البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

المتباكون على السيادة الوطنية ...

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3979


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لا أحد في الأحزاب التونسية لا يتحدث عن السيادة الوطنية بالمقابل لا أحد من الشعب يصدقهم و هذه هي المفارقة العجيبة لان الشعب ينطق بالمقولة الشعبية الشائعة ‘ أسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك أستعجب ‘، هم يتحدثون عن السيادة الوطنية لأنها جزء من الشعارات الرنانة التي تعودوا عليها و لو سئلنا السيد راشد الغنوشى عن معنى السيادة الوطنية لبهت الذي كفر لكن لو سألته عن رأيه في داعش لانهمر سيل الحديث و قال تلك المقولة القذرة ‘ داعش هي تعبير عن الإسلام الغاضب ‘، هكذا بكل وقاحة و عدم احترام لشهداء تونس الذين قضوا لحماية هذا النفر و أمثاله من الذين يتعامون على الحقيقة ، لو سئلنا الامين العام للجبهة الشعبية عن السيادة الوطنية لحدثنا عن ستالين و لينين و بقية الرفاق الذين قضوا قبل أن تأتى رياح البروسترويكا لتعصف بمنظومة الاتحاد السوفييتي السابق و تبقى الهمامى يتيما مع بقية الرفاق ، لو سئلنا محسن مرزوق عن السيادة الوطنية لحدثنا عن أموال بنما المنهوبة و عن نكث العهود الانتخابية و عن عشاء السفارات الأجنبية المشبوهة .

ثار الحديث مجددا حول وجود قواعد أمريكية بتونس، كالعادة وجدنا على منابر الإعلام نفس الأبواق الخبيثة و نفس الأصوات الناعقة و نفس الوجوه الكالحة و نفس الشعارات البائسة، كلهم رفعوا نفس الأغنية القذرة ‘ التباكي على السيادة الوطنية’، أغنية حفظها الشعب كما حفظ فيلم ‘ رابعة العدوية ‘ من فرط التكرار الممل، هم يريدون محاربة الإرهاب و الدخول في حرب ضد الإرهاب بالعصي و المعاول، لا يريدون من يدرب الجيش على حرب العصابات و لا من ينصح هذا الجيش الفقير إلى المعدات الحديثة بالكيفية المناسبة لمواجهة هذه الآفة السليطة المالكة لكل مقومات الاستمرار ، هم لا يريدون قواعد و لا مساعدة عسكرية و لا طائرات استطلاع، يريدون فقط محاربة الإرهاب بالرؤية و بركوب الحمير و التنقل على البغال، لا يريدون اتفاقيات مساعدة أو تدريب أو نصيحة فنية، هم يريدون حربا على الإرهاب يخوضها الجيش بلا دليل و لا رؤية و لا منظار، هكذا حتى يطمئنوا أن ‘ سيادة ‘ السيادة الوطنية لم تنتهك .

لا أدرى ماذا نرد على هؤلاء ، لان السيادة الوطنية التي يتحدثون عنها منتهكة بالطول و العرض، فهؤلاء الإرهابيون المقيمون بين ربوعنا بدون إذن و لا جواز سفر مختوم قد انتهكوا هذه ‘ السيادة الوطنية’ منذ سنة 2011 إلى الآن، كميات السلع المهربة انتهكت السيادة الوطنية على مرأى و مسمع من ‘ الشاهد’ و ‘الصيد’، كميالات الأسلحة لصاحبها البلجيكي انتهكت السيادة الوطنية دون حسيب أو رقيب، السفن التي تلهف ثروتنا السمكية منذ سنوات تنتهك السيادة الوطنية، الذين هربوا المليارات للخارج انتهكوا السيادة الوطنية، الجماعات الإرهابية الليبية تنتهك السيادة الوطنية، السفارات الأجنبية و مخابرات الخليج و الغرب تنتهك السيادة الوطنية، فلماذا يصمت هؤلاء المتباكون على هذه السيادة الوطنية و يبتلعون ألسنتهم ، سيرد سفيه من بينهم ليقول أن هذا لا يبرر الصمت على وجود قواعد عسكرية بالتراب التونسية لأنه يمس من ...السيادة الوطنية، هذا القول يجانب للحقيقة لأنه لا أحد يقبل بهذه القواعد لكن الظروف بإمكانها أن تفرض على الدولة التعامل مع هذا الموضوع بأكبر قدر من الحكمة حتى لا تمس بسيادة الدولة و لا تضيع فرصة القضاء على الإرهاب .

في نهاية الأمر، كل الدول تعمل ضمن أحلاف مع الغير لحماية سلطتها و ترابها من أي اعتداء، هذا ليس عيبا أو ممنوعا كما يوحى هؤلاء الناعقون المتآمرون ، فالاتفاقيات التي تربط فرنسا بالحلف الأطلسي تبيح لإحدى الدول أو كلها التدخل العسكري المباشر في حال تعرض هذا البلد لأي اعتداء من الغير فهل سمعنا حديثا عن السيادة الوطنية، لذلك نقول لكل هؤلاء الناعقين أنه عندما يكون الوطن مهدد في ذاته و ديمومته و استقراره فان كل الخيارات تكون مفتوحة أمام القيادة السياسية الواعية و من حقها أن تتعاون مع الشيطان لو اقتضى الأمر لحماية البلاد لأنه لا أحد ربح حربا بمثل هذه الشراسة بمفرده و لا أحد قادر على مواجهة الإرهاب بمقوماته الذاتية خاصة و أن هذا الجيش قد كان مجرد كيان طيلة عشرات السنين لان الأولوية الوطنية كانت للتعليم و الصحة على حساب التسليح ، اليوم لا أحد من الدول الكبرى يريد إنشاء قواعد عسكرية في الدول الأخرى لان الكلفة عالية و المردود الاستراتيجي ضعيف خاصة في عهد الأقمار الاصطناعية و سفن القيادة العائمة في البحار لذلك نطالب هؤلاء النابحين بالكف عن النفاق و بكاء التماسيح .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، إسلاميو السفارات، التدخل الأجنبي في تونس،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 29-10-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أنظمة جبانة ، أنظمة بلا ضمير
  متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
  تونس : قيس سعيد و القضاء، تفاهمات خفية
  لماذا يتم التنكيل بعبير موسى ؟
  "ميزيريا" زرقاء
  التآمر على أمن الدولة، التهمة الأكثر إضحاكا في تونس
  إن عدتم عدنا، فها أنا عدّت
  تونس : رغيف عيش يا أولاد الحلال
  بلاغ للنائب العام
  هل باع حمة الهمامى دم الشهيد شكري بلعيد؟
  لبن، سمك، تمر هندي
  كيف أتقيّد بقواعد النشر ؟
  هل الشعب هو سبب البلاء ؟
  قيس سعيد، هذا " النظيف" الذي يتسخ كل يوم
  قاللك تحيا تونس
  حرب الاسكات، من يريد بحرية التعبير شرا ؟
  لماذا يريد الرئيس توريث ابنه بالقوة ؟
  سهام طائشة و كلام في الممنوع
  نهضاويات
  عزيزي المتابع تخيل لو نجحوا ...فقط تخيل ...
  لو تحدثنا عن البقايا ...
  تونس : انقلاب الجنرال، الأسئلة و الأجوبة
  يوسف الشاهد، من الغباء السياسي ما قتل
  سى الطبوبى : ياريت تنقطنا بسكاتك
   قناة التاسعة : تلفزيون "شالوم" و أبناء "شحيبر"
  صراخ فلسطين و صمت العرب
  عبير موسى، هذا القضاء الفاسد
  مسلسل هابط اسمه ‘ مجلس نواب الشعب ‘
  نقابة المرتزقة، الحبيب عاشور لم يمت
  بورقيبة، وردة على قبر الزعيم

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
يحيي البوليني، سليمان أحمد أبو ستة، إسراء أبو رمان، الهادي المثلوثي، حسن الطرابلسي، حسني إبراهيم عبد العظيم، فوزي مسعود ، سلوى المغربي، علي الكاش، صلاح المختار، محمد شمام ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، فتحـي قاره بيبـان، رمضان حينوني، عمار غيلوفي، محمود طرشوبي، عبد الرزاق قيراط ، د. أحمد محمد سليمان، سامح لطف الله، علي عبد العال، حاتم الصولي، د. عادل محمد عايش الأسطل، رضا الدبّابي، أحمد الحباسي، وائل بنجدو، كريم السليتي، كريم فارق، مصطفى منيغ، رافد العزاوي، يزيد بن الحسين، أبو سمية، إياد محمود حسين ، أحمد النعيمي، الهيثم زعفان، د. خالد الطراولي ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فتحي العابد، مصطفي زهران، أحمد بن عبد المحسن العساف ، حميدة الطيلوش، حسن عثمان، رحاب اسعد بيوض التميمي، مجدى داود، د - صالح المازقي، محمد عمر غرس الله، د. أحمد بشير، عزيز العرباوي، أنس الشابي، محمد اسعد بيوض التميمي، عواطف منصور، د. صلاح عودة الله ، سفيان عبد الكافي، المولدي الفرجاني، صباح الموسوي ، د - الضاوي خوالدية، خبَّاب بن مروان الحمد، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، خالد الجاف ، محمود فاروق سيد شعبان، تونسي، أ.د. مصطفى رجب، د. طارق عبد الحليم، عبد الغني مزوز، أحمد بوادي، عبد الله الفقير، د - المنجي الكعبي، عراق المطيري، منجي باكير، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد العيادي، أحمد ملحم، محمد الياسين، رافع القارصي، فهمي شراب، د- جابر قميحة، د - شاكر الحوكي ، سامر أبو رمان ، سيد السباعي، فتحي الزغل، عبد الله زيدان، طلال قسومي، د - عادل رضا، إيمى الأشقر، د- هاني ابوالفتوح، عمر غازي، ماهر عدنان قنديل، صالح النعامي ، د - محمد بنيعيش، سلام الشماع، العادل السمعلي، سعود السبعاني، محمد أحمد عزوز، صلاح الحريري، نادية سعد، د. عبد الآله المالكي، أشرف إبراهيم حجاج، د.محمد فتحي عبد العال، مراد قميزة، صفاء العراقي، د - مصطفى فهمي، محمد الطرابلسي، الناصر الرقيق، د- محمود علي عريقات، جاسم الرصيف، صفاء العربي، ضحى عبد الرحمن، محرر "بوابتي"، محمد يحي، د - محمد بن موسى الشريف ، محمود سلطان، رشيد السيد أحمد، ياسين أحمد، د- محمد رحال،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة