البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

حزب الله، إسرائيل، العرب، بمنتهى الصراحة

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4265


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


حديث سماحة السيد حسن نصر الله الأخير إلى قناة ‘ الميادين’ أو ما سمي بحديث العام يصعب على أي محلل سياسي أن يتجاهل مضمونه و أهدافه، فبعد هذا الحديث ثبت أن كل قواعد الاشتباك السابقة مع الكيان الصهيوني الغاصب قد سقطت برمتها و أن الحزب سيرد في أي حرب قادمة في كل مكان من أرض فلسطين المحتلة و بالطريقة الرادعة التي يراها مناسبة دون النظر إلى تكاليف هذا الرد بشريا و ماديا على العدو، هذا يؤشر إلى قدوم أيام عصيبة للعدو و يعطى الدليل الملموس لهؤلاء ‘العرب’ القابضين على السلطة في الخليج أن حزب المقاومة لا يمزح في مثل هذه المسائل الجوهرية التي تتعلق بالقضايا الأساسية للأمة العربية، فضلا عن إعطاء إشارة واضحة لهؤلاء الأعداء مجتمعين ( خليجيين و صهاينة و بعض الخونة في لبنان و بعض الدول العربية الأخرى التي لامس شعورها صعود الإخوان للحكم بعد ما يسمى بالربيع العربي ) بأن عهد السياحة العسكرية في لبنان قد ولى إلى غير رجعة و أن قوة المقاومة الرادعة هي نتاج تضحيات جسيمة و دعم من الجمهورية الإسلامية الإيرانية و الجمهورية العربية السورية .

لم يعد هناك في إسرائيل مكان امن لا تطاوله القوة الصاروخية للمقاومة، هذا في حد ذاته إعجاز عسكري كبير في عهد شهد تصاعد القوة العسكرية الصهيونية بعد انتصار تموز 2006 و تقرير فينوغراد الشهير الذي فرض على العقل العسكري الصهيوني العمل ليلا نهارا لمليء ‘الفراغ’ المشار إليه بالتقرير، و كلام سماحة السيد في تصريحه الأخير لم يكن يستهين بالقوة العسكرية الصهيونية بل كان كلاما مبنيا على معطيات و تقديرات و خطط و مراقبة و استعلام عن قدرات العدو و هو ما كان واضحا من كلام السيد ، و حين يعلم المتابعون لهذا الملف أن إسرائيل تحتكم على قدرات قتالية و عسكرية هائلة و أنها تملك أحدث ما أنتجته التقنيات الأمريكية العسكرية الحديثة و ما تصنعه المعامل العسكرية الصهيونية إضافة إلى توسيع مدى القبة الحديدية لتشمل كامل التراب الفلسطيني المغتصب فبالإمكان الحديث على أن حديث السيد يأخذ أبعادا غير مسبوقة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني إضافة إلى أن المقاومة قد حققت تفوقا معلنا و واضحا على جميع الجيوش العربية لبلدان الطوق العربي لإسرائيل و أعطت درسا بليغا بان العبرة ليست بتكديس الخردة العسكرية بل باعتماد أساليب مبتكرة قادرة على إحداث توازن الرعب مع العدو.

من الواضح أن القرار السياسي في سوريا بعد هذه الحرب الإرهابية المجنونة لم يعد نفس القرار قبل هذه الأزمة الدموية التي استهدفت الرئيس الأسد ليس في شخصه فحسب بل في كل ما يمثله من عناوين مقاومة و من فتح التراب السوري لبعض الفصائل الفلسطينية المعارضة لمنطق المفاوضات العبثية مع العدو و بوصفه وصيا على ارث والده الرئيس الراحل حافظ الأسد و بالذات رفضه المعلن للتنازلات المجانية للعدو و للأمريكان، بهذا المنطق فقد جاءت هذه الحرب ‘الخليجية الصهيونية’ لتفرض حقائق جديدة على الأرض و تقلب كثيرا من الثوابت و المعادلات، من أهمها الفيتو الروسي و قرار الكرملين بضرب الإرهاب في سوريا و إعلان الرئيس بوتين أن الرئيس الأسد هو خط أحمر و شريك أساسي في البحث عن حل سياسي للازمة السورية،أيضا أصبح الجولان منطقة مقاومة و هذه رسالة سورية مهمة لكل الأطراف ذات العلاقة بالنزاع العربي الصهيوني خاصة بعد أن شاركت إسرائيل الجماعات الإرهابية الاعتداء على الأراضي السورية، و معلوم اليوم للمتابعين أن هناك تخطيط و تدريب لعناصر من حزب الله و من قوات الحرس الثوري الإيراني و من الشباب السوري الرافض للاحتلال لفتح جبهة الجولان في أي معركة عسكرية قادمة مع العدو، و لعل هذه أحد انتصارات المقاومة و أهم القرارات المتخذة منذ حرب أكتوبر 1973 لتمكينها من هامش كبير للمناورة لإرباك العدو و شل و توزيع قدراته العسكرية بما يمثل أكبر كابوس تواجهه القوات الصهيونية مستقبلا.

لقد فتح نظام المافيا السعودي ‘ جبهة’ صراع في الاتجاه الخطأ، فهذا النظام لم يقدم طيلة ‘ حياته’ طلقة واحدة أو خرطوشا واحدا للمقاومة الفلسطينية و اكتفى دائما ب’إرسال’ الدعاء و التمنيات و بعض عبارات التنديد لأهلنا في فلسطين عند كل اعتداء صهيوني همجي بربري، هذه عادة سعودية خليجية مستقرة و معلومة للرأي العام العربي ، و بهذا المعنى فلم يكن غريبا أن يدفع الدولار النفطي و يهدد بعض الأنظمة العربية الفاشلة لجرها لمساندة ‘ قراره المسبق بوصم حزب الله بالإرهاب، المهم في كل هذا أن هذا القرار قد ولد ميتا و لا يساوى ثمن الحبر و الورق الذي كتب عليه، فما حدث في تونس و الجزائر على سبيل المثال من تهجين لهذا القرار القذر يمثل صفعة قوية في وجه العميل الملك سلمان مباشرة و بكامل التوصيف، فالعملية ليست عملية قرارات لان الجامعة العربية هي دكان تجميع القرارات البائسة بامتياز بل مسالة وجدان عربي بكل توليفته و مذاهبه و توجهاته و تفريعاته الفكرية يقف باحترام للمقاومة و يعبر بمنتهى الطلاقة على كراهيته المعلنة لكل الأنظمة الخليجية دون استثناء أو تخصيص، و المقاومة في حزب الله و في سوريا بالذات مطمئنة إلى هذا الوجدان العربي و هذا انتصار معنوي يرتب أثارا في قلوب المقاومة و يعطى دفعا لانجاز الانتصارات.

لقد كان هناك من ‘يمزح’ عندما تتحدث المقاومة أو سوريا على أنها سترد على إسرائيل في الوقت المناسب، فهناك كتاب خليجيون و عرب مهمتهم تسخيف انجازات المقاومة ووظيفتها و تصريحاتها و من بينهم طبعا هذا الخنيث نديم قطيش، لكن من الواضح أنه و بعد كلام سماحة السيد في قناة ‘ الميادين’ أصبح العدو الصهيوني هو من سيضطر للبحث عن كيفية الرد في الوقت المناسب بعد أن عبر سماحة السيد على أن كل الخطوط الحمراء قد تم تجاوزها و أنه على الدولة اللبنانية أن تبحث عن طريقة مناسبة لمنع الخروقات الصهيونية للمحال الجوى اللبناني و إلا فان المقاومة ستقوم بما يجب لمنع إسرائيل من مواصلة عمليات الاكتشاف الجوية التي تهدد الأمن اللبناني و تعطى لبنك المعلومات الصهيوني كل ما تصوره طائرات الاستطلاع من تحركات و منشئات و تطورات ميدانية على الساحة اللبنانية، و هذه رسالة عميقة المغزى للصهاينة و لهؤلاء الأقزام العرب الذين رضعوا الخيانة و لكل الذين يدورون في فلك اللوبي الصهيوني العالمي.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

حزب الله، سوريا، المقاومة، الشيعة، لبنان، إسرائيل،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 5-05-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أنظمة جبانة ، أنظمة بلا ضمير
  متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
  تونس : قيس سعيد و القضاء، تفاهمات خفية
  لماذا يتم التنكيل بعبير موسى ؟
  "ميزيريا" زرقاء
  التآمر على أمن الدولة، التهمة الأكثر إضحاكا في تونس
  إن عدتم عدنا، فها أنا عدّت
  تونس : رغيف عيش يا أولاد الحلال
  بلاغ للنائب العام
  هل باع حمة الهمامى دم الشهيد شكري بلعيد؟
  لبن، سمك، تمر هندي
  كيف أتقيّد بقواعد النشر ؟
  هل الشعب هو سبب البلاء ؟
  قيس سعيد، هذا " النظيف" الذي يتسخ كل يوم
  قاللك تحيا تونس
  حرب الاسكات، من يريد بحرية التعبير شرا ؟
  لماذا يريد الرئيس توريث ابنه بالقوة ؟
  سهام طائشة و كلام في الممنوع
  نهضاويات
  عزيزي المتابع تخيل لو نجحوا ...فقط تخيل ...
  لو تحدثنا عن البقايا ...
  تونس : انقلاب الجنرال، الأسئلة و الأجوبة
  يوسف الشاهد، من الغباء السياسي ما قتل
  سى الطبوبى : ياريت تنقطنا بسكاتك
   قناة التاسعة : تلفزيون "شالوم" و أبناء "شحيبر"
  صراخ فلسطين و صمت العرب
  عبير موسى، هذا القضاء الفاسد
  مسلسل هابط اسمه ‘ مجلس نواب الشعب ‘
  نقابة المرتزقة، الحبيب عاشور لم يمت
  بورقيبة، وردة على قبر الزعيم

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - المنجي الكعبي، د - محمد بنيعيش، سلام الشماع، صالح النعامي ، محمود سلطان، صلاح الحريري، د. أحمد محمد سليمان، أحمد النعيمي، فتحي الزغل، فتحـي قاره بيبـان، أنس الشابي، الهيثم زعفان، حميدة الطيلوش، العادل السمعلي، تونسي، سلوى المغربي، عبد الرزاق قيراط ، الناصر الرقيق، عمار غيلوفي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د- محمد رحال، د. عبد الآله المالكي، عبد الله الفقير، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمود طرشوبي، إيمى الأشقر، أحمد ملحم، مراد قميزة، سليمان أحمد أبو ستة، جاسم الرصيف، د - صالح المازقي، عبد الغني مزوز، كريم السليتي، نادية سعد، أبو سمية، عبد الله زيدان، د - عادل رضا، مصطفى منيغ، صباح الموسوي ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - محمد بن موسى الشريف ، د- جابر قميحة، منجي باكير، ياسين أحمد، خالد الجاف ، أحمد بوادي، مجدى داود، رشيد السيد أحمد، د. صلاح عودة الله ، محمد الياسين، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، حسن عثمان، أشرف إبراهيم حجاج، الهادي المثلوثي، محمد عمر غرس الله، د- محمود علي عريقات، رمضان حينوني، فوزي مسعود ، رضا الدبّابي، محمد شمام ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، ماهر عدنان قنديل، د.محمد فتحي عبد العال، محمود فاروق سيد شعبان، يحيي البوليني، ضحى عبد الرحمن، مصطفي زهران، صفاء العربي، أ.د. مصطفى رجب، عمر غازي، يزيد بن الحسين، خبَّاب بن مروان الحمد، محرر "بوابتي"، إسراء أبو رمان، د - الضاوي خوالدية، د. أحمد بشير، رافد العزاوي، طلال قسومي، سفيان عبد الكافي، محمد العيادي، عراق المطيري، سامر أبو رمان ، كريم فارق، علي عبد العال، وائل بنجدو، محمد يحي، فتحي العابد، د - مصطفى فهمي، سامح لطف الله، سعود السبعاني، سيد السباعي، حسن الطرابلسي، رافع القارصي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، علي الكاش، عواطف منصور، رحاب اسعد بيوض التميمي، د- هاني ابوالفتوح، عزيز العرباوي، محمد أحمد عزوز، د. خالد الطراولي ، د - شاكر الحوكي ، د. عادل محمد عايش الأسطل، أحمد الحباسي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد الطرابلسي، د. طارق عبد الحليم، صفاء العراقي، حاتم الصولي، محمد اسعد بيوض التميمي، فهمي شراب، إياد محمود حسين ، المولدي الفرجاني، صلاح المختار،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة