البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

عفوا دكتور الكعبى، عفوا

كاتب المقال أحمد الحباسى - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3772


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


بهذا المقال نحن نتجه مباشرة إلى رحابة صدر الدكتور المنجى الكعبى، و نحن بهذا المقال لا نفتعل مشاحنة جدلية بل هي مجرد عملية تفاعل بين رؤى مختلفة نتمنى على الدكتور أن لا ينزعج من طرحها في هذا الموقع، في هذا السياق نحن نؤكد من البداية أننا نتفهم قليلا طرح الدكتور و حاولنا كثيرا أن نتجنب هذه المناقشة من باب تقديرنا الكبير لتاريخ و مواقف و نزاهة الأستاذ المنجى المعروف بالجرأة و الفكر المباشر ، ولان الدكتور العزيز قد دخل في المنطقة ‘ الحرام’ هذه المرة مقحما الدستور و الوطن في مسألة لا علاقة لها لا بالدستور و لا بالوطن فقد كان لزاما أن نبدى الرأي حتى لا يكون التحجج بالدستور و الوطن مطية لهدر الدم ‘ الحلال’ بعلة الحفاظ على الدم الحرام و حتى لا يتهم أحد هؤلاء المتاجرين بعقوق الإنسان الدكتور نفسه بتبييض الدم الحرام و هي التهمة الجاهزة اليوم لكل من يدخل هذه المنطقة المحرمة المتعلقة بالإرهاب .

لقد حز في نفس الدكتور أن يبتهج البعض بالغارة الأمريكية على ذلك المستودع الذي تبين أنه يأوي مجموعة إرهابية أغلب أفرادها من ‘ التونسيين ‘، و ذهب في ظن الدكتور أن هؤلاء المبتهجين قد باركوا العملية دون مبرر و أن هذا الفعل الخادش للدستور و للوطن لا يليق أبدا تجاه من اعتبرهم الدكتور ‘بخصومنا السياسيين’ - هكذا و الله -، و الظاهر أن الحكيم قد عابت عنه الحكمة هذه المرة، و هذه ليست من عاداته ، لان المسألة و ما فيها أبسط و أتفه باعتبار أن هؤلاء القوم الذين يزرعون الموت و لا يؤمنون لا بالدولة و لا بالوطن و لا بالقيم الإنسانية و لا بالدين المتسامح لا يمكن أن يصنفوا أبدا في خانة ‘ الخصوم السياسيين ‘، فهذا التصنيف مقتصر على كل الذين يؤمنون بالحوار و بالرأي المخالف و بنبذ العنف و بقداسة الراية الوطنية إلى غير ذلك من القيم الحضارية المستقرة، هؤلاء مصنفون في خانة الإرهاب و الإرهاب لا دين له فكيف نقف في حوار شخص لا دين له و لا قيم له و لا نقاش معه ؟.

الذين اجتمعوا بربطة المعلم كما يقال في المشرق في ذلك المستودع قد اجتمعوا على قلب واحد هو الخليفة أبو بكر البغدادي و على قسم واحـــد هو المـــــوت للكفار و على ضغينة واحدة هي إسقاط الحكومة المدنية، فهؤلاء تنكروا لحقوق الوالدين كما تنكروا لحقوق الوطن و حقوق الدين الذين ارتدوا عنه بقتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق ، و هؤلاء لم يجتمعوا على التسامح و رفع راية الوطن بل اجتمعوا للتخطيط للقتل و زرع الرعب و بث الفوضى فعن أي خصوم سياسيين يتحدث الأخ الدكتور، و الذين جاؤوا بالأمس إلى مدن الجنوب لم يأتوا للمشاركة في ندوة حوار سياسية ينظمها الدكتور التميمي بل للغدر و الفتك و القتل و انتهاك الحرمات، فعن أي خصومة سياسية يتحدث الدكتور الكعبى ؟ و الذين اختبئوا بذلك المكان الذي هدمته الطائرات الأمريكية بمن فيه على من فيه ليسوا دعاة فكر أو حوار بل هم فئة انشقت عن الحضارة و عن المبادئ الإنسانية و تشبعت بثقافة الكراهية و الرغبة الجامحة في الفتك بالمسلمين و بالإنسان أينما كان، فكيف نجلس مع القتلة و بأي لغة سنتحاور ؟ .

عن أي تكافل و تآخى يتحدث الصديق الدكتور ؟ فالكفالة كما لا يخفى عليه لها شروط و تأتى في سياق ديني معين، فكيف نكفل هؤلاء الذين ينامون على ملايين الدولارات النفطية و كيف نكفل قتلة و كيف نعطى الثقة لمن يعتنقون ديــــــن الإرهاب و عن أي علاقة إخاء يمكن أن تجمع الضحية و الجلاد، القاتل و المقتول، المواطن المتسامح و الإرهابي التكفيري المتزمت نحن نتحدث، ثم كيف يصل الاتهام و الخلط لدى الدكتور بالقول أن هذا الشعب هو من سلم هؤلاء للموت خارج الحدود لمجرد مخالفة في الرأي و الفكر السياسي ، فهل الإرهاب و التكفير و القتل على الهوية و اغتصاب النساء و جهاد النكاح و الدعوة الصريحة للقتل هو الفكر السياسي المقصود ؟ و هل أن هناك ما يمكن أن يجمع بين رافع السلاح و رافع الرأي ؟ و هل يمكن لعاقل أن يقبل كلام الدكتور بأن هؤلاء الذين يتسللون بالليل و النهار إلى خارج الحدود نحن من دفعناهم إلى محرقة سبراطة ؟ و هل ذهب هؤلاء إلى ذلك المعسكر في نطاق زيارة كشفية أو من باب تبادل الخبرات الأمنــــية أم لتعلم فنـــون القتــــل و الرماية و القنص و الذبح و أكل و شي اللحم الآدمي لهؤلاء الأبرياء في سوريا أو في العراق أو في تونس ، و هل أن هؤلاء يعلمون معنى الوحدة الوطنية و هل يدخل فعلهم المشين في باب هذه الوحدة ؟ .

عفوا صديقي الدكتور، لقد أخطأت جسيم الخطأ في حق الشهداء دون قصد، في حق هذا الوطن و في حق الراية الوطنية التي دافعت عنها تلك البنت البطلة في كلية العلوم الإنسانية بمنوبة، لقد أخطأت يا صديقي في حق أبناء و عائلات الشهداء الذين غدر بهم هؤلاء ‘ الخصوم السياسيين دون سابق معرفة، لقد أخطأت يا دكتور في حق كل الذين سكبوا الدموع الحارة نحيبا على أعزاء فارقوا الحياة بدون ذنب بسبب ذئاب رضعت حليب الكراهية حتى الثمالة، لقد أخطأت سيدي العزيز في حق كل الذين امنوا بان تونس تتسع للجميع بشرط نبذ العنف، لقد قصرت يا دكتور في حق الدستور الذي طالما تلحفت بردائه أيام الجمر في عهد النظام السابق، ثم، لماذا تعمدت إلقاء مسؤولية هذه الأرواح على كتف هذا الوطن البريء و لم ترمها على كاهل المجرمين الحقيقتين من دول الخليج ؟ و هل تتحمل الدولة وزر من ذهب إلى ممارسة الإرهاب فتلقفته العصا الأمريكية الإرهابية من باب اهلك الظالمين بالظالمين ؟ بالنهاية بحثنا عن الصمت و آثرنا الصمت لكن القلم رفض الصمت .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الحرب على الإرهاب، العمليات العسكرية، مزاعم حرب الإرهاب، الجماعات المسلحة، الإرهاب الفكري،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 4-03-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أنظمة جبانة ، أنظمة بلا ضمير
  متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
  تونس : قيس سعيد و القضاء، تفاهمات خفية
  لماذا يتم التنكيل بعبير موسى ؟
  "ميزيريا" زرقاء
  التآمر على أمن الدولة، التهمة الأكثر إضحاكا في تونس
  إن عدتم عدنا، فها أنا عدّت
  تونس : رغيف عيش يا أولاد الحلال
  بلاغ للنائب العام
  هل باع حمة الهمامى دم الشهيد شكري بلعيد؟
  لبن، سمك، تمر هندي
  كيف أتقيّد بقواعد النشر ؟
  هل الشعب هو سبب البلاء ؟
  قيس سعيد، هذا " النظيف" الذي يتسخ كل يوم
  قاللك تحيا تونس
  حرب الاسكات، من يريد بحرية التعبير شرا ؟
  لماذا يريد الرئيس توريث ابنه بالقوة ؟
  سهام طائشة و كلام في الممنوع
  نهضاويات
  عزيزي المتابع تخيل لو نجحوا ...فقط تخيل ...
  لو تحدثنا عن البقايا ...
  تونس : انقلاب الجنرال، الأسئلة و الأجوبة
  يوسف الشاهد، من الغباء السياسي ما قتل
  سى الطبوبى : ياريت تنقطنا بسكاتك
   قناة التاسعة : تلفزيون "شالوم" و أبناء "شحيبر"
  صراخ فلسطين و صمت العرب
  عبير موسى، هذا القضاء الفاسد
  مسلسل هابط اسمه ‘ مجلس نواب الشعب ‘
  نقابة المرتزقة، الحبيب عاشور لم يمت
  بورقيبة، وردة على قبر الزعيم

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أحمد الحباسي، محرر "بوابتي"، محمد يحي، أحمد بوادي، خالد الجاف ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عمار غيلوفي، كريم السليتي، د - مصطفى فهمي، الناصر الرقيق، سعود السبعاني، العادل السمعلي، منجي باكير، يزيد بن الحسين، فتحـي قاره بيبـان، عراق المطيري، د- هاني ابوالفتوح، محمد الياسين، نادية سعد، صباح الموسوي ، حسن عثمان، محمد اسعد بيوض التميمي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سيد السباعي، عبد الله زيدان، د- محمود علي عريقات، طلال قسومي، د. عادل محمد عايش الأسطل، فتحي العابد، إياد محمود حسين ، فتحي الزغل، د. أحمد بشير، عواطف منصور، علي عبد العال، ماهر عدنان قنديل، صلاح الحريري، الهيثم زعفان، عمر غازي، محمد شمام ، رمضان حينوني، أحمد ملحم، د. خالد الطراولي ، حاتم الصولي، صلاح المختار، د.محمد فتحي عبد العال، رضا الدبّابي، مراد قميزة، د - محمد بنيعيش، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. طارق عبد الحليم، د - شاكر الحوكي ، تونسي، حسني إبراهيم عبد العظيم، رشيد السيد أحمد، د - المنجي الكعبي، صفاء العراقي، أنس الشابي، مصطفي زهران، صفاء العربي، د. مصطفى يوسف اللداوي، وائل بنجدو، خبَّاب بن مروان الحمد، مجدى داود، د - الضاوي خوالدية، إيمى الأشقر، إسراء أبو رمان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - محمد بن موسى الشريف ، رافع القارصي، د - عادل رضا، صالح النعامي ، مصطفى منيغ، د- محمد رحال، محمد الطرابلسي، سفيان عبد الكافي، جاسم الرصيف، محمود فاروق سيد شعبان، محمود طرشوبي، فوزي مسعود ، أ.د. مصطفى رجب، ياسين أحمد، كريم فارق، د. عبد الآله المالكي، محمد عمر غرس الله، أشرف إبراهيم حجاج، عزيز العرباوي، سليمان أحمد أبو ستة، الهادي المثلوثي، ضحى عبد الرحمن، د- جابر قميحة، محمد العيادي، سامح لطف الله، د. صلاح عودة الله ، سلام الشماع، رافد العزاوي، عبد الله الفقير، سلوى المغربي، أبو سمية، فهمي شراب، حسن الطرابلسي، علي الكاش، د. أحمد محمد سليمان، أحمد بن عبد المحسن العساف ، المولدي الفرجاني، عبد الرزاق قيراط ، عبد الغني مزوز، د - صالح المازقي، رحاب اسعد بيوض التميمي، حميدة الطيلوش، سامر أبو رمان ، محمد أحمد عزوز، محمود سلطان، أحمد النعيمي، يحيي البوليني،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة