البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

مخانيث الحراك المواطني والشارع الديمقراطي (*)

كاتب المقال د. زهير اسماعيل - تونس   
 المشاهدات: 569


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الخروج من "الوظيفيّة" عملية صعبة، وتتطلب شجاعة سياسية لا تتوفّر إلا قليلا، لأنّها لو توفرت لحَمَتْ صاحبها من الوظيفيّة.

لكن مغادرة الوظيفيّة ليست مستحيلة. وتُصبح ضرورة، عند الوظيفي، عندما يشتدّ الفرز وينذر ببلوغ مداه (انقلاب/ديمقراطية) ويكون المرور إلى ابتداع العناوين والخلاصات السياسية المناسبة (جبهة خلاص مثلا..) المعبرة عن مراحل متقدمة من المواجهة.

والخطوة الأولى للخروج من الوظيفيّة غالبا ما تكون بالمزايدة على الجهد المبذول وخلاصاته السياسية بدل المراكمة عليه دعما ونقدا وتسديدا. فيكون المقترَح صورةً مطابقة للسائد من جهة السقف السياسي والهدف (إسقاط الانقلاب). وهي مطابقةٌ لا يحجبها التصرف في صفة الإطار السياسي (خلاص، وطنية، ديمقراطية).

لحظة المزايدة هي في حكم المنزلة بين المنزلتين بين الانقلاب والشارع الديمقراطي. وتكون هذا المنزلة أشدّ إحراجًا عندما يكون من هو فيها "داخل لسوق الزعامة بلا شروطها". والتزعّم طموح مشروع، ولكنه لا يتحقق خارج شروط موضوعية تكون الرغبة الفردية من بينها ولكنها لاتكفي وحدها لتحقيقه.

هذه المنزلة بين المنزلتين والعجز عن الخروج من الوظيفيّة رغم الالتحاق بمواجهة الانقلاب تغري بتسمية هؤلاء المترددين والمزايدين بـ"مخانيث الحراك المواطني والشارع الديمقراطي". وليس في التسمية منحى تهجينيا، بقدرما هي محاولة لرصد حالة تردّد ولحظة انتقال يجب ألاّ تصبح مستقرا وقاعدة تبنى عليها المواقف السياسية.

وكما أنّه لهؤلاء مطلق الحرية في اختيار السقوف التي يريدون، فإنّ من انخرط في مناهضة الانقلاب لا يمكن أن ينزل تحت سقف استكمال إسقاط الانقلاب وإعداد البديل الديمقراطي بمرجعيّة الدستور والديمقراطية، وإلاّ بقي تحت سقف 25 وإن توّهم مغادرته.

وإنّ من دعا إلى عنوان مدعوّ إلى المضيّ فيه، فمن شأن الممارسة أن تُفصح عن الهدف السياسي وترسم سقفه. وهذا معنى "إذا اختلفنا فلنمارس": جملة تصلح لسياسة الاختلاف داخل الجسم السياسي الواحد وبين الأجسام السياسية المختلفة. فالممارسة تُخرجنا من المزايدة اللفظية إلى الفعل. والمرجو "إضافة عمودية"، أمّا "الإضافة الأفقية" بما هي مجاورة بين المتطابقات فإنها لا ترتقي إلى أن تكون"خبرا".

وفي كلّ الأحوال فإنّ خصوصية المرحلة واتجاه الفرز إلى الجذريّة لن يسعفا حالة التردّد التي عليها البعض، فبين الانقلاب والشارع الديمقراطي مساحة سياسية في انحسار سريع ستختفي مع لحظة الحسم (في أيّ اتجاه كان هذا الحسم). فلْيَخْتر كلٌّ موقعه.

———
(*) قياسا على عبارة "مخانيث الخوارج" تسمية أسندت إلى أهل الاعتزال من قبل خصومهم فسمّوهم المعطّلة، والقدرية، والجهمية، والمثنوية، و"مخانيث الخوارج" (في اختلافهم عن الخوارج في موضوع مرتكب الكبيرة). بل إنّ عبارة "معتزلة" هي بدورها تسمية الخصوم، قبل أن تكتسب دلالة جديدة رسمها عطاؤهم الفكري والكلامي.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إنقلاب قيس سعيد، تونس، الإنقلاب في تونس، الثورة المضادة، إتحاد الشغل، اليسار الوظيفي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 9-05-2022  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أبو سمية، محمود فاروق سيد شعبان، د - المنجي الكعبي، عمار غيلوفي، الناصر الرقيق، إسراء أبو رمان، صباح الموسوي ، عراق المطيري، محمود سلطان، كريم فارق، د - عادل رضا، مصطفي زهران، أشرف إبراهيم حجاج، تونسي، علي الكاش، سعود السبعاني، د- هاني ابوالفتوح، رحاب اسعد بيوض التميمي، نادية سعد، وائل بنجدو، رافع القارصي، د - صالح المازقي، فتحي الزغل، محمد الياسين، د- جابر قميحة، منجي باكير، ضحى عبد الرحمن، د. عبد الآله المالكي، د- محمد رحال، عبد الله زيدان، حميدة الطيلوش، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد النعيمي، صلاح المختار، الهيثم زعفان، فوزي مسعود ، أحمد ملحم، سيد السباعي، د- محمود علي عريقات، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، رشيد السيد أحمد، محرر "بوابتي"، د - الضاوي خوالدية، محمد أحمد عزوز، د - شاكر الحوكي ، عمر غازي، إيمى الأشقر، يحيي البوليني، محمود طرشوبي، عبد الرزاق قيراط ، سلام الشماع، يزيد بن الحسين، سامر أبو رمان ، العادل السمعلي، طلال قسومي، أ.د. مصطفى رجب، فتحـي قاره بيبـان، حسن عثمان، د. أحمد محمد سليمان، أحمد الحباسي، سلوى المغربي، عبد الله الفقير، محمد يحي، د. خالد الطراولي ، محمد شمام ، ياسين أحمد، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. صلاح عودة الله ، عواطف منصور، د.محمد فتحي عبد العال، رضا الدبّابي، محمد العيادي، عزيز العرباوي، مجدى داود، محمد الطرابلسي، د - محمد بنيعيش، فتحي العابد، علي عبد العال، رمضان حينوني، خالد الجاف ، د - مصطفى فهمي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، الهادي المثلوثي، سفيان عبد الكافي، حاتم الصولي، المولدي الفرجاني، محمد اسعد بيوض التميمي، عبد الغني مزوز، صلاح الحريري، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سامح لطف الله، د. أحمد بشير، صفاء العربي، سليمان أحمد أبو ستة، د - محمد بن موسى الشريف ، حسن الطرابلسي، كريم السليتي، أنس الشابي، خبَّاب بن مروان الحمد، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، ماهر عدنان قنديل، د. طارق عبد الحليم، جاسم الرصيف، صالح النعامي ، صفاء العراقي، حسني إبراهيم عبد العظيم، رافد العزاوي، د. عادل محمد عايش الأسطل، فهمي شراب، محمد عمر غرس الله، مصطفى منيغ، مراد قميزة، أحمد بوادي، إياد محمود حسين ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة