الأنظمة تستعمل الإنترنت للتجسس والمراقبة: مثال الصين
المحرّر: شبكة المحيط
تعمل الحكومات هذه الأيام من منطلق "أنت معارض إذاً أنت مقرصَن" حيث تحاول إسكات صوت المعارضة عن طريق استخدام أساليب القرصنة الرقمية، وظهر ذلك جلياً فى الصين بعد أحداث التبت الشهيرة حيث تعرضت أجهزة مجموعة من المعارضين الصينيين إلى هجمات إليكترونية.
وتلقى الرافضون سياسة الحكومة الصينية تجاه الإقليم رسائل تضامن على بريدهم الإلكتروني ممن يبدو في الظاهر أنهم أصدقاء مقربون لهم وموثوق بهم، في حين كانت هذه الرسائل تقوم بتحميل أكواد خبيثة، وكانت أسماء الملفات المرفقة توحي بالتضامن وبالحرية للشعوب وبدعوات لعقد مؤتمرات ولقاءات لبحث المسألة، وعندما يتم فتح هذه الملفات تظهر رسائل تبدو آمنة، إلا أن الأكواد الخبيثة كانت تعمل في الخلفية وتقوم بتنصيب الأكواد.
وذكرت شركة "إف سيكيور" الأمنية أن المجموعات العاملة من أجل الحرية في التبت في كل أنحاء العالم تم مهاجمتها، فقد تم إرسال تلك الفيروسات إلى مجموعات بريدية وإلى منتديات خاصة وتم توجيها إلى أشخاص يعملون داخل الجماعات الموالية للتبت, وقد تلقى بعض الأفراد هجمات مماثلة الشهر الماضي".
وأشارت تقارير إخبارية إلى أن المعارضون من مجموعات تعمل في مجال حقوق الإنسان استقبلوا رسائل إلكترونية مرفق بها ملفات على صيغة "وورد" وملفات PDF وإكسيل، تقوم بتنصيب برامج تسجل ضربات لوحات المفاتيح لمعرفة وتسجيل ما يقومون بكتابته، وتحميل أنواع أخرى من الأكواد الخبيثة فور فتحهم لتلك المرفقات، وقد تم إخفاء تلك الأكواد في صورة برامج شرعية لكي تقوم بالتخفي من برامج رصد الفيروسات".
يشار إلى أنّ قراصنة صينيون استهدفوا موقع مجلة "كابيتال Capital " الفرنسية بعد أن نشرت استطلاع للرأي بشأن اولمبياد بكين التي ستبدأ الصيف المقبل.
وفي سياق متصل، قامت ياهو مؤخراً بإنشاء صندوق إعانة لمساعدة المسجونين أو ما يطلق عليهم "منشقين ناشطين على الانترنت"، فى محاولة من الشركة لتبرأ ساحتها من تهم انتهاك حقوق الإنسان التى وُجهت إليها عقب مساعدة الحكومة الصينية في القبض على أحد المعارضين.
وأطلقت ياهو عليه اسم "صندوق ياهو لحقوق الانسان" وهو يهدف إلى مساعدة عائلات "منشقين ناشطين على الانترنت" مسجونين في الصين، خاصة أولئك الذين استخدموا محرك البحث "ياهو" وإمدادهم بالأموال الضرورية لتوفير مساعدة قانونية لهم.
وكان رئيس مجلس ادارة ياهو جيري يانج قد أعلن في نوفمبر الماضي تشكيل هذا الصندوق بعد توقيع اتفاق مع محامي شي تاو ووانج شاونينج المنشقين الصينيين المسجنونين منذ 2004 و2002 على التوالي.
واستمع الكونجرس الأميركي قبل أسبوع من ذلك إلى مسؤولين في الشركة العملاقة بشأن التهم الموجهة اليها بالتعاون مع سلطات بكين في هذه القضايا.
وقد رفعت المنظمة العالمية لحقوق الإنسان دعوى قضائية ضد موقع "ياهو" للإنترنت تتهمه بالإشتراك فى جرائم انتهاك حقوق الإنسان بعد تقديمه معلومات للحكومة الصينية تسببت فى اعتقال أحد الصحفيين المعارضين لها.
وأشارت المنظمة فى بيانها إلى أن موقع ياهو يقدم معلومات للسلطات الصينية تؤدى إلى اعتقال كتاب وصحفيين معارضين.
وأضافت المنظمة أن المعلومات التى قدمها موقع "ياهو" للحكومة الصينية عن البريد الإلكترونى الخاص بالصحفى "شى تاو" أدت إلى سجنه عشر سنوات بسبب انتقاده الفساد الحكومى على شبكة الإنترنت.
من جانبها رفضت شركة "ياهو" الإتهامات الموجهة لها بالتورط فى انتهاك حقوق الإنسان بالصين مشيرة إلى أنها اتبعت فقط القانون الصيني عندما مررت معلومات للسلطات الصينية أدت إلى سجن الصحفى المعارض.
وبررت ياهو هذا الاجراء بأنها ملزمة باتباع قانون أى دولة تعمل بها، حيث يلزمها القانون الصينى بضروة تسليم سجلات عن مستخدمى موقعها الإليكترونى من الصينيين، وأنها غير مسئولة عن أى عمليات اعتقال أو تعذيب تتم بعد تسليم هذه المعلومات مطالبة المحكمة برفض الدعوى القضائية التى اقامتها ضدها المنظمة العالمية لحقوق الإنسان.
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط