البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات محرر بوابتي

المعلقات الإشهارية بتونس، هل تعمل على زرع الانحراف لدى الشباب؟

كاتب المقال بوابتي   
 المشاهدات: 13408


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لا شك أن كل من يقطن بالعاصمة التونسية يلاحظ تكاثر العارضات الاشهارية بالفضاءات العمومية التي يفترض تعلق ‏انتباه المارة بها، وهي تكون عادة بمنعطفات الطرق والانهج وجوانب الطرقات والجادات الكبرى بالعاصمة.‏
‏ ‏
وتعرض المحتويات الاشهارية من خلال طرق بدائية كاللصق على الحيطان، أو من خلال وسائل متطورة كالعارضات ‏الكبيرة المساحة، التي تكون مهيأة بإتقان لغرض تركيز اهتمام المارة، بحيث توضع في أماكن مستقلة من الشوارع، ‏وتحتوي على وسائل إضاءة موجهة بعناية، مما يؤشر على تواجد مختصين مهرة وراء مثل تلك الإنجازات.‏

أثار تركيز مثل هاته العارضات الاشهارية في البداية، تساؤلات وامتعاضا لدى البعض من حيث أن الإكثار من ذلك قد ‏يشوه منظر وجمال الفضاءات التي وضعت فيها، أما ما عدى هذه النقطة فلا يعرف أن هناك نقاشا من نوع آخر تناول مثل ‏هذه المساحات الاشهارية، وبالتحديد لم يلاحظ أي نقاش تناول محتويات مثل تلك المساحات الاشهارية، ومثل هذا السكوت ‏يفترض أن الناس متفقون على محتويات تلك المعلقات الاشهارية وما تنقله من رسائل.‏

أي مساحة اشهارية يمكن أن تنقل رسالتين، رسالة مباشرة تخص المنتوج موضوع العملية الاشهارية وهي تكون عادة ‏دعوة للاستهلاك، ولكن هناك رسالة ثانية وهو الجانب المسكوت عنه الذي يقع نقله ضمنيا للمشاهد، وهذا الجانب الخفي ‏يتسرب للمشاهد من خلال عمليات لا إرادية.‏

لنأخذ كمثل، إحدى المعلقات الاشهارية المعروضة هذه المدة والتي تعود لشركة تونسية كبيرة مختصة بالاتصالات، يظهر ‏فيها، شاب أو شابة (حسب المعلقة) يبعث بعبارات لمن يفترض أنها (انه) عشيقته، كما يظهر كمّ كبير من الألفاظ السوقية ‏المستعملة في عملية المراسلة من خلال الطرفين، وهي ألفاظ يقرأها كل الناس صغيرهم وكبيرهم.‏
‏ مثل هذه المعلقة لو تأملنا فيها، سنستنتج التالي:‏
‏- تحمل دعوة صريحة للشباب لإقامة العلاقات العاطفية السرية، وإبراز أن مثل هذه العلاقات في حالة وجودها شيء ‏طبيعي، وهو ما يعني أن المعلقة الاشهارية تعمل على التطبيع مع الانحرافات الشبابية.‏
‏- تعمل هذه المعلقات الاشهارية على تعليم الشباب أساليب المغازلات ومحتوياتها لمن لم يعرف بعد ذلك، وهذه المعلقة إذن ‏تنتج الفساد وتعلمه للجاهلين به، وتعطيهم دروسا مجانية فيه.‏
‏- تعمل مثل هذه المعلقة الاشهارية على الترويج لنمط معين من الشباب، وهم اولئك المنحرفين والفارغين وهم أمثلة سوء ‏عموما، وكأنها تقول للناس، لمثل هذا فليعمل الشباب، ومن لا يعمل كهؤلاء، فهو سيكون شابا غير عادي.‏
‏- تعمل مثل هذه المعلقات كوسيلة هدم لمجهودات الأولياء ممن يريد أن ينشا أبنائه تنشأة جادة و سليمة، حيث ما إن يخرج ‏الطفل أو الشاب للشارع، حتى يعترضه هذا الكم الهائل من" التلوث البصري" المتواجد بالمعلقات الاشهارية، وهو ما يعمل ‏على تعطيل مجهودات الأسرة في تنشئة الأبناء، والذي قد يدفع البعض للقول بعبثية عملية التربية أصلا، والتسليم بالواقع ‏وعدم الالتفات لتربية الأبناء.‏

من هنا من حق المواطن التونسي أن يطرح أسئلة عديدة حول هذه الظاهرة التي تفتك بكل الأسر التونسية:‏
‏- أليس من حق المواطن أن يجد المساحات العمومية خالية مما من شانه أن يدمر مجهوداته في تربية أبنائه؟
‏- أليس هناك جهات حكومية مسئولة، من دورها مراقبة ما ينشر بمثل هذه المساحات الاشهارية؟‏
‏- هل يقع تصميم مثل هذه المساحات الاشهارية بتونس، أم يقع استيرادها من الخارج حيث يقع تصميمها من طرف ‏الشركات الأم لفروعها بتونس؟‏
‏- إذا كانت هذه المساحات الاشهارية تصمم بتونس، ألا يكون من الواجب تلقي القائمين على مثل هذه الأعمال، دروسا ‏توعوية في وجوب مراعاة الجانب الأخلاقي والديني في ما يقومون به، لأنه لا يعقل أن يترك الأمر لما يحلو للمصمم فعله، ‏ولا معنى لحرية إذا كانت ستعمل على تدمير الآخرين، وتشوش مجهوداتهم في تربية أبنائهم.‏
‏- إذا كانت دروس الاتصال التي تعطى للطلبة المختصين في علوم التسويق بجامعاتنا، تراعي فقط جوانب كيفية جلب ‏اهتمام الناس وشد رغباتهم بقطع النظر عن أي خلفية فكرية أو عقدية، أوليس الوقت قد حان لإعادة النظر في هذه المناهج ‏الدراسية ومحتوياتها، بحيث يقع التدريس في جامعاتنا علوما للاتصال نابعة من قيمنا وتخدم مجتمعاتنا، ويغض الطرف عما ‏سوى ذلك؟


 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 09-02-2008  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
الردود على المقال أعلاه مرتبة نزولا حسب ظهورها  articles d'actualités en tunisie et au monde
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
 

  13-02-2008 / 11:27:59   passager


et tu sais pourquoi ce contre sens existe en tunisie, par ce que des gens déracinés qui refusent l'islam, président aux destinés de ces productions médiatiques, que ce soientt les panneaux publicitaires ou les productions des films et radiophoniques.

  13-02-2008 / 09:24:25   emira


tout à fait d'accord avec l'auteur de l'article, il parait que la productivité en tunisie, dans toutes ses formes [...], doit porter le cachet du contre-sens et de la dérivation de la morale et de la religion. Rabbi yehdi wakahaw
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد اسعد بيوض التميمي، علي عبد العال، علي الكاش، ضحى عبد الرحمن، إسراء أبو رمان، مصطفى منيغ، سيد السباعي، سليمان أحمد أبو ستة، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. عبد الآله المالكي، حسن عثمان، د - صالح المازقي، خالد الجاف ، رمضان حينوني، د - محمد بن موسى الشريف ، عمر غازي، فهمي شراب، عبد الغني مزوز، الناصر الرقيق، د - عادل رضا، جاسم الرصيف، طلال قسومي، محمود طرشوبي، أحمد الحباسي، كريم السليتي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عراق المطيري، د - محمد بنيعيش، محمد شمام ، إيمى الأشقر، صباح الموسوي ، محمد العيادي، أحمد ملحم، محمود فاروق سيد شعبان، نادية سعد، المولدي الفرجاني، صلاح المختار، منجي باكير، فتحـي قاره بيبـان، عمار غيلوفي، د- محمد رحال، سامح لطف الله، د - المنجي الكعبي، صفاء العربي، فوزي مسعود ، حاتم الصولي، د - مصطفى فهمي، ماهر عدنان قنديل، صفاء العراقي، رافع القارصي، رافد العزاوي، أحمد بوادي، محمود سلطان، كريم فارق، محمد الطرابلسي، د. صلاح عودة الله ، فتحي العابد، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عواطف منصور، د- محمود علي عريقات، خبَّاب بن مروان الحمد، د. أحمد محمد سليمان، العادل السمعلي، عبد الله الفقير، سفيان عبد الكافي، حسن الطرابلسي، د. طارق عبد الحليم، الهيثم زعفان، عبد الرزاق قيراط ، سلوى المغربي، د.محمد فتحي عبد العال، محرر "بوابتي"، رضا الدبّابي، يحيي البوليني، محمد عمر غرس الله، أحمد النعيمي، رحاب اسعد بيوض التميمي، وائل بنجدو، حميدة الطيلوش، الهادي المثلوثي، سعود السبعاني، د. مصطفى يوسف اللداوي، مصطفي زهران، د - الضاوي خوالدية، عزيز العرباوي، مجدى داود، سامر أبو رمان ، أ.د. مصطفى رجب، أبو سمية، يزيد بن الحسين، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد الياسين، سلام الشماع، محمد يحي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، رشيد السيد أحمد، د. أحمد بشير، مراد قميزة، د- جابر قميحة، عبد الله زيدان، د. خالد الطراولي ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صلاح الحريري، أشرف إبراهيم حجاج، ياسين أحمد، فتحي الزغل، د - شاكر الحوكي ، د- هاني ابوالفتوح، تونسي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، إياد محمود حسين ، صالح النعامي ، أنس الشابي، محمد أحمد عزوز،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء