البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الخبر الصادم

كاتب المقال د - المنجي الكعبي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3518


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


صدمت بالخبر ولم أصدق أن السيد فوزي بن مسعود صاحب موقع بوابتي والذي أصبح صديقاً عزيزاً بعد ما وجدت في موقعه رحابة صدر للمقالات التي يعبر فيها أصحابها على مسؤوليتهم عن أفكارهم ورؤاهم في قضايا بلادهم والعالم الفكرية والسياسية والدينية وغيرها، ومن بينها مقالاتي، يستدعى للتحقيق معه في تهم تخص مقالاته شخصياً، ما يعني أن مقالات غيره المماثلة في طرحها للمشاكل أو المشاطرة إياه في نظرته أو تحليله سيلاقون نفس الجرجرة الى القطب القضائي لمكافحة الإرهاب.

فإذا كان الأمر مجرد روتين عمل اقتضته طبيعة الظروف الاستثنائية التي نعيشها بسبب تنامي ظاهرة العنف والتطرف وتهديد الأمن والاستقرار وربما استهداف الثورة ونظامها نفسه، فلا بأس فكلنا مشاريع تحقيق واستجواب من طرف من أراد من الأجهزة الأمنية أو القضائية، فقد يزيدنا ذلك اطمئناناً الى حسن التمشي في معالجة قضايا الإرهاب في أشكاله المعنوية والمادية المباشرة وحتى الاحتمالية، أما إذا كان من نوع الخبط على النوايا والرجم بالغيب والفهم المبتسر، فنحن وإن كنا ننزه أجهزتنا الجديدة التي أصبحت تعمل تحت حصانة الدستور ورقابية مؤسساته التشريعية والتنفيذية، نخشى أن تكون بينها وبين الواقع الجديد للحريات والحقوق ما يحتم حقاً سد الفجوة التي طالما تنادت به الأطراف السياسية والاجتماعية وحتى الخارجية من عقد مؤتمر شامل للإرهاب بحدد مفهومه وآلياته، لوضع الضمانات الكافية لعمل أجهزة الدولة على ضوئه حتى يكسب عملها المصداقية والشفافية والنزاهة وفي الوقت نفسه يجعل جوهر العدالة البشرية والكرامة الإنسانية بمأمن من الانزلاقات المتوقعة في ظل غياب بوصلة لهذا القطب القضائي المعوّل عليه كثيراً لتضييق دائرة الإرهاب الى الصفر إن أمكن وليس بأية حال توسيعها الى ما هو أكثر من سعتها قبل اليوم. لاعتقادنا كلنا أن الإرهاب إنما أفرخه إرهاب الدولة أو بمعنى أدق إرهاب النظام الفاسد الذي كان متمثلاً في الاقتصاد المتوحش وفي تضييقاته على الحريات وفي القمع المتفشي وفي المحاكمات الغاشمة، التي عددت أخيراً لجنة الحقيقة والعدالة الانتقالية عشرات الآلاف من القضايا المرفوعة اليها بها قبل إحالتها الى القطب القضائي للعدالة الانتقالية الأجدر أن يكون في أهمية قطب مكافحة الإرهاب وليس بالأقل منه.

فكلي أمل أن لا ينزعج السيد فوزي بن مسعود على لسان قلمه ولا حتى على عظم لسانه أو موقعه ليكون رافداً من روافد مقاومة الإهاب بالصورة والكلمة والكاريكاتور وبكل من أوتي أهل الفكر والرأي والفن من أدوات للتعبير والإبداع، دون أن يخشوا سطوة سلطة تنفيذية أو قضائية تكمم أفواههم وأو تكسر أقلامهم أو تغلق مواقعهم أو تغلق نواديهم أو تحظر جمعياتهم أو تصادر إنتاجهم. لأن الإرهاب ينعشه ظلم الحكام والسطوة للعدالة بغير حق والمنع من تلاقح الأفكار وتصارع الرؤى. ويخطئ من يتصور الإرهاب له رافد معنوي غير رافد قمع الحريات وتجمد العقول وفشو الفساد والرشوة والخوف.

ولو انكب القطب القضائي على موقع السيد فوزي بن مسعود "بوابتي" وأمثاله عن طريق دارس حصيف لأدبيات الإرهاب لاستخرج منه إضاءات كثيرة توضح السبيل أمام مسؤوليه لمعالجة القضايا الإرهابية المادية الحقيقية معالجات عادلة، لا مورثة لرد الفعل من أصحابها وربما من غيرهم أكثر للطبيعة البشرية في دفع الظلم والعدوان.

ونرجو أن تكون مناسبتنا هذه في مساندة صديقنا المهندس فوزي مسعود لتجاوز محنته فرصة له كذلك لتوسيع رحابة صدره، لأنه ربما يكون قد أورثته مضايقات النظام السابق قبل الثورة سوء ظن بالتتبعات الأمنية والتحقيقات العدلية الى حد أصبحت له حساسية زائدة إزاء ما أصبحنا نعيشه اليوم ومن ضمننا أفراد الأسرة القضائية من توتر بسبب حجم الظاهرة العابرة للقارات التي أوقعت مجتمعاتنا في دوامة لم تكن بيئتنا الفكرية ولا الاجتماعية ولا الدينية تعرف لها مثيلاً في السابق. ولذلك حملت أفكارنا كثيراً من انعكاسات تلك الظاهرة أو ظلالها دون أن يتمكن البعض منا من التحذر من ملابساتها وإيحاءاته في أذهان فئة من قرائه قد تضيق ملكاتها أو اعتباراتها الثقافية عن كل حوار أو نقاش معه. ولا يصحح هذه الوضعية أكثر من التفهم المتبادل بيننا وليس بالتنافي والتقاضي للعدالة الزجرية أو الاستباقية.

----------
الدكتور المنجي الكعبي
تونس في 14 مارس 2016


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، مقاومة الإرهاب، مطاردة المثقفين، تكميم الأفواه، فوزي مسعود، القطب القضائي للإرهاب،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 15-03-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  حل الدولتين في مأزق النقض
  فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ
  المرحوم قاسم بوسنينة مثال نادر من الرجال المخلصين
  فعل المستحيل، أو بعبع حق النقض في يد إسرائيل بالتناظر لأمريكا
  أفكار يجرفها الطوفان
  كل ما تخسره إسرائيل بتطاول مدة الحرب تكسبه حماس
  يهود العالم في ولايات متحدة أمريكية صهيونية
  هدنة تفتح على حل دائم وإلا عودة لحماس أشد بأسا
  معركة الأسرى أقوى من معركة السلاح وفتيل النار
  كل الغثاء حمله الطوفان
  رب درس تأخذه من عند غير مدرس ولو من طوفان
  في غزة طوفان دموع اختلط بطوفان الأقصى
  فرنسا من المعاداة للسامية إلى المؤاخاة للصهيونية
  قمة العرب والمسلمين لمساندة طوفان الأقصى في غزة بما أوتوا من قوة الإختلاف والإئتلاف
  فلسطين بطوفان الأقصى دخلت حرب التحرير بالمعنى الجزائري الفريد
  إهلال الإسلام على الكون الجديد
  "‏الفيتو" الأمريكي البريطاني الفرنسي ملطوخ في غزة
  ‏إسرائيل تقتل نفسها عرقا عرقا في غزة
  إسرائيل «غريبة» أوروبا في الشرق الأوسط
  هذه حرب ظالمة لا حرب دفاع عن النفس
  مال الإسلام إرهاب
  الصراع الأمريكي الإسرائيلي
  ‏تركيا وإيران ومصر
  حل الدولة الواحدة
  التهور مزلة والإقدام عن تبصر مأمون
  الموقف التونسي
  ‌على أنفاس غزة
  لمحات شابية
  نيتشه الموت والحياة
  من وحي قلم الشيخ محمد الصادق بسيس

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد يحي، تونسي، عمر غازي، أنس الشابي، صفاء العراقي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، حاتم الصولي، د - صالح المازقي، صباح الموسوي ، أ.د. مصطفى رجب، رشيد السيد أحمد، د- محمد رحال، خبَّاب بن مروان الحمد، د - محمد بنيعيش، عبد الغني مزوز، رضا الدبّابي، محمد أحمد عزوز، محمد شمام ، د - مصطفى فهمي، عواطف منصور، سامر أبو رمان ، علي الكاش، الهيثم زعفان، محمود طرشوبي، نادية سعد، رمضان حينوني، أحمد الحباسي، د- جابر قميحة، عراق المطيري، صلاح المختار، حميدة الطيلوش، محمد العيادي، محرر "بوابتي"، محمد الياسين، ياسين أحمد، ماهر عدنان قنديل، وائل بنجدو، عبد الرزاق قيراط ، محمد الطرابلسي، المولدي الفرجاني، أبو سمية، رحاب اسعد بيوض التميمي، د.محمد فتحي عبد العال، رافع القارصي، أشرف إبراهيم حجاج، د - الضاوي خوالدية، جاسم الرصيف، د. مصطفى يوسف اللداوي، حسن عثمان، د. عبد الآله المالكي، إسراء أبو رمان، فتحي الزغل، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صفاء العربي، كريم فارق، يحيي البوليني، مصطفى منيغ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فوزي مسعود ، سليمان أحمد أبو ستة، مجدى داود، إياد محمود حسين ، حسن الطرابلسي، فهمي شراب، د. طارق عبد الحليم، مراد قميزة، رافد العزاوي، د- هاني ابوالفتوح، العادل السمعلي، محمد عمر غرس الله، سامح لطف الله، أحمد النعيمي، صلاح الحريري، فتحـي قاره بيبـان، علي عبد العال، د - شاكر الحوكي ، د - محمد بن موسى الشريف ، خالد الجاف ، حسني إبراهيم عبد العظيم، عبد الله الفقير، د. خالد الطراولي ، مصطفي زهران، سفيان عبد الكافي، فتحي العابد، منجي باكير، د- محمود علي عريقات، طلال قسومي، أحمد بوادي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، يزيد بن الحسين، د - عادل رضا، الناصر الرقيق، عبد الله زيدان، عزيز العرباوي، صالح النعامي ، د. أحمد بشير، محمد اسعد بيوض التميمي، سلام الشماع، سلوى المغربي، سعود السبعاني، كريم السليتي، محمود سلطان، عمار غيلوفي، أحمد ملحم، سيد السباعي، د. أحمد محمد سليمان، ضحى عبد الرحمن، إيمى الأشقر، د. صلاح عودة الله ، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمود فاروق سيد شعبان، د - المنجي الكعبي، الهادي المثلوثي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة