البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

زمن الانحطاط

كاتب المقال د - ضرغام الدباغ - ألمانيا    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 1229


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


حديث :" يأتي على الناس يوماً، يكون القابض فيه على إيمانه، كالقابض على جمرة من النار ".

مالذي يجعل إنساناً كان وطنياً، بل من القادة، أن يتراجع لتحت الصفر، بل يصبح مرجاً للأفكار الاحتلال ..؟ مالذي يدفع شخصا مثقفاً ينحط لدرجة أن يصبح طائفياً يتحدث بلغة تفوح منها العفونة، هل هو الخوف، .. أم هو المال اللعين، أن ضرورات الحياة التي تجعل من الموقف الشريف في حفلة الأوغاد قضية صعبة .. أم هو الإرهاب الذي يصيب جارك فترتعد فرائصك ..؟

شخصياً أفهم أن ليس كل الناس مستعدين لتكاليف موقف البطولة والشرف .. كنا أيام النضال السري نميز بين من لا يستطيع طويلاً تحمل التعذيب، فيقدم شيئاً ما لينجو من التعذيب، وهذه مفهومة ومقبولة بدرجة معينة. وبين من ينهار فيقدم كل ما عنده، بل ويزيدها من عنده ليحضى بصحن شوربة، والأسوء والأسود، كان حين يتحول البعض إلى وكلاء ويتطوع للبحث عن المناضلين ..!

حين ألقي القبض على الرفيق محسن العساف (أبو باسم)، كان يوماً أسوداً، وقال لي الرفيق أحمد العزاوي " محسن يتحول في التحقيق إلى صخرة لا يستخرجون منه قطرة ". الرفيق عبد الودود عبد الجبار كان يدق على صدره ويقول " هذه قاصة (خزنة حديدية)"، وفعلا أستشهد ودود تحت التعذيب ولم يتفوه بكلمة واحدة. الرفيق إسماعيل ميكانيك، أعتقل وهو مصاب برصاصة في ساقه، وتعرض لتعذيب لا تصمد أمامه إلا الجبال، وصمد وكان بطلاً لا ينساه المناضلون.

قرأت مذكرات ديغول الأولى (عن الحرب)، وفيها استعراض عما قام به في حياته العسكرية كضابط، حتى تحرير فرنسا من الاحتلال النازي في الحرب العالمية الثانية، وفيها الكثير مما يقال، ولكن لنرجأ ذلك الآن، وكنت (في عصور الكتاب المطبوع) أوشر وأحياناً أعقب على ما يرد في الصفحات، وحين أعود بعد سنوات طويلة إلى ما كتبت تعليقا أو تعقيباً، أستغرب كلياً ...!

المهم في كتاب ديغول هذا سطر واحد جوهري ومهم لفت أنتباهي وهو قوله " ولم أكن أعلم أن الاحتلال يخلق أنحطاطاً في الأخلاق ".

ماذا كان يقصد ديغول بهذه الكلمات الجوهرية العميقة ..؟ الاحتلال قوة غاشمة لا تتعامل بالقيم الاخلاقية، الاحتلال إهانة للأنسان، أن تشاهد وطنك الحبيب محتلاً، فيخلق الموقف مناضلاً بطلاً يتحدى نفسه والاحتلال، أو هناك من يتذرع بالأمثال والحكم السخيفة، ويقبع في داره ينشد السلامة، وغالبا لا يحصل عليه، وهناك من يدفعه جبنه الشديد لمزيد من الأنحطاط (والجبن كالبخل حالة انحطاط)، أو طمعاً بمال أو منصب، أو عقد داخلية دفينة، تدفعه للتعاون مع المحتل وهو سيجد أو سيخترع أسباباً وذرائع ليبرر لأنحطاطه، والمشكلة الرئيسية هو يعلم في قرارة نفسه أنه أحترق .. وشخصياً أعتبره من ضحايا الاحتلال ونتائجه القذرة ... كبناية فخمة رائعة تنهار أمام عينك، ولكن البناية يمكن إعادتها، ولكن المتعاون مع العدو المحتل يطلق عليه (الخيانة العظمى) اوهو موقف والعياذ بالله لا يتصلح ولا يتعمر ...!

ــ شخص مثقف عمل سنوات طويلة وبدرجة قيادية في إحدى الحركات القومية التقدمية، وهو في أواخر عمره (الاعمار بيد الله) يروج ويسوق للمحتلين علناً جهاراً نهاراً ..لماذا ..؟
ــ شخصية قيادة معروفة، كان قائداً محترماً، وله مواقف صلبة، لكنه الآن يسوف علناً لمواقف المحتلين، لماذا .. لا أعتقد أنه يفعلها للحاجة المادية، ولا الخوف .. سؤال لا إجابة عليه.
ــ كادر قيادي في حزب قومي تقدمي كان يتقدم الصفوف، والهاتفين، والزاعقين، ومن أصحاب الأقلام النشيطة ..! بالطبع استفاد حتى شبع، وشرب مكاسب حتى ارتوى، والآن يروج بذات العنفوان لقوى الاحتلال .. صديق قال عنه، هذا غريب، أما أنا فقد كنت أتوقع سقوطه ذات يوم .. ولكن ليس في بئر الخيانة العظمى الدامس الظلام .

لا نعتب على شخص ضيق الأفق، هزيل الثقافة، تختلط الرؤى في عينيه فيضيع سواء السبيل فينزلق هذه الزلقة المميتة. او التافهين ممن يبحثون على دور، فيقبل أن يرتفع ولو فوق تنكة زبالة .. ولا أستبعد وجود من يقف هذا الموقف المشين أنتقاماً من (س) أو من حالة معينة، فيقبل أن يلوث نفسه بعار لا يمحى.

ــ العراق وسورية ولبنان دول محتلة، وحكوماتها "حكومات دمى " (Marionette Goverment) لا تملك من أمرها شيئاً، وغير هذا تلاعب على الألفاظ، وتبرير للأنزلاق.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الإحتلال، الغرب، الدول العربية، المقاومة، لبنان، العراق، سوريا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 17-08-2020  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا
  من معارك العرب الكبرى : معركة أنوال المجيدة
  نظرية المؤامرة Conspiracy Theory
  نوع جديد من الحروب
  نبوءة دقيقة
  الولايات المتحدة منزعجة من السياسة المصرية ...!
  لماذا أنهار الغرب
  قمة بريكس في جوهانسبرغ
  القضية العراقية في شبكة العلاقات الدولية

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أحمد بوادي، محمد الياسين، إسراء أبو رمان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د.محمد فتحي عبد العال، رمضان حينوني، أشرف إبراهيم حجاج، سامر أبو رمان ، د. طارق عبد الحليم، سلام الشماع، منجي باكير، د. عادل محمد عايش الأسطل، حسن عثمان، إياد محمود حسين ، صالح النعامي ، أحمد الحباسي، محمد اسعد بيوض التميمي، محمود فاروق سيد شعبان، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - محمد بنيعيش، سليمان أحمد أبو ستة، حاتم الصولي، أحمد النعيمي، مجدى داود، د. ضرغام عبد الله الدباغ، يحيي البوليني، إيمى الأشقر، فهمي شراب، كريم فارق، رضا الدبّابي، ياسين أحمد، عمار غيلوفي، يزيد بن الحسين، كريم السليتي، فوزي مسعود ، محمد عمر غرس الله، فتحي العابد، محمد شمام ، فتحي الزغل، رافع القارصي، أبو سمية، د- هاني ابوالفتوح، محرر "بوابتي"، تونسي، مراد قميزة، ضحى عبد الرحمن، محمد العيادي، عبد الله الفقير، ماهر عدنان قنديل، د - عادل رضا، د - شاكر الحوكي ، محمد أحمد عزوز، سفيان عبد الكافي، صلاح المختار، علي عبد العال، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سامح لطف الله، حسن الطرابلسي، د. صلاح عودة الله ، الهيثم زعفان، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمود سلطان، طلال قسومي، د- محمد رحال، صفاء العراقي، محمود طرشوبي، د - الضاوي خوالدية، رافد العزاوي، د - صالح المازقي، نادية سعد، د - محمد بن موسى الشريف ، عبد الرزاق قيراط ، أنس الشابي، عزيز العرباوي، عبد الغني مزوز، رشيد السيد أحمد، عمر غازي، فتحـي قاره بيبـان، صباح الموسوي ، العادل السمعلي، د- محمود علي عريقات، أ.د. مصطفى رجب، محمد الطرابلسي، عراق المطيري، حميدة الطيلوش، خبَّاب بن مروان الحمد، د. أحمد بشير، سعود السبعاني، علي الكاش، جاسم الرصيف، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - مصطفى فهمي، صفاء العربي، المولدي الفرجاني، د. خالد الطراولي ، خالد الجاف ، وائل بنجدو، الهادي المثلوثي، صلاح الحريري، الناصر الرقيق، سلوى المغربي، د. عبد الآله المالكي، سيد السباعي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد يحي، د. أحمد محمد سليمان، مصطفى منيغ، عواطف منصور، أحمد ملحم، مصطفي زهران، د- جابر قميحة، د - المنجي الكعبي، عبد الله زيدان،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة