البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

أطباء النظارات الفاخرة و القلوب المتحجرة

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3657


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


منذ أيام توفيت الشابة ريم الكافي نتيجة خطأ طبي فادح و إهمال مقصود في إحدى مصحات العاصمة، شقيقتها هدى ناشدت من بقى من الضمائر الحية في هذه البلاد القاحلة المشاعر التعبير بكل الوسائل المتاحة عن التعاطف مع هذا المصاب الجلل ثم التشهير بهؤلاء الأطباء القتلة و من سمتهم للأسف الشديد بالمتحصنين وراء الميدعات البيضاء و النظارات الفاخرة، في هذا الصدد لن نستبق الأحداث و الأبحاث من باب النزاهة و الموضوعية و نؤكد أن المضنون فيه بريء حتى تثبت إدانته، لكن بالرجوع إلى ما تنشره وسائل الإعلام و ما يتناهى إلى الأسماع و ما تشهده قاعات المحاكم على كامل تراب الجمهورية فالظاهر أن هناك مشكلة و مشكلة ضمير بالأساس لدى بعض الأطباء و المصحات و هناك حالة مثيرة للانتباه تؤكد أن أصحاب القلوب الرحيمة قد فقدوا بعض هذه الصفات الحميدة المطلوبة و باتوا مجرد أشخاص يبحثون عن المال و الكسب الحرام .

لن تكون ريم الكافي الضحية الأولى و لا الأخيرة، و هذا الخطأ الطبي الذي أدى إلى وفاتها لن يكون الأول و لا الأخير و ما دام الإنسان معرضا للمرض و مضطرا للمعالجة الطبية فان الأخطاء ستبقى مستمرة، و لان إقامة الدليل على إهمال الطبيب أو تقصيره يعد أمرا عسيرا في ظل قضاء منهار و بطيء و منحاز خاصة و أن إثبات ارتكاب الطبيب المعالج للخطأ الطبي يقع على عاتق النيابة العامة التي تتكفل بإثبات عناصر الجريمة بما فيها الركن المعنوي الذي يتمثل في قيام الطبيب بالعمل أو الامتناع عنه مما يؤدى للوفاة أو الإصابة الخطأ نتيجة عدم بذله الحيطة و الحذر المطلوبين و على عاتق لفيف من الأطباء يتولون إبداء الرأي الطبي حول الحالة الطبية المعروضة عليهم بحيث يتقرر ما إذا يتحمل الطبيب المسؤولية التقصيرية الطبية من عدمه و هو أمر يحتاج من هذه اللجنة كثيرا من النزاهة و الشهامة فستبقى الأخطاء الطبية القاتلة متواصلة .

لا شك أن الأخطاء الطبية قد أصبحت تشكل ظاهرة جديرة بالمتابعة و الدراسة و لا شك أن بعض الأطباء بما فيهم الكبار المتخصصين قد أصيبوا بنهم المال على حساب القسم الطبي و لا شك أن السلطة المشرفة على المهنة و السلطة القضائية المشرفة على رد المظالم و السلطة الحاكمة المسئولة عن واجب تلقى المريض للرعاية الصحية المضمونة دستوريا يعدون مسئولين بالتضامن عن كل ما يحدث من أخطاء طبية قاتلة و من انتشار هذا ‘ الفيروس’ المدمر و الذي يعتبر مأساة غيرت حياة الكثيرين و قلبتها رأسا على عقب و بقى ‘القتلة’ يمارسون عمليات القتل بكل راحة بال و يتمتعون بأموال تلك العمليات و التدخلات الطبية في حلهم و ترحالهم في الدول الغربية للاستمتاع و السياحة، ولان المشرع التونسي لم يعرف الخطأ الطبي بصورة شفافة و دقيقة و ترك ذلك للقواعد العامة للقانون و هي قواعد يعرف الجميع أنها ‘ تتسع ‘ لكل الآراء و التأويلات و الرياضة الجدلية للمحامين و أصحاب الرأي القانوني فإن الأخطاء الطبية ستستمر على حساب الضحايا.

ارتفاع وتيرة الحديث عن الأخطاء الطبية و تزايدها بمعدلات مرعبة في السنوات الأخيرة ليس نتيجة وعى المتضررين أو تعاطى الإعلام مع الظاهرة بعد أن كان من التابوهات المسكوت عنها بل أن الأمر يرجع أساسا و بالذات إلى تردى كامل المنظومة الصحية سواء على مستوى التكوين و الانتداب أو على مستوى البنية التحتية الطبية أو على مستوى شرف و أخلاق المهنة التي رماها بعض الأطباء و الإطارات الشبه الطبية في المزبلة ليمارسوا هواية صيد و جمع الأموال و تكديسها على حساب صحة المريض، في هذا الإطار بالذات تتحمل الدولة كامل المسؤولية في تردى الوضع خاصة بعد أن ثبت عجز ها عن مواجهة الظاهرة بالحزم و الشدة المطلوبة و فشلها في مسألة الرقابة الإدارية و في ممارسة حقها في الإعفاء الوجوبى لكل هؤلاء الذين يستهترون بحياة البشر من أجل حفنة بائسة من الأموال الملوثة بالدماء و الدموع، و إذا كان الدستور قد شدد على حق المواطن في الحياة و على ضرورة عدم المس بسلامته الجسدية و المعنوية تحت أي ظرف فانه أصبح لزاما على الدولة ممارسة حقها في معالجة هذه الظاهرة الخطيرة و عدم الخشية من بأس نقابة الأطباء أو من يتم تمويلهم للتعتيم على الجرائم الطبية فضلا عن ممارسة واجبها في فرض ضرورة احترام مصحات القطاع الخاص للشروط و المعايير الدولية في الترخيص إضافة إلى فرض رقابة صارمة على هذا القطاع الذي تحول إلى مافيا تتاجر في بيع الأعضاء البشرية بعد أن تخلصت من ضميرها و فقدت كل مشاعرها الإنسانية


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الطب، الأخطاء الطبية، المهن الحرة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 17-06-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أنظمة جبانة ، أنظمة بلا ضمير
  متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
  تونس : قيس سعيد و القضاء، تفاهمات خفية
  لماذا يتم التنكيل بعبير موسى ؟
  "ميزيريا" زرقاء
  التآمر على أمن الدولة، التهمة الأكثر إضحاكا في تونس
  إن عدتم عدنا، فها أنا عدّت
  تونس : رغيف عيش يا أولاد الحلال
  بلاغ للنائب العام
  هل باع حمة الهمامى دم الشهيد شكري بلعيد؟
  لبن، سمك، تمر هندي
  كيف أتقيّد بقواعد النشر ؟
  هل الشعب هو سبب البلاء ؟
  قيس سعيد، هذا " النظيف" الذي يتسخ كل يوم
  قاللك تحيا تونس
  حرب الاسكات، من يريد بحرية التعبير شرا ؟
  لماذا يريد الرئيس توريث ابنه بالقوة ؟
  سهام طائشة و كلام في الممنوع
  نهضاويات
  عزيزي المتابع تخيل لو نجحوا ...فقط تخيل ...
  لو تحدثنا عن البقايا ...
  تونس : انقلاب الجنرال، الأسئلة و الأجوبة
  يوسف الشاهد، من الغباء السياسي ما قتل
  سى الطبوبى : ياريت تنقطنا بسكاتك
   قناة التاسعة : تلفزيون "شالوم" و أبناء "شحيبر"
  صراخ فلسطين و صمت العرب
  عبير موسى، هذا القضاء الفاسد
  مسلسل هابط اسمه ‘ مجلس نواب الشعب ‘
  نقابة المرتزقة، الحبيب عاشور لم يمت
  بورقيبة، وردة على قبر الزعيم

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سلوى المغربي، د - عادل رضا، رمضان حينوني، عبد الله زيدان، ضحى عبد الرحمن، سليمان أحمد أبو ستة، سامح لطف الله، د - الضاوي خوالدية، سعود السبعاني، عمر غازي، فتحي العابد، أبو سمية، د. أحمد بشير، عواطف منصور، د- محمد رحال، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، رشيد السيد أحمد، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد يحي، د. طارق عبد الحليم، طلال قسومي، خبَّاب بن مروان الحمد، صباح الموسوي ، محمد الطرابلسي، كريم فارق، نادية سعد، محمود سلطان، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د- هاني ابوالفتوح، محمد شمام ، د. صلاح عودة الله ، رافع القارصي، ماهر عدنان قنديل، صلاح الحريري، فوزي مسعود ، محمود فاروق سيد شعبان، أحمد بوادي، حميدة الطيلوش، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - شاكر الحوكي ، رافد العزاوي، عراق المطيري، محمود طرشوبي، محرر "بوابتي"، أحمد الحباسي، سلام الشماع، صلاح المختار، أحمد ملحم، خالد الجاف ، ياسين أحمد، يحيي البوليني، الناصر الرقيق، علي عبد العال، حاتم الصولي، جاسم الرصيف، صفاء العربي، علي الكاش، تونسي، محمد عمر غرس الله، مراد قميزة، أ.د. مصطفى رجب، حسن عثمان، عمار غيلوفي، أحمد النعيمي، د - محمد بن موسى الشريف ، عزيز العرباوي، الهادي المثلوثي، عبد الغني مزوز، محمد الياسين، حسني إبراهيم عبد العظيم، مصطفى منيغ، وائل بنجدو، فتحي الزغل، محمد العيادي، د. خالد الطراولي ، إياد محمود حسين ، د - صالح المازقي، صفاء العراقي، د. أحمد محمد سليمان، مصطفي زهران، د.محمد فتحي عبد العال، يزيد بن الحسين، أنس الشابي، محمد اسعد بيوض التميمي، رضا الدبّابي، مجدى داود، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - مصطفى فهمي، إسراء أبو رمان، عبد الله الفقير، الهيثم زعفان، د- جابر قميحة، د - المنجي الكعبي، كريم السليتي، العادل السمعلي، د. عادل محمد عايش الأسطل، فهمي شراب، د. عبد الآله المالكي، صالح النعامي ، أشرف إبراهيم حجاج، رحاب اسعد بيوض التميمي، سفيان عبد الكافي، محمد أحمد عزوز، منجي باكير، فتحـي قاره بيبـان، عبد الرزاق قيراط ، سيد السباعي، د- محمود علي عريقات، د. مصطفى يوسف اللداوي، المولدي الفرجاني، حسن الطرابلسي، إيمى الأشقر، سامر أبو رمان ، د - محمد بنيعيش،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة