البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

وجوه عكرة

كاتب المقال احمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3347


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


هؤلاء الزواحف الذين يؤثثون مساء ايام التلفزيون التونسى بمحطاته الفضائية المختلفة ثم ينتقلون الى الاذاعات و ينتشرون على صفحات الجرائد بدعوى تحليل الاوضاع و قراءة كف تونس و التنبؤ بمستقبلها لا يعلمون أنهم يصنعون حالة من الاحباط و عدم التوازن الذهنى داخل المجتمع التونسى نتيجة ما يضخونه من معلومات محبطة و تقديرات سوداوية اضافة الى اعتماد اسلوب غير بيداغوجى فى تمرير المعلومة بما يؤكد انهم يتعلمون الحلاقة فى رؤوس اليتامى كما يقال، فهم ساخطون على كل شيء لا تخرج من ألسنتم إلا عبارات الاحباط بحيث لا يخرج المتابع لهم الا بحالة ضيق و عدم قدرة على التنفس و ربما تدفعه الشياطين الى الذهاب الى الحانات و دور الدعارة و تناول المخدرات ليفرج عن كربه و قد نرى مفعول هذا الخطاب بين الشباب فى كل هذه القوارب التى تنخر عباب البحر راحلة الى ايطاليا بحثا عن ثروة لن تتحقق و مجال رحب للتفكير سيتبدد بعد ان تحل رجال الجندرمة الايطالية و تخفر الجميع الى المطار فى اختزال للعبارة الشهيرة ‘ بضاعتكم ردت اليكم ‘ .

استمع معى الى كلام السيد نجيب الشابى ، حاول معى أن تضيع بعض الوقت فى سماع السيد حمة الهمامى، اغصب نفسك الاستماع الى كلام السيد محمد المنصف المرزوقى، توسم خيرا و أنت تشاهد محسن مرزوق، تشائل و أنت تنصت الى كلام السيد ياسين ابراهيم و قس على ذلك لتجد نفسك قد أضعت نفيسا من وقتك فى سماع هراء و جعجعة بلا طحين و حتى إذا أعدت الحصة فى اليوم الموالى من باب تفاءلوا بالخير تجدوه فانك ستفاجأ هذه المرة بأنك غبى ما بعده غبى و بأنه أبله ما بعده أبله بعد أن صدقت أن هذه الافواه و هذه العقول قادرة على تقديم فكرة ايجابية واحدة قابلة للتطبيق، فالوعاء القديم المثقوب لا يمكنه أن يحوى ماء يحول دون الظمأ و من خسر الانتخابات بالاصفار المتتالية لا يمكن أن تكون حصيلته الفكرية إلا مجموعة من الاصفار التى تعادل صفرا مكعبا بالطول و العرض، فهل من الذكاء أن نتفاءل بما يعرضه السيد نجيب الشابى اليوم بعد أن فتح دكانه السياسى الجديد معتمدا كما يقول فى ندوته الصحفية الفاترة على هؤلاء الذين كرهوا الاحزاب الحالية و يتأملون فى ولادة حزب جديد يحمل تباشير القضاء على البطالة و عودة الاستقرار .

نحن نعلم المقولة الشهيرة ‘ المدرب لا يغير فريقا يربح ‘ و لكن لحد الان لم نسمع عن مقولة مبتكرة تقول ‘ السياسة تمارس بوجوه فاشلة ‘ لان الفشل فى السياسة هو انكسار مرعب كما ان السياسى الفاشل لا يقود أمة ترنو الى المستقبل و لكن من الواضح أن السيد نجيب الشابى يريد أن يقنع المتابعين بكونه العصفور النادر الذى غدرت به السياسة لكن طموحه المتصابى يجعله يصر الحاحا على اعادة التجربة علها تصيب هذه المرة و يصبح من الكبار الذين يشار اليهم بالبنان فى متحف الذكريات و محطات ذاكرة التاريخ، هذا العبث السياسى بل لنقل هذه النزعة الشريرة فى استعمال حق المواطنة و المشاركة السياسية بإفراط لا مثيل له تؤكد مرة أخرى انعدام الاخلاق السياسية و فقدان الموهبة الخلاقة التى بإمكانها أن تقنع هذا ‘ المشارك ‘ الجديد بانعدام فرص النجاح تماما لان مصير الخيول المسنة هو الفناء المحتوم ، ثم لنتساءل بمنتهى العفوية لماذا يصر السيد حمة الهمامى أنه الزعيم الذى لا يشق له غبار و ان حزب الوحدة الشعبية سيزول من الخارطة السياسية لو رحل و غاب عن الانظار، فبنظرنا هناك حالة مرضية سياسية تدفع هؤلاء الزواحف الى التشبث بكرسى الصف الاول خوفا من النسيان .

لا يمكن للسيد محسن مرزوق أن ينجح فى تجميع المتفرقين الناقمين على النداء أو خلق حزب على غرار حزب الرئيس الباجى قائد السبسى فالتشابه فى السياسة مفقود و بالتالى فان الرجل سيواجه من الصعوبات الداخلية ما يستهلك وقته بالطول و العرض ليجد نفسه فى نهاية المطاف ببعض الاصفار الانتخابية و بكثير من مرارة الخيبة خاصة و أن من وعدوه بالإسناد داخليا و خارجيا لا يمكنهم أن يكسروا المعادلة الحاكمة ( نداء و نهضة ) . بطبيعة الحال يعول الرجل على خطاب النقد المتوازن الذى يوجهه الى حكومة السيد يوسف الشاهد من باب مسك العصا من النصف و عدم جلب سخط ساكن القصر الرئاسى الذى يعتبر التهجم و المس من نجله بمثابة المس من شخصه مباشرة و لكن اذا اجرينا عملية مقارنة بسيطة لحملات الانتقاد التى تخرج من افواه السيد مرزوق و بعض دكاكين المعارضة الاخرى للمطالبة بعدم التوريث و بنشر التمويل و تقديم البرامج الواضحة فإننا سنجد ذات الانتقادات من المفترض أن توجهها المعارضة لنفسها، فالفشل ليس فقط فشل النظام و أيضا فشل مركب كل الشخوص السياسية التى تؤثث مشهد المعارضة، إذا سلمنا إن المعارضة جميعها تناضل من أجل الديمقراطية و التحول الديمقراطي و إطلاق الحريات فانه كان من الاجدى أن تبين للمتابعين قبولها ببروز قيادات جديدة و تغيير في الاذهان التي تسيطر علي مجريات الأمور السياسية فى البلد و لكن ذلك غير متيسر فى هذه الاحزاب الكرتونية التى يصر باعثوها على شخصنة الرئاسة و تأليه الفرد و امساك كل قيود الحكم و التحكم فيها .

لقد خانت ‘ المعارضة ‘ نفسها و خانت مشروعها المعلن دون أن تدرى بعد ان عجزت عن تقديم قيادات شبابية جديدة، لها فكرا جديدا و برنامجا جديدا و تصورات جديدة لمحاولة فك شفرات المستقبل و القضاء على سياسة الايادى المرتعشة التى مارست الحكم طيلة سنوات ما بعد الثورة، فهي رفضت برنامج الحزب الحاكم برمته لأسباب يقر الجميع أنها كانت واهية و مجرد ذريعة حتى لا يكتشف الشعب محدودية امكانيات هؤلاء فى القيادة و ممارسة السياسة الواعية المتعقلة المتعاملة مع حقائق الوضع الاقتصادى و اكراهات صندوق النقد الدولى و هشاشة الاقتصاد القومى و تصاعد وتيرة التعطيل الممنهج لسكة العمل اضافة الى ضغوط الوضع الارهابى الذى يستنزف القدرات المادية و المالية القليلة و المتواضعة للدولة، لقد بات جليا ان قيادات المعارضة بحكم سنها لا تستطيع ان تقدم افضل مما قدمته فى تاريخها السياسى المصبوغ بكثير من محطات الفشل الذريع وعلامات الاستفهام المشبوهة بل لنقل ان بلوغ هذه القيادات من السن عتيا و اصرارها على التعامل مع الواقع المتحرك بوسائل الفكر الجامد المحنط يجعلها مجرد ديكور لهذه الحصص الاعلامية المكررة و يطرح أسئلة كثيرة عن مدى فرص نجاح المسار الانتقالى بمثل هذه الوجوه البالية .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الحركة الديموقراطية، نجيب الشابي، حمة الهمامى،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 24-11-2017  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
  تونس : قيس سعيد و القضاء، تفاهمات خفية
  لماذا يتم التنكيل بعبير موسى ؟
  "ميزيريا" زرقاء
  التآمر على أمن الدولة، التهمة الأكثر إضحاكا في تونس
  إن عدتم عدنا، فها أنا عدّت
  تونس : رغيف عيش يا أولاد الحلال
  بلاغ للنائب العام
  هل باع حمة الهمامى دم الشهيد شكري بلعيد؟
  لبن، سمك، تمر هندي
  كيف أتقيّد بقواعد النشر ؟
  هل الشعب هو سبب البلاء ؟
  قيس سعيد، هذا " النظيف" الذي يتسخ كل يوم
  قاللك تحيا تونس
  حرب الاسكات، من يريد بحرية التعبير شرا ؟
  لماذا يريد الرئيس توريث ابنه بالقوة ؟
  سهام طائشة و كلام في الممنوع
  نهضاويات
  عزيزي المتابع تخيل لو نجحوا ...فقط تخيل ...
  لو تحدثنا عن البقايا ...
  تونس : انقلاب الجنرال، الأسئلة و الأجوبة
  يوسف الشاهد، من الغباء السياسي ما قتل
  سى الطبوبى : ياريت تنقطنا بسكاتك
   قناة التاسعة : تلفزيون "شالوم" و أبناء "شحيبر"
  صراخ فلسطين و صمت العرب
  عبير موسى، هذا القضاء الفاسد
  مسلسل هابط اسمه ‘ مجلس نواب الشعب ‘
  نقابة المرتزقة، الحبيب عاشور لم يمت
  بورقيبة، وردة على قبر الزعيم
  تونس : موت عمر العبيدى و كذبة افريل..

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. أحمد محمد سليمان، محمد الياسين، سلوى المغربي، كريم السليتي، د. خالد الطراولي ، حسن الطرابلسي، عبد الله الفقير، صفاء العراقي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. كاظم عبد الحسين عباس ، إيمى الأشقر، د. عبد الآله المالكي، ماهر عدنان قنديل، سفيان عبد الكافي، فوزي مسعود ، صباح الموسوي ، أحمد ملحم، رضا الدبّابي، محمود سلطان، د - صالح المازقي، محمد شمام ، تونسي، رافع القارصي، إياد محمود حسين ، وائل بنجدو، ضحى عبد الرحمن، د - عادل رضا، أحمد بوادي، عبد الله زيدان، صالح النعامي ، محمد يحي، سامر أبو رمان ، د - محمد بن موسى الشريف ، رمضان حينوني، د - شاكر الحوكي ، عمر غازي، أبو سمية، د- محمود علي عريقات، عزيز العرباوي، حميدة الطيلوش، مصطفي زهران، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد العيادي، محمد الطرابلسي، عبد الغني مزوز، د. أحمد بشير، فتحي الزغل، ياسين أحمد، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. طارق عبد الحليم، سلام الشماع، فتحي العابد، علي عبد العال، إسراء أبو رمان، جاسم الرصيف، د- جابر قميحة، الهادي المثلوثي، مصطفى منيغ، محمود طرشوبي، نادية سعد، رافد العزاوي، أشرف إبراهيم حجاج، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أحمد الحباسي، منجي باكير، صلاح المختار، سامح لطف الله، أحمد النعيمي، عبد الرزاق قيراط ، الناصر الرقيق، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمود فاروق سيد شعبان، خبَّاب بن مروان الحمد، سيد السباعي، حسني إبراهيم عبد العظيم، حاتم الصولي، علي الكاش، عواطف منصور، يزيد بن الحسين، أ.د. مصطفى رجب، رشيد السيد أحمد، عمار غيلوفي، الهيثم زعفان، محرر "بوابتي"، د - مصطفى فهمي، مجدى داود، د.محمد فتحي عبد العال، فتحـي قاره بيبـان، محمد اسعد بيوض التميمي، د - محمد بنيعيش، فهمي شراب، المولدي الفرجاني، خالد الجاف ، محمد أحمد عزوز، صفاء العربي، عراق المطيري، د - الضاوي خوالدية، يحيي البوليني، سليمان أحمد أبو ستة، د. صلاح عودة الله ، د- هاني ابوالفتوح، محمد عمر غرس الله، د - المنجي الكعبي، مراد قميزة، أحمد بن عبد المحسن العساف ، كريم فارق، سعود السبعاني، د- محمد رحال، طلال قسومي، صلاح الحريري، العادل السمعلي، رحاب اسعد بيوض التميمي، أنس الشابي، حسن عثمان،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة