البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات محرر بوابتي

أيتام اليسار بتونس، يفزعون لزيارة القرضاوي لبلادنا

كاتب المقال بوابتي   
 المشاهدات: 15366


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


كانت الزيارة التي قام بها الشيخ يوسف القرضاوي لتونس مؤخرا، مناسبة لكي يقع التأكد مرة أخرى من درجة الإنبتات والشذوذ الفكري لدى بعض الأطراف اليسارية ببلادنا، والتي أسرفت في رفضها للزيارة بشكل غريب، بحيث يعتقد الواحد لكأنّ الأمر يتعلق باحتجاجات ضد زيارة شارون لتونس، وهي احتجاجات تماثل ما قام به متطرفو اليهود ضد زيارة القرضاوي لبريطانيا التي جرت من قبل.

فهؤلاء المحتجون على مجيء القرضاوي لبلادنا، يرون أن زيارة هذا الأخير لتونس، تمثل خطرا يمكن أن "يهدد مكاسبنا ومن شانها ان تجر البلاد الى الوراء"، كما عبر هؤلاء عن "امتعاضهم الشديد من سياسة تكرم وتحتفي برمز من رموز الفكر السلفي المتزمت عرف بتهجماته على بلادنا وبالخصوص على المكاسب التي تحققت لنساء تونس"، وذلك حسبما جاء في برقية لوكالة الأنباء الفرنسية (أ.ف.ب) بتاريخ 12/03/2009.

ومضى بعض متطرفي اليسار، زاعما ان تونس دولة علمانية، حيث قال احدهم بمداخلة على موقع "فيس بوك": " إن تونس دولة علمانية تفصل بين المعتقدات الدينية الخاصة بالأفراد – وكل فرد حر فيما يعتقده - وبين النظام الذي تسير عليه الدولة والذي يجب أن يكون متحررا من أي سلطة دينية ".


دلالات الفزع العلماني من زيارة القرضاوي لتونس:



إن موقف من سمتهم بعض وسائل الإعلام "النخب العلمانية"، من الزيارة، حمل دلالات عديدة، بحيث يمكن قراءة بعضها كالتالي:

- تمثل حدة ردود النخب اليسارية بتونس على زيارة القرضاوي، انعكاسا للإحساس بالخوف حد الفزع، من مسار تبدل الواقع بتونس رغم مكر الليل والنهار، وتحوله نحو وجهة الحق بعد الضلال، وجهة الأوبة بعد رحلة التيه طيلة نصف قرن من الانبتات والاقتلاع التي اخضع لها التونسيون قهرا.

- تعكس هذه الردود الإحساس بالهشاشة والضعف مقابل التيار المتضخم المتقدم بتونس، تيار الصحوة الإسلامية التي تمضي رغم عوامل الإعاقة التي نظّرت لها ورعتها وساهمت فيها بكل نشاط الأطراف اليسارية، ومنهم بالطبع المعربون عن الامتعاض من زيارة القرضاوي

- تعكس هذه الردود المتوترة، اعترافا بفشل المشروع التغريبي في إغراء التونسيين عموما، رغم ما تعرض له هؤلاء من عمليات إخضاع فكري رهيبة طيلة نصف قرن، استعملت فيها كل وسائل غسيل المخ، من تعليم (انطلاقا من رياض الأطفال وصولا للجامعات) ووسائل تثقيف جماهيرية (المهرجانات وصولا حتى المعلقات الاشهارية بالفضاءات العمومية) ووسائل اعلام وغيرها، اذ ما ان يترك التونسي لشأنه حتى يرجع لدينه سريعا، رافضا الزيف الذي طالما قدم له على انه مكتسبات حضارية تفخر بها تونس والمتمثلة بجملة عمليات الإلحاق بالغرب (ما يسمى حقوق المرأة ومجمل النموذج المجتمعي عموما المروج له منذ الاستقلال).

- تؤشر طبيعة هذه الردود المتشنجة، على ضعف التواجد الذي تمثله هذه النخب اليسارية المتغربة، وحقيقة كونها نخب منعزلة عن واقع التونسيين، كما تؤشر على أن هؤلاء لا يمثلون وعي التونسيين ولا يعنيهم أمر اهتماماتهم، وإنما يتحركون من هاجس تمرير و فرض أرائهم المستوردة، على الناس، بقطع النظر عما يريده التونسي.



أما آن لرموز التغريب الكالحة، أن تتوارى



لعل من حق التونسي أن يتساءل عن أحقية أن يتحدث البعض نيابة عنه، مطالبا بمنع زيارة أحدهم ممن ثبتت خدمته للإسلام، كما من حق التونسي أن يتساءل عن شرعية المطالبة بالمحافظة على طبيعة تونس العلمانية كما زعم بعض هؤلاء.

- منذ متى كانت تونس دولة علمانية، حتى يقع المطالبة بالمحافظة على العلمانية فيها، فتونس رغم عمليات الإلحاق بالغرب التي تعرضت لها منذ الاستقلال، فان عروقها الممتدة في تاريخ الإسلام بهذه الربوع، كانت مانعا لان يقع التسليم بمحاولات تدميرها المنهجي التي تولى كبرها و أشرف عليها مشبوهون من طينة الفزعين من زيارة القرضاوي، فضلا على أن الدستور التونسي كان ولازال ينص على أن تونس دولة مسلمة.

- إذا كان هؤلاء اليساريون، ورغم إنبتاتهم، امتلكوا الجرأة حد محاولة تغيير طبيعة تونس، بزعم أنها دولة علمانية، فإن على التونسي ان يمتلك الجرأة ويطالب بقلع هؤلاء من محيطه، أو على الأقل بأن يتواروا طواعية من هذا الواقع ويمضوا بدل ذلك لكهوف التاريخ.

- لقد جرب التونسي المشاريع الفكرية لهؤلاء التغريبيين طيلة نصف القرن الفائت، ولم يجن منها إلا الخراب، وتفتت المجتمع وانحلاله وتزايد مؤشرات الانحدار، ولم تجن المرأة التونسية إلا التعاسة وتزايد العنوسة وتفكك الأسرة، وليس للتونسي متسع لأن يبقى نهبا لهؤلاء ومسرحا لتجاربهم، يستعرضون فيه مشاريعهم، فيجنون منها شكر المنظمات الغربية وجوائزها، في حين لا يجن التونسي إلا الكبوات والتأزم النفسي والتفكك الأسري وانحلال المجتمع.

- لعل من حق التونسي أن يطالب من حملة مشعل الإلحاق بالغرب ببلادنا، بأن يكفوا عن ترديد المقولات الجاهزة، وان يعاملوه بالحد الأدنى من الاحترام نحوه، من ذلك انه عليهم أن يبرهنوا على صحة الافتراضات التي ينطلقون منها حين يصفون بعض واقعنا، فالتونسيون مثلا ليسوا متفقين على أن وضع المرأة ببلادنا مقبول، فضلا على أن يكون متميزا ورائدا كما يزعمون، فضلا على ان تقع المطالبة بالمحافظة عليه، فما يعرفه جل التونسيين هو أن المرأة وقع استعمالها كأداة لاستدرار شكر الأطراف الأجنبية ولتمرير المشروع الغربي ببلادنا، ولكن التونسية لم تكن دائما المستفيدة من التشريعات التي أقرت ظاهرا لمصلحتها.

- ومنذ متى كانت للمرأة مصلحة في خراب بيتها، ومنذ متى كانت للمرأة مصلحة حين يقع إبعادها عن دينها، ومنذ متى كانت للمرأة مصلحة حين يقع تشجيعها على الانحلال و يؤخذ بيدها للتمرد على زوجها وأبيها وأمها. ولعل واقع التفكك الأسري ببلادنا وتنامي ظاهرة تمرد الأبناء على آبائهم وتمدد ظاهرة العنوسة واتساع واقع الانحلال الأخلاقي بالمجتمع عموما، واتجاه المجتمع التونسي نحو التناقص العددي، دلائل تؤكد فشل مشروع هؤلاء الذين يفزعون لزيارة القرضاوي وأشياعهم.



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، تغريب، القرضاوي، علمانية، تنويريون، ليبيرالية، حقوق المرأة، المرأة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 13-03-2009  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
فتحـي قاره بيبـان، د - المنجي الكعبي، د - مصطفى فهمي، محرر "بوابتي"، د - عادل رضا، فوزي مسعود ، الهيثم زعفان، فتحي الزغل، أشرف إبراهيم حجاج، علي الكاش، أحمد بن عبد المحسن العساف ، حميدة الطيلوش، أحمد بوادي، صلاح الحريري، رضا الدبّابي، صباح الموسوي ، أحمد ملحم، سلام الشماع، سامح لطف الله، عمر غازي، رشيد السيد أحمد، د. مصطفى يوسف اللداوي، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد العيادي، د - محمد بن موسى الشريف ، سليمان أحمد أبو ستة، د. كاظم عبد الحسين عباس ، كريم فارق، عبد الغني مزوز، إيمى الأشقر، أحمد الحباسي، عبد الرزاق قيراط ، فهمي شراب، علي عبد العال، د. طارق عبد الحليم، صفاء العراقي، سعود السبعاني، صلاح المختار، د.محمد فتحي عبد العال، ماهر عدنان قنديل، د. عبد الآله المالكي، مجدى داود، حاتم الصولي، فتحي العابد، محمد شمام ، إياد محمود حسين ، عبد الله زيدان، خالد الجاف ، د - صالح المازقي، د. أحمد محمد سليمان، سامر أبو رمان ، سيد السباعي، المولدي الفرجاني، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عزيز العرباوي، د - محمد بنيعيش، محمد الياسين، محمد أحمد عزوز، حسن عثمان، أبو سمية، د - شاكر الحوكي ، ضحى عبد الرحمن، نادية سعد، كريم السليتي، عمار غيلوفي، أنس الشابي، عبد الله الفقير، سفيان عبد الكافي، يحيي البوليني، د. صلاح عودة الله ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، إسراء أبو رمان، منجي باكير، ياسين أحمد، يزيد بن الحسين، محمود فاروق سيد شعبان، الناصر الرقيق، رافد العزاوي، د- محمد رحال، تونسي، د- جابر قميحة، د. أحمد بشير، سلوى المغربي، رافع القارصي، د- هاني ابوالفتوح، محمود سلطان، مصطفي زهران، طلال قسومي، محمد يحي، محمد اسعد بيوض التميمي، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد الطرابلسي، الهادي المثلوثي، أ.د. مصطفى رجب، جاسم الرصيف، محمود طرشوبي، رمضان حينوني، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد عمر غرس الله، خبَّاب بن مروان الحمد، صالح النعامي ، د- محمود علي عريقات، د. خالد الطراولي ، مصطفى منيغ، عواطف منصور، صفاء العربي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - الضاوي خوالدية، مراد قميزة، أحمد النعيمي، وائل بنجدو، العادل السمعلي، عراق المطيري، حسن الطرابلسي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء