البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

لماذا فشل "حراك 14 يونيو" في تونس رغم ماكينة التحريض والدعاية الضخمة؟

كاتب المقال عائد عميرة - تونس   
 المشاهدات: 1762



في أقل من أسبوعين، ورغم التحشيد الإعلامي الضخم من اللوبي الإماراتي المصري المعادي للثورات العربية والديمقراطيات الناشئة في المنطقة، فشل اعتصامان هدفا إلى الإطاحة بالبرلمان التونسي، ما يعكس صمود التجربة التونسية في وجه كل محاولات خلخلتها وهزها.

فشل الاعتصام الثاني
أكثر من أسبوعين من التحشيد المتواصل، استضافات على المباشر، صفحات مدفوعة الأجر على مواقع التواصل الاجتماعي تدار أغلبها من الإمارات، برامج مخصصة بالكامل للترويج للحدث المنتظر، اعتصام الرحيل أمام البرلمان التونسي بهدف الإطاحة بمجلس نواب الشعب الذي يقوده زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي.

جاء اليوم الموعود الـ14 من يونيو/حزيران، حبس التونسيون الأحرار أنفاسهم فقوى الثورة المضادة نزلت بكل ثقلها، توجهت الأنظار نحو ساحة باردو المقابلة للبرلمان فالزحف قادم وفق الإعلام الإماراتي المصري الذي لم يهدأ له بال في الأسبوعين الأخيرين وقبلهما حتى، لكن ماذا حصل؟


فقط عشرات المحتجين تجمعوا بساحة باردو قبالة البرلمان، ثم تفرقوا ولم ينفذوا الاعتصام المنتظر، حيث فشلت الجهات المنظمة لحراك 14 من يونيو/ حزيران، في تنظيم اعتصامهم للمطالبة بحلّ البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة وتغيير الحكومة.

تفرق المحتجون من دون بدء اعتصامهم المفتوح، حتى إنهم لم يستطيعوا حمل كل اللافتات التي تلخص مطالبهم، فعدد الحضور أقل من عدد اللافتات والشعارات الموضوعة للغرض، ويطالب هؤلاء بالإطاحة بالبرلمان والذهاب إلى انتخابات مبكرة وتنقيح القانون الانتخابي وتغيير النظام السياسي.

التغيير في تونس لا يكون إلا عبر صناديق الاقتراع
للمرة الثانية تفشل دعوات الانقلاب على الشرعية في تعبئة الشارع أو حتى أنصارها، فالداعون لاعتصام 14 يونيو لم يجدوا تفاعلًا من أوساط المجتمع التونسي الذي أفشل مخططاتهم عبر تجاهل دعواتهم التحريضية لعدة أسباب، وفق الصحفي التونسي هشام بن أحمد.

من أهم هذه الأسباب، وفق بن أحمد، وجود شبهة ارتباط لهؤلاء بأجندات خارجية مصرية وإماراتية، ويضيف هشام في حديث لنون بوست "هذه الدول تسعى إلى إجهاض تجربة الانتقال الديمقراطي في تونس عبر دعم تحركات تخريبية وفوضوية وإيقاد نيران الفتن على أمل أن تدخل البلاد في سلسلة من الصراعات وموجة من الاضطرابات على شاكلة ليبيا ويصعب بعد ذلك الخروج من دوامة التقاتل والتناحر".

بدوره يعتقد الصحفي التونسي كريم البوعلي أن السبب الرئيسي لفشل الدعوة للاحتجاج ثم الاعتصام هو رفع القائمين عليه لشعارات سياسية إقصائية بحتة وأيضًا انقلابية، ويقول البوعلي في هذا الشأن لنون بوست: "أصبح لعامة التونسيين مناعة ضد هذه الشعارات بعد ترسخ الديمقراطية شيئًا فشيئًا".

هشام بن أحمد أكد أن الشعب التونسي لم يعد يأبه بكل الدعوات التحريضية سواء كانت من بعض المحاور الخارجية أم من أذنابهم من الداخل، ففئة كبيرة من المجتمع باتت على يقين بأن التغيير لا يمكن أن يتحقق إلا عبر صناديق الاقتراع وإن كان هنالك بد من معاقبة طرف سياسي حاكم في البلاد فيجب أن يتم ذلك عبر الانتخابات.

ما حدث أمس، يقول البوعلي، شبيه باعتصام صيف 2013 لحل المجلس التأسيسي لكن الفرق بين الحدثين أن الأول أتى في سياق سياسي انتقالي أما الآن فالديمقراطية مثبتة بمواعيد واضحة للانتخابات ويفهم كل التونسيين تقريبًا مفهوم الانقلاب على سلطة منتخبة مهما كانت الشعارات المرفوعة وهو ما جعل المنظمين وحدهم في الشارع.

أما المحلل السياسي التونسي سعيد عطية، فيؤكد وجود أسباب أخرى لهذه الانتكاسة، أهمها عدم مساندة كل الأحزاب البرلمانية للاعتصام بما في ذلك حزب الدستوري الحر، فضلًا عن وجود حكومة ممثلة لأغلب العائلات السياسية في البلاد، وعدم انخراط اتحاد الشغل بصفة واضحة في الدعوة لهذا التحرك.

وتحدث عطية في حديثه لنون بوست، عن عدم قدرة القائمين على الاعتصام على التأثير والحشد، فأسماء مثل فاطمة المسدي وعماد بن حليمة وبديدة تبقى أسماء غير وازنة وتثير أحيانًا سخرية وتندر عدد كبير من التونسيين.

مفعول عكسي
سبق يوم الـ14 من يونيو تحشيد وتجييش إعلامي مصري إماراتي لفائدة دعوات حل البرلمان، حتى إن الإعلامي الموالي لنظام العسكر في مصر أحمد موسى دعا مباشرة عبر قناة "صدى البلد"، للانقلاب على مؤسسات الدولة السيادية وعلى الشرعية في تونس.

أحمد موسى وصف الاحتجاجات التي كانت مقررة أمس الأحد بأنها "ثورة ضد حركة الإخوان المسلمين"، لكن تدخل هذا الإعلامي الموالي للعسكر وأبواق الدعاية الإماراتية في الشؤون الداخلية التونسية وتحريضهم على مؤسسات الدولة الشرعية أعطى مفعولًا عكسيًا.

هذا التجيش الإعلامي الذي سبق اعتصام 14 من يونيو، يقول هشام بن أحمد، كان لها تأثير سلبي على الاعتصام ويعتبر عاملًا رئيسيًا في فشله، حيث تساءل معظم المتابعين للشأن العام في تونس عن أسباب تحمس الإعلام المصري الإماراتي واستماتتهم في دعم هذا الاعتصام وتبني أفكاره وتعظيم قادته.

يضيف بن أحمد "خلص معظم التونسيين إلى أنه لا يمكن أن تكون هذه الدعوات بريئة ومعبرة عن إرادة الشعب وإنما قد تكون ضمن محاولات إحداث الفوضى والإرباك في البلاد التي تسعى الدول المعادية للثورة التونسية في بثها".

ويعتقد كريم نفس الأمر، فيقول: "يعرف أغلب التونسيين أن مصر والإمارات مصدر للتشويش على الديمقراطية التونسية لذلك فشل المشروع الانقلابي المدعوم خارجيًا لإحداث فوضى في تونس وهو ما ترجم في نسبة مشاركة صفرية".

وفي تدوينة له على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قال رئيس كتلة نواب حركة النهضة في البرلمان، نور الدين البحيري: "نصيحتي لحكام مصر والإمارات، ادخروا ما تنفقونه من مال وجهد ضد شعبنا لإنقاذ شعبيكم من الفقر والأمية والمرض ولتحرير سيناء وطنب الكبرى والصغرى، ولاسترجاع شيء من كرامتكم التي أهدرها الاستعمار".

بدوره قال أمين عام الحزب الجمهوري عصام الشابي - في تدوينة له - "لم يعد مقبولًا ولا مبررًا سكوت السلط العمومية في تونس على التجاوزات الخطيرة التي يأتيها الإعلام المصري الموجه من قبل الأنظمة العسكرية والممول إماراتيًا في حق تونس وثورتها.. ليعلم هؤلاء أن للديمقراطية شعبًا يحميها ومؤسسات تدافع عنها ولن تعجزها بيوت أهون من بيوت العنكبوت".

في حديثه لنون بوست، يقول المحلل السياسي التونسي سعيد عطية: "تأكدت منذ 2011 أن أي حملة مصرية إماراتية تأتي بنتائج عكسية، فالتونسيون مهما كانت اختلافاتهم غير مستعدين للتفريط في مكسب الحرية الذي اكتسبوه نتيجة تضحيات المئات من الشهداء في ثورة يناير".

خطط بديلة
فشل هذا التحرك لا يعني النهاية، فقوى الثورات المضادة عندها العديد من الخطط البديلة، ويعتقد كريم البوعلي أن هذا اللوبي لديه سليلة التجمع المنحل عبير موسي كممثل رئيسي له في تونس والراعي الرسمي لمشروعه الانقلابي.

ويؤكد البوعلي أن عبير موسي بدأت خطوتها التالية قبل فشل الاعتصام بطرح ملف تصنيف حركة النهضة - التي تسميها إخوان - إرهابية ولعب ورقة العلاقة بينها وبين الإرهاب رغم ما سبق من تجاذب بخصوص هذا الملف وخرجت منه النهضة دون تهم.



تعتزم عبير موسي تقديم مشروع لائحة جديدة للبرلمان تهدف إلى تصنيف حركة النهضة منظمة إرهابية مناهضة للدولة المدنية، وتطالب موسي الحكومة بإعلان هذا التصنيف بشكل رسمي واعتبار كل شخص طبيعي أو معنوي له ارتباطات معها مرتكب لجريمة إرهابية على معنى قانون مكافحة الإرهاب.

الغاية من كل هذا وفق الصحفي التونسي، تعفين المناخ السياسي في البلاد وصرف الانتباه عن القضايا الرئيسية الاقتصادية والاجتماعية التي ينتظر التونسيون حلها، خاصة بعد سيطرتهم على فيروس كورونا وتمكنهم من الانتصار عليه.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الإمارات، عبير موسي، قيس سعيد، الثورة المضادة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 15-06-2020   المصدر: نون بوست

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. طارق عبد الحليم، د. خالد الطراولي ، د- جابر قميحة، د. عادل محمد عايش الأسطل، نادية سعد، د - شاكر الحوكي ، رمضان حينوني، ماهر عدنان قنديل، د. صلاح عودة الله ، طلال قسومي، محمد الياسين، مصطفى منيغ، مراد قميزة، يحيي البوليني، حسن الطرابلسي، محمد الطرابلسي، د- محمود علي عريقات، فتحي الزغل، حميدة الطيلوش، خالد الجاف ، د. أحمد بشير، مصطفي زهران، الهيثم زعفان، سفيان عبد الكافي، د.محمد فتحي عبد العال، فوزي مسعود ، د - محمد بن موسى الشريف ، حاتم الصولي، رافد العزاوي، د - محمد بنيعيش، عزيز العرباوي، إسراء أبو رمان، سيد السباعي، وائل بنجدو، محمود فاروق سيد شعبان، أنس الشابي، محمد يحي، محمود سلطان، رافع القارصي، محمد العيادي، عبد الغني مزوز، سامر أبو رمان ، صفاء العراقي، أبو سمية، رحاب اسعد بيوض التميمي، أ.د. مصطفى رجب، عراق المطيري، العادل السمعلي، الهادي المثلوثي، محمود طرشوبي، محمد أحمد عزوز، صالح النعامي ، محرر "بوابتي"، د. عبد الآله المالكي، الناصر الرقيق، عبد الله زيدان، محمد شمام ، سلام الشماع، أحمد النعيمي، سعود السبعاني، د - الضاوي خوالدية، خبَّاب بن مروان الحمد، كريم السليتي، حسن عثمان، أحمد بوادي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، المولدي الفرجاني، ضحى عبد الرحمن، كريم فارق، د - مصطفى فهمي، علي الكاش، أحمد ملحم، مجدى داود، د. مصطفى يوسف اللداوي، منجي باكير، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - المنجي الكعبي، صباح الموسوي ، د- هاني ابوالفتوح، د. أحمد محمد سليمان، عبد الله الفقير، محمد عمر غرس الله، د - عادل رضا، رشيد السيد أحمد، د. كاظم عبد الحسين عباس ، يزيد بن الحسين، صلاح المختار، فتحـي قاره بيبـان، أحمد الحباسي، تونسي، إيمى الأشقر، جاسم الرصيف، عمر غازي، عمار غيلوفي، محمد اسعد بيوض التميمي، علي عبد العال، حسني إبراهيم عبد العظيم، صفاء العربي، إياد محمود حسين ، سامح لطف الله، فتحي العابد، أشرف إبراهيم حجاج، صلاح الحريري، د- محمد رحال، سلوى المغربي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، رضا الدبّابي، عبد الرزاق قيراط ، عواطف منصور، د - صالح المازقي، سليمان أحمد أبو ستة، ياسين أحمد، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، فهمي شراب،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة