البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

بل هناك إرهاب علماني تغريبي هو الجدير بالمحاربة

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8305


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


حينما نكون ضحايا عمليات تشكيل الاذهان المكثفة المسلطة على التونسيين منذ أكثر من خمس عقود، ننتهي لأن نكون أسارى في تصوراتنا لنظرة اعدائنا، نصبح نتبنى مفاهيمهم هم للحكم على الأشياء بل ننتهي ان نلعن ونجلد انفسنا عوض ان نتوجه باللوم لهم هم، من ذلك أن تصبح مطاردة المتدينين أمرا مقبولا من حق العلمانيين واجهزة امنهم واعلامهم، ويصبح تعقب لابسات الحجاب والتضييق عليهن امرا مقبولا لايلام عليه القائم بالتضييق من اجهزة العلمانيين المتحكمة بالبلاد.

في كل الحالات لايلام من قام بالتضييق وانما يوجه اللوم لطرف اخر وقع اصطناعه من طرف اجهزة تشكيل الاذهان تلك وهو عموما طرف اسلامي مرة الاتجاه الاسلامي ومرة النهضة ومرة السلفيين

بمعنى آخر عوض ان يوجه الصراع للعدو القائم بالإعتداء موضوعيا، تعمل ادوات تشكيل الاذهان على كسب الضحية لصفها وينضاف كأداة لديها لمحاربة من هو مفترض اساسا في صفه، وهذه حالة يمكن ملاحظتها في عديد الصراعات.

في حرب امريكا على العالم الاسلامي التي دمرت فيها العراق و افغانستان، عوض ان ينتبه الناس ويتوجهوا باللوم لامريكا على تقتيلها المسلمين وتدميرها بلدانهم، اصبح العديد من ضحايا عمليات القصف الإعلامي الامريكي والغربي ضد الاسلام ووصفه بالارهاب، اصبح هؤلاء الضحايا متبنين للموقف الامريكي وانتهوا كادوات يحاربون المقاومين لعدوانيتها، بل واصبحوا يتبنون مفاهيمها كمقاومة الارهاب.

في تونس اصبح ضحايا ادوات تشكيل الاذهان ذات المنحى التغريبي التي انشئت بتونس منذ عقود، اصبح هؤلاء متبنين لمجمل تصورات القائمين على تلك المنظومة كالقول بوجود ارهاب اسلامي، والحال ان تلك المسالة ليست ارهابا وانما هي اساسا احدى تمظهرات رفض المنظومة الفكرية والثقافية المفروضة قهرا على التونسيين بعيد الاستقلال.

ولئن كان مفهوما ان تقوم الالة التغريبية بالتهجم على عناصر رفضها ووصمهم بالارهاب، فانه كان يفترض ان لاينجر المتبنون لمشروع الهوية لنفس الخط، كان يجب عليهم التحرر من ادوات تشكيل الاذهان تلك والنظر للامور ومنها ظاهرة التيار الاسلامي كتعبير على حركة وعي شامل تريد الرجوع بتونس للأسس التي وقع فرضها بعيد الاستقلال، ولو نظرنا للمسالة بهذه الطريقة لكان الحال غير الحال.

كان يفترض التحرر من نظرة اعداء الهوية والتفريق في الحكم على ظاهرة الارهاب الاسلامي المزعومة بين الخطأ في عمل الرفض للتغريب وبين أسس المنطلقات، ذلك أن أي فعل له مسار فيه بداية وفيه نهاية، ومنطقيا الخطأ في النهاية لايلزم منه الخطأ في البداية لأن طرفي المسار ليسا من نفس النوع، فالبداية مفاهيمية كامنة والنهاية تنزيل للواقع أي فعل.
إذ يجوز ان يكون البعض في نطاق رفضهم للمشروع التغريبي قد أخطأ ولكن خطأه ذلك لايجعل اساس فكرته ومنطلقاته خاطئة، لأن هؤلاء منطلقاتهم فعلا على صواب، أي ان منطلق افعالهم هي رفضهم للمشروع البورقيبي المفروض قهرا، وهو منطلق سليم جدا، ولهذا الاعتبار يجب علينا الوقوف لجانبهم، لأننا لو وقفنا مع الالة الاعلامية التي تتهجم على هؤلاء السلفيين فاننا سننتهي لرفض أسس منطلقاتهم ونتبنى ضمنيا المشروع الاقتلاعي المفروض منذ عقود، وسننتهي لأدوات اضافية لديهم في مشروعهم المتواصل منذ الاستقلال.

بمعنى آخر فإن مجمل مايقع بتونس لو نظرنا اليه من رؤية أنه منازلة ذات خلفية عقدية وفكرية رافضة للمشروع المؤسس منذ عقود، لكانت نتيجة ذلك أمرا مغايرا جدا لما يقع الان، لو نظرنا من تلك الزاوية لكان موقفنا من الاسلامين انهم ابنائنا وإن أخطأ بعضهم، ومن جهة مقابلة فإن عموم العلمانين هم اعدائنا وان تقرب اليك بعضهم، وانه لايلزمنا ان نحارب ابنائنا ارضاء لاعدائنا، وسننتهي لعدم وجود مفهوم ارهاب اسلامي أساسا كما يصور الآن وانه لايوجد مفهوم للتطرف الاسلامي و ان التطرف الواقع فعلا هو تطرف علماني تغريبي، وانه ان كان من مقاومة يجب على الدولة القيام بها فهي مقاومة ذلك التطرف التغريبي وادواته الثقافية والتعليمة والاعلامية المزروعة بالقوة منذ الاستقلال، وأنه ان كان من شيئ غريب مستجد على التونسيين فهو وجود يساريين وعلمانيين بينهم، فضلا على ان يتحكموا في ادوات السيطرة للبلاد، وهو الوضع الشاذ الجدير بالزوال.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، العلمانية، اليساريون، بورقيبة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 1-11-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمود سلطان، سليمان أحمد أبو ستة، د - عادل رضا، محمود طرشوبي، محرر "بوابتي"، يزيد بن الحسين، كريم فارق، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد أحمد عزوز، د. خالد الطراولي ، العادل السمعلي، حسني إبراهيم عبد العظيم، الهيثم زعفان، أبو سمية، محمد شمام ، منجي باكير، عبد الله الفقير، الناصر الرقيق، أشرف إبراهيم حجاج، مجدى داود، محمود فاروق سيد شعبان، محمد الياسين، رحاب اسعد بيوض التميمي، فتحي الزغل، د- محمود علي عريقات، يحيي البوليني، صفاء العربي، وائل بنجدو، أنس الشابي، د - مصطفى فهمي، د. طارق عبد الحليم، سعود السبعاني، رافع القارصي، طلال قسومي، د- جابر قميحة، د. صلاح عودة الله ، محمد يحي، عمر غازي، د - صالح المازقي، د - محمد بن موسى الشريف ، عبد الغني مزوز، أ.د. مصطفى رجب، خبَّاب بن مروان الحمد، إياد محمود حسين ، حميدة الطيلوش، محمد العيادي، د. عادل محمد عايش الأسطل، ماهر عدنان قنديل، ياسين أحمد، المولدي الفرجاني، محمد الطرابلسي، صلاح الحريري، مصطفى منيغ، د - الضاوي خوالدية، د- محمد رحال، د. أحمد محمد سليمان، د - محمد بنيعيش، سلام الشماع، خالد الجاف ، عبد الرزاق قيراط ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، إيمى الأشقر، د - شاكر الحوكي ، ضحى عبد الرحمن، نادية سعد، د.محمد فتحي عبد العال، د- هاني ابوالفتوح، محمد عمر غرس الله، مراد قميزة، عبد الله زيدان، رضا الدبّابي، حاتم الصولي، أحمد الحباسي، حسن الطرابلسي، مصطفي زهران، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أحمد النعيمي، صالح النعامي ، عواطف منصور، جاسم الرصيف، صباح الموسوي ، فهمي شراب، علي عبد العال، سيد السباعي، د. مصطفى يوسف اللداوي، سفيان عبد الكافي، كريم السليتي، رافد العزاوي، رشيد السيد أحمد، سلوى المغربي، د. عبد الآله المالكي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صفاء العراقي، د. أحمد بشير، الهادي المثلوثي، سامر أبو رمان ، أحمد ملحم، د - المنجي الكعبي، فتحي العابد، عزيز العرباوي، حسن عثمان، فوزي مسعود ، صلاح المختار، عمار غيلوفي، علي الكاش، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أحمد بوادي، فتحـي قاره بيبـان، رمضان حينوني، تونسي، عراق المطيري، إسراء أبو رمان، سامح لطف الله،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء