البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

سياسة فلسطينيّة مُضطّربة

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3176


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


مرّت 70 سنةً منذ حصول النكبة الفلسطينية، وما يقرب من ربعِ قرنٍ على اتفاق أوسلو، ونحن كفلسطينيين بخاصة، نعكف على وصف إسرائيل بأنها كيان صهيوني إرهابي، باعتبارها احتلّت الأرض الفلسطينية وهجّرت أصحابها واقترفت عشرات المذابح بحقهم، بدءاً بمذبحة دير ياسين ومروراً بكفر قاسم وخانيونس إلى الحرم الإبراهيمي وجنين، والمجازر التي حصدت أرواح العديد من العوائل الفلسطينية على مدار ثلاث حملات عسكرية، التي كانت قد شنّتها ضد قطاع غزة باعتباره كياناً مُعادياً.

على مدى سني الحرب وسني السلام سواء بسواء، لم تقُم إسرائيل بكفّ يدها الاحتلالية ضد الفلسطينيين، والتي طالت أرضهم وممتلكاتهم ومقدساتهم، بل وقامت بتطوير ممارساتها الصارمة باتجاههم وبقدرٍ صارخ، لم يكونوا يحلمون بها في يومٍ من الأيام، ولم يتوقعوا أن تستمر مأساتهم إلى هذا اليوم، وقد نفذت البلاد ومات الآباء والأجداد.

كما أنهم لم يدُر بخلدهم، أن تتدحرج أيديولوجيتهم الثوريّة، التي تعتمد الكفاح المسلح لتحرير الأرض والإنسان، إلى الكفر بالبندقية والإيمان بسياسة السلام، التي كانت بالنسبة لهم تبعاً للتجربة المريرة التي ابتلعوها بخاطرهم أو رغماً عنهم، أشد إيلاماً ممّا جلبته مرحلة الكفاح، حيث ضاعفت إسرائيل خلالها، من ممارساتها ضدهم، باعتبارها سياسة مأمونة وشرعية، وقد تحقق بموجبها الاعتراف بوجودها، وبشطب الميثاق الوطني الفلسطيني خلال يوم ربيعي مُشمس.

حتى الآونة الفائتة، تجدد الوصف ذاته، حينما أعلنت السلطة الفلسطينية، بأن إسرائيل الاحتلالية، هي واحدة من أهم منابع الإرهاب في الشرق الأوسط، باعتبار أن الظلم والقهر وسياسة التمييز العنصري والاضطهاد التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني، هي من أهم الأسباب التي تخلق الارضية الخصبة للإرهاب وتساعد في انتشاره، خاصة وأن لديها من الوثائق والدلائل، التي تثبت تورط إسرائيل في تدمير حياة الفلسطينيين برمّتها.

على أي حال، نتفق مع السلطة، فيما وصلت إليه من الوصف، وهو مقبول لدى العامة حتى بين الإسرائيليين أنفسهم، ولكن نختلف معها بأن وصفها الذي وصفت به، لا يعدو كونه كلاماً وحسب، وليس جديّاً، كأن يصدر باعتباره إجراءً سياديّاً، حيث يجدر بها بناءً عليه، القيام باتخاذ إجراءات مناسبة إزاءها، كأن تقوم بقطع اتصالاتها بها، وإبداء ندمها على ما فات أيضاً.

جرت العادة، متى تم إدراج دولة أو منظمة أو حركة ما على أنها إرهابيّة، فإن الخطوة التالية هي إعلان الحرب ضدها، حتى تسقط أو تقوم بتغيير سلوكها، وليس إلى التعاون معها، فخلال الفترة الأخيرة عندما قام كلٌ من مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية، باتخاذ قرارٍ باعتبار تنظيم حزب الله اللبناني تنظيماً إرهابياً، فإنهما قصدا ما يقومان به، ما يعني التزام دول المجلس الخليجي بخاصة والدول الأعضاء في الجامعة ككل، بقطع العلاقات مع التنظيم، ومحاربته سياسياً واقتصادياً وعسكرياً أيضاً إذا ما اقتضت الحاجة.

المبررات التي تقوم عليها السلطة بشأن عدم اتخاذها إي إجراءات ضد إسرائيل، هي مبررات ضعيفة، والتي تتلخّص في آمالها نحو إمكانية استئناف المفاوضات أملاً في التوصل إلى حلول نهائية، وبأنها تقع تحت ضغوطات أمريكية وغربية، تهدف إلى الحفاظ على كميّة الثقة بها، فيما إذا كانت لا تزال متمسّكة بمبدأ السلام، وللخشية من الوقوع في حُفر سياسية وماليّة، يصعب الخروج منها.

المسألة لا تتوقف عند هذا الحد، فعدم قدرة السلطة على اتخاذ أي إجراء كان، سطحيّاُ أو بليغاً، هوشفها بالإرهاب، ترى نفسها على التلّة، خاصةً وأنها لا تزال بمنأى عن أن يصفها أحد من المجتمع الدولي بذلك الوصف باعتباره لا ينطبق عليها، وأنها أحقّ بوصف الفلسطينيين بالإرهابيين والسلطة بالتحريض المنظم على الإرهاب، وتُساعدها في ذلك الولايات المتحدة، وتشهد أيضاً بأنها دولة حُرّة وديمقراطية.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فلسطين، إسرائيل، السلطة الفلسطينية، الإحتلال،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 31-03-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رحاب اسعد بيوض التميمي، أ.د. مصطفى رجب، إيمى الأشقر، د - محمد بنيعيش، صلاح المختار، د. ضرغام عبد الله الدباغ، مراد قميزة، فهمي شراب، محمد الطرابلسي، مجدى داود، عزيز العرباوي، إسراء أبو رمان، د- محمود علي عريقات، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رضا الدبّابي، محمد يحي، خالد الجاف ، د. خالد الطراولي ، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمود فاروق سيد شعبان، علي عبد العال، حسني إبراهيم عبد العظيم، أحمد ملحم، رافد العزاوي، محمود سلطان، صالح النعامي ، سامح لطف الله، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سلوى المغربي، يحيي البوليني، كريم السليتي، صلاح الحريري، د - صالح المازقي، د - محمد بن موسى الشريف ، سفيان عبد الكافي، د. عبد الآله المالكي، سعود السبعاني، حسن الطرابلسي، تونسي، صباح الموسوي ، أبو سمية، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. طارق عبد الحليم، المولدي الفرجاني، د- جابر قميحة، سليمان أحمد أبو ستة، فتحـي قاره بيبـان، يزيد بن الحسين، رمضان حينوني، محمد العيادي، فتحي العابد، كريم فارق، رافع القارصي، د - شاكر الحوكي ، د. عادل محمد عايش الأسطل، الهيثم زعفان، د.محمد فتحي عبد العال، سلام الشماع، د. أحمد بشير، إياد محمود حسين ، أحمد النعيمي، محمد شمام ، الهادي المثلوثي، أشرف إبراهيم حجاج، فتحي الزغل، عواطف منصور، جاسم الرصيف، محمود طرشوبي، عبد الغني مزوز، ماهر عدنان قنديل، محرر "بوابتي"، محمد اسعد بيوض التميمي، علي الكاش، د - الضاوي خوالدية، حاتم الصولي، عبد الرزاق قيراط ، عبد الله الفقير، د. صلاح عودة الله ، د- محمد رحال، وائل بنجدو، نادية سعد، فوزي مسعود ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، العادل السمعلي، صفاء العربي، محمد الياسين، عمر غازي، محمد أحمد عزوز، أنس الشابي، ضحى عبد الرحمن، محمد عمر غرس الله، أحمد الحباسي، خبَّاب بن مروان الحمد، حسن عثمان، أحمد بوادي، د - عادل رضا، د - مصطفى فهمي، طلال قسومي، ياسين أحمد، د - المنجي الكعبي، مصطفي زهران، د. أحمد محمد سليمان، سامر أبو رمان ، سيد السباعي، منجي باكير، عمار غيلوفي، عراق المطيري، مصطفى منيغ، عبد الله زيدان، د- هاني ابوالفتوح، صفاء العراقي، حميدة الطيلوش، رشيد السيد أحمد، الناصر الرقيق،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة