البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

تنظيف قطاع غزة

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3347


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


وردت أعداد لا بأس بها من التعليقات، بشأن مقالة سابقة، والتي حملت العنوان (دعوة إلى الهجرة من قطاع غزة) والتي سارعت إلى انتقاد المقالة، من خلال امتداح الهجرة، وذكر ميّزاتها وفي ذات الوقت تُصرّ عليها إصراراً مُشدداً، لدرجة أنه يصعب البوح بأنها كانت مُفاجئة، على أن ما أنقص من وقعها، تلك الإجابات التي لا ترضى عن تُراب القطاع بديلاً، ولو تراكمت أزمات الفلسطينيين إلى أضعافٍ مضاعفة.
وإذا قمنا بإنشاء علاقة فيما بينها وبين الأزمات التي يُعانيها القطاع بشكلٍ عام، - مع التنبيه إلى التفريق بين الهِجرة والسفر- فسنعثر على استنتاجٍ مفاده، أن الجزء الأكبر منها، تمقت البقاء لمجرد البقاء، وتُرحّب بالهجرة لمجرّد الهجرة، كما أنّها ليست على استعداد للتفكير فيما ستُخلفه وراءها، وسواء باتجاه أهلها وذويها أو باتجاه القضية الفلسطينية بوجهٍ خاص، والبقية الأقل، هي التي تريد الهجرة لهدف بلوغ حياةِ معيشة أفضل.
صحيح أن أحلام الهجرة، تزايدت وبصورة أكبر، منذ تولي حركة حماس مسؤولية الحكم في قطاع غزة منتصف عام 2007، ولكن في مقابل أن جُل الفلسطينيين الذين يعيشون في الخارج، وسواء كانوا بمحضِ إرادتهم أو النازحين بفعل الاحتلال الإسرائيلي، لم تكن لهم الرغبة في العودة إليه، أثناء وبعد دخول السلطة الفلسطينية للمناطق، بناءً على اتفاق أوسلو، وقد كان باستطاعتهم فعل ذلك.
الزيادة الطارئة تعني، أن كانت هناك تفكيرات سابقة بالهجرة ولأسباب مختلفة، وكانت عامّة أي لفئات وأجيال مختلفة، حتى قبل تواجد السلطة أو حماس، كما لم يكن الاحتلال الإسرائيلي السبب في وقوعها سوى في حالات قليلة، وفي حينها كانت تردّ المؤسّسات الوطنيّة المحليّة والحكومات العربيّة، بسلسلة من الإجراءات الرقابيّة، التي تُعرقل تلك التفكيرات، وذلك بمبرر طمسها أو الحدّ منها على الأقل، باعتبارها تؤدّي إلى تفريغ الأراضي الفلسطينية وبخاصة قطاع غزة، وبالتالي إحداث خلل في الميزان الديمغرافي لصالح الإسرائيليين.
كان التعاون واضحاً بين المؤسسات الفلسطينية وتلك الحكومات، وخاصة الحكومتين في كلٍ من مصر والمملكة الأردنيّة، كونهما تشاركان في الحدود مُباشرة، ولها منافذ حدودية عاملة على مدار الساعة، حيث كانتا تقومان بمنع صغار السنّ وغير المتزوجين من الدخول إليهما، وفي حالات أخرى، كان يضطرّ الأشخاص، إلى دفع مبالغ نقدية تفرضها المؤسسات الفلسطينية باعتبارها تأمين عوْدة.
مسألة تفكير البعض بالهجرة، هي مسألة موجودة، وستظل كذلك مادامت الحياة، وقد تكون الإجراءات التي تقوم بها الدول للحدّ منها هي إجراءات خاطئة، أو هي ليست صائبة بالضرورة، بسبب أن الخشية من مسألة تفريغ القطاع، أو الحاجة إلى قدرات إنتاجيّة وأمور أخرى، هي خشية في غير محلّها، وأن الإمعان في مكافحتها، قد يأتي بعواقب غير مقبولة ولا مُحتملة.
وبرغم عدم اطمئناننا للأفكار التهجيريّة كمبدأ، لكن يجدر بنا بيان، أن حرية الحركة، هي إحدى حقوق الأفراد الرئيسة، حيث ينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة 12، على أن لكل فرد حريّة التنقل، واختيار محل إقامته داخل حدود كل دولة، وأن يغادر تلك الدولة، أو أن يعود إليها في أي وقت، وهذه المادة قد تم التوقيع عليها من قِبل المجتمع الدولي بما فيه الدول العربيّة.
وقد كفل القانون الأساسي الفلسطيني، حق المواطنين في التنقل والسفر، حيث تنص المادة 11 من القانون، على أن الحرية الشخصيّة حق طبيعي وهي مكفولة، ويجدر الذكر أيضاً في هذا السّياق، بأن إسرائيل وهي الأحرص في هذا المجال، ليس لديها أيّ إجراءات مقابلة لمسألة هجرة مواطنيها من أيّ من أنحائها، ولأي سبب كان.
لا يُمكن بأي حال، إلغاء تلك الطموحات لدى بعض الشباب ذوو الدماء السّاخنة، بسبب عدم وجود إنجازات وحوافز، التي يمكنها مكافحتها للقضاء عليها أو الحدّ منها على الأقل، وخاصةً في هذه الأثناء، وذلك نظراً لكثرة مبررات المتعلّقين بأهدابها، ولذلك فقد يكون اللجوء إلى السماح لكل من تسعدهم فكرة الهجرة، بأن يقوموا بتنفيذها، وعتد أول مناسبة تكون فيها المعابر مفتوحة، هي فكرة ممتازة، على أن تلك الهجرة فيما لو اكتملت أجزاء منها، فإنها حنماً لن تُغير شيئاً.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

قطاع غزة، إسرائيل، السلطة الفلسطينية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-04-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد العيادي، أحمد النعيمي، د. عبد الآله المالكي، د - صالح المازقي، محمود طرشوبي، ماهر عدنان قنديل، حسن الطرابلسي، سلوى المغربي، عمار غيلوفي، د. أحمد محمد سليمان، صلاح الحريري، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - الضاوي خوالدية، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. صلاح عودة الله ، رشيد السيد أحمد، د - محمد بن موسى الشريف ، سامر أبو رمان ، نادية سعد، طلال قسومي، د - عادل رضا، د - محمد بنيعيش، رضا الدبّابي، د- جابر قميحة، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أحمد ملحم، د - مصطفى فهمي، د- محمد رحال، مراد قميزة، يحيي البوليني، صفاء العراقي، العادل السمعلي، صلاح المختار، أبو سمية، عزيز العرباوي، عبد الله زيدان، محمد عمر غرس الله، سليمان أحمد أبو ستة، د- هاني ابوالفتوح، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، صباح الموسوي ، سلام الشماع، محمد اسعد بيوض التميمي، وائل بنجدو، سعود السبعاني، فتحي الزغل، سامح لطف الله، محمود سلطان، كريم فارق، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، خبَّاب بن مروان الحمد، عبد الله الفقير، مجدى داود، سيد السباعي، د - شاكر الحوكي ، إسراء أبو رمان، الهيثم زعفان، أنس الشابي، منجي باكير، كريم السليتي، حاتم الصولي، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمود فاروق سيد شعبان، أحمد بوادي، محمد الطرابلسي، محمد يحي، جاسم الرصيف، عبد الغني مزوز، مصطفي زهران، محرر "بوابتي"، علي عبد العال، حسن عثمان، د.محمد فتحي عبد العال، رافد العزاوي، د. مصطفى يوسف اللداوي، يزيد بن الحسين، عراق المطيري، د. كاظم عبد الحسين عباس ، المولدي الفرجاني، عبد الرزاق قيراط ، ضحى عبد الرحمن، صفاء العربي، محمد الياسين، إياد محمود حسين ، ياسين أحمد، فتحي العابد، تونسي، عواطف منصور، رمضان حينوني، الناصر الرقيق، محمد أحمد عزوز، محمد شمام ، خالد الجاف ، د. طارق عبد الحليم، رحاب اسعد بيوض التميمي، عمر غازي، الهادي المثلوثي، حميدة الطيلوش، مصطفى منيغ، رافع القارصي، إيمى الأشقر، علي الكاش، د - المنجي الكعبي، أحمد الحباسي، د. أحمد بشير، أشرف إبراهيم حجاج، فهمي شراب، د. خالد الطراولي ، صالح النعامي ، أ.د. مصطفى رجب، سفيان عبد الكافي، فتحـي قاره بيبـان، فوزي مسعود ، د- محمود علي عريقات،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة