البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

المعارضة الإنكشارية في تونس

كاتب المقال فتحي العابد - تونس/ إيطاليا    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6247


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


عندما شاهدت التصوير الأخير المسرب لمنتمي نداء تونس فيما يخص انتخابات 2014، وسمعت لغة الحوار الدائرة بينهم من جهة وبعض جيوب الردة من أكلوا على كل الموائد المتآمرين على الثورة في تونس من جهة أخرى، قفزت إلى ذهني قصة الفرقة الإنكشارية التركية العثمانية سابقا.

وبما أنني من المؤمنين بأن التاريخ يعيد نفسه، فإن الإنكشارية في تونس (جزء كبير من المعارضة) شكلوا طائفة تأتمر بأوامر أشباح وكأنها فرقة عسكرية لهم مقراتهم التآمرية ورتبهم وامتيازاتهم، وهم أقوى فرق الضلالة وأكثرها نفوذا.

فالفكرة تقوم على برمجة الشباب وأسرى الفقر والتهميش وإحداث قطيعة بينهم وبين محيطهم، وتربيتهم تربية على أن يكون تعطيل مصالح المجتمع، وتعجيز الدولة بالطلبات صنعتهم الوحيدة، والفكرة ليست جديدة على تونس، إذ تكونت على غرار ماكان سابقا في عهد بورقيبة الأول، لكن في ذلك العهد كانت في صفوف بعض فرق الشرطة، وكانت تسمى "أطفال بورقيبة"، ممن لا أب لهم ولا أم، صنعتهم الوحيدة هي القتل والتخويف والترعيب، تماما نفس طريقة الفرقة الإنكشارية التركية. لكن يختلف منهج الإنكشارية في الدولة العثمانية، التي كانت تقوم على برمجة أسرى الحروب من الغلمان والشباب، وإحداث قطيعة بينهم وبين أصولهم، وتربيتهم تربية إسلامية، على أن يكون السلطان والدهم الروحي، وأن تكون الحرب صنعتهم الوحيدة.

عرف الإنكشاريون في تونس بطلباتهم التعجيزية، حولتهم حكومة الترويكا الأولى بارتباكها وتساهلها إلى مركز قوة نغص حياة حكومتي التروكيا الأولى والثانية، وحكومة مهدي جمعة كذلك، وعرضهم لكثير من الفتن، وبدلا من أن ينصرف زعماء الإنكشارية في تونس إلى حياة التوافق مع الحكومات الثلاث بما أنها كلها مؤقتة، راحوا يتدخلون في شؤون المجتمع، ويزجون بأنفسهم في بوتق تعطيل مصالح الدولة والشعب، ويطالبون بحل المجلس التأسيسي، ويشترون نائبا من هنا ونائبا من هناك، وضرب بعضهم بعضا بخلع هذا وتنصيب ذاك، حسب المصلحة.

وقد بدأت ظاهرة تدخل الإنكشارية في تعطيل مصالح الدولة من أول يوم فازت فيه الترويكا بالحكم كما جاء على لسان إبراهيم القصاص،
ولم يكتف الإنكشاريون في تونس بمعارضة الثلاث حكومات الأخيرة، بل لجئوا عن طريق اتحاد قطع الأرزاق إلى إعلان العصيان بتعطيل الإنتاج، والتمرد في وجه الدولة، ونجحوا في إكراه الناس في الثورة وفي التغيير.

حاولت حكومة الترويكا الأولى بالسياسة واللين جمع المعارضة الإنكشارية معها في برنامج تصالحي تشاوري يفضي إلى التقدم بالمسار الإنتقالي نحو انتخابات، لكنهم رفضوا عرضها، مما اضطرها للإستقالة.
لم تنجح محاولة حكومتي الترويكا في فرض النظام الجديد على المعارضة الإنكشارية، وصبرت على عنادهم، وتوصلوا إلى اتفاق في حكومة الترويكا الأولى غير أن الإنكشارية في تونس لم تلتزم بما وقع عليه بعض مسؤوليها، مما اضطر حكومة الترويكا الثانية إلى الإستقالة كذلك.

أتمنى يوم 26 أكتوبر في الواقعة الخيرية على غرار "الواقعة الخيرية" في تركيا العثمانية، أن يلغي الشعب نهائيا فيالق الإنكشارية إلغاء تاما، يشمل أسماءهم وشاراتهم..


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، الإنتخابات التونسية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 16-10-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عمار غيلوفي، فوزي مسعود ، صفاء العراقي، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد يحي، علي الكاش، فتحـي قاره بيبـان، د- جابر قميحة، الناصر الرقيق، أحمد بوادي، مجدى داود، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - الضاوي خوالدية، أحمد النعيمي، أ.د. مصطفى رجب، حسن عثمان، مراد قميزة، عبد الرزاق قيراط ، وائل بنجدو، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فتحي الزغل، أنس الشابي، سامر أبو رمان ، د - صالح المازقي، سلام الشماع، د. مصطفى يوسف اللداوي، مصطفي زهران، ضحى عبد الرحمن، د. طارق عبد الحليم، د- محمود علي عريقات، د. صلاح عودة الله ، د. خالد الطراولي ، سيد السباعي، د. أحمد بشير، إيمى الأشقر، إياد محمود حسين ، حميدة الطيلوش، محمد شمام ، عبد الله زيدان، د- هاني ابوالفتوح، إسراء أبو رمان، العادل السمعلي، جاسم الرصيف، كريم فارق، أحمد ملحم، يحيي البوليني، أحمد الحباسي، صلاح المختار، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمود سلطان، الهيثم زعفان، خبَّاب بن مروان الحمد، فهمي شراب، د. أحمد محمد سليمان، د.محمد فتحي عبد العال، سليمان أحمد أبو ستة، عراق المطيري، صفاء العربي، صلاح الحريري، حاتم الصولي، صالح النعامي ، المولدي الفرجاني، علي عبد العال، محمد الطرابلسي، رمضان حينوني، محمد أحمد عزوز، د - المنجي الكعبي، محمد العيادي، الهادي المثلوثي، حسن الطرابلسي، د - مصطفى فهمي، عبد الغني مزوز، رافد العزاوي، د. عبد الآله المالكي، د - محمد بنيعيش، أحمد بن عبد المحسن العساف ، خالد الجاف ، رضا الدبّابي، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد عمر غرس الله، عزيز العرباوي، طلال قسومي، يزيد بن الحسين، د- محمد رحال، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عبد الله الفقير، محرر "بوابتي"، أشرف إبراهيم حجاج، تونسي، رافع القارصي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، ماهر عدنان قنديل، سامح لطف الله، رشيد السيد أحمد، نادية سعد، د - عادل رضا، محمود طرشوبي، كريم السليتي، د - شاكر الحوكي ، سلوى المغربي، محمود فاروق سيد شعبان، سفيان عبد الكافي، أبو سمية، عواطف منصور، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، صباح الموسوي ، سعود السبعاني، منجي باكير، عمر غازي، ياسين أحمد، فتحي العابد، محمد الياسين، محمد اسعد بيوض التميمي، مصطفى منيغ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء