لاشك أن "كوريل درو" قد وضع الجرافيكس في متناول عشاقها، برنامج قوي وجبار وفي نفس الوقت سهل المنال، وليس من المبالغة القول أن كوريل درو أحسن وأفضل بعشرات المرات من "أدوبي إليستريتر"، فمع الأول تنجز كل شيء بإبداع وسرعة، ومع الثاني تستطيع أن تنجز ولكن بطرق ملتوية وأساليب غير مجدية. هذا البرنامج تنتجه الشركة الكندية "كوريل"، وهي أول شركة تزحف على بساط هيمنة "مايكروسوفت"، عندما قامت بإصدار حزمتها الرائعة للمكتب التي تحوي برامج مكتبية مثل "كورال وورد برفكت" الذي تفوق بجدارة على "ميكروسوفت وورد" حتى أن الأمم المتحدة (أكبر مستخدم مكتبي في العالم) أتخذت حزمة مكتب كوريل رسمياً للعمل بها في جميع منظمات ومكاتب المنظومة الدولية حول العالم.
كوريل، تضع زبونها في الدرجة الأولى: تطبيقات فاحشة الفخامة بأسعار متقشفة جداً!، فلديك تطبيقات ذهبية مثل "كورال بنتر" و"كورال دزينر" وهي برامج رسم محترفة تباع بأسعار البرمجيات الصغيرة! وهذه السياسة مكنت منتجات كوريل من أن تصبح فائقة الشعبية عالمياً. ولكي تكون كوريل هي خيار مصممي الجرافيكس "ذوي الدخل المتوسط" ابتاعت البرنامج الشعبي الشهير "بنت شوب" وصارت تبيعه بسعر رائع واستمرت في دعمه وتحديثه (عكس أدوبي التي قتلت منتجات ماكروميديا!). وحتى سياسات كوريل "المتواضعة" جعلتها تشتري "وينزيب" تطبيق الضغط الأكثرشهرة وانتشاراً في العالم، وطبعاً دعمته وواصلت تحسينه.
وما أروع حزمة كوريل للجرافيكس "كورال قرافيك سويت" التي تحوي برنامج "كورال دراو" الأسطورة، وبرنامج "فوتو بنت" الذي لايقل شأناً عن "أدوبي فوتو شوب"، وبرنامج التقطيع الروعة "بور تراس" وحزمة من التطبيقات الأخرى بالإضافة إلى آلاف الخطوط والكليب آرتس والصور المدمجة، وكل ذلك بسعر لايزيد على ثمن تطبيق واحد "محترف" من الشركات الكبرى!.
وليس هذا فحسب، فكوريل وضعت بعض برامجها مصدراً مفتوحاً ، ووفرت نسخ من تطبيقاتها لنظام لينكس، ولكي تكون كوريل في كل قلوب المستخدمين حول العالم، فهل تعلم أن حزمة"كورال قرافيك سويت" دعمت منذ الأزل لغات العالم أجمع!!، وهل تعلم أنه في وقت لم تكن هنالك منتجات داعمة للعربية كانت حزمة كوريل كلها قد جاءت في الأصل وهي تدعم العربية مئة في المئة وعشرة على عشرة!.
.. إن كل ما ذكرناه سابقاً، بالتأكيد أمور غير جيدة بالنسبة لـ "أدوبي سيستمز" عملاق الجرافيكس الأميركي المهيمن على التطبيقات الفنية الأكثر شهرة في العالم مثل "الفوتوشوب" و"البريميير" و"آفتر أفكتس"، فماذا تستطيع أدوبي أن تفعل وهي بالتأكيد لن تنجح في "ابتلاع" كوريل الكندية كما فعلت مع "ماكروميديا" الأميركية؟.
إن كل المؤشرات ومتابعة حركة الأسهم في أوتاوا ونيويورك وأوروبا تقول أن كوريل مزدهرة مالياً وفي تحسن مضطرد بسبب زيادة المبيعات والثقة التي يوليها زبناؤها، فيكفي أن تقوم بزيارة لصفحة البيانات الرسمية في كوريل وتشاهد تقارير ربع السنة المالية التي تتابع عادة بزيادات ملحوظة. إذن، فمن غير الوارد أن "تنتحر" كوريل وتسلم نفسها لأدوبي، وأغلب الظن أن على أدوبي أن "تنتحر" وترضخ للأمر الواقع وتتوقف عن إنتاج بعض برامجها العملاقة كـ "إليستريتر" الذي أصبح شبه خردة أمام تطور ونجاحات "كوريل درو".