البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

سد النهضة، تداعيات واحتمالات

كاتب المقال د- ضرغام الدباغ - ألمانيا    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 941


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


في أزمة سد النهضة بين مصر وأثيوبيا، يلاحظ بكل بساطة أن الموقف الأثيوبي هو مرسوم وبحدود مثبتة، ويبدو أن المفاوض الأثيوبي، مع أطراف الأزمة: مصر والسودان، أو الأطراف الأفريقية التي تعرض وساطتها، يبدو خلالها الوسيط الأثيوبي بالغ التصلب، وموقفه يفتقر لأي مرونة، مما يؤكد أن الوفد الأثيوبي المفاوض بصرف النظر عن مستواه، يفتقر إلى صلاحية اتخاذ القرار، فالمناورة في أزمة كهذه هي أكبر بكثير من قدرات أثيوبيا، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، واستعداء دولتين كمصر والسودان بثقلهما، مقابل مكاسب تبدو هزيلة قياساً إلى المتوقع من الخسائر، مما يشير بوضوح أن هناك قراراً قد أملي على الموقف الأثيوبي، بالمضي بالتصلب، إلى أبعد حد، وتجاوز جميع الاحتمالات .. وأن هناك طرفا خفياً يريد استثمار الأزمة إلى أقصى درجة والحصول على جائزة ... ترى ما هي الجائزة، وبما وعدوا أثيوبيا، وماذا يريد من هو وراء الأزمة ...؟

أثيوبيا سوف تتحكم بجزء كبير من مياه نهر النيل شريان الحياة في مصر، وتمتنع أثيوبيا من التوصل لأي أتفاقية ملزمة، دون إبداء أسباب وجيهة مقابل مخاطر جدية وحيوية لمصر والسودان. فبوسع أثيوبيا أن تنتج الكهرباء، وبوسعها أن تقيم التنمية وبوسعها أن تحقق الأمن والسلم الاجتماعي، ولكن دون إلحاق الضرر الشديد بمصر. وبوسع السودان أن تقيم السد وأن توفر المياه، ولكن بخطوات مدروسة وبرنامج متفق عليه لا يخسرها شيئاً، ولا يلحق الضرر بمصر والسودان. ولكن اثيوبيا ترفض وتصم أذنيها عن كل حل معقول، كل الحلول المفيدة التي لا تضر أحد من الأطراف مرفوضة، فالخطة التي فرضت على أثيوبيا " ألحاق الضرر بمصر والسودان هو الهدف الأول والأخير ".

ومن تلك السيناريوهات التي عرضت على أثيوبيا منها ما يتعلق بالأحداث الطبيعية كالزلازل والبراكين والفيضانات. كما وضع أمام الإثيوبيين عدة احتمالات لتفادي أي أضرار محتملة لسد النهضة، منها في حالة أن يكون السد العالي وسد النهضة ممتلئين بالمياه، فماذا سيكون الوضع وكيف يمكن تشغيلهما سويا؟ وماذا لو كان السدان ممتلئين وكان الفيضان عاليا وكبيرا فماذا نفعل؟ وما الكمية المتاحة للتخزين والتصريف؟ فالمخاطر هنا شديدة فيما لو تعرض السد الأثيوبي لحادث أو لضغط وأضراره على السودان، وعلى السد العالي (مصر)، فستجرف المياه المنفلتة مدناً كاملة.

حسناً، الأمر لن يعبر على الإدارة المصرية ذات الباع الطويل علماً ومقدرة كفاءة في أدارة المياه، وأي أزمة مماثلة. فمصر تسعى ما استطاعت لذلك سبيلاً، أن تتجنب تصعيد الأزمة مع أثيوبيا إلى حدود قد تتجاوز القدرة على السيطرة، وتبذل جهوداً دبلوماسية كبيرة، وتستخدم نفوذها وثقلها الأفريقي، ولكن دون أن يتزحزح الموقف الأثيوبي قيد شعرة رغم إدراكها التام أبعاد العداء مع مصر ذات الثقل العربي والإسلامي والأفريقي، وهذا يؤكد مرة أخرى أن هناك من يوحي ويلقن ويحرض ...!

ولا يحتاج الأمر للكثير من الذكاء لمعرفة من وراء الاستشراس الأثيوبي ...! وقد سربوا الرسائل لتصل بصورة مباشرة أو غير مباشرة لمصر ... وتحقيق جملة أهداف بعيدة وقريبة، تجعل مصر تنشغل بحالها ضعيفة لا آفاق كبيرة أمامها، وتحديد عدد السكان ... والهدف المباشر هو رسالة مقتضبة من كلمتين : تخلوا عن سيناء لتقام عليها الدولة فلسطينية. سيناء مقابل النيل ...

والقيادة المصرية بالطبع تدرك أبعاد الأزمة، ومن معها ومن خلفها، وأدوار المشاركين الأبعدين والأقربين.، وهم أفضل من يجيد قراءة الأجندات والاحتمالات، وقد استعدوا لها وللمشكلات المتوقعة، وسبل تفادي أزمة مياه. والخيارات المصرية(بتقديري)، هي أبرزها:

1. أجرت الأجهزة المصرية دراسات عن نقل مياه الكونغو من مسافة 600 كم من خلال 4 محطات ضخ، وقدراته الكبيرة إلى مجرى النيل عبر السودان الجنوبي والسودان، ومصر، ومن ثم ليعوض عن شحة المياه الأثيوبية. ونهر الكونغو هو ثاني أكبر نهر في العالم من حيث الدفق المائي بعد نهر الأمازون حيث يلقي هذا النهر ما يزيد عن ألف مليار متر مكعب من المياه في المحيط الأطلسي. يشمل حوض نهر الكونغو، عدة دول هي جمهورية الكونغو الديمقراطية والكاميرون وجمهورية أفريقيا الوسطى والغابون وجزءا من غينيا. وكشف المقترح عن إمكانية توليد طاقة كهربائية تبلغ 300 تريليون وات/ ساعة وهي تكفي لإنارة قارة أفريقيا، والمشروع يمكن أن يتم على عدة مراحل حسب توافر ظروف التمويل، وأن المدى الزمني لتنفيذ المشروع، في حالة تنفيذ السيناريو الثالث يستغرق 24 شهرًا بتكلفة 8 مليارات جنيه مصري وهي تكلفة محطات الرفع الأربع لنقل المياه من حوض نهر الكونغو إلى حوض نهر النيل، بالإضافة إلى أعمال البنية الأساسية المطلوبة لنقل المياه.
2. تنظيم ممتاز للموارد المائية المصرية وذلك عبر الاستفادة من بحيرات توشكي والقنوات المائية المرتبطة فيها.
3. ترشيد استهلاك المياه، والتصرف بحكمة بالموارد المتاحة.
4. تعبئة منخفض القطارة : إما بالمياه العذبة الفائضة من السد العالي، أو بملئها بمياه مالحة من البحر الأبيض المتوسط، مما سيساعد على تحسين البيئة، وزيادة نسبة الأمطار.
5. تكثيف إقامة محطات تحلية المياه، لتخفيف أزمة الماء للشرب.
نحن على يقين أن القيادة المصرية ستختار أفضل الخيارات لمواجهة .. هذا الموقف وتفرعاته .. اللهم أحفظ مصر العروبة وشعبها وجيشها ...
الأهداف البعيدة لتطويق مصر بالأزمات، معروفة، وهي بخلاصة واحدة: رسم أبعاد جديدة للشرق الأوسط، ولهذه سنفرد يوماً بحثاً لهذه الموضوعة ..!




 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

سد النهضة، مصر، إثيوبيا، الماء،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 20-04-2021  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا
  من معارك العرب الكبرى : معركة أنوال المجيدة
  نظرية المؤامرة Conspiracy Theory
  نوع جديد من الحروب
  نبوءة دقيقة
  الولايات المتحدة منزعجة من السياسة المصرية ...!
  لماذا أنهار الغرب

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
الناصر الرقيق، د. خالد الطراولي ، خالد الجاف ، د. عادل محمد عايش الأسطل، عبد الغني مزوز، عبد الرزاق قيراط ، فتحي الزغل، محمود سلطان، عراق المطيري، إيمى الأشقر، د - محمد بن موسى الشريف ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أبو سمية، د. صلاح عودة الله ، مجدى داود، رافد العزاوي، د - شاكر الحوكي ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد شمام ، أنس الشابي، سامر أبو رمان ، جاسم الرصيف، ياسين أحمد، د - مصطفى فهمي، رضا الدبّابي، د.محمد فتحي عبد العال، د - صالح المازقي، صالح النعامي ، العادل السمعلي، علي عبد العال، رحاب اسعد بيوض التميمي، كريم فارق، منجي باكير، رمضان حينوني، أحمد بن عبد المحسن العساف ، صفاء العربي، أشرف إبراهيم حجاج، أ.د. مصطفى رجب، وائل بنجدو، سلوى المغربي، مصطفى منيغ، خبَّاب بن مروان الحمد، فهمي شراب، د. أحمد بشير، رافع القارصي، حاتم الصولي، د - المنجي الكعبي، ضحى عبد الرحمن، د. عبد الآله المالكي، إسراء أبو رمان، د- محمد رحال، عزيز العرباوي، رشيد السيد أحمد، د- محمود علي عريقات، المولدي الفرجاني، يحيي البوليني، الهادي المثلوثي، تونسي، سليمان أحمد أبو ستة، صلاح المختار، محمد اسعد بيوض التميمي، حميدة الطيلوش، د - الضاوي خوالدية، عبد الله زيدان، عبد الله الفقير، إياد محمود حسين ، د - عادل رضا، أحمد النعيمي، مراد قميزة، عواطف منصور، ماهر عدنان قنديل، فوزي مسعود ، طلال قسومي، محمود فاروق سيد شعبان، د. مصطفى يوسف اللداوي، سلام الشماع، نادية سعد، عمار غيلوفي، سعود السبعاني، د- جابر قميحة، محمد يحي، أحمد ملحم، أحمد بوادي، د. طارق عبد الحليم، يزيد بن الحسين، محمد أحمد عزوز، كريم السليتي، محمود طرشوبي، فتحـي قاره بيبـان، مصطفي زهران، حسن الطرابلسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، حسن عثمان، محمد عمر غرس الله، صباح الموسوي ، فتحي العابد، د - محمد بنيعيش، عمر غازي، حسني إبراهيم عبد العظيم، سامح لطف الله، د- هاني ابوالفتوح، أحمد الحباسي، صفاء العراقي، محمد الياسين، الهيثم زعفان، علي الكاش، محرر "بوابتي"، سيد السباعي، صلاح الحريري، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. أحمد محمد سليمان، محمد العيادي، سفيان عبد الكافي، محمد الطرابلسي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة