البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

أحبّك يا جيش

كاتب المقال الناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7694


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


كنت قد كتبت في السابق مقالا حول الجيش التونسي العظيم عددت فيه خصاله التي يتميّز بها عن باقي الجيوش العربيّة دون إستثناء لكن أمام الأوضاع المتفجرة في مصر و غيرها من البلدان العربية أردت الكتابة مجددا عن جيشنا الباسل إيمانا منّي بأنّه يستحقّ الآلاف من المقالات حتّى تتعلّم باقي جيوش العرب معنى الرجولة و البطولة و خدمة مواطنيها من جيشنا التونسي الأبيّ.

فجميع جيوش الهزيمة و الإنكسار العربي ولغت في دماء شعوبها و شربت منه حدّ الثمالة و ما نراه اليوم من تقتيل في الشوارع المصريّة للمواطنين على يد قّواتهم المسلّحة و من قبله في سوريا و غيرها من بلاد العرب لم يكن جديدا بالمرّة فمنذ إنقلاب عبد الناصر بدأت جرائم هذا الجيش في حقّ شعبه و الشواهد كثيرة مما جعله ينهزم في جميع حروبه التي خاضها ضدّ الصهاينة نظرا لكونه كان مهتمّا بكسب إنتصارات ضدّ شعبه و ليس ضدّ عدوّه و حتّى نصر أكتوبر الذي تفتخر به القوّات المسلّحة المصريّة فإنّه تمّت نسبته لغير أهله فالجيش لم يكن لوحده في ساحة المعركة فقد كانت جحافل المتطوّعين من الشعب المصري و باقي الشعوب العربية على خطّ النار و لا أدلّ على ذلك العديد من أبناء تونس الذين أستشهدوا في تلك المعركة كما قام أيضا الجيش المصري بإستبعاد صانعي النصر من أمثال الفريق أوّل سعد الدّين الشاذلي و غيره من صفوفه تاركا المجال لكلّ العملاء و الخونة ليتقلّدوا المناصب و المسؤوليات فيه و ليصبح هؤلاء فيما بعد يمنّون على الشعب المصري بإنتصار لم يساهموا في صنعه أصلا و لسانهم يقولوا بإسم نصر أكتوبر لنا الحقّ في تقتيلك.

لنعد الآن لجيشنا التونسي العظيم فهذا الجيش منذ تأسيسه وجد حاضنة شعبيّة في قلوب أبناء الشعب و لا أدلّ على ذلك معركة بنزرت التي خاضها الجيش الوليد أنذاك دون عتاد يذكر و مع ذلك فقد كان أبناء الشعب التونسي يرافقون قوّاتهم المسلّحة على مشارف بنزرت و الجميع يتذكّر تلك المشاهد المصوّرة لدماء جنودنا البواسل و قد إختلطت بدماء أبناء الشعب داخل الخنادق بعد قصفهم من قبل طيران الإحتلال الفرنسي و بعد التحرير لعبت القوّات المسلّحة التونسية الدور الرئيسي في بناء الدولة حيث تحمّلت أعباء البنية التحتيّة من بناء للجسور و مدّ للطرقات و غيرها من الإنشاءات الكبرى و أيضا الإشراف على جمع المحاصيل الفلاحية مساهمة بذلك في نهضة البلاد و دفعا لخطر المجاعة الذي كان يهدد البلاد في الستينات من القرن الماضي إضافة لكلّ هذا فإن السمة الكبرى التي ميّزت الجيش التونسي أنّه كان بعيدا عن السياسة و لم يتدخّل أبدا في الصراع السياسي في تونس بل على العكس فقد كان العديد من جنوده و كوادره عرضة للقتل و التنكيل على يد المخلوع و كلّنا يذكر قضيّة برّاكة الساحل و كذلك حادثة تحطّم طائرة القيادة العسكرية في سنة 2002 و بالتالي فإن جيشنا قد نال نصيبه أيضا من قمع النظام السابق مثله مثل باقي أبناء شعبه و للإشارة فإنّ المخلوع خلال إنقلابه على بورقيبة إعتمد على قوّات الأمن الداخلي و لم يعتمد على الجيش الذي بقي نقيّا عن تدنيس المخلوع و زبانيته.

أمّا خلال الثورة فالجيش التونسي العظيم لعب الدور الرئيسي في الإطاحة بنظام المخلوع حيث رفض إطلاق النار على أبناء شعبه و كلّنا يتذكر تلك المشاهد الجميلة حين كان أفراد الجيش يستقبلون بالزغاريد كلّما دخلوا مدينة من مدن الوطن و كيف كان الناس يذبحون الخرفان إبتهاجا بقدوم الجيش و بالطبع مثل هذه العلاقة الروحية بين هذا الجيش العربي الفريد و بين أبناء شعبه لا يمكن أن يفهمها إلا من كان تونسيّا خالصا قد عاش فعلا تلك اللحظات و قد حاول البعض إستغلال هذا الرصيد الشعبي للجيش التونسي لدفعه نحو تسلّم السلطة خلال الفترة الأولى من الثورة إلا أنّه رفض بشكل قاطع مبقيا على تقاليده و على عقيدته التي عرفها منذ تأسيسه على الرغم من أنه لو تسلّم السلطة في ذلك الوقت لم يكن ليعارضه أحد فالشعب التونسي كلّه يقف خلفه و يسنده في جميع تحرّكاته و قراراته.

و بعد إنتصار الثورة ظلّ الجيش التونسي العظيم وفيّا لشعبه حيث ساهم في حفظ الأرواح و الممتلكات و ساهم أيضا في إنجاح أوّل إنتخابات حرّة في تونس و كان بالفعل حارسا للديمقراطية مثله مثل جيوش العالم المتقدّم و حتّى حين إنقلب جيش السيسي في مصر على إرادة شعبه حاولت بعض النخب المتعفنّة في تونس دفع جيشنا للتورّط في مثل ذاك الفعل المشين إلا أنّ الجيش التونسي ردّ بشكل حاسم أنّ ولاءه للدولة و للصناديق و أنه الآن يخوض حربا ضدّ الإرهاب المتحصّن بالجبال و ليس لديه الوقت و لا الفكرة للقيام بإنقلاب و بالتالي فقد فوّت الفرصة على هؤلاء الحمقى و المجانين الذي صبّوا جام غضبهم على هذا الجيش الشريف و أتهموه بالعديد من التهم لا لشيء إلا لانه رفض مخططاتهم و أظهر من إقتناعه فالفكر الديمقراطي ما لم يقدروا هم على إظهار عشره.

ليت كلّ الجيوش العربيّة تتعلّم من الجيش التونسي معنى حبّ الوطن و المواطن و ليتنا نقدر على تصدير و قليلا من الدماء التي تسري في عروق جنودنا البواسل لجنود جيوش العرب حتّى يعرفوا معنى الشهامة و الكرامة و العفّة و الرجولة فحمدا لله أن جعل من جيشنا العظيم مفخرة لنا و بارقة أمل وسط هذا المشهد الملبّد بالدماء و الأشلاء و الأرواح التي أزهقت و الحرمات التي أنتهكت و لتبقى أيها الجيش العظيم حاميا لتونس و التونسيين و حارسا للحريات و العمود الفقري في البناء الديمقراطي و الرحمة و المجد و الخلود لكلّ شهداء جيشنا الوطني الذين سقطوا في حربهم على الإرهاب من أجل الدفاع عن تونس و شعبها و عاش جيشنا الذي أريقت دماءه من أجل شعبه فلا نملك إلا أن نقول نحبّك أيّها الجيش التونسي العظيم.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، الجيش التونسي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 20-08-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عبد الغني مزوز، مصطفى منيغ، ياسين أحمد، رضا الدبّابي، العادل السمعلي، عراق المطيري، عمر غازي، حاتم الصولي، محمد الطرابلسي، سليمان أحمد أبو ستة، محرر "بوابتي"، فتحي العابد، محمد الياسين، المولدي الفرجاني، يحيي البوليني، حسن الطرابلسي، د - المنجي الكعبي، د. صلاح عودة الله ، محمد العيادي، يزيد بن الحسين، د. مصطفى يوسف اللداوي، فوزي مسعود ، سلام الشماع، د. ضرغام عبد الله الدباغ، فتحـي قاره بيبـان، عواطف منصور، سلوى المغربي، رشيد السيد أحمد، محمد اسعد بيوض التميمي، الناصر الرقيق، د- محمد رحال، أبو سمية، الهادي المثلوثي، أ.د. مصطفى رجب، د - مصطفى فهمي، أحمد ملحم، فهمي شراب، د- محمود علي عريقات، د- جابر قميحة، أشرف إبراهيم حجاج، محمود طرشوبي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عمار غيلوفي، د. طارق عبد الحليم، حميدة الطيلوش، د. عادل محمد عايش الأسطل، مجدى داود، محمود سلطان، أحمد بوادي، صباح الموسوي ، د. خالد الطراولي ، عزيز العرباوي، الهيثم زعفان، أحمد الحباسي، د. أحمد بشير، د - محمد بنيعيش، د - صالح المازقي، إيمى الأشقر، خالد الجاف ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، خبَّاب بن مروان الحمد، رافع القارصي، د- هاني ابوالفتوح، إياد محمود حسين ، كريم فارق، سامح لطف الله، رمضان حينوني، سيد السباعي، أحمد النعيمي، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمود فاروق سيد شعبان، د - عادل رضا، حسن عثمان، محمد عمر غرس الله، سعود السبعاني، د. أحمد محمد سليمان، سامر أبو رمان ، حسني إبراهيم عبد العظيم، سفيان عبد الكافي، د.محمد فتحي عبد العال، محمد شمام ، مصطفي زهران، د - الضاوي خوالدية، ماهر عدنان قنديل، وائل بنجدو، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، كريم السليتي، عبد الله الفقير، أنس الشابي، عبد الرزاق قيراط ، فتحي الزغل، محمد يحي، مراد قميزة، إسراء أبو رمان، رافد العزاوي، علي الكاش، منجي باكير، صلاح الحريري، تونسي، د. عبد الآله المالكي، ضحى عبد الرحمن، نادية سعد، صلاح المختار، عبد الله زيدان، طلال قسومي، محمد أحمد عزوز، د - شاكر الحوكي ، صفاء العراقي، جاسم الرصيف، صالح النعامي ، علي عبد العال، صفاء العربي، د - محمد بن موسى الشريف ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء