البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

صناعة الإرهاب...شباب متحمًس، قيادات مشبوهة و التوجيه من غرف العمليات

كاتب المقال الناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6936


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تكتيكات جديدة في الإستدراج...إقامة حاجز أمني وهمي...إستعمال لبدلات أمنيّة و عسكريّة...سقوط ضحيّة مدني للمرّة الأولى...

هي أبرز الملاحظات المستنتجة من آخر هجوم إرهابي تتعرّض له تونس...الأمور تبدو غامضة إلى حدّ بعيد حيث لا يمكن لنا ببساطة فهم ما يحدث و من هم بالضبط هذه العناصر المسلّحة التي تهاجم قوّات الأمن و الجيش...

نحن اليوم في حاجة أكثر من آي وقت مضى لمراكز بحث متخصصة و لباحثين حقيقيين توضع على ذمتهم كلّ الإمكانات حتى نتمكّن من فهم ظاهرة التنظيمات الإرهابية المسلّحة...الحلّ الأمني هو من بين الحلول لكنّه لا يجب أن يكون الوحيد لأنه ببساطة لا يمكنه أن يعالج مثل هذه الظاهرة...نعم هناك حلول أخرى لابّد من إيجادها حيث يجب على المجتمع التحرّك و لعب دور إيجابي في التصدّي لهذه الظاهرة إذ لا يجب ترك الأمن و الجيش يواجهان هذه التنظيمات دون دعم شعبي...

تساؤل يدور في ذهني لماذا لم يشهد شارع بورقيبة الى الآن مظاهرة ضخمة تساند الأمن و الجيش في حربهما على الإرهاب و تندد بهذه الأعمال الإجرامية...لم نشاهد أحد في الشارع من أجل الرفض...نرى فقط بيانات و كلام في البلاتوات...

لا نريد هذا نريد تحّرك حقيقي من المجتمع يدلّ على رفضه للعنف و الإرهاب...عدم التحرّك قد يعني تشجيعا لما يحصل أو على الأقلّ قبولا به طالما أنّ فيه بعضا من المكاسب السياسية على حساب بعض الخصوم...لكن قبل ذلك علينا تشخيص الظاهرة...ليس كلّ ما يظهر للعيان هو بالضرورة الحقيقة فظاهر الأمور غير بواطنها لكن مع كلّ ذلك يجب الإقرار بداية بأن الإرهاب موجود و هو الذي يوجه خناجر حقده نحو الوطن إذ لا يجب علينا التعمية على أمور بدت واضحة لا لبس فيها لذلك فكلّ الذين يقولون أن الإرهاب غير موجود و أنّ ما يحدث إنّما هو بفعل مخابرات الدول المحيطة بنا إمّا أنّهم يتعمّدون ذلك تنويما للرأي العام أو ملبّس عليهم نظرا لتصديقهم الأعمى لما يقوله شقّ من قياداتهم...

شخصيّا عايشت البعض ممن يحمل فكرا دينيّا متطرّفا...كانوا أصدقاء لي...لذلك أعرفهم جيّدا و أعرف ما يمكن أن يفعلوه...لا تستطيع محاورتهم...إمّا أنّك معهم أو أنت ضدّهم...وصل الأمر بأحدهم أن كفّرني ذات مرّة و نحن في المسجد قد أنهينا لتوّنا صلاة العشاء لأنّي جادلته و بيّنت له خطأه...للإشارة هذا الشخص هو صديق سابق و المصيبة أنه كان دائما يسألني عن بعض المسائل الدينية لأنه يجهلها لكن مع ذلك لم يتورّع عن تكفيري...هم هكذا جهلهم مركّب...الكثير منهم مغرّر بهم فقد خدعوا بكلام بعض الجهلوت الذين أطلقوا لحاهم و جعلوا أعواد السواك في أفواههم مع قميص أفغاني ليتصدّروا مجالس قالوا أنّها للتذكير بما نسيه القوم من واجبات تجاه الله و راحوا يلقّنون الشباب ما لا يمكن أن تصوّره...فقد وصل الأمر بأحد الشباب الملبّس عليهم أن رفض الأكل مع أمّه و أبيه بدعوى أنّهم كفرة فالأب لا يصلّي و الأمّ لا تلبس الحجاب هكذا أفتى له شيخه الذي كان إلى وقت قريب جدّا يبيع القنب الهندي ( الزطلة )...

هذا هو المطلوب إذ يجب على هؤلاء الشباب عدم إستعمال عقولهم و أن يتركوا مهمّة التفكير لمشائخهم فهذا هو الطريق نحو الجنة...لكن ما كان دائما يثير التساؤل في نفسي كيف يمكن لشاب يدرس في الجامعة و نجح بمعدّل سبعة عشرة في الباكالوريا أن يسلم عقله لشخص لم يتجاوز المرحلة الإبتدائية...إلى حدّ الساعة لم أجد الجواب...

في المقابل هناك رأي مضاد لما ذكرناه سابقا حول منكري ظاهرة الإرهاب يقول بأن ما يحدث هو من تدبير تيارات إسلامية...هكذا ببساطة دون الشرح و التبسيط و تسمية من هي تحديدا هذه التيارات...أصحاب هذا الرآي و كأنّي بهم يحاولون درء الشبهات التي تحوم حول البعض ممن يقفون خلف الستار الإرهابي محرّكين بذلك تلك الدمى الشبابية الإنتحارية التي تريد الذهاب للجنّة مبكّرا...نعم فمنفّذي هذه العمليات الإرهابية هم للأسف الشديد من الشباب المتديّن هذه حقيقة لا يمكن إنكارها لكن دعونا نخض في قادة هؤلاء الشباب و من يتزعّمهم و من يفتي لهم...أكيد أن الأمر معقّد لدرجة كبيرة و هؤلاء الأغبياء و الحمقى مخترقون حدّ النخاع... المواقع الإخباريّة التونسية تحدّثت في وقت سابق أي مباشرة بعد الثورة أن نظام المخلوع نجح في إستقطاب البعض من قادة هؤلاء الذين يؤمنون بالعمل التنظيمي المسلّح...

كان مواظبا على كتابة التقارير رغم لحيته و رائحة عطره الفاخر و كلامه في الدين و الإيمان...أيضا أذكر أنّي قرأت سنة 2009 تقريرا في صحيفة فرنسية يؤكّد أن المؤسس الحقيقي لتنظيم التوحيد و الجهاد الذي عمل ذبحا و تقتيلا في العراق ليس إلا برنار هنري ليفي...السؤال الذي يطرح ماذا يمكن أن يجمع هذا الأخير بأبي فلان الذي ظهر قائدا للتنظيم فيما بعد...كانت فضيحة كبرى في فرنسا...دعونا من هذا و لننظر لما تقوم به داعش في سوريا...

الثورة هناك تكاد تفشل بسببها...ففي الظاهر ترفع داعش راية الجهاد...أمّا في الخفاء و في الحقيقة هذا الأمر لم يعد خافيا على أحد أن داعش ليست إلاّ تنظيما مواليا لبشار الأسد...داعش تقوم بنفس المهمّة التي قام بها التوحيد و الجهاد في العراق حين كانت المقاومة العراقية قاب قوسين من دحر الجيش الأمريكي سنة 2006 و هذا بإعتراف الأمريكان أنفسهم...نفس الدور قاموا به في الجزائر سابقا و يقومون به الآن في تونس و يحاولون في ليبيا...أينما وجدوا وجّهوا فوهات بنادقهم نحو الأبرياء و عملوا جاهدين على إفشال طموحات و أحلام الشعوب...الخلطة واضحة لمن ألقى السمع و هو شهيد...قادة مصنوعين بعناية ليقودوا شباب متحمّس و مغرر به و في النهاية يتورّط هؤلاء الشبان الحمقى في قتال إخوانهم و بني عموتهم في حين تكون أرصدة قادتهم من المشائخ الأجلاّء قد فاقت حتى أرصدة بعض الدول الفقيرة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، إعداد الدستور، الإرهاب،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 18-02-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رمضان حينوني، د. أحمد بشير، أنس الشابي، وائل بنجدو، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، يزيد بن الحسين، د. عادل محمد عايش الأسطل، خالد الجاف ، صلاح المختار، إياد محمود حسين ، مراد قميزة، د. طارق عبد الحليم، عبد الغني مزوز، صالح النعامي ، أحمد بوادي، مصطفى منيغ، محمد عمر غرس الله، حسن الطرابلسي، د - محمد بن موسى الشريف ، سيد السباعي، محمد الياسين، سامر أبو رمان ، فتحي العابد، محمود طرشوبي، سامح لطف الله، محرر "بوابتي"، محمد اسعد بيوض التميمي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سلام الشماع، عمار غيلوفي، د- جابر قميحة، د - شاكر الحوكي ، صفاء العربي، محمد يحي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عبد الله الفقير، فتحي الزغل، رشيد السيد أحمد، فوزي مسعود ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د- محمد رحال، محمد أحمد عزوز، محمود فاروق سيد شعبان، نادية سعد، المولدي الفرجاني، خبَّاب بن مروان الحمد، عمر غازي، العادل السمعلي، إيمى الأشقر، حسن عثمان، الناصر الرقيق، مصطفي زهران، تونسي، جاسم الرصيف، رحاب اسعد بيوض التميمي، د- محمود علي عريقات، إسراء أبو رمان، صفاء العراقي، رافع القارصي، ضحى عبد الرحمن، صلاح الحريري، د - الضاوي خوالدية، عبد الله زيدان، عواطف منصور، كريم السليتي، فتحـي قاره بيبـان، عزيز العرباوي، د.محمد فتحي عبد العال، صباح الموسوي ، د. عبد الآله المالكي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د- هاني ابوالفتوح، سليمان أحمد أبو ستة، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد شمام ، عراق المطيري، ياسين أحمد، د - صالح المازقي، مجدى داود، علي الكاش، د. صلاح عودة الله ، منجي باكير، سلوى المغربي، أبو سمية، حميدة الطيلوش، محمد الطرابلسي، د - مصطفى فهمي، عبد الرزاق قيراط ، د. خالد الطراولي ، د - عادل رضا، ماهر عدنان قنديل، أشرف إبراهيم حجاج، الهيثم زعفان، حسني إبراهيم عبد العظيم، أ.د. مصطفى رجب، سعود السبعاني، د. أحمد محمد سليمان، أحمد النعيمي، طلال قسومي، أحمد ملحم، محمد العيادي، فهمي شراب، د - محمد بنيعيش، يحيي البوليني، رضا الدبّابي، أحمد الحباسي، سفيان عبد الكافي، كريم فارق، محمود سلطان، حاتم الصولي، الهادي المثلوثي، علي عبد العال، د - المنجي الكعبي، رافد العزاوي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء