البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

هل تعجز الدولة التونسية عن القبض على وزير سابق متهم بالخيانة العظمى؟

كاتب المقال محرر نون بوست   
 المشاهدات: 3193



قبل ثلاثة أيام، نصح المحامي صابر بوعطي رئيس هيئة الدفاع عن وزير الداخلية الأسبق محمد ناجم الغرسلي، بعدم تسليم نفسه للقضاء، مستبعدًا إلقاء القبض على الغرسلي الفار من العدالة وفي حقه بطاقة جلب صادرة عن قاضي التحقيق العسكري بالمحكمة العسكرية الدائمة بتونس.

التآمر على أمن الدولة الخارجي

يواجه ناجم الغرسلي وزير الداخلية التونسي الأسبق، تهمة "التآمر على أمن الدولة الخارجي والخيانة والمشاركة في ذلك ووضع النفس تحت تصرف جيش أجنبي زمن السلم"، وهي التهمة نفسها التي وجهت إلى شفيق جراية رجل الأعمال الموقوف منذ مايو/أيار الماضي.

وتم استدعاء الغرسلي الذي كان يشغل منصب وزير الداخلية في حكومة الحبيب الصيد قبل أن يقال في يناير/كانون الثاني 2016، ليعين بعد ذلك مباشرة سفيرًا مفوضًا فوق العادة لدى المملكة المغربية، ثم مدعيًا عامًا في محكمة التعقيب بتونس العاصمة، شاهدًا في هذه القضية، قبل أن يتطور الملف ليتلقى الاتهام نفسه الموجه إلى رجل الأعمال شفيق جراية، وعديد من القيادات الأمنية الأخرى.

في الثاني من يناير/كانون الثاني 2018، قرّر المجلس الأعلى للقضاء، رفع الحصانة القضائية عن الغرسلي، باعتباره منتميًا لسلك القضاة، بعد أن طالبت المحكمة العسكرية الدائمة في تونس العاصمة بذلك، وهو ما دفع هيئة الدفاع عنه لتقديم طعن لدى المحكمة الإدارية (محكمة تنظر في قضايا تجاوز القانون وخرق القانون)، لإبطال قرار رفع الحصانة عن موكلهم، الذي تغيب عن جلسة سابقة لأسباب صحية.

يذكر أن قضية التآمر على أمن الدولة الخارجي منشورة لدى القضاء العسكري منذ شهر مايو/أيار 2017 عندما تم إيقاف رجل الأعمال شفيق جراية إلى جانب سلسلة من الإيقافات الأخرى التي شملت اثنين من القيادات الأمنية كانا يشغلان مناصب عليا في وزارة الداخلية خلال فترة رئاسة الحبيب الصيد للحكومة، وهما المدير السابق للوحدة الوطنية للأبحاث في الجرائم الإرهابية صابر العجيلي والمدير العام السابق للمصالح المختصة (المخابرات) عماد عاشور.

انطلقت عملية مراقبة رجل الأعمال شفيق جراية منذ أواخر شهر أبريل/نيسان 2017، خاصة بعد زيارته التي وصفت بالمريبة إلى سويسرا للقاء تجار أسلحة تونسيين وليبيين، وقد تم التقاط صور له وتسجيل مقاطع فيديو لهذا الاجتماع، وتزامن ذلك مع وجود معلومات تفيد بإطلاق سراح إرهابي ليبي من مقر إدارة القرجاني المختصة في مكافحة الإرهاب.

يشار إلى أن الغرسلي تغيب مرتين عن جلسة لاستنطاقه، وقدمت هيئة الدفاع عنه (تتكون من قرابة 50 محاميًا) شهادة طبية إلى قاضي التحقيق العسكري الذي طلب ملفًا طبيًا مفصلاً عن الغرسلي، وقالت هيئة الدفاع عن الغرسلي حينها إن الحالة الصحية لموكلهم "حرجة" الأمر الذي استوجب إيوائه بمصحة خاصة بأمراض القلب.

ارتباط بجهات ليبية

تؤكّد مصادر قضائية وأمنية ارتباط المتهمين في هذه القضية، وعلى رأسهم رجل الأعمال شفيق جراية، ووزير الداخلية الأسبق ناجم الغرسلي بجهات ليبية تمثّل خطرًا على الأمن القومي للبلاد، وتسهيل دخول هذه الأطراف إلى تونس وإطلاق سراح آخرين.

في إحدى شهاداته لدى قاضي التحقيق المتعهد بالقضية، أوضح عماد عاشور المدير السابق للمصالح المختصة بوزارة الداخلية التونسية، أن الغرسلي وافق على الالتقاء بالمتهم شفيق جراية، داخل مكتبه بثكنة مكافحة الإرهاب بالقرجاني، بهدف التنسيق معه في ملف يتعلق بإرهابيين تونسيين في ليبيا، وكان ذلك بعلم عبد الرحمن الحاج علي المدير العام السابق للأمن التونسي، والحبيب الصيد رئيس الحكومة السابق الذي لم يمانع في التعامل مع رجل الأعمال المتهم إن كان ذلك يصب في المصلحة الوطنية.

من جهته قالت تقارير إعلامية، إن الغرسلي عند استنطاقه لدى القضاء العسكري، أكّد أن عماد عاشور اتصل به في إحدى المناسبات وأعلمه أن شفيق جراية أخبره بامتلاكه معلومات مهمة وحساسة تهمّ الأمن القومي للبلاد، مضيفًا أن عاشور استشاره بشأن إمكانية الاستماع إلى جراية، وذكر الغرسلي في شهادته أنه اتصل برئيس الحكومة حينها الحبيب الصيد وأخبره بالموضوع فأكّد أنه لا يرى مانعًا من الاستماع إليه، في إشارة إلى أن الصيد على علم بالأمر، هو ما نفاه أيضًا الصيد الذي أكد عدم علمه بأي تواصل مع جراية.

بدوره، أكد صابر العجيلي خلال التحقيق معه أنه التقى رجل الأعمال جراية بتعليمات من مدير عام المصالح المختصة عماد عاشور، مرفوقًا برجل أعمال ليبي في خصوص إرهابيين تونسيين فروا من صبراطة، وباتوا تحت حماية كتائب إرهابية ليبية، وبمقتضى التنسيق مع المحامي وجراية، اتصل العجيلي بعدد من الإرهابيين التونسيين عبر تطبيق إسكايب، وكشف أن تلك الاتصالات مكنت الأمن التونسي من معلومات مهمة في ملف الإرهاب.

أكّدت وسائل إعلام تونسية محلية في وقت سابق، تمكن شفيق جراية من استغلال نفوذه خاصة مع عدد من القيادات الأمنية، ولقائه في العاصمة تونس برجل أعمال ليبي وأحد القادة المسلحين الليبيين الذي دخل التراب التونسي رغم أنه ممنوع قانونيًا من دخول تونس لأسباب أمنية.

وتظاهر رجل الأعمال، حسب جريدة الشروق التونسية، بأنه وراء إطلاق سراح مهندس تونسي تم اختطافه في ليبيا، حتى يتمكن من إقناع عدد من القيادات الأمنية بمرافقته إلى التراب الليبي للنظر في بعض الملفات العالقة وحتى يضمن لنفسه حماية أمنية، وإثر انتشار فيديو استنجاد المهندس بسلطات تونسية تبين أن عملية خطفه كانت تهدف إلى استدراج بعض المسؤولين.

جهات نافذة تحميه

تواصل هروب ناجم الغرسلي وعدم تمكّن الوحدات الأمنية التونسية من إلقاء القبض عليه، يرجع إلى الحماية التي يتمتّع بها، وفي هذا الشأن قالت جريدة الشروق المحلية إنّ الغرسلي تحت حماية سيدة أعمال تملك شبكة من العلاقات داخل أجهزة الدولة ومقربة من أحد الأحزاب الحاكمة وكانت من المقربات من الوزير في أثناء توليه منصب وزير الداخلية.

ويرتبط الغرسلي ذاته بشبكة علاقات أقامها في أثناء توليه منصب محافظ محافظة المهدية وسط البلاد، وأيضًا في أثناء توليه منصب قاضٍ، ويستعين الغرسلي الآن بهذه الشبكة لتسهيل هروبه، وعدم القبض عليه من الأمن التونسي.

ويعرف عن الغرسلي سابقًا، محاباته للفاسدين وتسهيل معاملاتهم، وعند تعيينه في منصب وزير الداخلية في يناير 2015، أعربت القاضية كلثوم كنو عن استنكارها تعيين الغرسلي في هذا المنصب، واعتبرته حينها أسوأ خيار قام به الحبيب الصيد، على اعتبار أنه "قاضٍ غير مستقل لعب أدوارًا قذرة في السابق وتسبب في هرسلة زملائه القضاة الشرفاء وخصم أجورهم دون موجب إرضاءً لأسياده آنذاك وهو من الانتهازيين الكبار".



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، بقايا فرنسا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 18-03-2018   المصدر: نون بوست

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
حسن عثمان، رشيد السيد أحمد، ياسين أحمد، محرر "بوابتي"، د - محمد بن موسى الشريف ، د. عبد الآله المالكي، رضا الدبّابي، محمد أحمد عزوز، د - عادل رضا، الهيثم زعفان، إياد محمود حسين ، أ.د. مصطفى رجب، تونسي، منجي باكير، سامر أبو رمان ، حسن الطرابلسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، جاسم الرصيف، أحمد الحباسي، كريم السليتي، فهمي شراب، سفيان عبد الكافي، عمر غازي، المولدي الفرجاني، مراد قميزة، رافد العزاوي، ضحى عبد الرحمن، صالح النعامي ، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد الطرابلسي، سليمان أحمد أبو ستة، صفاء العراقي، نادية سعد، عزيز العرباوي، فتحي العابد، سلوى المغربي، د - المنجي الكعبي، د. عادل محمد عايش الأسطل، عراق المطيري، محمود سلطان، سامح لطف الله، د - محمد بنيعيش، يحيي البوليني، محمد شمام ، ماهر عدنان قنديل، د.محمد فتحي عبد العال، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أنس الشابي، صلاح الحريري، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، رمضان حينوني، مصطفي زهران، خالد الجاف ، علي الكاش، د. مصطفى يوسف اللداوي، يزيد بن الحسين، صلاح المختار، مصطفى منيغ، وائل بنجدو، أحمد بوادي، مجدى داود، العادل السمعلي، إيمى الأشقر، طلال قسومي، د. خالد الطراولي ، محمد عمر غرس الله، د. طارق عبد الحليم، د. أحمد محمد سليمان، عبد الله الفقير، فتحـي قاره بيبـان، د- محمود علي عريقات، د- محمد رحال، محمود طرشوبي، كريم فارق، د. أحمد بشير، إسراء أبو رمان، عبد الله زيدان، د - صالح المازقي، فتحي الزغل، الهادي المثلوثي، أحمد ملحم، د. صلاح عودة الله ، د - مصطفى فهمي، أشرف إبراهيم حجاج، عبد الرزاق قيراط ، د - شاكر الحوكي ، حميدة الطيلوش، محمود فاروق سيد شعبان، عواطف منصور، عمار غيلوفي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صفاء العربي، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد يحي، رافع القارصي، سعود السبعاني، محمد العيادي، د - الضاوي خوالدية، د- هاني ابوالفتوح، فوزي مسعود ، د- جابر قميحة، الناصر الرقيق، صباح الموسوي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، حاتم الصولي، خبَّاب بن مروان الحمد، علي عبد العال، عبد الغني مزوز، أحمد النعيمي، أبو سمية، سلام الشماع، سيد السباعي، محمد الياسين،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة