البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

تركيا، صراع الذئاب المفترسة

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3410


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


سواء فشل الانقلاب في تركيا أو لم يفشل و سواء خرج رجب أوردغان منتصرا أو منكسرا في هذه المواجهة الدموية الساخنة فالثابت للجميع اليوم أن ‘ ديمقراطية’ حزب العدالة و التنمية الحاكم قد خرجت منهزمة بالضربة القاضية و بات من الواجب على رئيس الدولة أن يعيد كل حساباته الخاسرة و يسخر بقية مدته الدستورية لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه و جبر الأواني المكسرة بفعل سياسة خائبة سطرها وزير الخارجية و رئيس الحكومة السابق داوود أحمد أوغلو، طبعا ما جاء على لسان رئيس الدولة منذ ساعات من كون الديمقراطية التركية قد انتصرت هو مجرد شعار بائس يعلم الجميع عدم صدقيته على أرض الواقع خاصة و أن المؤسسة العسكرية هي التي دبرت هذا الانقلاب العنيف من باب التعبير عن سخطها على السياسة المتبعة مع دول الجوار و فشل الحكومة في إتباع خطة سير معتدلة ترفض الدخول في عداوات مباشرة من أجل عيون إسرائيل أو السعودية أو أمريكا .

كعادته توجه الرئيس التركي و حاشيته بأصابع الاتهام إلى المعارضة و بالذات إلى السيد فتح الله غولن اللاجئ السياسي المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية كل ذلك لضرب عصفورين بحجر واحد الأول التخلص من معارض شرس و إعطاء الانقلاب بعدا أخر غير البعد الحقيقى و الثاني الإيحاء بكون الإدارة الأمريكية قد تساهلت مع هذا الرجل بدليل التنديد الخجول لهذه الإدارة بالانقلاب مما طرح أمام المتابعين كثيرا من الأسئلة حول طبيعة الخلاف القائم بين الرئيس التركي و بين الإدارة الأمريكية بالنظر إلى التسريبات الإعلامية حول وجود خلاف يتعلق بكيفية التعاطي مع الملف السوري المطروح بقوة على طاولة الرئيس الأمريكي في هذه الفترة الحساسة التي تصارع فيها ممثلة الحزب هيلارى كلينتون المرشح المنافس في الانتخابات الرئاسية المقبلة بحيث أن أي ‘ انتصار’ في هذا الملف سيساهم في تدعيم حظوظها المتقاربة للفوز بمدة رئاسية، لكن المتابع لارتدادات الانقلاب يدرك أن الشعب التركي و لئن نزل للشارع لحماية الشرعية و التعبير عن رفضه العنيف للانقلابات فإن ذلك لن يمثل بأي حال و كما يظن الرئيس التركي عملية إسناد للديمقراطية التركية التي سقطت منذ فترة بسبب ما تعرض له المتظاهرون في ميدان ‘تقسيم’ وسط العاصمة التركية على يد بوليس النظام .

تتحدث أنباء الساعات الأخيرة من عاصمة البوسفور عن حملة دموية من الإيقافات شملت الآلاف من العسكريين من مختلف الرتب و ألاف قرارات العزل و الإيقاف ضد القضاة إضافة إلى تكميم الصحافة و إيقاف بعض الصحفيين و المعارضين من باب استثمار الانقلاب للتخلص من الخصوم و بعملية جمع و طرح بسيطة يتأكد اليوم أن الرئيس التركي في حربه الضروس ضد المعارضة قد فتح النار هذه المرة على نفسه على اعتبار أن هذه الإيقافات و لئن شملت الأفراد فأنها و بالتداعي قد شملت عائلاتهم و ذويهم و هو ما سيوسع عمليا قاعدة المعارضين المناوئين للتوجهات الفاشلة للحزب الحاكم و التي لم ينفع التغيير الأخير في رئاسة الحكومة و التضحية بصديق العمر داوود اوغلو في إيجاد الحل السحري السريع لإرجاع الأمل للاقتصاد التركي المتهاوي نتيجة الاعتباطية السياسية الخارجية التركية و بالذات الدخول في منظومة أصدقاء سوريا لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، بطبيعة الحال، ستشكل المحاكمات المقبلة للمعتقلين فرصة للمعارضة لمزيد تلاحم الصفوف و للقيادة التركية لمزيد الهروب إلى الأمام و عدم مواجهة الفشل السياسي.

العبرة بالخواتيم كما يقول معلقنا عصام الشوالى و العبرة في الملف التركي قاتمة السواد لأنه بين أحلام البدايات و كوابيس النهايات هناك حالة من السقوط المتواصل تؤكد مرة أخرى أن الأنموذج التركي و ما يسمى بالإسلام السياسي لم يمثل الحل كما سوق له بعض المتآمرين على الدول و المصالح العربية بل المشكلة التي زادها وجود الجماعات الإرهابية في سوريا على وجه التخصيص عنفا و ضراوة، لا بد من التذكير أيضا أن فشل الانقلاب ليس مهما في حد ذاته لان الانقلابات لم تعد الحل بل المهم في هذا الانقلاب أنه وسع في شريحة معارضي النظام و كشف للعالم أن حملات ضرب المؤسسة العسكرية التركية لم تفلح و لن تفلح و أن الإسلام السياسي هو الخاسر الوحيد في هذه العملية الانتحارية العسكرية و أن وعود رئيس الدولة بمعاقبة المتآمرين بشدة ستكون الجريمة الدموية الأخيرة لهذا الرجل الذي فقد عقله بسبب هوس الزعامة و حب الظهور، و عندما يجتمع الفساد، الإرهاب، الاستبداد و هوس السلطة إضافة إلى فشل في إدارة الحكم فلا شك أن هذا الانقلاب سيكون بداية النهاية لحكم الإسلام السياسي في تركيا و بالتبعية في كامل الوطن العربي .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تركيا، الإنقلاب بتركيا، محاولة الإنقلاب الفاشلة، طيب أردوغان،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 17-07-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أنظمة جبانة ، أنظمة بلا ضمير
  متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
  تونس : قيس سعيد و القضاء، تفاهمات خفية
  لماذا يتم التنكيل بعبير موسى ؟
  "ميزيريا" زرقاء
  التآمر على أمن الدولة، التهمة الأكثر إضحاكا في تونس
  إن عدتم عدنا، فها أنا عدّت
  تونس : رغيف عيش يا أولاد الحلال
  بلاغ للنائب العام
  هل باع حمة الهمامى دم الشهيد شكري بلعيد؟
  لبن، سمك، تمر هندي
  كيف أتقيّد بقواعد النشر ؟
  هل الشعب هو سبب البلاء ؟
  قيس سعيد، هذا " النظيف" الذي يتسخ كل يوم
  قاللك تحيا تونس
  حرب الاسكات، من يريد بحرية التعبير شرا ؟
  لماذا يريد الرئيس توريث ابنه بالقوة ؟
  سهام طائشة و كلام في الممنوع
  نهضاويات
  عزيزي المتابع تخيل لو نجحوا ...فقط تخيل ...
  لو تحدثنا عن البقايا ...
  تونس : انقلاب الجنرال، الأسئلة و الأجوبة
  يوسف الشاهد، من الغباء السياسي ما قتل
  سى الطبوبى : ياريت تنقطنا بسكاتك
   قناة التاسعة : تلفزيون "شالوم" و أبناء "شحيبر"
  صراخ فلسطين و صمت العرب
  عبير موسى، هذا القضاء الفاسد
  مسلسل هابط اسمه ‘ مجلس نواب الشعب ‘
  نقابة المرتزقة، الحبيب عاشور لم يمت
  بورقيبة، وردة على قبر الزعيم

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عزيز العرباوي، د. صلاح عودة الله ، د - محمد بن موسى الشريف ، حميدة الطيلوش، محمد العيادي، محمود سلطان، محمد اسعد بيوض التميمي، حاتم الصولي، د - المنجي الكعبي، سلام الشماع، أحمد الحباسي، الناصر الرقيق، فهمي شراب، محمد الياسين، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أحمد بوادي، مصطفى منيغ، إسراء أبو رمان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، ياسين أحمد، د. عادل محمد عايش الأسطل، رافع القارصي، سيد السباعي، طلال قسومي، ماهر عدنان قنديل، سفيان عبد الكافي، صفاء العراقي، أحمد النعيمي، عمر غازي، محرر "بوابتي"، محمد شمام ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سامر أبو رمان ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، العادل السمعلي، يزيد بن الحسين، د. خالد الطراولي ، حسن الطرابلسي، مجدى داود، عبد الغني مزوز، د - صالح المازقي، محمد عمر غرس الله، يحيي البوليني، الهيثم زعفان، سلوى المغربي، وائل بنجدو، د. أحمد بشير، د- محمود علي عريقات، ضحى عبد الرحمن، عبد الله الفقير، أحمد ملحم، خالد الجاف ، حسني إبراهيم عبد العظيم، مصطفي زهران، صلاح الحريري، إيمى الأشقر، صباح الموسوي ، أبو سمية، محمد الطرابلسي، د - محمد بنيعيش، جاسم الرصيف، المولدي الفرجاني، محمود فاروق سيد شعبان، د - مصطفى فهمي، أ.د. مصطفى رجب، صلاح المختار، أنس الشابي، د - الضاوي خوالدية، د - عادل رضا، عراق المطيري، د. مصطفى يوسف اللداوي، صفاء العربي، مراد قميزة، د - شاكر الحوكي ، عبد الرزاق قيراط ، رضا الدبّابي، رمضان حينوني، سامح لطف الله، د.محمد فتحي عبد العال، نادية سعد، محمد يحي، د. عبد الآله المالكي، فوزي مسعود ، محمود طرشوبي، حسن عثمان، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د- جابر قميحة، الهادي المثلوثي، سليمان أحمد أبو ستة، كريم السليتي، كريم فارق، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. طارق عبد الحليم، رشيد السيد أحمد، علي الكاش، د- محمد رحال، علي عبد العال، رافد العزاوي، عبد الله زيدان، صالح النعامي ، د. أحمد محمد سليمان، فتحي الزغل، عواطف منصور، خبَّاب بن مروان الحمد، إياد محمود حسين ، فتحي العابد، منجي باكير، عمار غيلوفي، فتحـي قاره بيبـان، سعود السبعاني، د- هاني ابوالفتوح، محمد أحمد عزوز، تونسي، أشرف إبراهيم حجاج،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة