود فاروق سيد شعبان، أحمد الحباسي، د - مصطفى فهمي، صالح النعامي ، مجدى داود، علي عبد العال، محمد الطرابلسي، سيد السباعي، أحمد بوادي، سامر أبو رمان ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، وائل بنجدو، محمود سلطان، ضحى عبد الرحمن، حاتم الصولي، العادل السمعلي، حسن عثمان، نادية سعد، صفاء العربي، أنس الشابي، المولدي الفرجاني، إسراء أبو رمان، د.محمد فتحي عبد العال، فتحي الزغل، رافع القارصي، أحمد النعيمي، سفيان عبد الكافي، طلال قسومي، عواطف منصور، عزيز العرباوي، د - الضاوي خوالدية، يزيد بن الحسين، محمود طرشوبي، عمار غيلوفي، د- محمود علي عريقات، الهادي المثلوثي، عبد الله زيدان، د. أحمد محمد سليمان، تونسي، إياد محمود حسين ، سلوى المغربي، فهمي شراب، منجي باكير، مراد قميزة، خالد الجاف ، د- محمد رحال، د - محمد بنيعيش، صلاح الحريري، الناصر الرقيق، عمر غازي، د. عادل محمد عايش الأسطل، صلاح المختار، رحاب اسعد بيوض التميمي، عراق المطيري، محمد شمام ، أشرف إبراهيم حجاج، د - محمد بن موسى الشريف ، د - المنجي الكعبي، سامح لطف الله، أ.د. مصطفى رجب، د. خالد الطراولي ، فوزي مسعود ، سلام الشماع، محمد اسعد بيوض التميمي، علي الكاش، حميدة الطيلوش، فتحي العابد، د- هاني ابوالفتوح، محمد الياسين، د. ضرغام عبد الله الدباغ، مصطفي زهران، رمضان حينوني، ياسين أحمد، مصطفى منيغ، محمد عمر غرس الله، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، خبَّاب بن مروان الحمد، الهيثم زعفان، محمد يحي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محرر "بوابتي"، أحمد ملحم، د - شاكر الحوكي ، صباح الموسوي ، د - صالح المازقي، كريم السليتي، فتحـي قاره بيبـان، رشيد السيد أحمد، محمد أحمد عزوز، يحيي البوليني، حسن الطرابلسي، عبد الرزاق قيراط ،
أحدث الردود
هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

لغويا يجب استعمال لفظ اوثان لتوصيف مانحن بصدده لان الوثن ماعبد من غير المادة، لكني استعمل اصنام عوضها لانها اقرب للاذهان، وهذا في كل مقالاتي التي تتنا...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

واضح أن الكاتب يعاني من رؤية ضبابية، وهو بعيدٌ عن الموضوعية التي يزعم أنه يهتدي بها..
نعم، وضعت الأنظمة القومية قضية تحرير فلسطين في قائمة جدول...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة