البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات محرر بوابتي

عصابات محاربي الهوية لا زالت تحكم تونس
تعيين إقبال الغربي على رأس إذاعة الزيتونة

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 15038


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


رغم أن الثورة التونسية أطاحت بمجمل هياكل النظام البائد، فإن المنظومة الفكرية والثقافية التي بناها بن علي بالتحالف مع شراذم المنبتين فكريا دعاة الإلحاق الثقافي، استعصت على الانهيار وواصلت بقائها بعد الثورة متحدية كل التونسيين، ولعل المستوى الثقافي والفكري لمنظومة بن علي هو المستوى الوحيد تقريبا الذي لم يكد يلمسه أي تغيير.

ومن المفارقات أن أصحاب هذه الوجوه الكالحة الذين طالما تواطوؤوا مع بن علي وساهموا في تكريس تسلطه على التونسيين، وبنوا الشرعية الثقافية والفكرية لنظامه من خلال تحريفهم للإسلام والتلاعب به لتمرير عمليات الاقتلاع المنهجي التي كان ينفذها النظام البائد ضد الهوية العربية الإسلامية، هؤلاء أصبحوا بعد الثورة رموزا تتصارع وسائل الإعلام لاستضافتهم، لكي يتحدثوا ويفتوا في كل شيء، بل ويعلى من شأنهم فيكلفون بالمناصب الهامة بعد الثورة، رغم أنهم مجرمون في حق التونسيين وفي حق الهوية من لغة ودين، كان يفترض أن يقع الحجز عليهم بعيد الثورة ويحالوا للمحاكمات مثلما وقع مع عبدالله قلال وعبد الوهاب بن عبد الله، لان هؤلاء أجرموا في حق هوية البلاد التي تلاعبوا بها، وهو جرم اكبر من سرقة المال أو الفساد السياسي التي سجن من اجلها مساعدو بن علي السياسيون.

وآخر عمليات الالتفاف على الثورة هو تعيين الدكتورة إقبال الغربي على رأس إذاعة القرآن الكريم إذاعة الزيتونة، وهو أمر يمثل بكل المقاييس إهانة للتونسيين، ودليل على أن جند بن علي من الجرأة بحيث يتصرفون بكامل الحرية حد السخرية من التونسيين، آمنين ردود فعلهم، وهي مرحلة تمثل أعلى درجات الإحساس بالقوة والمنعة.

إقبال الغربي إحدى الرموز الفكرية لليسار الانتهازي، وهي الجماعة التي تولى كبرها عبد المجيد الشرفي بقسم الحضارة بكلية منوبة، حيث برزت العديد من الوجوه التي استغلت عقود القحط العقدي وحالة عداء النظام لهوية البلاد، لتعيث فسادا في المنظومة الجامعية، ساخرة من هوية البلاد لغة ودينا بالتشكيك والسخرية، من خلال الرسائل الجامعية المشبوهة، ثم ينطلق أولئك الأتباع فور تخرجهم ليعينوا في المناصب الحساسة ويرتقوا سريعا سلم المناصب ليعبثوا بدورهم بهوية البلاد بما استحفظوا عليه من مسؤوليات.

وإقبال هذه معروفة بانتماءاتها اليسارية حينما كانت طالبة وبالتحديد انتمائها لفصيل الوطنيين الديمقراطيين (الوطد)، وهي مقربة من وزير الشؤون الدينية الحالي الذي بدوره لا يعرف كيف عين مسئولا على أمور الدين. ومكنها اللوبي اليساري الانتهازي من خلال تحالفه مع النظام البائد، من شهادة التأهيل في العلوم الإسلامية –لأنها أساسا ليست ذات اختصاص بأمور الإسلام فهي مختصة في علم النفس-، ثم سرعان ما أسندت إليها مسؤوليات صلب جامعة الزيتونة، ومن هناك انطلقت في مهمتها الدعائية ضمن فريق النظام البائد في خطة تجفيف المنابع أي ضرب الهوية، من خلال أساليب التشويه للإسلام تارة والتحريف أخرى، فهي معروفة بدعواتها للتحرر الجنسي، وتسخر من الحجاب الشرعي وتعتبره دليلا على الكبت الجنسي، وترى أن الحدود الشرعية لا إنسانية (1).

إقبال هذه، يريد جند بن علي الذين لازالوا حاكمين بأمرهم في تونس بعد الثورة، أن تتولى أمر إذاعة القران الكريم، التي يبدو أنها أقضت مضاجعهم، وهو الشيء الذي لم يتجرأ بن علي ذاته على فعله.

عدم تتبع عصابات الإلحاق الثقافي، يشعرهم بالقوة


يجب القول أن عملية التعيين الجريئة هذه، ومن قبلها فرض أفلام فرنسية مشبوهة على المنظومة التعليمية، تمثل كلها عينات على سطوة هؤلاء، ولكنها أكثر من ذلك تؤشر على عجز التونسيين عن الانتباه لخطورة عصابات الفساد الثقافي التي كانت تمثل ذراع بن علي.

التونسيون انتبهوا للفساد المالي والفساد السياسي والفساد القضائي والفساد الأمني، ولكنهم لم يعطوا اهتماما للفساد الثقافي، وهو أمر خطير.

لماذا لم تكوّن لجان تحقيق في أمر بعض الشهادات الجامعية المشبوهة التي أسندت بكلية الحضارة بمنوبة، من حيث مواضيع تلك الشهادات التي تدور كلها في التشكيك في الهوية عموما، ثم في الضعف العلمي لبعض تلك الرسائل.

لماذا لا تكوّن لجان تحقيق في سبب تحول وزارة الثقافة لممول لأفلام تحارب هوية البلاد، وكيف غضت هذه الوزارة الطرف عن تحول دور الثقافة لبؤر لبعض الأطراف وأصحابهم دون غيرهم من الناس، يعرضون فيها إنتاجات هزيلة تتمحور جلها في التشكيك في هوية البلاد من لغة ودين.

لماذا لا تكوّن لجان تحقيق حول غض الطرف عن تلقي المنتجين التونسيين للتمويلات الأجنبية في أعمالهم الثقافية من أفلام وغيرها، وارتباطاتهم بالسفارات الأجنبية، وتحول كل ذلك لعمليات إلحاق ثقافي بفرنسا.

لماذا لا يفتح تحقيق حول موافقة وزارة التعليم، على تدريس بعض المدارس والمعاهد التونسية للبرامج الفرنسية ، بل وفرضها تلك البرامج على من يرفض تلقيها من التلاميذ التونسيين، وهو ما يمثل عملية إلحاق ذهني للنشئ التونسيين بفرنسا، في أبهى مظاهرها.

لماذا لا يفتح تحقيق حول سبب إنشاء إذاعات عمومية ناطقة بالفرنسية وموجهة للتونسيين، بحيث يستعمل المال العمومي لتكريس التبعية الثقافية لفرنسا تحديدا، وهو أمر لا يكاد يوجد إلا في تونس، إذ تستعمل الإذاعات المحلية الناطقة بلغة أجنبية عادة لتمرير الثقافة المحلية وتكون موجهة للأخر، وليس كما يقع لدينا تستعمل تلك الإذاعة الموجهة للتونسيين لتكريس الثقافة واللغة الفرنسية على حساب لغتنا وثقافتنا.

لماذا لا يفتح تحقيق حول أسباب السماح بضرب اللغة العربية بوسائل الإعلام المحلية وخاصة منها المرئية والمسموعة، بحيث يسمح باستعمال اللغة الفرنسية والدارجة عوض العربية.

ولان أي من هذه المسائل الثقافية الهامة لم تتناول بالبحث من طرف التونسيين، فان عصابات الإلحاق الثقافي بقيت طليقة واستشعرت القوة، ولذلك فهي تتحرك كما تشاء وتفعل ماتريد.

---------------
هذه بعض مواقف إقبال الغربي
مقابلة مع إقبال الغربي: قراءة نسوية للشريعة
الحجاب في زمن العولمة: عودة المكبوت
ما هي أسباب كراهية العرب للمرأة؟
le voile dit islamique par Ikbal El Gharbi


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، النخب الفكرية، النخب المثقة، تغريب، تبعية، إقبال الغربي، إذاعة الزيتونة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 8-09-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
الردود على المقال أعلاه مرتبة نزولا حسب ظهورها  articles d'actualités en tunisie et au monde
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
 

  8-02-2012 / 12:40:36   مبروك


ي إقبال الناس رفذينك اش لزك للكره صايب أليك وشد دارك مرخسك
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عمر غازي، صالح النعامي ، سامر أبو رمان ، مراد قميزة، عواطف منصور، إياد محمود حسين ، سفيان عبد الكافي، سيد السباعي، أنس الشابي، ضحى عبد الرحمن، د. عادل محمد عايش الأسطل، نادية سعد، د - الضاوي خوالدية، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمود سلطان، فهمي شراب، سامح لطف الله، خبَّاب بن مروان الحمد، د - المنجي الكعبي، أحمد بوادي، د. عبد الآله المالكي، حسن الطرابلسي، خالد الجاف ، د- هاني ابوالفتوح، مصطفي زهران، كريم فارق، د. طارق عبد الحليم، أحمد ملحم، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د.محمد فتحي عبد العال، الناصر الرقيق، د- جابر قميحة، د - مصطفى فهمي، أ.د. مصطفى رجب، أحمد بن عبد المحسن العساف ، الهادي المثلوثي، فتحي العابد، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - صالح المازقي، محمد أحمد عزوز، أحمد الحباسي، علي الكاش، حميدة الطيلوش، رمضان حينوني، فتحي الزغل، عبد الله الفقير، إسراء أبو رمان، كريم السليتي، عزيز العرباوي، حسني إبراهيم عبد العظيم، عبد الله زيدان، رافع القارصي، صفاء العربي، رضا الدبّابي، سلام الشماع، منجي باكير، عمار غيلوفي، ماهر عدنان قنديل، محمود طرشوبي، حاتم الصولي، محمد العيادي، أبو سمية، عبد الرزاق قيراط ، رافد العزاوي، أشرف إبراهيم حجاج، د - شاكر الحوكي ، د - عادل رضا، عبد الغني مزوز، حسن عثمان، محمد عمر غرس الله، د. خالد الطراولي ، العادل السمعلي، د. أحمد محمد سليمان، سعود السبعاني، سليمان أحمد أبو ستة، صلاح المختار، رشيد السيد أحمد، أحمد النعيمي، فوزي مسعود ، د- محمد رحال، إيمى الأشقر، طلال قسومي، عراق المطيري، محمود فاروق سيد شعبان، محمد اسعد بيوض التميمي، محرر "بوابتي"، يحيي البوليني، فتحـي قاره بيبـان، صفاء العراقي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، وائل بنجدو، د- محمود علي عريقات، محمد الطرابلسي، سلوى المغربي، محمد يحي، علي عبد العال، مجدى داود، جاسم الرصيف، د - محمد بن موسى الشريف ، د. صلاح عودة الله ، صباح الموسوي ، الهيثم زعفان، د - محمد بنيعيش، ياسين أحمد، محمد الياسين، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، المولدي الفرجاني، محمد شمام ، مصطفى منيغ، صلاح الحريري، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. أحمد بشير، يزيد بن الحسين، تونسي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء