البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

منذ ثلاثين عاما وحتى فضيحة الاتفاق النووي: ما الذي يفسّر خداعات أميركا الكاذبة للتستّر على جرائم نظام الملالي ؟

كاتب المقال نبيل أبو جعفر ــ باريس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 2904


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


غريب أمر نظام الملالي ، كلّما حُشِر في زاوية تُثبت جرائمه بالوثائق وتفضح أكاذيبه وتحالفاته السرية المتناقضة بالكامل مع أطروحاته "الثورية" ، أفْلَتَ من عواقبها بقدرة قادر لا بِفِعل قوّته كما دأب البعض على ترويج ذلك. بل بفعل الرعاية السريّة التي يحظى بها من لدن الشيطان الأكبر وأقرب حلفائه ، خصوصا منذ الإعداد لحرب احتلال العراق ، حتى تأَكَّد للكثيرين في هذا العالم أن هؤلاء الملالي الحاكمين ليسوا في باطنيتهم وعنصريتهم وإجرامهم إلاّ طراز آخر من تركيبة عُتاة الكيان الصهيوني ، لهم مزاياهم ويتمتعون بنفس حصانتهم ولو تحت شعار "الموت لأميركا ، الموت لإسرائيل" الذي لم يعد مرفوعا في شوارع طهران ، ولا في سائر الأقطار العربية التي تحتلها إيران أو لها موطىء قدم فيها.

لعل أحد أبرز ما تتضمنه هذه الجرائم القديمة الجديدة وأكثرها افتضاحا ، ما دأب نظام الملالي على نفيه أو تجاهَلَ الرد عليه طوال السنوات الثلاثين الماضية .، على الرغم من كشف المقاومة الإيرانية عنه منذ زمن ، ومواصلة التذكير به مرارا . وهو جريمة إعدام ثلاثين ألف سجين من المعارضين الإيرانيين ، بقرار جنوني من قِبل الخميني على أثر تجرّعه كأس السم في العام 1988 .


الحقائق التي لا تُدحض

في السابق كان اعتماد كلٌ من النفي والتجاهل يستند في تصور الملالي إلى أن إثبات وقوع مثل هذه الجرائم يحتاج إلى توفّر كمّ من الوثائق والصور والأسماء ، وهو ما لم تكن كل تفاصيله متوفرة بشكل كامل ، إلى أن جاء اليوم الذي كشفت فيه منظمة مجاهدي خلق في مؤتمر صحافي عقد بباريس بتاريخ 7 أيلول / سبتمبر الماضي كل هذه التفاصيل بدقة مُثبَّتة بالوثائق والأسماء والصور. وليس ذلك فحسب ، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك وكشفت على لسان سيد محدثين مسؤول الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عن أن المسؤولين الأساسيين الذين وافقوا تحت جُبّة الولي الفقيه على تنفيذ هذه المجزرة وعددهم 52 ، قد أصبحوا كلّهم بعد ذلك يحتلّون المواقع الأساسية في الدولة ، بدءا من خامنئي الذي كان يومها رئيسا للجمهورية ، وهاشمي رفسنجاني الذي كان رئيسا للبرلمان ، وعلي فلاحيان مسؤول المخابرات .. وغيرهم.

الصمت الأميركي المطبق!

طبعا ، من غير المعقول أن لا تكون الولايات المتحدة على علم بهذه الحقائق ، لكنها مع ذلك لاذت بالصمت طوال هذه المدة ولم تُعلن على الأقل وسيرا على عادتها في التغطية على ممارسات هؤلاء الملالي عما في جعبتها حول هذه الجريمة . أي أنها مارست طوال العقود الثلاثة الماضية عملية خداع متواصلة تمثّلت بالكذب للتغطية على أكبر جرائم الإبادة الجماعية التي نفذها النظام الإيراني . وهذا ما عوّدتنا على تكراره حتى اليوم بدليل أن الولايات المتحدة التي خدعت العالم بإعلان انتصارها في إبرام الاتفاق النووي الذي يُلزم إيران بعدم تخصيب اليورانيوم فوق نسبة خمسة بالمئة ، سرعان ما تبيّن أن ذلك لم يحصل وأن هذه الأخيرة لم تتوقف عن مواصلة العمل بمشروعها النووي . وهذا ما أكدته التسريبات التي أخذت تتحدث عن وجود بنود سرية مع نظام الملالي تفتح له مجال التخصيب بنسبة أكبر من المحدد في الإتفاق .وهو ما يلتقي مع ما كشفه تقرير لمعهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن عن وجود "استثناءات" تسمح لإيران بالاحتفاظ بكمية من اليورانيوم المخصب تزيد عن الكمية المنصوص عليها في الصفقة النووية ، الأمر الذي "يسمح بزيادة نسبة تخصيبها حتى مستوى يكفي لصنع قنبلة نووية" .
ناهيك عن اضطرار إدارة أوباما بعد طول همس وتساؤلات إلى الاعتراف بخفايا ما سُمّي أيضا بالصفقة السرية حول الإفراج عن أربعة من السجناء الأميركيين لدى إيران ، ودفع 400 مليون دولار كفدية عنهم إلى نظام الملالي !

لغز داعش وجنون الملالي

إذا حصل ذلك وأفظع منه بهذه الدرجة الموغلة في الكذب والخداع إكراما لعيون ملالي طهران ، وهو أمر ليس غريبا على أميركا ، فإن ذلك يطرح السؤال الذي غاب عن أذهان المحللين والمراقبين وربما أجهزة المخابرات ، وهو : ما الذي يُفسّر السر المخفي وراء قيام الولايات المتحدة بتسليم سليمان البكار مسؤول السلاح الكيماوي في تنظيم داعش إلى الحكومة العراقية ــ أي عمليا إلى ملالي إيران ــ بعد اعتقاله ، ولماذا لم تُعلن خبر تسليمه وتخصصه بغاز الخردل إلا بعد ثلاثة أسابيع من اعتقاله ؟

أخيرا، ورغم كل هذه المحاباة التي يتمتع بها النظام الإيراني من قبل "الشيطان الأكبر" إلى درجة التستر على جرائمها ، فقد جُنّ جنونه من إتمام عملية نقل الدفعة الأخيرة من مجاهدي خلق إلى خارج العراق في التاسع من أيلول / سبتمبر المنصرم ، إلى حد إحالة رجال مخابراته المكلفين من قِبله بتعطيل عملية ترحيلهم إلى التحقيق ، للوقوف على أسباب تقصيرهم في تحقيق هذه المهمة !
ويعود هذا التركيز على المجاهدين إلى كون أن منظمتهم ليست حزبا ولا تَعتبر نفسها مجرد طرف سياسي معارض ، بل تُمثّل البديل الجاهز والقادر بدعم الشعب الإيراني على تحطيم رأس هذا النظام . وهذه الوضعية تعكس عمق المواجهة بالنسبة لها ، في الوقت الذي تعكس فيه مدى خشية النظام من أي تحرك ضدها . وعليه لا يمكن لأحد أن يُردّد ما ادعاه موقع " كشف الخداع " المخابراتي المُكلّف بلعب دور المعارض لتحقيق مآرب عدة ، في خبره الرئيسي يوم 20 أيلول من أن "انتقال منظمة مجاهدي خلق من بغداد الى الخارج دقَّ المسمار الأخير في نعشها ، وأن هدف إسقاط النظام الإيراني صار صعبَ المنال"!

لا يمكن لأحد ادعاء ذلك لأبسط الأسباب وهو أن استماتة النظام الإيراني على إبقاء أعضائها في العراق المحتل تحت التعرض للضرب والقصف والقتل العشواني ، وإعطاء الضوء الأخضر إلى ميلشياته باتباع كل الأساليب لتصفيتهم ولو في آخر لحظة وهم في طريق المغادرة ، يُدلل حتى للمجنون من الناس على أن خروجهم رغما عنه يُعتبر نصرا للمنظمة و هزيمة بکل المقاييس لكافة مخططاته ضدهم .
والآتي من الأيام سيُثبت ذلك .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إيران، الخميني، النووي الإيراني، أمريكا، التعاون الإيراني الغربي، نظام الملالي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 15-10-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد الياسين، سفيان عبد الكافي، د - الضاوي خوالدية، سليمان أحمد أبو ستة، د- محمد رحال، مراد قميزة، محمود فاروق سيد شعبان، عواطف منصور، أحمد الحباسي، حسني إبراهيم عبد العظيم، صلاح الحريري، صالح النعامي ، حسن الطرابلسي، أنس الشابي، سامح لطف الله، ياسين أحمد، د - عادل رضا، عبد الرزاق قيراط ، علي الكاش، محمد شمام ، وائل بنجدو، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. عبد الآله المالكي، إسراء أبو رمان، عمر غازي، فوزي مسعود ، كريم فارق، د. ضرغام عبد الله الدباغ، المولدي الفرجاني، عراق المطيري، سامر أبو رمان ، صباح الموسوي ، عبد الله زيدان، العادل السمعلي، صفاء العربي، د. مصطفى يوسف اللداوي، الهيثم زعفان، حميدة الطيلوش، الناصر الرقيق، أحمد بوادي، خبَّاب بن مروان الحمد، أ.د. مصطفى رجب، صلاح المختار، سعود السبعاني، د - محمد بنيعيش، رمضان حينوني، د- جابر قميحة، محرر "بوابتي"، محمد العيادي، حسن عثمان، د - المنجي الكعبي، مصطفي زهران، تونسي، أبو سمية، فتحي الزغل، نادية سعد، د - مصطفى فهمي، د. أحمد محمد سليمان، عبد الغني مزوز، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أحمد ملحم، يحيي البوليني، د. خالد الطراولي ، رافد العزاوي، الهادي المثلوثي، محمود سلطان، د - صالح المازقي، أحمد النعيمي، د. طارق عبد الحليم، د- هاني ابوالفتوح، ماهر عدنان قنديل، ضحى عبد الرحمن، عزيز العرباوي، علي عبد العال، رافع القارصي، مجدى داود، محمود طرشوبي، د- محمود علي عريقات، د. أحمد بشير، حاتم الصولي، إيمى الأشقر، محمد الطرابلسي، صفاء العراقي، جاسم الرصيف، خالد الجاف ، د. صلاح عودة الله ، عبد الله الفقير، محمد يحي، رضا الدبّابي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد عمر غرس الله، محمد أحمد عزوز، فهمي شراب، عمار غيلوفي، منجي باكير، فتحـي قاره بيبـان، إياد محمود حسين ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رشيد السيد أحمد، يزيد بن الحسين، سلام الشماع، فتحي العابد، د. عادل محمد عايش الأسطل، طلال قسومي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سلوى المغربي، د.محمد فتحي عبد العال، مصطفى منيغ، د - شاكر الحوكي ، كريم السليتي، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد اسعد بيوض التميمي، أشرف إبراهيم حجاج، سيد السباعي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة