البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

صوت إسرائيل من أفريقيا !

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3204


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


معلوم، أن ما يربحه طرف ما، هو ما يخسره الطرف المقابل، وإذا كانت إسرائيل قد أعلنت عن أن اجتياح رئيس الوزراء "بنيامين نتانياهو" للقارة الإفريقية الأسبوع الماضي، قد حقق نجاحاً منقطع النظير، فإن ذلك لا يأتي على حساب المصالح العربية وحسب، بل على حساب أمنها القومي من غير ريب.

فمنذ لحظة عودته إلى تل أبيب، تمكن "نتنياهو" أن ينسب لنفسه مجموعة كبيرة من الإنجازات السياسية والدبلوماسية، والتي من شأنها أن تمكنه من أن يفرض نفسه زعيماً جديراً لإسرائيل، والتغطية على جملة التنغيصات التي دأب بها حُسّاده ومناوئيه للإطاحة به على الأقل، بل وأجبرتهم على اللحاق بالآلة الإعلامية والمؤسسات الحكومية الأخرى التي استمرّت على الإشادة بمّا استطاع "نتانياهو" من جمعه من الغنائم، وخاصة تلك التي قصد توفيرها لإسرائيل وللشعب الإسرائيلي، كإنجازات خارقة لم تعهدها من قبل.

فبمجرّد وقوفه على البساط الأحمر كرئيس دولة عظمى، ودّ الإعلان على الهواء مباشرةً بأن: (هنا صوت إسرائيل من أفريقيا) خاصةً بعدما وجد نفسه وقد شغِل المكان، وضمِن وصوله للثروات العملاقة التي تزخر بها القارّة، ولمركزها الاستراتيجي المطل على البحار والممرات المائية المؤثّرة على حركة التجارة الدولية، خاصةً وأنها تشكل حالياً ميداناً عسكرياً رحباً، وممراً مهماً للتجارة البحرية الإسرائيلية.

وهو بذلك يصل إلى رغبة إسرائيل، في مراقبة ومحاصرة المصالح العربية – الأفريقية المشتركة، ومن ناحية أخرى تطويق الأمن المائي العربي، والسيطرة على الاقتصاديات العربية، إضافةً إلى إنشاء تيارات أفريقية مناهضة للأنظمة العربية ومؤيدة لإسرائيل، وإفساح المجال أمام خلق وتطوير أسواق كبيرة للصادرات الإسرائيلية.

أيضاً فقد أعلن "نتانياهو" عن تغييرات جوهرية حصلت للمواقف الاستراتيجية للدول الأفريقية لصالح إسرائيل، وعلى حساب القضية الفلسطينية، وسواء على النطاق الأفريقي العام، أو على مستوى المحافل الدولية، ولم يكن إعلانه جزافاً أو هكذا، بل بعدما حصل على تأكيدات حقيقية بشأنها، إضافة إلى ما هو مهم، والمتمثّل بحصوله على تعهدات أفريقية بتسهيل هجرة مواطنيها اليهود إلى إسرائيل، وبالعمل ضد حملات المقاطعة، ومكافحة السامية، والتعاون في مواجهة الحركات الإسلامية المتشددة، والحيلولة دون وصولها لكراسي السلطة باعتبارها تشكّل أخطاراً مشتركة.

"نتانياهو" لم يستطع الإعلان بحسب الاتفاق، ولا الإخفاء أيضاً، من أجل إثبات جدارته في إضافة نجاحات سياسية ودبلوماسية إلى سجلّه السياسي، وخاصة لهذه الجولة، حيث بادر بالتلميح عن نجاحه في التواصل وبـ (طلاقة) مع دول أفريقية –عربية ومسلمة- لم تكن لإسرائيل القدرة في الماضي من الاتصال بها، وكانت شبهات قد دارت حول الصومال والدولة التشادية.

تقريباً كل الدول التي سقط عليها، أضافت موافقتها إلى تأييد عشرات من دول شرق القارّة، باتجاه استعادة إسرائيل مكانتها كـ (مراقب) في الاتحاد الأفريقي، وهذا سيكون قريب المنال خاصة وأن هناك أكثر من 45 من 53 دولة، تربطها علاقات إيجابيّة مع إسرائيل، بما يعني أن لا قيمة لأي اعتراضات عربيّة على تلك النوايا، بسبب أنها سيكون لا مستقبل لها، وفي ضوء أن بعض الدول ومصر بخاصة، ستكون من الأصوات الداعمة في هذا الاتجاه وبصورة نهائية.

ولأن مشروع النهضة الأثيوبي سيخدم في النهاية الدولة الإسرائيلية بطريقة أو بأخرى، فقد أعلن "نتانياهو" عن موقفه بكل وضوح، عن دعمه للمشروع، وبدون أي اهتمام للمصلحة المصرية، باعتبار أن مصر هي التي في حاجة إلى إسرائيل وليس العكس، خاصة في الظروف السياسية والاقتصادية الكئيبة التي تعيشها.

لم يكن اتجاه إسرائيل نحو أفريقيا منذ هذه الفترة، بل كانت هناك علاقات سابقة وتنامت خلال السنوات الماضية لتصل إلى ما هي عليه اليوم من تطور يهدد الأمن القومي العربي وبشكل لا فرار منه، علاوة على أن لديها آلاف الأقدام المتجذّرة في أعماق مشروعات اقتصادية وأمنيّة ضخمة، أظهرت من خلالها ولا تزال أنها البديل الكفء لأي دور عربي مهما كان حجمه، وبالضغط باتجاه أن استلام أفريقيا للتكنولوجيا الإسرائيلية، لهي أفضل بأضعاف من مد يدها لاستقبال المال.

إن المتابع للسياسة الإسرائيلية، تجاه القارة الأفريقية، يتضح له أن إسرائيل بفضل "نتانياهو" أرست لنفسها استراتيجية مستقبلية للتعامل معها عبر مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنيّة على نحوٍ خاص، والتي بوسعها أن تلقف أي أدوار عربية ماضية أو مستقبليّة، وإذا كان مثل هذا الاعتقاد صحيحاً، فلا بد أن يكون العرب مدركين تماماً لكافة المخاطر، والتي هي أكبر كثيراً مما تراه العيون.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إسرائيل، الإحتلال الإسرائيلي، فلسطين، إفريقيا، التطبيع مع إسرائيل،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 10-07-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - محمد بنيعيش، عزيز العرباوي، محمود طرشوبي، عمر غازي، د. أحمد محمد سليمان، محمد العيادي، د. مصطفى يوسف اللداوي، حاتم الصولي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، نادية سعد، ياسين أحمد، أشرف إبراهيم حجاج، د- محمود علي عريقات، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد الطرابلسي، د - شاكر الحوكي ، محمد أحمد عزوز، خالد الجاف ، حميدة الطيلوش، صالح النعامي ، أحمد النعيمي، منجي باكير، حسن الطرابلسي، عمار غيلوفي، طلال قسومي، صفاء العراقي، د. طارق عبد الحليم، فوزي مسعود ، د- جابر قميحة، الناصر الرقيق، علي الكاش، محمد شمام ، محمد عمر غرس الله، أحمد بوادي، رافد العزاوي، أحمد ملحم، رمضان حينوني، محمود فاروق سيد شعبان، كريم فارق، يحيي البوليني، رضا الدبّابي، أبو سمية، عبد الغني مزوز، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أنس الشابي، مراد قميزة، وائل بنجدو، حسن عثمان، د - مصطفى فهمي، كريم السليتي، تونسي، فتحـي قاره بيبـان، د. خالد الطراولي ، يزيد بن الحسين، د - صالح المازقي، د - المنجي الكعبي، رشيد السيد أحمد، ماهر عدنان قنديل، علي عبد العال، الهيثم زعفان، د- محمد رحال، د. أحمد بشير، مجدى داود، سامر أبو رمان ، محمود سلطان، جاسم الرصيف، سلام الشماع، سامح لطف الله، الهادي المثلوثي، د- هاني ابوالفتوح، مصطفي زهران، مصطفى منيغ، سليمان أحمد أبو ستة، فتحي الزغل، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. صلاح عودة الله ، حسني إبراهيم عبد العظيم، سفيان عبد الكافي، ضحى عبد الرحمن، إسراء أبو رمان، د.محمد فتحي عبد العال، فتحي العابد، أ.د. مصطفى رجب، عراق المطيري، فهمي شراب، د - الضاوي خوالدية، د. عبد الآله المالكي، عبد الله الفقير، عبد الرزاق قيراط ، خبَّاب بن مروان الحمد، العادل السمعلي، عبد الله زيدان، محمد يحي، محمد اسعد بيوض التميمي، صلاح المختار، المولدي الفرجاني، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صباح الموسوي ، محمد الياسين، محرر "بوابتي"، سيد السباعي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صلاح الحريري، د - عادل رضا، إياد محمود حسين ، رحاب اسعد بيوض التميمي، صفاء العربي، أحمد الحباسي، رافع القارصي، سلوى المغربي، عواطف منصور، إيمى الأشقر، سعود السبعاني،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة