البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

موقف الكنيسة الكلدانية الموضوعي من التسليح

كاتب المقال شيروان عبد الله - العراق    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 2866


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


هناك تساؤلات وهناك مواقف تترتب على الإجابة على هذه التساؤلات ، ومن التساؤلات المهمة هو ما يحدث من تدخل دول خارجية بما فيها الكبرى ودول الجوار لتسليح العراقيين لمواجهة التطرف وبالخصوص تنظيم داعش الذي ما زال يسيطر على مساحات واسعة من البلد ، ويفترض بهذه الدول عندما يكون هدفها المعلن مساعدة العراق لدحر الإرهاب ان تقدم هذه المساعدة عن الطريق الرسمي الذي يؤمن قوة الدولة ومؤسساتها المهنية وخصوصا الجيش وقوى الآمن الداخلي والرسمي منها هو ما يمثل الدولة المركزية في بغداد وأيضاً ما يمثل الإقليم ، وأن الخروج عن هذا الطريق يجعل المراقب الموضوعي في ارتياب من أي خروج عن هذا المنهج وتوسعة التسليح إلى جهات وحركات على أساس الطوائف أو الأحزاب أو القوميات أو الديانات أو الأقليات ، لأن ذلك يعني بكل بساطة تشكيل دول داخل الدولة ،

وهذا ما بدا واضحاً في العراق بتأثير الجهات المسلحة على القرار السياسي وعدم استقلاليته ، إضافة إلى الخطر الكبير في مستقبل الأيام بعد نهاية الإرهاب فإنه من غير الممكن أن تقوم هذه الحركات بحل نفسها وبالتالي سوف تبحث عن موقع لها ولن تقبل بأن تكون تابعة لجهة معينة وعلى هذا الأساس سيبدأ صراع من نوع آخر ، وإذا ما أخذنا خطورة أن تستعيد المناطق المحتلة من خلال حركات عديدة حيث يصعب السيطرة عليها وضبطها وبالتالي ستكون منفلتة تتصرف وفقاً لأهوائها وليس وفقاً لمصلحة البلد ، ولهذه الأسباب وأسباب أخرى كان موقف الكنيسة الكلدانية موفقاً لدرجة كبيرة عندما رفضت تسليح فصائل مسيحية واعتبرتها خطوة غير مباركة وغير بريئة وتشكل خطرا ً ، حيث جاء في تصريح لبطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم السيد مار لويس ساكو إن " تسليح قوات الأمن المحلية في العراق بما فيها المجاميع المسيحية والجماعات الايزيدية يشكل خطورة على البلاد والمقاتلين المنخرطين في صفوف تلك المجاميع" . وأضاف بطريرك الكنيسة الكلدانية " إن أرادت الإدارة الأميركية محاربة داعش فعليها تسليح القوات النظامية المركزية والبيشمركة في إقليم كردستان "، متسائلاً " كيف بإمكان فصائل قليلة العدد وتفتقر للخبرة محاربة داعش وطرده؟".

وتابع ساكو "هذا غير ممكن كونه يعقّد الأوضاع ويخلق حكومة داخل حكومة ". وحث البطريرك ساكو في كلامٍ موجَّهٍ للمسيحيين بأن "يكونوا حكماء ولا تدفعهم العاطفة إلى أوضاع يندمون عليها".

وعن إيجاد دور فعال للمسيحيين في تحرير مناطقهم ، دعا البطريرك لويس ساكو " الشباب المسيحي إلى الانخراط في صفوف الجيش النظامي وقوات البيشمركة لضمان الحماية القانونية "، مشيراً إلى أن "تشكيل فصائل مسلحة معزولة يُشكّل خطراً عليها".
فيما قال رئيس أساقفة كركوك والسليمانية ، المطران يوسف توما إن " تسليح المليشيات المسيحية سيضع العراق بعامة والمسيحيين بخاصة على خط الخطر " عاداً أن " توزيع الأقليات يؤدي إلى تشتيت الطاقات وإضعاف البلاد ".

ودعا توما من يسعى لذلك إلى " الشعور بالمواطنة والانتماء للعراق والانخراط في القوات النظامية المتمثلة بالجيش العراقي أو البيشمركة الكردية "، مطالباً التحالف الدولي والدول الكبرى التي " تقف وراء ذلك إلى إعادة التفكير بالموضوع وأن يحتكموا للخبرة والتاريخ ".

يذكر أن مجلس النواب الأميركي أجرى قبل أيام تعديلين على قانون تفويض الدفاع الوطني لدعم الأقليات العراقية في الحرب ضد داعش عبر تسليح الميليشيات المسيحية والايزيدية.

ونعتقد أن هذا الموقف هو أكثر المواقف عقلانية وموضوعية ويمثل قراءة أدق للأحداث والأوضاع التي يمر بها العراق إذا ما تم مقارنته بمواقف دينية أخرى صدرت من جهات أخرى ومنها المرجعيات الدينية الشيعية في العراق وخصوصاً النجف وفتوى المرجع السيستاني بالذات ، حيث صدرت فتاوى بالقتال والتحشيد تسببت بالتصعيد الطائفي وتمزيق لحمة المجتمع العراقي ، وأدت إلى تكوين العشرات من الفصائل المسلحة التي لا يمكن ضبط حركتها أو السيطرة عليها حتى من قبل الدولة وسلطاتها أو حتى من قبل الجهات الدينية الشيعية ، وأدت إلى خلق حكومات فوق الحكومة ودول داخل الدولة ، وهذا قطعاً لا يخدم الشعوب التي تنتظر الاستقرار والطمأنينة ، ولا يخدم الدولة بقيام مؤسسات مهنية مستقلة بعيدة عن التحزب والعشيرة والعائلة والطائفة والدين ، وهو بعيد كل البعد عن قيم التسامح والوئام التي تدعو لها الأديان وخصوصاً الدين الإسلامي .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، الصراعات المذهبية، الارهاب، الميليشيات، الكنيسة الكلدانية، التدخل الايراني، التدخل الامريكي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 26-05-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد أحمد عزوز، أحمد بن عبد المحسن العساف ، كريم السليتي، محمد عمر غرس الله، العادل السمعلي، د. عبد الآله المالكي، عبد الرزاق قيراط ، د- محمود علي عريقات، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، خالد الجاف ، رافد العزاوي، محمود طرشوبي، فتحـي قاره بيبـان، ضحى عبد الرحمن، د - المنجي الكعبي، أبو سمية، فهمي شراب، د. خالد الطراولي ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، يزيد بن الحسين، منجي باكير، إسراء أبو رمان، د - مصطفى فهمي، د. عادل محمد عايش الأسطل، صفاء العراقي، أحمد الحباسي، محمود سلطان، حسن عثمان، أحمد النعيمي، الهادي المثلوثي، سيد السباعي، حسني إبراهيم عبد العظيم، فتحي العابد، أحمد بوادي، سامر أبو رمان ، عبد الله زيدان، صباح الموسوي ، د - محمد بنيعيش، عمر غازي، محمد العيادي، إياد محمود حسين ، د. أحمد محمد سليمان، سفيان عبد الكافي، صلاح المختار، أ.د. مصطفى رجب، سعود السبعاني، حاتم الصولي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أحمد ملحم، سامح لطف الله، محمود فاروق سيد شعبان، أنس الشابي، مراد قميزة، سلام الشماع، د- محمد رحال، عبد الغني مزوز، د - الضاوي خوالدية، صفاء العربي، خبَّاب بن مروان الحمد، صلاح الحريري، د. أحمد بشير، حسن الطرابلسي، د - عادل رضا، فوزي مسعود ، د. طارق عبد الحليم، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عزيز العرباوي، سليمان أحمد أبو ستة، د - محمد بن موسى الشريف ، ماهر عدنان قنديل، جاسم الرصيف، تونسي، د - شاكر الحوكي ، عواطف منصور، صالح النعامي ، مصطفى منيغ، رضا الدبّابي، الناصر الرقيق، عراق المطيري، أشرف إبراهيم حجاج، يحيي البوليني، فتحي الزغل، الهيثم زعفان، ياسين أحمد، سلوى المغربي، نادية سعد، محمد شمام ، د - صالح المازقي، محمد اسعد بيوض التميمي، رمضان حينوني، مصطفي زهران، طلال قسومي، رشيد السيد أحمد، حميدة الطيلوش، محرر "بوابتي"، كريم فارق، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد الطرابلسي، عمار غيلوفي، محمد الياسين، د- هاني ابوالفتوح، محمد يحي، وائل بنجدو، رافع القارصي، علي الكاش، عبد الله الفقير، مجدى داود، د. صلاح عودة الله ، المولدي الفرجاني، د.محمد فتحي عبد العال، د. مصطفى يوسف اللداوي، علي عبد العال، د- جابر قميحة، إيمى الأشقر،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة