أحمد الحباسى - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3257
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
كنت من البداية أستشعر بعض نقاط الاستفهام فى تحرك أبناء تطاوين المناضلة، كان هناك ما هو مريب و ما يدعو للقلق فعلا رغم خروج بعض المتظاهرين الواعدين بأن التحرك سيكون سلميا و بأنه لن يكون هناك تعرض لهيبة الدولة أو لمؤسساتها السيادية و الحيوية، طبعا نحن نتذكر كيف خرج ابناء جربة و كيف انتهى الامر بإلقاء سيارات الشرطة فى البحر و ما تسرب من خفايا و أسرار مرعبة و كنا على قناعة هذه المرة أن هناك من يقف وراء احتجاجات ولاية تطاوين و من يمول بعض المندسين و من يضخ الاخبار التضليلية لتشويش المسيرة و اخراجها من نطاق السلمية الى مربع ضرب هيبة الدولة و التعدى على المؤسسات الحيوية و من وراء ذلك تلهية الجيش و المؤسسة الامنية لتوفير مناخ موات للإرهابيين فى هذه الظروف المتشابكة التى يسعى فيها هؤلاء للعودة من سوريا بعد فشل مشروع اسقاط الرئيس السورى بشار الاسد ، طبعا لم يعد سرا أن هناك أطرافا أجنبية و أطرافا داخلية تحرك الوضع المتوتر فى تونس و لم يعد هناك سر فى خصوص حالة تشابك مصالح بين بعض السياسيين الفاشلين فى الانتخابات التشريعية و الرئاسية السابقة و من والاهم من رموز الفساد من جهة و بين جهات خليجية غربية تسعى لضرب الثورة فى مقتل .
حين يخرج السيد عبد اللطيف المكى رافضا مشروع قانون المصالحة و هو النائب فى مجلس نواب الشعب فالأمر يطرح أكثر من علامة استفهام أولا لان من مهمة النائب اعلان موقفه المعارض و الدفاع عنه داخل المجلس ثانيا لان النائب ينتمى لحركة تعتبر نفسها جزء من حزام الامان للحكومة ثالثا لان حركة النهضة ذاتها لم ترفض المشروع بمثل هذه الصراحة التى يبديها السيد النائب، هذا الموقف المثير للاشتباه من النائب المكى يتلاقى طبعا مع موقف هؤلاء السياسيين الانتهازيين الذين رأينا فشل ‘اعتصامهم ‘ منذ أيام قليلة فى شارع بورقيبة تحت شعار رفض هذا المشروع و الذى تعزز بتلك الحركة المشينة تجاه نصب الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة ، طبعا ، كان منتظرا حين فشلت هذه ‘المظاهرة ‘ أن يرفض بعض المندسين فى اعتصام الكامور العرض الحكومي الذى قبلته الاغلبية و دعت على أساسه لفض الاعتصام و أن يبحثوا عن طريقة ماكرة للتصعيد و مزيد ارباك الحكومة و من وراءها المؤسسة العسكرية التى طالبها رئيس الدولة بحماية المؤسسات البترولية، هنا كان فى تخطيط المتآمرين أن يتم مواجهة الجيش و فرض حالة من الاشتباك تسيل فيها الدماء حتى يتم ضرب المؤسسة العسكرية فى مهنيتها و فى نزاهتها و حياديتها التامة .
فى كل البلدان المتقدمة هناك حدود للعبث السياسى التآمرى على مصالح الشعب و لعل أول المنتقدين لهؤلاء المندسين المواجهين لسلطة الجيش و قيادته الوطنية هم شعبنا فى تطاوين و بالذات هؤلاء الذين قبلوا بالمصالحة و بالتسوية الحكيمة التى مكنتهم من كثير من الحقوق و المكتسبات لان قيام المندسين باقتحام المؤسسات البترولية لإشعال الحريق الكبير الذى ينتظره الارهابيون للمرور الى داخل الوطن مع شحنات السلاح المرعبة يعطل تنفيذ الاتفاق مع الحكومة فى الاجال المحددة و فى ذلك تعبير واضح على ان هؤلاء المخربين للمصالحة يكرهون هذا الشعب و لا يسعون لخدمته أو مساندة تحركاته السلمية، نحن نعلم أن أبناء تطاوين المناضلة يعرفون بعضهم بعضا و يعرفون أن ما يحدث وراءه أياد تآمرية خفية باتت تنكشف للشعب يوما بعد يوم و حين نرى كل تلك الامكانيات المادية و التقنية و الاعلامية المتوفرة لدى هؤلاء المعتصمين و بالذات البعض منهم ممن يدعون الى مزيد من التصعيد لضرب المؤسسات و الجيش ندرك مدى التغلغل المالى الخليجى و مدى تدخل بعض السفارات الاجنبية فى شؤوننا الداخلية و لعل ما كشف من وجود وسائل اتصال عالية التقنية لدى بعض ‘ المعتصمين ‘ يؤكد مرة أخرى أننا نعيش تنفيذ مؤامرة مرعبة.
لقد قيل الكثير عن التدخل الاجنبى المتآمر على الثورة و على تونس بالذات حتى يتم ‘ قتل ‘ هذه الثورة بعد أن تحولت الى مثال ديمقراطى تتحدث عنه كبرى الدول الديمقراطية، اليوم هناك هيئة مشبوهة من المحامين ‘ المسلمين ‘ تسعى بقوة لتدويل هذا الاعتصام اعلاميا لدى عدة قنوات اعلامية خليجية و غربية يعرف الجميع مدى تورطها فى سيلان الدماء العربية سواء فى سوريا او اليمن او العراق او ليبيا ، نحن نعلم من يمول هذه الجهات ‘ الحقوقية ‘ المشبوهة و نعلم مدى تورطها مع مخابرات دول خليجية تريد ضرب الثورة منذ سنة 2011، هذه الدكاكين ‘ الحقوقية ‘ لا تقف دائما إلا فى المكان الخطأ و مع المشروع التدميرى الخطأ للوطن العربى و هى بهذه الصورة تزيد فى تلطيخ اعتصام هؤلاء الانتهازيين المتآمرين بالعار لان الوقوف مع الاجانب لضرب الجيش يعد اكبر معصية و خطيئة يرتكبها مواطن تونسى يعيش تحت راية هذا الوطن، نحن نعلم أن من ينفذون هذه الاجندة المسمومة قد تطوعوا لذلك من أجل المال و الكراسى المتحركة و نعلم أن الجيش يدرك حجم المؤامرة و هو قادر على رفع التحدى و الخروج من هذا المأزق الجهنمى بأخف الاضرار و لعل الانتخابات القادمة ستكون مرحلة الفرز الكبرى لكنس هؤلاء المتآمرين على الجيش و الوطن .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: