البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

نحو مواجهة التغريب والإلحاق بفرنسا

كاتب المقال عبد العزيز كحيل - الجزائر   
 المشاهدات: 3264



سقطت الأقنعة نهائيا وتخلى التغريبيون عن الأساليب الملتوية والأدوات المبهمة وأعلنوها حربا سافرة صريحة على هوية البلاد وثوابتها ، واستقووا بفرنسا وقوانين المجامع الدولية الشاذة لإفساد المجتمع من بوابة المرأة والمناهج التربوية ، ولا جديد في كلّ هذا ، فإنما هو امتداد لمخطّط طويل الأمد شرع التغريبيون المتحكمون المتسلطون على مفاصل الدولة الثقافية والسياسية في تنفيذه منذ الاستقلال ، لذلك لن أطيل الحديث في التشخيص ولا التباكي والشكوى ولعن الظلام.

لكن أريد أن أدقّ ناقوس الخطر في آذان الضحايا أي المتمسكين بأصالة الشعب الخائفين من المسخ والنكوص ، وفي مقدمتهم طبقة المثقفين والدعاة والعلماء لأقول : هل تكفي مقالات تُنشر هنا وهناك لصدّ الهجمة التغريبية ؟ أو ندوات موسمية تُعقد في شبه سرية ؟ أم بيانات تصدر من جهات غيورة لكنها تفتقد إلى الفاعلية والحضور القوي في الساحة ؟ أما آن الأوان لتُرفع الأصوات جهورية لتصرخ في وجه زعماء الأحزاب المنتسبة للإسلام والوطنية التي انخرط أكثرها في العمل السياسي المحترف فبرحوا ميدان الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ودخلوا دائرة التبرير بدعوى الحكمة فلم تقطف البلاد من حكمتهم أيّ ثمار جنية ؟ وفي وجه المعلمين والأساتذة الذين خاضوا جولات من الإضرابات المضنية من أجل رفع الأجور والحصول على مزيد من العلاوات ؟ وفي وجه الطلبة الذين كادوا يجعلون السنوات الدراسية بيضاء أكثر من مرة من أجل مطالب اجتماعية على رأسها الطعام والنقل ؟ أليس هؤلاء جميعا معنيّين بمصير البلاد ؟ وأين جمعيات أولياء التلاميذ المعنية قبل غيرها بالتعليم ومستقبله ؟ هل رضخ الجميع لسطوة الأقلية الإيديولوجية أم انهم لا يشعرون بالخطر المحدق بالمجتمع أم يظنون أن ما يطبخه التغريبيون هو فعلا إصلاحات ؟

أو ليس للرجال المسلمين قلوب تنبض بالغيرة أمام تبرّج بناتهم ونسائهم تبرج الجاهلية الأولى ؟
ألم يستخلصوا العبر من ” الإصلاحات ” التي طالت القضاء والمنظومة التربوية والقطاع الاقتصادي وهياكل الدولة ودستورها وقوانينها فلم تأتِ بأي جديد نافع بل نلمس التراجع والتعفّن في جميع الميادين التي تمّ ” إصلاحها ” ، وهل يماري في هذا عاقل؟

أليس للنساء المسلمات قلوب تجعلهن يحسسن بالمسخ ، و التوجيهُ العلماني اللاديني يسوقهن كالقطيع المطيع إلى الخروج عن الأنوثة – وهي شيء جميل ، تماما كالرجولة في محلها – حتى لم تعد المرأة امرأة ولا هي أصبحت رجلا ؟ ألا يمكن أن تثبت ذاتها إلا من خلال التعرّي والتخلّي عن الأخلاق الفاضلة والتمرّد على ” المجتمع الرجالي ” و ” سطوة الذكور ” كما توحي إليها الدعاية التغريبية باستمرار ؟ أو ليس للرجال المسلمين قلوب تنبض بالغيرة أمام تبرّج بناتهم ونسائهم تبرج الجاهلية الأولى وأمام الانحلال الخلقي وانتشار الفواحش البشعة حتى غدت أمرا طبيعيا ؟ أرَضِي الرجال أن يرتدوا ” القندورة ” بينما تلبس النساء السراويل ؟ هل تخلّى هؤلاء عن الأنوثة وأولئك عن الرجولة ببرودة أعصاب واطمئنان كبير ؟ أيّ مسخ شامل ينتظر مجتمعنا ” الاسلامي ” وهذه نُذُر التغريب تستقوي بكلّ ما يخالف الدين من مواثيق دولية وثقافة وافدة لمحاصرة الأسرة وتغيير وجه التعليم تغييرا جذريا ليس لينافس نظيره في البلاد المتقدمة ولكن ” ليتحرّر ” من المسحة العربية الاسلامية ويُسلم قواده لفرنسا عبر أوليائها الملكيين أكثر من الملك ؟

إن فسح المجال لانتشار الخمور بقرار وزاري وإغراق السوق بالكحول وتيسير إنتاجها وتداولها مصيبة كبرى لكنها – على شناعتها – أقلّ خطرا من ضرب أسس الأسرة وتلغيم تربية النشء ، لكن أصحاب القرار لا يزعجهم لا هذا ولا ذاك للأسباب المعروفة ، فهل يسكت الرأي العام والنخبة المتعلمة الواعية ؟ ما زال القانون يسمح بأشكال عديدة من التحرّك الشعبي كالتظاهر والاعتصام والإضراب وكتابة العرائض فينبغي لقادة الرأي من شخصيات وهيئات أصيلة شجاعة استغلال كلّ هذه الوسائل وبقوّة لإسماع رأي الأغلبية وعرقلة مخططات الافساد ، وغنيّ عن البيان أن التعويل على ” نوّاب الشعب ” دليل غفلة وغباء لأن الجميع يعرف كيف وصلوا ولماذا وصلوا ، لا فرق بين وطني وعلماني وإسلامي مع كلّ أسف باستثناء أفراد قلائل أصبحوا جزءا من الديكور.

إن سلخ المجتمع الجزائري عن انتمائه الحضاري باسم العولمة خطر محدق لا يقل خطورة عن الاستعمار
آن أوان التحرّك القوي عبر كلّ مساحة متاحة كالجريدة والقناة الفضائية والمحطات الإذاعية لاستنفار الشعب وفضح المخططات التغريبية واقتراح بدائل علمية رصينة تمزج الحداثة بالأصالة وتتحرّر من الهيمنة الفرنسية والسطوة العلمانية ، وهذا – كأولوية عاجلة – أفضل من التمادي فيما يُسمى العمل السياسي الذي نعلم جميعا أنه – في ظروف البلاد منذ العشرية الحمراء لا أعادها الله علينا – أقرب إلى البهلوانية والتهريج وإضاعة الأموال والأوقات والجهود في مسرحيات سيئة الإخراج والتمثيل لم تعد تثير اهتمام أحد ، وهذا ما أغرى النظام بتصعيد حملته التغريبية ، ولا بدّ أن يفهم الناس أن إضاعة الهوية أخطر من ضيق المعيشة ومن هبوط أسعار البترول وجفاف منابعه لأن للأزمات الاقتصادية حلولا بينما يستعصي الحلّ على الجزائر إذا فقدت هويتها وأصبحت مثل جزيرة مايوت أو هايتي أو كاليدونيا ، وهي بلاد هجينة تمسك بذيل فرنسا رغم أن لا علاقة لها بدينها ولا لغتها ولا تاريخها ولا شخصيتها ، وهو السيناريو المرسوم لنا ، وهو ليس قضية وزير أو وزيرة بل اختيار واعٍ لنظام حكم بأكمله تسيطر فيه الأقلية الإيديولوجية على الأغلبية الساحقة وتستدرجها لخياراتها المصيرية الدائرة في فلك فرنسا.

إن سلخ المجتمع الجزائري عن انتمائه الحضاري باسم العولمة و ” الانفتاح على القيم الإنسانية ” خطر محدق لا يقلّ خطورة عن الاستعمار المباشر الذي ما زلنا نجرّ ذيوله ، وأي حسن ظنّ بالشعارات المرفوعة من طرف الفاعلين التغريبيين غفلة يكون ثمنها على حساب استقلال الجزائر وثوابتها ، ولا يجوز أن تخدعنا جوانب إيجابية قليلة في ” الإصلاح ” تُخفي مصائب جمّة تتهدّد المجتمع وترهن مستقبله.

إن تكثيف الكتابات الصحفية والندوات واللقاءات المختلفة والمهرجانات الشعبية وشغل شبكات التواصل الاجتماعي لتعرية مخطط تغريب الجزائر عبر المرأة والأسرة والمنظومة التربوية واجب ديني و وطني ينبغي أن تنخرط فيه كل الأطراف المتمسكة بأصالة هذه البلاد واستقلالها انخراطا قويا فاعلا ، للتمييز الواضح بين الإصلاح والإفساد وبين العصرنة والمسخ ، هذا يجب أن يكون معركة الإعلام النزيه اليومية إلى أن يتمّ تصحيح المسار ، والأمر عسير وتصميم المفسدين كبير واليقظة مطلوبة لا كشعار ولكن كممارسة مستمرّة ، وعين الله لا تنام وهو حسبنا ونعم الوكيل.

النفير النفير حتى لا تضيع هويتنا.

----------
وقع تحوير العنوان الأصلي للمقال
محرر موقع بوابتي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

التغريب، فرنسا، التبعية، بقايا فرنسا، الجزائر، الإلحاق،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 4-05-2016   المصدر: إسلام أون لاين

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
ماهر عدنان قنديل، أحمد ملحم، محمود طرشوبي، فوزي مسعود ، وائل بنجدو، كريم فارق، علي عبد العال، عمار غيلوفي، أنس الشابي، فتحي الزغل، صفاء العربي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. أحمد محمد سليمان، فتحـي قاره بيبـان، فتحي العابد، د- هاني ابوالفتوح، علي الكاش، محمد شمام ، محمود سلطان، عزيز العرباوي، د- محمود علي عريقات، إياد محمود حسين ، محمد أحمد عزوز، د - عادل رضا، د- محمد رحال، عبد الله زيدان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، الهادي المثلوثي، د - المنجي الكعبي، سليمان أحمد أبو ستة، د - محمد بن موسى الشريف ، تونسي، ياسين أحمد، طلال قسومي، أشرف إبراهيم حجاج، أبو سمية، سلوى المغربي، العادل السمعلي، الهيثم زعفان، د - محمد بنيعيش، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - صالح المازقي، د - مصطفى فهمي، إيمى الأشقر، نادية سعد، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حميدة الطيلوش، عبد الغني مزوز، ضحى عبد الرحمن، سامح لطف الله، د - شاكر الحوكي ، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد العيادي، د. أحمد بشير، د.محمد فتحي عبد العال، حسن عثمان، محمد الطرابلسي، عبد الله الفقير، سعود السبعاني، محمد الياسين، إسراء أبو رمان، د. عبد الآله المالكي، محمد اسعد بيوض التميمي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د- جابر قميحة، محمد يحي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أ.د. مصطفى رجب، الناصر الرقيق، أحمد النعيمي، صالح النعامي ، صلاح المختار، د - الضاوي خوالدية، صفاء العراقي، محرر "بوابتي"، جاسم الرصيف، صلاح الحريري، عواطف منصور، منجي باكير، سفيان عبد الكافي، مصطفي زهران، سلام الشماع، عمر غازي، د. عادل محمد عايش الأسطل، مصطفى منيغ، رافع القارصي، رشيد السيد أحمد، سامر أبو رمان ، أحمد الحباسي، صباح الموسوي ، د. خالد الطراولي ، فهمي شراب، مجدى داود، حاتم الصولي، عبد الرزاق قيراط ، أحمد بوادي، يحيي البوليني، يزيد بن الحسين، خالد الجاف ، محمد عمر غرس الله، د. صلاح عودة الله ، مراد قميزة، سيد السباعي، كريم السليتي، عراق المطيري، د. طارق عبد الحليم، محمود فاروق سيد شعبان، رافد العزاوي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. مصطفى يوسف اللداوي، المولدي الفرجاني، رضا الدبّابي، رمضان حينوني، حسن الطرابلسي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة