البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

بعد ولادة تشكيل معارضٍ آخر بتونس...
قراءةٌ في نسيج المعارضة حاضرا و مستقبلا

كاتب المقال فتحي الزغل - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7764


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


حملت لنا أخبار الأسبوع الماضي نبأ ولادة تشكيل سياسيّ جديد يقوده العائد من الماضي، أحد وزراء الرّاحل بورقيبة، و الذي تولّى الوزارة الأولى في مرحلة ما بعد سقوط النّظام البائد. و بهذه الولادة، يُضاف هذا التشكيل أو الحركة السياسية، لقائمة الأحزاب و الحركات التي فاقت المائة بكثير، و التي تشترك كلّها تقريبا - إلاّ إذا استثنينا حزبا أو حزبين من التيّار الإسلامي- في أنّها لا تستطيع أن تجمع ما يملأ ملعب كرة قدم من المناصرين.

و رغم أنّ هذا التّشكيل الوليد قد تفطّن لهذه المعضلة، بإعلان نفســــــــــــه جامعا لعديد التّيارات و الأحزاب و الشّخصيات، حتى لا يقع – مثل غيره- في معضلة العدد الهزيل، و رغم محاولته تجيـــيش أكثر عدد من المنخرطين و المناصرين... فإنّه لم يشذّ عن القاعدة. وهو أمرٌ لا يُمكن تجاوزُه حسب تقديري بالنّظر إلى أنّ الفئة التي أراد هذا التّشكيلُ جمعها، هي فئة محدودة أصلا في العدد، قد لفظها الشعب منذ الثورة. و هي الفئة التي تنحصر في أولئك الذين انتموا قديما وحديثا إلى الحزب الحاكم المنحلّ، و الّذين يتطّلعون إلى العودة بكلّ الطّرق إلى مكاسبهم الّتي كانوا يغتنمونها من صفتهم الحزبيّة تلك، عبر الوصول مجدّدا إلى الحكم كما يتصوّرون. و لعلّهم بمساعيهم تلك، قد أغفلوا حقيقة هامّة، و هي أنّ الشّعب عندما ثار لخلع النّظام، إنّما ثار أوّل ما ثار عليهم، و على سلوكهم. و أنّه بثورته عليهم إنّما لفظهم بلا رجعة. و أنّ كلّ محاولاتهم ستبوء بالفشل مهما اختلفت الوسائل.

لكن المثير للسّؤال، هو ما سيضيفه لنسيج المعارضة بالبلاد، تشكيلٌ، أعتبرهُ موجودا أصلاً في الحياة السّـــــياسيّة، و في الإدارة، و في الإعلام، و في المؤسسّات العامّة للبلاد قبل إحداثه رسميًّا؟

فكلّ أحزاب المعارضة و دون استثناء، تتّسم بضعف وجودها الفعليّ في الشّارع، رغم مساعي النّفخ الإعلامي المتواصلة ليلا نهارا، لتلميعها بتقديم رموزها و تغييب منافسيها. و ذلك الضعف راجع في تقديري إلى أنّها وقعت في فخّ انتقاد التّيار الإسلامي السّائد عدديّا في المجتمع، و انتقاد أفكاره و إيديولوجيّته. و إغفال تقديم برامج متكاملة بديلة للحكم تُقنع به نفسها قبل أن تُقنع به النّاس.

لذلك فإنّي ألمح فشلا لهذه الأحزاب و لهذه المعارضة في الانتخابات القادمة. فشلٌ بدأتُ ألمحهُ من بعيدٍ. يجعلني أُصدّق أنّنا مقبلون على توزيع سياسيٍّ لن تستطيع هذه الأحزاب المتشرذمة أخذ حصّة فيه. مثل اعتقادي في أنّ هذا التّوزيع سيقتصر مستقبلا، على كتلٍ حزبيةٍ لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة. و هي الكتل التي ستكون لها مرجعيةٌ فكرية و إيديولوجية فقط...
حيث أنه سيقتصر المشهدُ كما أراه، على تيّار إسلاميّ سيستحوذ على الأغلبية في منظور الـخمسة عشر أو العشرين عاما القادمة على الأقل، بالنظر إلى تعاظمه المتواتر هذه الأيّام. و تيّار ليبرالي سيفرض نفسه بوجود نوابغ في الاقتصاد و السياسة فيه. و تيّار اشتراكي سيكون ثابتا دون تطوّر عدديٍّ يجمع فيما يجمع الحركات ذا ت الفكر الإيديولوجي القومي و الشّيوعي و غيره بتوافق سيُكرهون عليه لمواصلة بقائهم. و تيّار أخير يشكّل أقليّة في مجموع هذه التيارات لأنّه سيجمع كلّ الأفكار الّتي يصفها غيره بالمتطرّفة.

و سيكون بين هذا التّيار و ذاك، تشكيلات لا محالة... إلاّ أنها سوف لن تحيد عن تلك المسارات الفكريّة السياسيّة الظاهرة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، اليسار المتطرف، التجمعيون، الباجي قايد السبسي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 23-06-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عمار غيلوفي، طلال قسومي، أنس الشابي، محمود طرشوبي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سامح لطف الله، د. كاظم عبد الحسين عباس ، مصطفى منيغ، حاتم الصولي، أشرف إبراهيم حجاج، العادل السمعلي، د. أحمد بشير، محمد اسعد بيوض التميمي، صفاء العراقي، عبد الغني مزوز، محمد العيادي، إسراء أبو رمان، د - المنجي الكعبي، فوزي مسعود ، أبو سمية، وائل بنجدو، د. طارق عبد الحليم، مصطفي زهران، عبد الله الفقير، صفاء العربي، جاسم الرصيف، محمود فاروق سيد شعبان، د. عادل محمد عايش الأسطل، أ.د. مصطفى رجب، إيمى الأشقر، حميدة الطيلوش، تونسي، إياد محمود حسين ، علي عبد العال، حسني إبراهيم عبد العظيم، د- محمد رحال، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سفيان عبد الكافي، نادية سعد، حسن الطرابلسي، د - مصطفى فهمي، د- هاني ابوالفتوح، صلاح الحريري، رافع القارصي، حسن عثمان، د. صلاح عودة الله ، عبد الله زيدان، الناصر الرقيق، أحمد النعيمي، محمد أحمد عزوز، فتحي العابد، فتحـي قاره بيبـان، محمد الطرابلسي، خالد الجاف ، عبد الرزاق قيراط ، فهمي شراب، سلام الشماع، رشيد السيد أحمد، رمضان حينوني، د - شاكر الحوكي ، كريم فارق، أحمد ملحم، محمد الياسين، محمد عمر غرس الله، أحمد بوادي، ماهر عدنان قنديل، رضا الدبّابي، سامر أبو رمان ، د- جابر قميحة، صالح النعامي ، علي الكاش، فتحي الزغل، الهادي المثلوثي، سليمان أحمد أبو ستة، ضحى عبد الرحمن، كريم السليتي، عزيز العرباوي، د - محمد بن موسى الشريف ، سيد السباعي، عراق المطيري، صلاح المختار، د.محمد فتحي عبد العال، منجي باكير، أحمد الحباسي، محمود سلطان، د. أحمد محمد سليمان، خبَّاب بن مروان الحمد، رافد العزاوي، صباح الموسوي ، د - صالح المازقي، ياسين أحمد، سلوى المغربي، د. عبد الآله المالكي، محمد شمام ، يحيي البوليني، د - محمد بنيعيش، محمد يحي، د - عادل رضا، د - الضاوي خوالدية، المولدي الفرجاني، مجدى داود، محرر "بوابتي"، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. مصطفى يوسف اللداوي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. خالد الطراولي ، الهيثم زعفان، سعود السبعاني، يزيد بن الحسين، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عواطف منصور، د- محمود علي عريقات، عمر غازي، مراد قميزة،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء