البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات الثورة التونسية
مقالات الثورة التونسية

تونس بين ربيع الحكومة و خريف المعارضة

كاتب المقال الناصر الرقيق - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7532


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


في جميع الديمقراطيات يجب أن تكون الحكومة قوية حتى تتمكن من الحفاظ على أمن و إستقرار البلاد و تحقيق الحد الأدنى من العيش الكريم للشعب، في مقابل ذلك يجب على المعارضة أيضا أن تكون بدورها قوية و متأهبة لتسلم السلطة في أي وقت حال فوزها بالإنتخابات لتقوم بسيير دواليب الدولة فهذه من المبادئ العامة و الطبيعية للتداول السلمي على السلطة.

غير أن هذا الوضع لا يبدو كذلك في تونس و هذا ما أظهرته نتائج الإنتخابات الأخيرة حيث بدا الفارق شاسعا بين حركة النهضة صاحبة الأغلبية و باقي الأحزاب السياسية هذه الأحزاب التي شعرت بهذا الخلل في هذه الديمقراطية الوليدة خصوصا مع تشكل الحكومة لذا لم تجد بدا من محاولة إعادة الإنتشار أو التشكل و التوحد في أحزاب قوية و ذات تأثير من شأنها منافسة الإئتلاف الحاكم لكن المتابع لعمليات التوحيد هذه يلاحظ أن الخلافات و الإنشقاقات دبت داخل هذه الأحزاب حتى قبل الإعلان عن إنصهارها نتيجة لعدة أسباب أهمها الأنا المتضخمة و المنتفخة لدى رموز هذه التيارات التي لم تدرك إلى حد الأن أن زمن الزعامات ولى و أنقضى و لا مجال اليوم في تونس الثورة لنجاح فردي فالعمل أصبح جماعيا و لا يمكن أن يكون إلا إلا كذلك نظرا لان الشعب التونسي لم يعد يقبل الواحد الفرد بل أصبح لا يقبل إلا على المجموعة .

أخر هذه التصدعات السياسية ما حدث داخل الحزب الجمهوري الذي يوصف بأنه أكبر الأحزاب المعارضة للحكومة و هو كما قال زعماؤه سيكون المنافس القوي للترويكا لكن ما حصل مؤخرا داخله و إنشقاق عدد من منخرطيه و نوابه في المجلس التأسيسي الذين وصل عددهم لعشرة نواب لا يجعل مسيرة هذا الحزب تبشر بمستقبل مشرق خصوصا و أن الأسماء المنشقة مؤثرة داخل هذا التيار السياسي بالإضافة إلى الإتهامات التي وجهوها لقيادة حزبهم حيث إتهموها بالمحاباة و إسناد مناصب قيادية في الحزب لغير مستحقيها من الأقارب و الأصحاب على حساب المناضلين و الإستبداد بالرأي دون الرجوع للقواعد لإستشارتها.

و الملاحظ هنا أن هذه المشاكل التي يعيشها الحزب الجمهوري و غيره من الأحزاب و إن كانت في صالح الحكومة من الوجة السياسية للأمر حيث تدعم حظوظها في الفوز بالإنتخابات القادمة فإن ذلك لا يخدم الحياة السياسية و لا المسار الديمقراطي في شيء حيث أنه يجب أن تكون الديمقراطية قائمة على الأقل على تيارين سياسين مختلفي التوجهات يتداولان على السلطة و هو ما لا يتوفر في تونس إلى حد الأن حيث أفضت إنتخابات التأسيسي إلى ظهور الضلع الأول للديمقراطية التونسية و هو حركة النهضة و نحن في إنتظار الضلع الأخر الذي كان من الممكن أن يكون الحزب الديمقراطي التقدمي لكن الأخطاء القاتلة التي إرتكبتها قيادته قادته إلى نتيجة كارثية مما كان يستوجب على هذه القيادة أن تستقيل و تترك مكانها لغيرها و هذا أقل ما يمكن ان تقدمه للحزب من أجل الإصلاح و كما يحدث في جل الديمقراطيات حين يفشل القادة في قيادة أحزابهم لإنتصارت سياسية في المواعيد الإنتخابية لكن على العكس تماما فهؤلاء القادة أصروا على البقاء بل و على المضيي قدما في أخطائهم و لم يتعلموا الدرس وهو ما أدى إلى الإنقسام الحاصل في الحزب الجمهوري الذي بعد عسر الولادة نزل شبه ميت.

لذا و من خلال هذه المعطيات و ما يجري على الساحة و خصوصا ما نشاهده في المناطق الداخلية بعيدا عن العاصمة التي تتواجد فيها معظم التيارات السياسية أعتقد جازما ان الضلع الأخر للديمقراطية التونسية الناشئة لن يكون إلا إسلاميا فمن الممكن أن تشهد السنوات القادمة ظهور قوة سياسية جديدة ذات مرجعية إسلامية أخرى لتنافس حركة النهضة التي لا يمكن لأي من الأحزاب في الوقت الراهن منافستها نتيجة لعدة أسباب يطول شرها فيكفي أن نقول أنها الحزب الوحيد الذي يملك مكاتب محلية نشطة و فاعلة في جميع معتمديات الجمهورية بل و مرت إلى مرحلة تركيز مكاتب ترابية و هذا مؤشر واضح يكفي للقول بأنها أمام ساحة مفتوحة.

ففي السياسية لا يكفي أن تمتلك المال و أن تتواجد بالعاصمة بل يجب أن تمتلك الرصيد البشري و التنظيمي خصوصا المتواجد داخل جهات الجمورية تلك التي لا يتواجد فيها أحد كما أنه لتكون قويا في عالم السياسة يجب أن تمتلك الفكرة التي تغزو القلوب و تسيطر على العقول و تجعل الجميع يعطي دون مقابل و دون إنتظار للجزاء فأن يكون لك مناصر واحد يؤمن بالمشروع خير من ألف مناصر يتقاتلون من أجل الجلوس على كرسي قد يكتشفون بعد فوات الأوان أنه من أرخص الأنواع سهلة التلف.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الحكومة، المعارضة، حكومة الترويكا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 3-05-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
فتحي الزغل، محمد أحمد عزوز، الناصر الرقيق، حميدة الطيلوش، خالد الجاف ، رافع القارصي، سامح لطف الله، سيد السباعي، عبد الغني مزوز، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صباح الموسوي ، سلوى المغربي، سليمان أحمد أبو ستة، صفاء العربي، أحمد ملحم، عمار غيلوفي، محمد اسعد بيوض التميمي، د. عبد الآله المالكي، رضا الدبّابي، محمود طرشوبي، د.محمد فتحي عبد العال، مجدى داود، حسن الطرابلسي، د- هاني ابوالفتوح، خبَّاب بن مروان الحمد، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. صلاح عودة الله ، أحمد النعيمي، محمد العيادي، د - شاكر الحوكي ، عواطف منصور، د - محمد بن موسى الشريف ، مصطفي زهران، الهيثم زعفان، صلاح المختار، د. خالد الطراولي ، أشرف إبراهيم حجاج، جاسم الرصيف، صالح النعامي ، د - المنجي الكعبي، إسراء أبو رمان، د - محمد بنيعيش، محمد الياسين، محمد الطرابلسي، المولدي الفرجاني، محمود سلطان، سعود السبعاني، ضحى عبد الرحمن، كريم فارق، د. عادل محمد عايش الأسطل، حسن عثمان، إيمى الأشقر، سامر أبو رمان ، فهمي شراب، د- محمد رحال، ماهر عدنان قنديل، سلام الشماع، أحمد بوادي، د - صالح المازقي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - عادل رضا، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، علي عبد العال، الهادي المثلوثي، مراد قميزة، منجي باكير، رمضان حينوني، محرر "بوابتي"، ياسين أحمد، عراق المطيري، رشيد السيد أحمد، إياد محمود حسين ، د - الضاوي خوالدية، د - مصطفى فهمي، العادل السمعلي، عبد الله زيدان، حاتم الصولي، عمر غازي، محمد عمر غرس الله، طلال قسومي، د. أحمد محمد سليمان، عبد الله الفقير، فتحـي قاره بيبـان، كريم السليتي، محمد يحي، نادية سعد، د. أحمد بشير، أنس الشابي، رحاب اسعد بيوض التميمي، يزيد بن الحسين، رافد العزاوي، د- جابر قميحة، أحمد الحباسي، د. طارق عبد الحليم، تونسي، علي الكاش، محمد شمام ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سفيان عبد الكافي، وائل بنجدو، عزيز العرباوي، صلاح الحريري، د. مصطفى يوسف اللداوي، د- محمود علي عريقات، يحيي البوليني، أبو سمية، فتحي العابد، صفاء العراقي، محمود فاروق سيد شعبان، أ.د. مصطفى رجب، فوزي مسعود ، عبد الرزاق قيراط ، مصطفى منيغ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء