البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

لماذا تقاتل إيران مع أرمينيا

كاتب المقال د. ضرغام الدباغ - ألمانيا    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 1280


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


نلاحظ في إعلام اليوم دهشة لدى بعض القراء .. وربما خيبة أمل لدى بعض آخر ..أن تقف إيران التي تعلن في دستورها أن الدين والمذهب من أسس الدولة.. تقف دون مواربة ولا تردد ولا حياء ضد أذربيجان المسلمة والشيعية، مع أرمينيا المسيحية الأرثوذوكسية، ولا تكتفي بالتأييد المعنوي السياسي، بل تقاتل إلى جانبها بالقوات المسلحة، وهذه لمن فاتته الحقائق، هي المرة الثانية التي ترسل إيران قواتها المسلحة لدعم أرمينيا، فما هو الخطب الجلل الذي يحمل إيران على هذا الموقف المتناقض بدرجة صارخة مع التعصب الديني والمذهبي ..؟

يعتقد البعض أو يروج (وهم غالبا من مؤيدي ولاية الفقيه) أن جذر الموقف سياسي ويتعلق بتعاون أذربيجان مع إسرائيل ... أو الولايات المتحدة . وبصرف النظر عن درجة صدقية هذه الأنباء، وأهميتها بالنسبة لإيران المتعاونة بنفسها مع إسرائيل والولايات المتحدة، فلماذا تحرم هو حلال لها. من المؤكد أن هذا ليس بالسبب الحقيقي الدافع لهذا الموقف الذي سيعمق التناقض الإيراني / الآذري، ولكن على الأرجح أن إيران لم تتخذ هذا الموقف الحاد (التأييد والدعم لدرجة إرسال القوات المسلحة) لو لم يكن الأمر قد بلغ هذه الدرجة من التدهور في العلاقات.، ولنذهب إلى المديات الأعمق ...!

أذربيجان (سكانها نحو 8 مليون نسمة) ويمثل الشيعة فيها نسبة 50% من السكان (وفق معطيات الموسوعة الدولية) و45% من السنة، و5% مختلط من الطوائف المسيحية، وأقلية من اليهود والبهائيون. إلا أن الثقافة العلمانية هي السائدة في المجتمع، وهو السبب الجوهري في استقرار أذربيجان، لولا الإشكالية المتمثلة بالتداخل الأرميني .

أذربيجان الشرقية (وسكانها نحو 4 مليون نسمة) تقع تحت الاحتلال الإيراني ، وقد فعل الإيرانيون كل شيئ ليبعثروا هذا الشعب، من تهجير داخلي وخارجي، إلا أن القضية الآذرية موضوعة ساخنة تطرح نفسها كل بضعة سنوات، وهناك منظمة مركزية تسعى بالانفصال عن إيران والالتحاق بالوطن الأم، وهذا بالضبط ما يشكل القلق الدائمي (إلى جانب حركات أخرى) فالانفصال المحتمل لأذربيجان الشرقية ستكون له تداعياته العديدة في مقدمتها وأولا، سقوط نظرية المذهب القائد المهمة جداً لإيران الدولة، باعتباره رباط يجمع بين الفرس (العنصر القائد للدولة) وأقليات متناثرة بالكاد تمنح الدولة الصفة الدينية وهذا ما كان في الاعتبار لدى كافة قيادات إيران منذ عصر الملكيات وحتى عصر الملالي.

والأمر الثاني، فإن الانفصال المحتمل لأذربيجان يؤدي إلى هزة في الموزائيك الإيراني، يتسرب منها التخلخل إلى مناطق أخرى الرفض الشعبي العام فيها تام النضوج كحركة شعب الأحواز، والبلوش، والأكراد. ومن هنا فإن القيادات الإيرانية (على تنوعها) تتعامل مع القضية الآذرية كقنبلة موقوتة، وبهذا القدر من الخطورة بحيث يدفعها لإرسال قوات مسلحة تقاتل مسلمون شيعة .....!!!!

إيران هو مصطلح فني، لم يكن موجود عبر التاريخ ولم يتأسس إلا عام 1923، وتسميتها التاريخية بلاد فارس. وأهمية وجود "الكيان الإيراني" له تداعياته في المنطقة والإقليم، عدا التداعيات الدولية، وهو سبب ألتحاق إيران (في كافة عصور الدولة الإيرانية) في الاستراتيجيات الغربية. والأمر له علاقة وثيقة بثلاثة أمور في غاية الأهمية:

1. أحتمالات التوسع الروسي.
2. الحيلولة دون تكامل الوجود التركي في حلقة الدول التركية ( منظمة الدول التركية : أوزبكستان، كازاخستان، تركمانستان، أذربيجان، طاجكستان، قرغيستان وصولاً إلى أفغانستان).
3. موضوعات الطاقة، وتوزيعها الجغرافي، والخطط التكاملية لشعوب المنطقة.

هذه بأختصار شديد بعض أهم أبعاد القضية، وهناك أصعدة أخرى، وهذه الأسباب والمعطيات تحمل القيادة الإيرانية على إرسال قوات مسلحة إلى أرمينا للقتال ضد الآذريين، وهو أمر سوف يسجل بحروف بارزة ومؤثرة في تاريخ العرقات الآذرية الفارسية.

نكتفي بهذه المعطيات، وفي التأمل بتفاصيلها، يمكن فهم القلق، بل الهلع الإيراني، من تطورات قادمة، تحمل في طياتها مواقف وأوضاعا سياسية جديدة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

أذريبدجان، أرمينيا، إيران، روسيا، فرنسا، الشيعة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 1-10-2020  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا
  من معارك العرب الكبرى : معركة أنوال المجيدة
  نظرية المؤامرة Conspiracy Theory
  نوع جديد من الحروب
  نبوءة دقيقة
  الولايات المتحدة منزعجة من السياسة المصرية ...!
  لماذا أنهار الغرب

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أحمد ملحم، سامح لطف الله، د - محمد بنيعيش، عبد الله زيدان، سيد السباعي، سليمان أحمد أبو ستة، د. صلاح عودة الله ، العادل السمعلي، صباح الموسوي ، حسن الطرابلسي، رمضان حينوني، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد شمام ، د. عبد الآله المالكي، علي عبد العال، أبو سمية، عبد الرزاق قيراط ، د - محمد بن موسى الشريف ، د- محمد رحال، عواطف منصور، حاتم الصولي، محمود طرشوبي، محمود فاروق سيد شعبان، عبد الغني مزوز، عزيز العرباوي، محمد العيادي، محمد أحمد عزوز، رشيد السيد أحمد، الهيثم زعفان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، طلال قسومي، مصطفى منيغ، أنس الشابي، محرر "بوابتي"، حسني إبراهيم عبد العظيم، ماهر عدنان قنديل، صالح النعامي ، محمد عمر غرس الله، سعود السبعاني، إسراء أبو رمان، وائل بنجدو، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد الطرابلسي، صفاء العراقي، د. طارق عبد الحليم، د - شاكر الحوكي ، محمد يحي، د- هاني ابوالفتوح، تونسي، محمد الياسين، عمر غازي، كريم فارق، يحيي البوليني، رافد العزاوي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د- جابر قميحة، فتحي الزغل، الناصر الرقيق، الهادي المثلوثي، عبد الله الفقير، رحاب اسعد بيوض التميمي، أ.د. مصطفى رجب، فوزي مسعود ، المولدي الفرجاني، د. أحمد بشير، خبَّاب بن مروان الحمد، د - المنجي الكعبي، مجدى داود، سامر أبو رمان ، محمود سلطان، سلوى المغربي، د. أحمد محمد سليمان، أحمد بوادي، يزيد بن الحسين، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د.محمد فتحي عبد العال، نادية سعد، سلام الشماع، فهمي شراب، خالد الجاف ، رضا الدبّابي، فتحـي قاره بيبـان، إياد محمود حسين ، ياسين أحمد، عمار غيلوفي، رافع القارصي، د - مصطفى فهمي، جاسم الرصيف، إيمى الأشقر، عراق المطيري، مصطفي زهران، منجي باكير، د - الضاوي خوالدية، أحمد النعيمي، د - عادل رضا، صلاح المختار، كريم السليتي، محمد اسعد بيوض التميمي، حميدة الطيلوش، فتحي العابد، ضحى عبد الرحمن، سفيان عبد الكافي، علي الكاش، أشرف إبراهيم حجاج، د. عادل محمد عايش الأسطل، د- محمود علي عريقات، صلاح الحريري، صفاء العربي، حسن عثمان، د. خالد الطراولي ، مراد قميزة، د - صالح المازقي، أحمد الحباسي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة