البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات محرر بوابتي

العلامات التجارية الأجنبية بتونس، تجارة أم أشياء أخرى؟‏

كاتب المقال بوابتي   
 المشاهدات: 12006


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لعل السؤال الذي يحمله العنوان أن يكون غريبا وذا لمحة استنكارية بعض الشيء، ولكن من حق التونسي أيضا أن يلجا ‏للعديد من الاحتمالات حينما تعجزه المعطيات المتوفرة عن تفسير العديد من الظواهر الغريبة ببلادنا.‏

يحسن أولا توضيح الأمر بالقول انه يقصد بالعلامات التجارية الأجنبية تلك ذات الصبغة التجارية والترفيهية، وبالتحديد ‏الفضاءات التجارية الكبيرة التي رأت النور ببلادنا في السنوات القليلة الفارطة، وبعض المحلات التجارية ذات الصبغة ‏الترفيهية، التي تشابه المطاعم أو المقاهي.‏


بعض من المواقف الغريبة:



‏- كل التونسيين ممن زار هذه الفضاءات التجارية الكبرى، في أيام راس السنة، يعرف كيف أن هذه المحلات تصر على ‏الترويج لاحتفالات المسيحيين بما يسمى "بابا نوال" بشكل يتجاوز الاعتبارات التجارية، حيث يقع إخلاء النوافذ من السلع ‏الاستهلاكية، وملئها بهذه التماثيل، وهو ما يؤشر لخلفية ليست تجارية بالمرة، فليس هناك أي داع تجاري للقيام بمثل هذا ‏الإسراف من مثل هذه الممارسات.‏
‏- لوحظ أخيرا بمناسبة احتفالات المسيحيين بذكرى القديس سان قالنتين، او مايسمى "عيد الحب"، مباردة العديد من ‏الفضاءات التجارية والمطاعم ذات العلامات التجارية الأجنبية، للاحتفالات بهذه المناسبة ودعوة التونسيين لفعل ذلك، مع ما ‏يعني ذلك من تشجيع على الفساد، وصل أن قام بعض هذه المطاعم بمجازاة بهدايا رمزية كل من يقوم ببعض ممارسات ‏الفسق (التقبيل المتبادل بين الزبناء...) بمناسبة هذا العيد المسيحي ببلادنا.‏
‏- فضلا على الاحتفالات المناسباتية، فان معظم هذه المحلات التجارية، تقوم بعرض معلقات اشهارية غاية في الإسفاف ‏والبذاءة، بشكل لا يراعي قيما ولا يحترم العائلات، بحيث تعترضك أينما وليت وجهك بهذه الفضاءات، صور لنساء شبه ‏عاريات، في تحد واضح للناس، بشكل ينم عن وقاحة من نوع رفيع لدى مصممي تلك المعلقات الاشهارية.‏


ويجمع هذه المحلات، العديد من الجوانب:‏
‏- تمثيلها لعلامات تجارية غربية، حيث تقوم هذه المحلات على أساس تمثيل العلامة التجارية الغربية، سواء كانت محلات ‏تجارية أو أماكن ترفيه.‏
‏- تطرح هذه المحلات نفسها على أنها موزعة أفكار وقيم وأنماط سلوكية جديدة على التونسيين، بالإضافة لما تبيعه من ‏خدمات وسلع استهلاكية.‏
‏- تعمل هذه المحلات على جعل مهمتها في التبشير بالقيم وبأنماط السلوكيات التي تروج لها، من ضمن اولوياتها، وتعمل ‏كل ما في جهدها للترغيب بذلك، بشكل لا يقل عن مجهوداتها في بيع السلعة والمنتوج الاستهلاكي.‏
‏- تعمل هذه المحلات على إظهار مجهوداتها المبذولة في عرض وإغراء الناس بنمط القيم التي تطرحها، على انه شيء ‏عادي يدخل في باب الأعمال الدعائية والتسويقية.‏
‏- ما يجعل هذه المحلات واقعة تحت طائلة الشبهة والتساؤل المشروع، هو تركيزها في الدعوة على أنماط سلوكية غربية و ‏بالتحديد ذات صبغة دينية مسيحية (احتفالات بابا نوال، احتفالات القديس فالنتين...)، وهي بعملها هذا، تخرج عن الأعمال ‏التسويقية التجارية التي يتطلبها العمل التجاري المحترف، لان العمل التسويقي التجاري البحت لا يجعل من مهمته التبشير ‏والدعوة لقيم جديدة داخل مجتمع ما، بل بالعكس، تكون من مهمته أن يراعي أعراف المستهلكين، لا أن يصدمها بما يخالف ‏تقاليدهم.‏


أين سلطات الإشراف؟‏



لطالما لاحظ التونسي عمليات الاختراق الثقافي و الفكري لبلادنا وما أكثرها، وسهولة انتشارها بالفضاءات العمومية، ‏وعملها على تصوير العري والفساد الأخلاقي على انه شيء عادي، و زرع الانحرافات بين المواطنين وخاصة الشباب، ‏بدون أدنى تدخل من سلطات الإشراف لمنع الأمر، أو على الأقل لمسائلة القائمين على مثل هذه المحلات، وطلب ‏استفسارات منهم حول أنشطتهم حين المناسبات المسيحية، كما لعله طرح العديد من الأسئلة يمكن أن نجملها كالتالي:‏

‏- على مستوى ردود المنظمات الأهلية أو ما يسمى منظمات المجتمع المدني: يؤشر غياب ردود لمثل هذه المنظمات على ‏عمليات الاختراق الثقافي لبلادنا، على انبتاتها وغربتها عن قضايا هوية البلاد، ولعل اغلب هذه المنظمات أن يكون ذا ‏توجهات علمانية لا يرى بأسا في مثل هذه الاختراقات، لأنه أصلا بعمل على إلحاق المجتمع التونسي بالغرب، ومثل هذه ‏الاختراقات تصب بالتالي في مصلحته.‏
‏- على مستوى غياب الردود الرسمية، فهناك إحدى احتمالين، أما أن المسئولين، يأخذون الأمر على حسن نية، وهذا يعني ‏أنهم على تقصير كبير بمتطلبات مناصبهم وما يفترض منهم من أن يكونوا واعين بأساليب اختراق المجتمعات، وإما أنهم ‏يعرفون أن ما يقع هو فعلا نوع من الاختراق الثقافي لمجتمعنا، وهم رغم ذلك يسكتون عنه.‏
‏- هل تخضع مثل هذه المحلات التجارية الممثلة لعلامات تجارية أجنبية للقوانين التونسية بصفة كاملة، أم أنها تستثنى من ‏بعض الجوانب، وإذا كان هناك استثناء، هل يسمح ذلك الاستثناء لمثل هذه الفضاءات أن تقوم بعملات تبشير للدين المسيحي ‏ببلادنا، او بالعمل على نشر الفساد الأخلاقي في فضاءات عمومية ملك لكل التونسيين.‏


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، فساد، غزو فكري، تغريب، شباب، انحرافات، الغرب،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 21-02-2008  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
مجدى داود، أ.د. مصطفى رجب، المولدي الفرجاني، الناصر الرقيق، ياسين أحمد، أحمد النعيمي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - المنجي الكعبي، حسني إبراهيم عبد العظيم، عمر غازي، حميدة الطيلوش، محمد الياسين، رمضان حينوني، فوزي مسعود ، خالد الجاف ، رضا الدبّابي، علي الكاش، عبد الله زيدان، صالح النعامي ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد عمر غرس الله، د- جابر قميحة، أبو سمية، محمد يحي، د- محمد رحال، د - الضاوي خوالدية، د.محمد فتحي عبد العال، د. عادل محمد عايش الأسطل، الهادي المثلوثي، محمد الطرابلسي، حسن الطرابلسي، كريم فارق، د - محمد بنيعيش، عراق المطيري، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. أحمد بشير، عبد الرزاق قيراط ، خبَّاب بن مروان الحمد، سيد السباعي، صلاح المختار، مصطفي زهران، سفيان عبد الكافي، فتحـي قاره بيبـان، منجي باكير، ضحى عبد الرحمن، رشيد السيد أحمد، سعود السبعاني، أحمد الحباسي، إياد محمود حسين ، د- محمود علي عريقات، د - شاكر الحوكي ، محمد شمام ، فتحي العابد، فهمي شراب، فتحي الزغل، محمد أحمد عزوز، د. أحمد محمد سليمان، عزيز العرباوي، الهيثم زعفان، صفاء العربي، د. صلاح عودة الله ، أشرف إبراهيم حجاج، سامح لطف الله، نادية سعد، د. مصطفى يوسف اللداوي، رافع القارصي، طلال قسومي، صلاح الحريري، صباح الموسوي ، عبد الله الفقير، محمد العيادي، عواطف منصور، سامر أبو رمان ، د - عادل رضا، يحيي البوليني، مراد قميزة، إسراء أبو رمان، رافد العزاوي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد الغني مزوز، صفاء العراقي، إيمى الأشقر، د. خالد الطراولي ، أحمد بوادي، يزيد بن الحسين، محمود فاروق سيد شعبان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، تونسي، سليمان أحمد أبو ستة، علي عبد العال، د - صالح المازقي، محمود سلطان، كريم السليتي، د. طارق عبد الحليم، مصطفى منيغ، سلوى المغربي، سلام الشماع، د - مصطفى فهمي، جاسم الرصيف، وائل بنجدو، أنس الشابي، أحمد ملحم، محرر "بوابتي"، محمود طرشوبي، حاتم الصولي، ماهر عدنان قنديل، حسن عثمان، د. عبد الآله المالكي، العادل السمعلي، د - محمد بن موسى الشريف ، عمار غيلوفي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د- هاني ابوالفتوح،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء