البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

الفقه الوظيفي ومهمة تشويش الوعي والإلهاء عن الواقع

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8338


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


إنتشرت بعد الثورة أنشطة بالعديد من المساجد تقوم على إعطاء دروس في الفقه يؤمنها شيوخ تونسيون وأجانب، وتحتوي تلك الدورات على تفصيل للمحاور الفقهية كما وقع تأسيسها ومعالجتها عبر قرون.

تتمحور دروس الفقه تلك عموما حول فقه العبادات وفقه المعاملات وتصوراته كما أسست منذ الأول، بمعنى آخر، فإن ذلك الفقه يواصل الانطلاق من الافتراضات المؤسسة منذ عهد أوائل الفقهاء إبان بني أمية وبني العباس ومن وافقهم بعد ذلك، وهي الافتراضات الضمنية القائلة بأمرين:

أولا، أن المسلم يجب أن يلمّ بالفقه فقط وليس من الواجب التثقيف بدوره التغييري، إذ أن هذه المهمة هي الهدف الأول لوجود المسلم، لأنها عماد وجوده من حيث انه فرد صاحب رسالة، وما الفقه إلا أداة لبناء الفرد الرسالي، ولكن الهدف على خطورته لم يلق الأهمية كأن يكون موضوع علم كامل مستقل كالفقه مثلا، بل أصبحت الأداة (وهي الفقه الوظيفي) هي الهدف تدرس وتفرد باستحداث علم الفقه، و لا يفرد الهدف (وهو تغيير الواقع وإنشاء الفرد الرسالي) بعلم، بل يعتم عليه من خلال الفقه التقليدي الوظيفي.

ثانيا، أن الفقه وهو ما يمكن أن نطلق عليه علم الأدوات، هو أصلا يقدم مجتزئا، إذ لا يفع تناول إلا الفقه في علاقته بالفرد من عبادات وتستبعد كل الجوانب الاجتماعية والجماعية والسياسية والاقتصادية، أي تلك الجوانب التي يمكن أن تحث على تغيير الواقع أو إعادة النظر فيه.

من ذاك انه لم يؤسس مثلا فقه الثورات على الحكام ولا فقه تغيير المجتمعات ولا فقه التصدي للصنميات بمختلف أنواعها بشرية وفكرية، واقتصر فقط على الصنميات المادية لعدم تأثير تناولها على الوقع ولأنها أساسا أصبحت مندثرة، رغم أن هذه أمور من صميم الإسلام.

أما ما يثار حديثا حول تأسيس فروع مستحدثة من الفقه، كفقه المقاصد وفقه الأولويات وفقه التغيير و ما شابه، فهو لن يغير شيئا من حقيقة الفقه الوظيفي، لأن تلك المستحدثات فروع تنطلق من أسس الفقه الوظيفي التجزيئي الأول وتسلم بصحته افتراضاته، والحال أننا يجب أن نقوم بنقد للأسس وتبيان جوانب الفساد والنقص في الفقه الوظيفي، قبل تأسيس فروع جديدة.

بل الأخطر، فإن مؤسسي الفقه الوظيفي الأوائل، عملوا على سد أبواب أي إمكانية لتأسيس مثل ذلك الفقه التغييري الرسالي، من خلال تواضعات واجتهادات صيروها ملزمة تقول بوجوب طاعة الحكام وتقول بوجوب كون الحاكم من قريش وغيرها من التحريفات الخطيرة التي تواصل العمل بها لحد الآن.

لنتأكد أن الفقه الوظيفي منفصل عن الواقع، ويمثل مجرد أداة إلهاء وتشويش للوعي، فإنه من الطريف والمفارقات أن تجد التجمعات الدارسة للفقه التقليدي / الوظيفي التي ذكرتها ابتداء، يتداعى آموها مثلا لدراسة أحكام الطهارة والجنائز، فيجتمعون ويخرجون ولكنهم لا يتناولون مسائل أهم من صلاة الجنازة ومن الجنائز ومن الطهارة، كتحكم بقايا فرنسا بمجمل التونسيين وفساد الواقع في جانبه التصوري خاصة، وانحراف منظومات تشكيل الأذهان (تعليم وتثقيف وإعلام) وارتباطها بفرنسا وغيرها من الأمور الخطيرة.

بل انه لا يخطر ببال دارسي الفقه الطيبون هؤلاء أصلا طرح مثل تلك التساؤلات والمسائل، لأنهم انطلقوا من افتراضات غير مبرهن عليها تقول بأن الأوائل منزهون من حيث أغراضهم ومن حيث علمهم وكفاءاتهم، فأولئك الفقهاء المؤسسون لم يخدموا أغراضا أخرى حينما وضعوا الفقه وقواعده وحددوا مساحاته الضيقة، وحينما أغلقوا أبواب تغيير الواقع في جانبه الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، وهم أكفاء بحيث أحاطوا بكل الجوانب النظرية الممكنة فلم يبق لمستزيد إمكانية الزيادة.


يتدارس هؤلاء الطيبون أحكام الحيض والنفاس، ولكنهم لا يتناولون أسباب تفكك الأسرة وتهتك المرأة وضياع المجتمع حاليا، لأنهم قبلوا من دون مراجعة فقها معزولا عن الواقع، ولعلهم افترضوا أن دراسة الفقه ستغير الواقع.

يجتمع أولئك ويظنون أنهم يعلون شأن الإسلام بما يقومون به، لكنهم لا يفعلون ولا يجرؤون ولا بخطر ببالهم فهم أن الأصل هو إيجاد الإسلام وتفعيله واقعا أولا، وان ذلك أوجب من تفعيل أدوات التعبد به وهي الفقه، فالهدف أوجب وأهم من الأداة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، تغيير الواقع، الفقه الوظيفي، الإسلام الوظيفي، الصنمية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 11-06-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
الردود على المقال أعلاه مرتبة نزولا حسب ظهورها  articles d'actualités en tunisie et au monde
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
 

  17-10-2017 / 00:34:38   aissa
الموضوع كله تصورات خاطئة وأحكام مسبقة لا تستند إلى علم حقيقي

الموضوع كله تصورات خاطئة وأحكام مسبقة لا تستند إلى علم حقيقي أو فكر ينطلق من تجربة عميقة ودراسة موضوعية ، فصاحب المنشور كذلك الإنسان الغربي الذي يريد أن يثبت للعالم كله أن الإسلام يدعوا إلى الإرهاب ويستغل جهلهم الكلي بالإسلام ويأتيهم بأدلة من القرآن فتضهر لهم أدلة حقيقة وملموسة تثبت ما يقول، فكان حكمه بذلك دون أن يسخر وقته وحياته وجهده لمحاولة الفهم الصحيح التي تتطلب مجموعة من الشروط أهمها : الأمانة العلمية والدراسة الموضعية والمحايدة والجد والكد ومحاربة النفس والهوى ....
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد أحمد عزوز، عمار غيلوفي، أشرف إبراهيم حجاج، أبو سمية، د - الضاوي خوالدية، د. عبد الآله المالكي، عزيز العرباوي، عبد الرزاق قيراط ، فتحي العابد، مصطفي زهران، أحمد الحباسي، إسراء أبو رمان، كريم السليتي، محمود فاروق سيد شعبان، د- هاني ابوالفتوح، رشيد السيد أحمد، تونسي، حميدة الطيلوش، أحمد بوادي، رمضان حينوني، خبَّاب بن مروان الحمد، د. أحمد محمد سليمان، ماهر عدنان قنديل، ضحى عبد الرحمن، محمود طرشوبي، رافد العزاوي، د. صلاح عودة الله ، د - صالح المازقي، يزيد بن الحسين، فهمي شراب، د. كاظم عبد الحسين عباس ، رحاب اسعد بيوض التميمي، صلاح الحريري، رضا الدبّابي، محمد يحي، نادية سعد، د - المنجي الكعبي، د - شاكر الحوكي ، الناصر الرقيق، حسن الطرابلسي، أ.د. مصطفى رجب، إياد محمود حسين ، ياسين أحمد، د.محمد فتحي عبد العال، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. خالد الطراولي ، د. طارق عبد الحليم، محمد شمام ، كريم فارق، علي عبد العال، الهيثم زعفان، أحمد النعيمي، مجدى داود، د- جابر قميحة، د. مصطفى يوسف اللداوي، إيمى الأشقر، محمد الياسين، سامح لطف الله، سفيان عبد الكافي، سلوى المغربي، عبد الله زيدان، د - عادل رضا، د - محمد بنيعيش، محمود سلطان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، مراد قميزة، محمد اسعد بيوض التميمي، خالد الجاف ، محمد عمر غرس الله، رافع القارصي، محمد العيادي، العادل السمعلي، وائل بنجدو، عبد الغني مزوز، صلاح المختار، أحمد بن عبد المحسن العساف ، طلال قسومي، سلام الشماع، عبد الله الفقير، عمر غازي، المولدي الفرجاني، د - محمد بن موسى الشريف ، عراق المطيري، حسني إبراهيم عبد العظيم، سعود السبعاني، صفاء العراقي، حسن عثمان، علي الكاش، يحيي البوليني، صباح الموسوي ، صفاء العربي، سليمان أحمد أبو ستة، د. عادل محمد عايش الأسطل، د- محمود علي عريقات، محرر "بوابتي"، عواطف منصور، سيد السباعي، د- محمد رحال، محمد الطرابلسي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، فتحـي قاره بيبـان، الهادي المثلوثي، سامر أبو رمان ، صالح النعامي ، د. أحمد بشير، أنس الشابي، مصطفى منيغ، جاسم الرصيف، فوزي مسعود ، منجي باكير، أحمد ملحم، حاتم الصولي، د - مصطفى فهمي، فتحي الزغل،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء