البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

التبعية بصيغة إسلامية: الغنوشي مجدد مفهوم التبعية للغرب

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 9226


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تبدو عمليات الالتفاف على الثورة بتونس تسير كالتالي:

- الغرب لا يريد خسارة تونس كقاعدة خلفية لمصالحه، مصالحه الثقافية خاصة بالنسبة لفرنسا، ومصالحه الاقتصادية والسياسية بالنسبة لبعض الدول الأخرى (كون تونس كانت تمثل رمزا للاستكانة أو الاعتدال كما يزين، ذلك يمثل كسبا للغرب لا يحب تضييعه، كما إنها كانت تمثل نموذجا للدولة المنبتة عن تربتها والملحقة بالغرب، يجب من رأيهم المحافظة عليها لكونها نموذجا بذلك المعنى).

- الدول الغربية تخوفت من أن تخسر مصالحها بفعل الثورة، كما تخوفت من نشوء نواة لمنظومة فكرية وعقدية مغالبة للمنظومة العالمية التي في مجملها مبنية على المفاهيم الغربية بمكوناتها المسيحية والعلمانية، وهذه المنظومة المنافسة لن تكون إلا من خلال الإسلام الأصيل (وليس الإسلام الوظيفي كالإسلام الوسطي أو إسلام بني أمية / آل سعود ).

- جماعة حركة "النهضة"، بحكم تطاول تجاربهم مع الهزائم والانكسارات، وسابقيتهم في التملص من المبادئ والتقرب من الغالب المتحكم في الواقع - تلك السلوكيات التي يفاخرون بها ويسمونها دهاء سياسيا -، أولئك زعموا أن الثورة لن تنجح إن تم المضي في منهج الثورات.

- انطلقوا من افتراضهم ذلك، ومضوا سراعا لتطبيق منهجهم، وهو التقرب من المتحكم في الواقع وإقناعه أنهم سيؤمنون مصالحه إن هو وافق على وجودهم.

- الغرب أعطى إشارات الموافقة في انتظار تطور الأحداث والحكم تبعا لذلك.

- كبير "النهضة"، مضى فورا في استغلال الأحداث ليثبت للغرب كفاءته في تأمين مصالحه وانه لن يخذلهم.

- كانت مجمل عمليات الالتفاف على الثورة قرابين للغرب لتأكد "النهضة" – المختطفة من طرف الغنوشي وزمرته – من خلالها، أنها لا تمثل خطرا على الغرب وأنها هي البديل عن الحركات العلمانية التي يتجه نجمها للأفول بعد الثورات.

- تحولت "النهضة" المختطفة، الممثل الجديد لعمليات الإلحاق بالغرب، تحولت لحزب وظيفي دوره أن يكون أداة خدمة للغرب وتأبيد للتبعية وتبريرها بأشكال مستحدثة.

- أي أن الغنوشي، يعتبر المنشئ لمفهوم تبعية التنظيمات الإسلامية للغرب، وهم بذلك المعنى المجدد لمفهوم التبعية، حيث تطور المفهوم من كونه كان حكرا على التنظيمات العلمانية، فإذا بالإلحاق بالغرب والتبعية له وخدمة فكره، يصبح محور نشاط تنظيمات تزعم الانتصار للهوية والعمل للإسلام.

- تم اختطاف الثورة التونسية إذن من طرف "النهضة" – المختزلة للأسف في كبيرها- التي خانت منتسبيها، لمجرد إرضاء الغرب.

- أكملت "النهضة" خططها الانقلابية، من خلال الالتفاف على باقي هياكل وأدوات الثورة والاختبار الشعبي، فبعد انجاز دستور منبت غير أصيل لم يكن ليحلم به حتى سيئ الذكر، وبعد الانقلاب على إرادة التونسيين والانخراط في المسار الانقلابي المسمى حوارا وطنيا، فلقد اقترحت ما يسمى رئيسا توافقيا إشفاقا من أن تؤول الانتخابات بالتونسيين لرئيس يخرج تونس لطريق التحرر من متحكمي الداخل والخارج، أي يهدد تعهدات الغنوشي للغرب.

- ثم استكمالا للعمليات الانقلابية، ها إن حكومة التكنوقراط تقوم بما يشبه انقلاب عسكري، بالتواطؤ مع "النهضة" التي مثل سكوتها عن الأحداث ما يعني موافقة ضمنية، حيث رغم مساعي الانقلاب على الثورة والخطى الحثيثة لإرجاع المنظومة القديمة من طرف حكومة "جمعة"، حدا طالت المؤسسة العسكرية، فان لا قادة "النهضة" ولا كتلتها بالتأسيسي تحركت فسائلت أو هددت وزيرا أو مسؤولا رغم التجاوزات الخطيرة وتلغيم هياكل الدولة بآلاف التعيينات من أنصار "بن علي" واليساريين عموما، التي تعتبر إجهازا على الثورة.

- تؤشر المعطيات أنه قد تنتهي الأحداث بما يخلق مناخا يجعل انتخاب رئيس صعبا، مما قد يضطر معه لاختيار رئيس توافقي يتم تعيينه من طرف السفارات الأجنبية ويقع تمريره من طرف قطيع "النهضة" كالعادة.

- تبا للخونة، وخاصة الخونة المنافقين، الخونة لابسي زي التقوى، الخونة خائني الأمانة، الخونة زاعمي خدمة الهوية وهم أشد أعدائها.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، العملية الإرهابية، حركة النهضة، الغنوشي، الثورة المضادة، بقايا فرنسا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 30-07-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
ياسين أحمد، كريم فارق، منجي باكير، محمد شمام ، رافد العزاوي، المولدي الفرجاني، د. صلاح عودة الله ، صفاء العراقي، يحيي البوليني، د- جابر قميحة، أبو سمية، طلال قسومي، يزيد بن الحسين، حسن عثمان، سلام الشماع، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، جاسم الرصيف، عبد الغني مزوز، سعود السبعاني، خبَّاب بن مروان الحمد، تونسي، إسراء أبو رمان، رشيد السيد أحمد، محمد الطرابلسي، محمود طرشوبي، أشرف إبراهيم حجاج، خالد الجاف ، د- هاني ابوالفتوح، مراد قميزة، سفيان عبد الكافي، حاتم الصولي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، فهمي شراب، وائل بنجدو، د. عبد الآله المالكي، عمار غيلوفي، رحاب اسعد بيوض التميمي، عراق المطيري، نادية سعد، حميدة الطيلوش، د - صالح المازقي، د - المنجي الكعبي، د. عادل محمد عايش الأسطل، عبد الله الفقير، مجدى داود، سيد السباعي، د - مصطفى فهمي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سامح لطف الله، محمد أحمد عزوز، د. أحمد محمد سليمان، د. أحمد بشير، محمد يحي، أحمد الحباسي، كريم السليتي، فتحـي قاره بيبـان، د - الضاوي خوالدية، د - محمد بنيعيش، سلوى المغربي، ضحى عبد الرحمن، مصطفى منيغ، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد العيادي، سليمان أحمد أبو ستة، الناصر الرقيق، سامر أبو رمان ، رضا الدبّابي، مصطفي زهران، محمد الياسين، د - شاكر الحوكي ، محمد عمر غرس الله، فوزي مسعود ، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. خالد الطراولي ، د. مصطفى يوسف اللداوي، صفاء العربي، عواطف منصور، محمود سلطان، د- محمد رحال، د. كاظم عبد الحسين عباس ، الهادي المثلوثي، رافع القارصي، أنس الشابي، محمود فاروق سيد شعبان، د- محمود علي عريقات، عمر غازي، أحمد ملحم، د. طارق عبد الحليم، د - عادل رضا، ماهر عدنان قنديل، فتحي الزغل، أ.د. مصطفى رجب، محرر "بوابتي"، علي الكاش، الهيثم زعفان، رمضان حينوني، إياد محمود حسين ، صباح الموسوي ، د.محمد فتحي عبد العال، عزيز العرباوي، صلاح الحريري، أحمد بن عبد المحسن العساف ، حسن الطرابلسي، أحمد النعيمي، عبد الله زيدان، عبد الرزاق قيراط ، علي عبد العال، صلاح المختار، إيمى الأشقر، صالح النعامي ، فتحي العابد، أحمد بوادي، د - محمد بن موسى الشريف ، العادل السمعلي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء