أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 2606
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
مخدرات، تجارة جنس، تهريب، فساد، أخلاق فى الحضيض، لغة الشارع تحكم، لا سيادة، لا وطن، لا حكومة، لا مواطنة، لا حوار، اعلام فاسد، حكومة فاشلة، اتحاد اعراف و شغالين يساهمون فى الخراب، مافيا فى كل الوزارات، لحوم فاسدة، تعليم متراجع، جامعات فوضى، نقل من العصور الاولى، وزراء تافهون محنطون فاشلون، شعارات رنانة و خطب ممجوجة، رئيس غائب عن الوجود و مجلس نواب شعب ينهب الاموال بلا مقابل، ارهاب متخفى و نجاحات امنية محدودة، تسريبات حزبية قذرة و صراع محموم على المواقع و الكراسى، شعب متروك لأزماته و مصاعبه و صعوباته، لا حكومة فى تونس، لا رئيس و لا مرؤوس، مظاهرات مشبوهة و اموال خليجية فاسدة، مخابرات اجنبية و مهمات قذرة، خفايا امنية مزعجة لا تحكى و قضايا ارهاب تقبر بقدرة قادر، قضاء فاسد و قضاة يبيضون فى الارهاب، محامون متهمون فى قضايا اختلاس و نهب اموال و تبييض ارهاب، اخطاء طبية قاتلة بالجملة و حالات من غياب الضمير القصوى، ولاة و معتمدون غائبون، مناظرات مشكوك فيها و امتحانات بلا رقيب و لا حسيب، ولايات تحترق و شعب مطحون و مستقبل مظلم .
هذا بعض من توصيف الوضع فى تونس، لذلك نرى قوافل الموت تسير فى البحر الى النهاية المحتومة و لذلك نسمع عن اعداد الموتى يوميا لان الجميع يريد ان يرحل من هذه المقبرة او من هذا السجن المخيف، الجميع اليوم كره النداء و النهضة و التوافق و الوفاق و كل المفردات البائسة التى خرجت من افواه الخونة الحاكمين فى هذا البلد المنكوب، هناك من ندم على رحيل الرئيس السابق و هناك من يفكر بصوت عال فى هذا الامر و هناك من يخجل من نفسه بعد أن شارك فى مؤامرة لقلب نظام و ليس ثورة كما كان يظن فى البداية، حكومات متعاقبة منذ 14 جانفى 2011 و تغيير و تبديل و ترحيل و اقالة و لا شيء يتحرك فى المشهد الاقتصادى البائس و لعل الجميع اليوم قد اقتنع بفشل الثورة و بنجاح المقامرين فى الاستيلاء على أهم مفاصل الدولة بحيث بات الحلم بالتغيير نحو الافضل مجرد حلم باهت بائس لا يستقيم فى ظل انهيار اقتصادى و حالة من الارتباك الحكومى، لم يسبق لتونس أن عرفت مثل هذا الانهيار ، مثل هذا السقوط، مثل هذه الحالات المفجعة من التسيب و عدم الاكتراث بالأخر ، مثل هذه الفضائح و الجرائم اليومية ، الكل اليوم فى صراع محموم بحثا عن المال بكل الطرق و بأيسر الطرق و لو من لحم القاصرات و الغوانى الذين امتلأت بهم شوارع تونس حتى ظن البعض أن البلد قد تحول الى ماخور .
كلنا نشهد اليوم و نعلم و نبصم بالعشرة أن هذا الشعب هو سبب البلية و أن من انتخبهم لقيادة المرحلة بؤساء تعساء جبناء بعيدين عن روح المسؤولية و القدرة على تجنيب البلاد كل هذه الارتطامات المستمرة ، نحن لا نستحق هذا الوطن و هذا الوطن يستحى و يتأفف أن نكون من أبناءه و من صلبه، نحن من دمر الوطن و من خانه و من باعه و من مزقه و من تطاول عليه و من استهزأ بتاريخه و ماضيه و حاضره، هذا الوطن يتيم لأنه فقد كل ابناءه فى معركة البحث عن مستقبل أفضل تحولت بفعل تداخل مخابرات و أياد أجنبية متآمرة من ثورة مباركة الى هزيمة شعبية مؤلمة فأصبحنا نبحث عن أنفسنا فى خضم هذه الاصابع المتشابكة التى تبحث عن تقسيم الوطن و تمزيق لحمته و جسمه المنهوك بفعل سنوات من الديكتاتورية المقيتة و الكبت المجنون، لقد قيل الكثير فى هذه الثورة، من البداية كال الجميع لهذا الشعب من قصائد المديح و الغزل ما جعله يفقد الوعى ليتسلل الخونة و المتآمرون الى سدة الحكم و يحصل ما حصل زمن الترويكا و حكم الاخوان الفاجرين، و فى أيام اعتصام الرحيل ظن المتظاهرون أنهم تخلصوا من الاخوان الفاسدين القاتلين الارهابيين فإذا بهم يسقطون فى فخ ‘ التجمع ‘ القديم و يفقدون الامل نهائيا فى نجاح هذه الثورة المشبوهة .
وصلنا الى اسفل الدرك على كل المستويات و لم يعد هناك مخرج لهذه الهزيمة السياسية الواضحة و مع قدوم الانتخابات البلدية و التشريعية و الرئاسية فى قادم الاشهر و كما تبين فى انتخابات المانيا الاخيرة تأكد للجميع أن الشعب قد استفاق من غفوته و بات يحمل مسؤولية هذا الفشل السياسى لأحزاب الحكم و احزاب المعارضة على حد سواء، الشعب اليوم يريد التخلص من مسؤولية الانتقال الديمقراطى المزيف و يريد البحث لنفسه عن حل يزيل هذه القيادات المشبوهة و لعل قوارب الرحيل الى المجهول التى لم تهدأ منذ صعود النداء الى الحكم هى اكبر دليل على سقوط هذا الحزب قبل أن يسقط مستقبلا فى الصناديق التى لن يحضرها أحد فى أكبر صفعة ستدق جبين القيادة السياسية البائسة لهذا الحزب الخائن الناكث لوعوده الانتخابية، نحن لا ننكر وجود قيادات وطنية تحمل الهم التونسى منذ سنوات و لكن من المهم أن نبحث اليوم عن مخرج من أجل ابناءنا و من أجل مستقبلهم المجهول و علينا البحث عن وسيلة لمحاكمة هذه الطبقة السياسية التـــى قامت برهن البلد و نهبت خيراته و باعت اسراره للمخابرات و السفارات الاجنبية
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: