البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
AccueilEntreprises  |  Annuaire webOpinionsNous contacter
 
 
 
المقالات الجديدة  الأكثر قراءة   المقالات الأقدم    
 
تصفح باقي الإدراجات
 
آخر المقالات   

قضايا في المصطلح التقني العربي



كاتب المقال   المحرّر: سعد القحطاني - مجلة الفيصل – العدد 309‏


         




يعد علم المصطلح 'ترمينولوجي' أحد المفاهيم الحديثة نسبياً في علم اللغة المعاصر ؛ ويهدف إلى وضع قواعد ثابتة ومعايير للمصطلحات العلمية الحديثة.

وهذا العلم هو أحد فروع علم المعجمية ؛ أو ما يعرف بـ 'ليكسوكولوجي' ، ذلك أنه يتناول تكوين المصطلحات ومدى تمثيلها للبناء المعرفي ومن الأفضل النظر إلى علم المصطلح كحقل متعدد التخصصات ذلك أنه يرتبط بالمنطق ، وعلم المعلومات ، والتصنيف وكذلك علم الدلالات (1).

وفي العقود الماضية نما علم المصطلح نمواً كبيراً استجابة للانتشار المعرفي الحديث الذي نتج منه تدشين مئات المصطلحات سنوياً للتعبير عن المستجدات الحديثة في العلوم والتكنولوجيا . ويعد ويستر (1955 م ) وسكولمان ( 1970 م) من أوائل العلماء الذين ساعدوا على تأسيس علم المصطلح المعاصر ، ويعد هوم ستورم (1970 م ) أول من عمل في تأسيس علم المصطلح – جعله قضية سياسية – إبان عمله في منظمة اليونسكو ، إذ أنشأ ما يعرف الآن بـ أنفوترم .. وقد اقترح ويستر بعض الأسس التي يجب أن تقوم عليها عملية وضع المصطلحات نوردها فيما يلي:

- يجب أن يعبر المصطلح عن المفهوم بشكل واضح ومباشر.
- يجب أن نضع في الحسبان البناء الصوتي والصرفي للغة المنقول إليها المصطلح.
- يجب أن يكون المصطلح قابلاً للاشتقاق ما أمكن ذلك.
- يجب تجنب التكرار قدر الإمكان، أي لا يجب التعبير عن مفهوم واحد بأكثر من مصطلح.
- يجب أن يعبر المصطلح عن معنى واحد فقط.
- يجب أن تكون دلالة المصطلح واضحة ؛ حتى وإن كان خارج السياق.
- يجب أن يكون المصطلح قصيراً ما أمكن ذلك ؟، دون إخلال بالمعنى. (2)

وتعد عملية وضع المصطلحات خصوصاً العلمية منها والتقنية من أهم عوامل تطوير اللغة العربية . وقد بدأ هذا الاتجاه مع بواكير النهضة العربية ، وذلك عندما تم إنشاء المجمع العلمي بدمشق عام 1919 م.

وقد اتبع مجمع اللغة العربية في القاهرة نفس النهج منذ نشأته ؛ إذ ركّز المجمع بشكل أساسي في تعريب المصطلحات العلمية والتقنية .. غم نهجت بقية المجاميع اللغوية في الدول العربية الأخرى نفس النهج تقريباً . وذلك باتباع طرائق التعريب في العربية : الاشتقاق ، النحت ، التركيب ، المجاز ( الاستنباط ) والاقتراض .
وفي الواقع .. فإن التمسك بالطرائق التقليدية للتعريب أصبح موضعاً للنقد من قبل الباحثين الذين يرون ان التمسك بهذه الطرائق وعدم إضافة غيرها ساهم في بطء وضع المصطلحات العلمية أو عدم فاعليتها كما يشير المولودي :" من أهم عوامل البطئ أو الضعف في عملية وضع المصطلح في العالم العربي هو الاعتماد الكلي على طرق التعريب التقليدية" (3).

وهذه الطرائق اللغوية : الاشتقاق – النحت – التركيب – المجاز والاقتراض ؛ لا تخرج غالباً عن الأوزان الصرفية المعروفة في اللغة العربية الفصحى .. غير ان التزام هذه الاوزان وعدم تجاوزها في كل الأحوال يمثّل تحدياً أمام من يضع المصطلحات العلمية الحديثة ، ولا سيما أن معظم هذه المصطلحات مصطلحات مركبة ( أكثر من كلمة ) . ومن المعلوم أن التركيب هو أخصب طرائق التوليد في اللغات الأوروبية ، بينما هو محدود جداً في اللغة العربية .. كما أن اللغة العربية لا توظف السوابق واللواحق بالقدر نفسه المستخدم في اللغات الاوروبية ، وهذه إشكالية أخرى (4) .

كما أن تعدد المعاني للمفردة الواحدة ( الترادف ) ، أو تعدد المفردات للمعنى الواحد يخلق إشكالية من نوع آخر عند التعامل مع المصطلحات . وقد حاول اللغوييون العرب أمثال ابن فارس نفي صفة الترادف عن العربية ؛ إذ يرى ابن فارس أنه لا توجد كلمتان لهما المعنى نفسه تماماً ، مشير إلى أن اللغات لا تجيز هذا الترادف " أو الترف اللغوي ".

وما يعرف على أنه ترادف هو في الواقع مشاركة نسبية في المعنى ؛ أي أن لكل مفهوم كلمة " واحدة " فقط ترتبط به ارتباطاً اعتباطياً . اما ماعدا ذلك من الكلمات التي تشترك في الدلالة على هذا المفهوم فهي من باب الصفات (5).

ويوجد في علم اللغة التطبيقي الحديث آراء تدعم هذا الاتجاه الذي ذهب إليه ابن فارس .. فمثلاً لهرر ( 1974 م ) تؤكد أن لكل كلمة حيزاً محدداً من المعنى المراد ، ويمكن ان يشترك عدد من الكلمات في معنى واحد ولكن بنسب مختلفة أو بجانب معين من المعنى.

أما ما يقال عن الترادف التام أي العلاقة التبادلية المتطابقة تماماً فقلّما يوجد في أي لغة أي أنه لا توجد كلمتان متطابقتان في المعنى تماماً . وتخلص إلى أن الترداف اللغوي التطابقي لا تجيزة اللغات.

ويشير لوينز (1995 م ) كذلك إلى أن العلاقات بين المترادفات والمعنى ا&;#1604;مقصود مبنية منذ الأساس على عمق المفهوم .. أي أن المفهوم يحمل في طياته أبعاد الترادف والتضاد " أي عند ذكر المفهوم يتبادر إلى الذهن المعنى المضاد أيضاً وكذلك المعنى القريب منه" (6).

ومن الواضح أن الترداف في وضع المصطلحات المعربة صفة غير مرغوبة لما تخلقة من تشويش المعنى ، وكمحاولة من المجامع اللغوية العربية لحل مشكلة الترادف اللغوي في المصطلحات ؛ اقترح بعض المهتمين في مؤتمر التعريب في المغرب(1981م) توحيد منهجية وضع المصطلحات ووضع معايير تكفل الحد من الترادف وهذه المعايير تشمل ما يأتي:

- وضع مصطلح واحد للمفهوم العلمي الواحد.
- تجنب ترادف الدلالات للمصطلح؛ وذلك باستخام الكلمات ذوات المعاني المجردة ؛أي التي لا تحمل أكثر من دلالة واحدة.
- عندما يتم الاختيار بين كلمتين تؤديان المعنى المراد يجب اختيار الكلمة ذات الجذر الأقرب للمعنى المراد.

وعلى الرغم من وضع هذه المعايير والاتفاق عليها في المؤتمر المذكور إلا أن ظاهرة الترادف ما زالت موجودة في المضطلحات العلمسة المعربة والأمثلة على ذلك كثيرة منها :
كلمة مضغاط Compressor تم تعريبها بثلاث صيغ :

- كبّاس
- مضغاط
- ضاغط

كما هو معروف فإن وجود مثل هذا الترادف في المصطلحات يخلق نوعاً من التشويش والضبابية في فهم المعنى المقصود .. ويشير القرشي إلى ذلم في قوله : " تعدد المصطلحات للمعنى الواحد يحول دون فهم المعنى المقصود فهماً دقيقاً وقد مضى الوقت الذي ينظر فيه إلى الترادف على أنه سمة من سمات الثراء اللغوي " (7).

وفيما يتعلق بجهود اللغويين العرب في تطوير طرائق التطوير في العربية كان هناك سجال بين فئة مؤيدة للتطوير والتغيير وفئة ترفض أي تغيير خارج الأوزان الصرفية العربية المعروفة.

وقد بدأ هذا السجال في بداية القرن الحالي – القرن السابق ميلادياً - ونتج منه توجه متوسط في الرؤية يدعو إلى التطوير بشرط عدم الإخلال بالصيغ الصرفية العربية ويدعو هذا التوجه إلى تجنب المفردات البعيدة عن الواقع ، والميل إلى استخدام المفردات التي يفهمها عامة الناس .. وهذا ما أخذت به المجامع اللغوية من أجل تطوير أليات وضع المصطلحات العلمية الحديثة (8).


المراجع : ‏
‏(1) ‏Sager & Johson 1979 . “ Terminology The State of The Art “ Actualite Terminologique ‎Furgeson 1971 . “ diglossia”.Word Vol.15 (P.325-40‎‏) . ‏
‏(2) \" المصطلح الطبي والتقني \" حصة القنيعر 1997م . رسالة دكتوراة ، جامعة الملك سعود بالرياض . ‏
‏(3) ‏Arabic Language Planning : The Case of Lexical Modernization‏ .‏
المولودي 1986 م . رسالة دكتوراة . جامعة جورج تاون . الولايات المتحدة الأمريكية . ‏
‏ (4) ‏Furgeson 1971‎‏ ( مرجع سابق ) .‏
‏(5) القنيعر ( مرجع سابق ) . ‏
‏(6) ‏Lethrer 1974 , Semantic Fields & Lexical Structure .Amestrdam‏ . ‏
‏ (7) ‏The Feasibility of The Language as a Medium of Instruction in Sciences , 1982‎‏ .‏
القرشي 1982 ، جامعة أنديا ، الولايات المتحدة الأمريكية . ‏
‏(8) المرجع السابق ص 82 .‏




 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
 
تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 01-12-2007  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
الردود على المقال أعلاه مرتبة نزولا حسب ظهورها  articles d'actualités en tunisie et au monde
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
 

  3-12-2007 / 07:47:58   فوزي


@ikram

من رأيي أن الامثلة التي ذكرتها تعتبر حالات جيدة للترجمة، لأن الالفاظ تعبر فعليا عن المعنى بطريقة واضحة ومباشرة، اما بالنسبة لموضوع بدايات الكلمات في الالفاظ الفرنسية، فهو مشكل متعلق بالالفاظ الفرنسية وليست العربية

  2-12-2007 / 20:10:57   اكرام


السلام عليكم
لدي مداخلة متواضعة بسؤال متواضع:
هل هذه الترجمة تعتبر نموذج من الترجمات الصحيحة ام التي يتوجب إعدة البحث فيها؟:

télévision : التلفزيون
téléphone : الهاتف
télécommunications : الاتصالات
 
 
 آخر الردود المنشورة بالموقع
باب تقنية المعلوماتية
باب الفيديوهات
اة لو كلنا نستوعب هذه الكلمات ما اصبحنا بهذا المنظر ((خائفين على الدنيا))...>>

أنا دخت عشان النشيد دا نفسي الاقيه وتقريبا هو دا اللي بدور عليه نفس اللي انا عاوزاه ف العنوان وبشغل مش راضي يشتغل ابدااااااااا ..... فين النشيد :( انت...>>

كلي بقلي انو انا صوتي حلو بس نفسي اشارك بطيور الجنة بليز نفسي اشارك
ردو علي بليز
انا عمري 12 سنة...>>


كلي بقلي انو انا صوتي حلو بس نفسي اشارك بطيور الجنة بليز نفسي اشارك
ردو علي بليز...>>


بارك الله فيكم نرجو اضافة اناشيد عن بلاد الشام...>>

مرحبا ياحلى قناه في العالم ممكن تذبت لقبي كوكو...>>

بالله عليكم انتو بدل ماتنادو الناس الى نبذ الطائفية والعدوانية والتوحيد بين المسلمين تزرعون البغض بينهم والقتل الله اكبر على كل واحد يحاول زرع الفتنة ...>>

الله ينور عليكي...>>

اقول كلمة في هدا الايام انتشر الفساد ضاع الشباب بسب اختفاء الايمان واقول اخر كلمة وزالموت يلحق بنا الوعد الوعد القيامة...>>

اني من الوطن العربي عمري 12 سنة اني بنت بس داخلة باسم ولد اتمنى الحرية تتحقق بالوطن العربي في سوريا والعراق و كل دولة بالوطن العربي اني اتمنى اتعرف عل...>>

باب المقالات
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>



وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

تحميل برامج مجانية