تقنية "الفوتوشوب": المواقع العربية تتفوق على نظيرتها بالفرنسية
المحرّر: بوابتي
كانت فعلا مفاجأة لمحرر ركن تقنية المعلومات بموقع بوابتي (كاتب هذه السطور)، ولكنها كانت بالتأكيد مفاجأة سارة، تلك التي اكتشف صدفة من خلالها أن المواقع العربية بدأت تتكاثر في المدة الأخيرة (بالتحديد منذ سنة ونصف تقريبا) بشكل حثيث لتمس مختلف الجوانب المعرفية، فبالإضافة للمواقع العامة والإخبارية والخدماتية والترفيهية، تواجدت كذلك مواقع تختص بحقول تقنية محددة، وما فاجأني أنها من الكثرة في بعض الحقول، بحيث أنها تجاوزت من حيث العدد المواقع المتوفرة بنفس الحقل باللغة الفرنسية، وأنا هنا اقصد بالتحديد مجال تقنية "الفوتوشوب"، وهو البرنامج الشهير لمعالجة الصور، وكما هو معروف للمعنيين، فهذا البرنامج من الشمولية والقوة، بحيث تخصص له دورات تكوينية، وتوجد العديد من المواقع (لعلها آلاف المواقع) للحديث عنه وعن خاصياته.
بدأت القصة حينما أردت في إطار تحضيري لإحدى الدورات التكوينية التي أقدمها في برنامج الفوتوشوب، لكي أختار بعض الأمثلة من الإنترنت أقدمها للمشاركين في هذه الدورة، وتعودت من قبل أني أنظر في بعض المواقع لاستلهام آخر الجديد من الأمثلة المعروضة لتناولها في الدروس التي أقدمها، وأردت هذه المرة أن أتجاوز ما عندي من معطيات قديمة تخص النسخة 6 و7 من فوتوشوب، وأنظر ما لجديد من دروس خاصة بالنسبة للنسخ CS من فوتوشوب، وهالني ما وجدت.
بحثت عن دروس (tutoriaux) في الموضوع، وابتدأت -كعادتنا نحن التونسيين- بالبحث في المواقع باللغة الفرنسية، فلم أجد شيئا هاما يذكر، ولكني وجدت العديد من المواقع باللغة الانقليزية، وبما أن الناس يجدون صعوبة في تفهم الانقليزية، قلت لأنظر لعلي أجد شيئا بالعربية في موضوع الفوتوشوب، وفعلا، وجدت عشرات المواقع العربية التي تتناول "الفوتوشوب" بالتفصيل، والعديد من المواقع منها تقدم دروسا وشروحات حوله.
ورغم أني لم أقم بعملية إحصائية علمية يمكن الاعتماد عليها، لكني أؤكد اني قضيت ساعات كاملة وأنا أقوم بالبحث الدقيق في هذا الموضوع، ومن خلالها يمكنني تأكيد أن المواقع باللغة العربية التي تقدم شروحات ودروسا حول الفوتوشوب، تتجاوزمن حيث العدد تلك التي مقدمة باللغة الفرنسية، ولا يعني هذا بالضرورة عدد المواقع التي تتحدث في الجملة عن الفوتوشوب، وإنما اعني المنتديات والمواقع العملية التي تقدم أجوبة عن التساؤلات و التي يقدم أعضائها دروسا.
و هذا التكاثر للمواقع العربية المعنية بفرع خاص من تقنية المعلومات، يؤشر على تغير معطيات عديدة منها أن الجيل الجديد من العرب يسعى ان يقبل على التقنيات الجديدة ويحولها للغته العربية لا ان تترك بلغة أجنبية، وهو الشيء الذي يمكن فهمه من الإحصائيات الأخيرة التي أظهرت ان اللغة العربية تقدمت خلال السنة الفارطة، بحيث أصبحت اللغة الثامنة، ولم يعد يفصلها الكثير عن اللغة الفرنسية.
ولكن ماحدّ من فرحتي، هو أن التونسيين لا يشتركون في هذا المجهود الساعي لتكريس اللغة العربية وتطويرها، والتونسيون بالتالي لم يساهموا بجهد يذكر في تطوير لغتهم، بل بالعكس يعملون على الإعلاء من شان لغة أخرى ليست لغتهم، وهي الفرنسية. ولا ادري ماذا عسى الشعوب العربية تقول عنا، حينما ترى كل العرب يكرسون لغتهم، ونحن نكرس الفرنسية، لغة من استعمرنا بالأمس، وهي بالمناسبة لغة متأخرة لا تفيد بشيء في مجال التقنيات، وتكاد تتساوى مع العربية في موضوع تقنية المعلومات.
2-11-2008 / 13:25:59 dev_hot