فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6547
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يبدئ البعض ويعيد ويعدون العدة لما يقولون انه احتفال بوصول شعرة النبي عليه الصلاة والسلام لتونس، وتحركت آلة إعلامية تبدو كبيرة لإطلاق مايشبه طقوس احتفال بهذه الذكرى الفريدة كما يريد القائمون على الموضوع تصويرها.
أولا ما يدريكم أن الشعرة المزعومة ترجع نسبتها للنبي صلى الله عليه وسلم فعلا.
ثم وهذا الأهم، لتكن هي فعلا شعرته بل ليكن حذائه وردائه وغطاء رأسه بل وكل شعره قد وصل لتونس، طيب وماذا يهم المسلم من شعر النبي ولباسه، ولماذا يدعى المسلم للفرح بلباس النبي وبشعره.
متى كان المسلم يعبد النبي كجسد ويقدسه، فضلا أن يدعى المسلمون للفرح بشعر النبي. فضلا على أن يكون التقديس لشعرة من رأسه؟
السنا معشر المسلمين نعتبر النبي مرسلا وقدوة في أفعاله فقط، مادون ذلك فلسنا مدعوين لاتخاذها مناط وأداة تقرب؟
أليس إسلامنا ينهانا عن تقديس الأشخاص كائن من كان؟
أليس ديننا يزجرنا عن إتباع اليهود كيف كانوا يقدسون أحبارهم ويتخذونهم أربابا من دون الله؟
أليس الرسول الكريم ذاته كان يقول انه ابن امرأة كانت تأكل القديد في معرض تهوين أمره على الناس، ونهاهم عن إطرائه كما تطري النصارى ابن مريم؟
من أين إذن هذا التقديس المسرف في القذاعة حد إعلان البهجة بوصول شعرة لتونس؟
هذا يسمى صنمية وهو الأمر –للمفارقة- الذي دعا الإسلام لمحاربته، وهو الأمر الذي كان كل الأنبياء عليهم السلام يعملون على إقتلاعه بضراوة؟
إنها ثقافة الانحطاط التي لانتشر إلا لدى ضحايا ثقافة الصنمية الذهنية، ولذلك فلا عجب أن تتفشى دعوات الاحتفال هذه لدى متديني القطيع، أي أولئك الذين نما تدينهم تأثرا بالرأي العام وتوجهات المتحكمين فيه، الذي هو ذاته نتاج لاعتبارات ثقافية وسياسية، أي انه تدين متحكم فيه من خلال القائمين على الواقع.
وإن أردنا الدقة، هو تدين يوجهه القائمون على تشكيل الأذهان، وهؤلاء قد يكونون أدوات تثقيف أو تعليم ببعض الانظمة من تلك التي تزعم الشرعية الدينية كالمغرب والأردن وكيان ال سعود، وقد يكونون شيوخا يتربعون على وسائل إعلام، وقد يكونون شيوخا زعماء أحزاب تزعم العمل للإسلام، ولذلك فإنك تلاحظ استشراء الامعية القرينة بالسلبية لدى عموم الأتباع من أبناء الصف الإسلامي، لترسخ تدين القطيع والسلبية لديهم وغياب الإيجابية وتدين النهي عن المنكر والأمر بالمعرف الذي هو المضاد المطلق لمنطق الصنمية، حيث أن النهي عن المنكر والأمر بالمعروف هو فعل واثبات لوجود الذات امام كل الكيانات مهما كانت قيمتها الاجتماعية والسياسية والدينية والعلمية.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: